قبل أربعة أيام من انتهاء مؤتمر الأطراف في اتفاقية المناخ (كوب30) طرحت الرئاسة البرازيلية للمؤتمر على نحو مفاجئ مسودة اتفاق أولية الثلاثاء على المندوبين، إلا أن الدول ما زالت متمسكة بخطوطها الحمر سواء تعلق الأمر بالطموحات المناخية أو التجارة والتمويل.
وسيعود الرئيس لولا الأربعاء إلى بيليم، في منطقة الأمازون حيث يُعقد المؤتمر، في مسعى للتأثير على المرحلة النهائية من المفاوضات والحيلولة دون فشل المؤتمر.
وقال الهولندي فوبكي هوكسترا، المفوض الأوروبي للعمل المناخي، الذي وصل إلى بيليم الاثنين لوكالة فرانس برس "كما هو الحال دائما في هذه المرحلة من المفاوضات، الآراء متباينة".
وأكد هوكسترا أن لا مجال "للعودة مجددا إلى مناقشة الحلول الوسط التي تم التوصل إليها بصعوبة العام الماضي فيما يتعلق بالتمويل" الذي يفترض أن تخصصه الدول الغنية للدول النامية، كما ندد بأي محاولة للزج بالاتحاد الأوروبي "في حوار مصطنع حول التدابير التجارية".
كان هوكسترا يرد على إدراج خيارات في مسودة النص تلمح إلى تدابير تجارية أحادية الجانب، تستهدف ضمنيا ضريبة الكربون الحدودية التي سيفرضها الاتحاد الأوروبي ابتداء من كانون الثاني/يناير، والتي تنتقدها الصين والولايات المتحدة ودول مُصدّرة أخرى باعتبارها حمائية مقنَّعة.
لكن لي شو، الخبير في جمعية آسيا الذي يتابع المفاوضات في بيليم، قال لفرانس برس إن "هذا النص يعكس الثقة التي تتحلى بها الرئاسة البرازيلية. ربما تكون هذه هي المرة الأولى منذ سنوات التي يُنشر فيها نصٌّ متقن إلى هذه الدرجة في وقتٍ مُبكر في مؤتمر الأطراف".
- التعددية ما زالت حية -
أُُطلق على هذا النص اسم "موتيراو موندالي" (المجتمع العالمي)، وهي كلمةٌ بلغة السكان الأصليين تُشير إلى مجتمعٍ يتحد للعمل على إنجاز مهمةٍ مشتركة. ويريد البرازيليون من خلاله أن يُبرهنوا على استمرار التعاون الدولي بشأن تغيّر المناخ، في سياقٍ جيوسياسيٍّ بالغ الصعوبة.
كما يعمل تحالفٌ يضم الأوروبيين ودول أميركا اللاتينية والدول الجزرية في بيليم لتوجيه رسالةٍ واضحةٍ. بهذا الصدد، قالت جوزفين موت، ممثلة أرخبيل كيريباتي في المحيط الهادئ "يجب أن نُظهر للعالم أن التعددية ما زالت حية".
من جانبه، دعا إد ميليباند، وزير الطاقة البريطاني، إلى الحفاظ على "الثقة بالتعددية".
- ماذا عن الوقود الأحفوري؟ -
تتضمن مسودة التسوية العديد من الخيارات المتضاربة، مما يعني أنها ستحتاج إلى تنقيح كبير قبل التوصل إلى أي اتفاق بين ما يقرب من 200 دولة حاضرة في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
قالت الرئاسة البرازيلية الاثنين إن المفاوضين سيعملون على مدار الساعة لضمان اعتماد اتفاق بشأن القضايا الأكثر إثارة للجدل في جلسة عامة "بحلول منتصف الأسبوع".
وقالت ريبيكا ثيسن، الخبيرة المالية في شبكة العمل المناخي الدولية، "لقد انتقلنا من مسودة إلى ما يشبه القرار، ولكن ما زالت هناك أسئلة كثيرة دون إجابة، مما يعني أنه لا يمكن لنا أن نتوقع التوصل لاتفاق الأربعاء".
ومن خلال مضمون النص، يمكن توقع معركة لانتزاع تنازلات متبادلة بين كتل الدول بشأن المساعدات المالية للدول الفقيرة وخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
تبدأ الوثيقة المكونة من تسع صفحات بإعادة تأكيد الالتزام باتفاقية باريس لعام 2015 وبالعمل الدولي التعددي.
وفيما يتعلق بالطموح المناخي، يقترح النص كخيار، أن يُنشر التقرير الذي يُلخص التزامات الدول المناخية سنويا، بدلا من كل خمس سنوات.
كما يشير أيضا إلى التحول بعيدا عن الوقود الأحفوري، وهي نقطة خلاف بين الدول المنتجة والجهات التي تسعى إلى وضع خريطة طريق للتخلص التدريجي منه. لكن الخيارات التي يطرحها تتمحور حول تنظيم نقاش حول مائدة مستديرة ولا شيء غير ذلك.
ويقول رومان إيوالالين، من منظمة "أويل تشانج الدولية" غير الحكومية، "إن الخيارات المتعلقة بالوقود الأحفوري غير مقبولة على الإطلاق وتُمثل فشلا ذريعا بينما العالم يحترق".
ويقترح النص مضاعفة التمويل الذي ينبغي أن تخصصه الدول الغنية للدول الفقيرة ثلاث مرات لمساعدتهاعلى التكيُّف مع تغير المناخ بحلول عام 2030، وهو ما يتوافق مع مطلب دول الجنوب العالمي.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: