عندما يتسبب النجاح في أزمة.. هل يتوقف دوري كرة السلة النسائية في أمريكا؟

لقد أثبتت الرابطة الوطنية لكرة السلة النسائية في الولايات المتحدة نفسها كقوة رياضية وتجارية متنامية، بفضل نجاحها في رعاية نجماتها وتحقيق صفقات إعلامية ضخمة، إلا أن المفوضة "كاثي إنجلبرت"، الرئيسة التنفيذية السابقة لشركة "ديلويت"، تجد نفسها في مواجهة مع اللاعبات المطالبات بحصة أكبر من هذا الازدهار، وهو تحدٍ يهدد قيادتها وإرثها.

تحول لافت

- منذ عام 2021؛ حقق دوري كرة السلة النسائية الأمريكي أعلى نسب مشاهدة منذ 2008، وقفزت مبيعات المنتجات بنسبة 50%، وجمعت "إنجلبرت" 75 مليون دولار من مستثمرين كبار، ما رفع تقييم الدوري وفرقِه إلى مليار دولار، إضافة إلى توسيع قاعدة الرعاة والشركاء التجاريين.

صفقة قياسية

- نجحت "إنجلبرت" في استثمار الشعبية المتصاعدة لعقد صفقة بثّ تاريخية بقيمة 2.2 مليار دولار تمتد لـ11 عامًا مع "ديزني" و"إن بي سي يونيفرسال" و"أمازون"، تبدأ في 2026، وهي الأكبر في تاريخ الرياضات النسائية، كما يخطط الدوري للتوسّع بإضافة خمسة فرق جديدة بحلول 2030 ليصل العدد إلى 18 فريقًا، وهي خطوات رأت "إنجلبرت" أنها تمهّد لرفع رواتب اللاعبات مستقبلًا.

جوهر الخلاف

- تسعى نقابة اللاعبات للحصول ما بين 30% و40% من جميع إيرادات الدوري والفرق، بما يشمل عائدات صفقة البث السنوية (200 مليون دولار)، إضافة إلى مداخيل التذاكر، والمنتجات، والامتيازات وغيرها، لكن بعض مالكي الفرق يعارضون زيادة الحصة بسبب سنوات الخسائر السابقة التي شهد فيها الدوري تقلّصًا وتعثّرًا، ويطمحون لتعويض استثماراتهم.

إنجازات ملموسة

- بموجب اتفاقية العمل الحالية، لا يحق للاعبات الحصول على حصة من الإيرادات إلا إذا ارتفعت إيرادات الدوري بأكثر من 20% سنويًا لمدة عامين متتاليين، وقد حقق عام 2024 الشرط الأول؛ حيث تخطّى الدوري هدفه السنوي لأول مرة، محققًا إيرادات بلغت 144 مليون دولار، ما يعادل نموًا قدره 177% منذ 2019 (حين تولت "إنجلبرت" منصبها).

تقاسم الإيرادات

- يتطلّب بدء تقاسم الإيرادات فعليًا تجاوز أهداف عام 2025 أيضًا، وعندها فقط تحصل اللاعبات على 17.5% من صافي الزيادة الفائضة بين النمو التراكمي لعام 2024 (حققت الرابطة أكثر من 467 مليون دولار من الإيرادات منذ عام 2020، متجاوزة هدفها التراكمي بمقدار 4.5 مليون دولار) والنمو التراكمي لعام 2025.

انتقادات علنية

- بلغت العلاقة بين "إنجلبرت" واللاعبات أدنى مستوياتها، حيث هاجمت "نافيسا كولير" المفوّضة علنًا في سبتمبر قائلة إن الدوري يملك أفضل اللاعبات والجماهير، لكنه يعاني "أسوأ قيادة في العالم"، ورغم أن "إنجلبرت" وصفت مفاوضات يوليو بأنها "بنّاءة"، كانت اللاعبات غاضبات من عرض متواضع قدّمته الرابطة؛ فبعد مؤتمرها بثلاثين دقيقة كشفن قمصانًا كُتب عليها "ادفعوا ما عليكم".

طموحات مشروعة

- في وقت يحصل فيه لاعبو السلة الذكور على نحو 50% من الإيرادات المرتبطة باللعبة في أمريكا، تقترح الرابطة مضاعفة رواتب اللاعبات ثلاث مرات مع الإبقاء على نظام تقاسم الأرباح المشروط بالوصول لأهداف نمو لم تُحقق حتى الآن.

تضارب الرؤى

- بينما تؤكد "إنجلبرت" اتفاقها مع اللاعبات على أحقيتهن برواتب أعلى، والتزامها بالتفاوض بحسن نية لإبرام اتفاقية عمل جديدة تُنصِفهن وتُكافئ أثرهن المتصاعد في نجاح الدوري، شددت على ضرورة تحفيز الاستثمار من المالكين، بتطوير نموذج عمل تجاري مستدام.

تحديات أخرى

- بمجرد الاتفاق على هيكل تقاسم الإيرادات، تظل هناك قضايا أخرى حيوية لإبرام الصفقة، حيث اشتكت اللاعبات من أن زيادة وتيرة المباريات (وصلت إلى 44 مباراة في الموسم 2025، وهو الأكبر على الإطلاق) تفرض ضغطًا كبيرًا على أجسادهن، وقد تؤدي إضافة فرق إلى تفاقم هذه المشكلة وتقليل جودة الأداء.

تهديد الإضراب

- اقتربت مهلة التفاوض الجديدة بين الرابطة ونقابة اللاعبات من نهايتها في آخر نوفمبر دون إحراز تقدّم يُذكر، بعد اتفاق الطرفين في نهاية أكتوبر على تمديد اتفاقية العمل الجماعي ثلاثين يومًا فقط، مع مخاوف من حدوث توقف للدوري أو إضراب من اللاعبات، ولأول مرة منذ 29 عامًا.

المصادر: أرقام – بلومبرج – ذا أثليتك – يو إس إيه توداي