كوفبك تستقطب شل لتطوير حقل غاز عملاق في أندونيسيا

تتحرك الشركة الكويتية للاستكشافات البترولية الخارجية «كوفبك» لاستقطاب شركة شل (شل بي إل سي)، للمشاركة في تطوير الهيكل الغازي العملاق Natuna D-Alpha (ناتونا D-Alpha)، الواقع في شمال بحر ناتونا، والذي يُعد من أكبر مكامن الغاز غير المطوّرة في العالم.

وبحسب Bloomberg Technoz، تجري الشركتان مباحثات معمّقة حول إمكانية إقامة شراكة لإحياء المشروع، الذي ظل متوقفاً لأكثر من نصف قرن، منذ اكتشافه لأول مرة عام 1973، نظراً لتعقيداته الجيولوجية وموقعه المتداخل مع بحر الصين الجنوبي South China Sea.

وقال مصدر، على دراية مباشرة بملف المشروع: «كوفبك في مرحلة نقاش متقدم مع شل لتطوير هيكل الغاز ناتونا D-Alpha».

انسحاب لاعبين كبار

بدأت «كوفبك» عام 2024 تنفيذ دراسة مشتركة Joint Study، بعد أن أعادت شركة Pertamina Hulu Energi (بترومينا هولو إنرجي) الامتياز للحكومة الاندونيسية في 2022. وعقب اكتمال الدراسة، فتحت «كوفبك» الباب أمام شركات نفط عالمية للانضمام إلى ما يُعتبر أحد أكبر المشاريع الغازية في المنطقة.

من بين الأسماء، التي تم التواصل معها: PHE – Pertamina Hulu Energi (بترومينا هولو إنرجي)، PT Medco Energi Internasional (شركة مِدكو للطاقة)، كما أكدت مصادر Bloomberg Technoz أن بترومينا هولو إنرجي انسحبت لاحقاً، مفضّلة التركيز على تطوير East Natuna (إيست ناتونا) المجاور، وهو أحد أصولها الاستراتيجية.

تقييم فرص الاستثمار

من جانبها، قالت سوسي هوتابايا، نائب رئيس علاقات الشركات لدى Shell Indonesia (شل إندونيسيا)، إن المجموعة بصدد تقييم فرص الاستثمار في قطاع Upstream (المنبع) في اندونيسيا، مؤكدة أن ذلك ينسجم مع Shell Global Exploration Strategy (استراتيجية شل العالمية للاستكشاف).

وأضافت: «يشمل ذلك المشاركة في عمليات الدراسة المشتركة في قطاع الاستكشاف والإنتاج».

الطرح في جولة المزايدات

وأدرجت وزارة الطاقة والموارد المعدنية الاندونيسية ESDM (وزارة الطاقة والموارد المعدنية) منطقة ناتونا D-Alpha ضمن قائمة امتيازات النفط والغاز المطروحة لعام 2026. لكن بحسب المصادر، فإن إطلاق المزايدة سيكون مشروطاً بحسم «كوفبك» لتشكيل الكونسورتيوم، الذي ستقوده.

وتُرجّح المصادر أن تتجه «كوفبك» إلى تسييل النفط أولاً، قبل ضخ استثمارات كبيرة في تطوير الغاز، نظراً لارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون (CO₂) في المكمن، والتي تصل إلى %71، مما يجعل تطوير الغاز معقّداً، وكلفة إنتاجه مرتفعة.

مؤشرات وأرقام

وتشير أرقام وزارة الطاقة الاندونيسية إلى:

222 تريليون قدم مكعبة – TCF (trillion cubic feet) من الغاز.

الكميات القابلة للاستخراج: 46 TCF فقط بعد فصل CO₂.

احتياطيات نفطية تُقدّر بـ2.865 مليون برميل – MMBO (Million Barrels of Oil).

خبرة مناسبة

ويقول بري أغونغ راخمونتو، مؤسس معهد ReforMiner: «انضمام شل يرفع احتمالات نجاح المشروع، فهي تمتلك التكنولوجيا والخبرة المناسبة لتطوير أصول المياه العميقة العالية التعقيد».

ويضيف أن عمليات CO₂ Removal (إزالة ثاني أكسيد الكربون) أصبحت محوراً أساسياً في إستراتيجيات شركات الطاقة العالمية.

بينما يرى أستاذ هندسة النفط في معهد باندونغ للتكنولوجيا، توتوكا أريادجي، أن نجاح المشروع يعتمد على:

1- وضع خطة فعالة لاستخدام غاز CO₂ كخام صناعي.

2 - توجيهه لمشاريع EOR – Enhanced Oil Recovery (الاستخلاص المعزز للنفط).

3 - حقنه في المكامن ضمن مشاريع CCS – Carbon Capture and Storage (الالتقاط والتخزين الكربوني).

كما شدد على ضرورة اعتماد إستراتيجية Lower-Cost Development (التطوير المنخفض التكلفة)، مقترحاً الاستفادة من برودة مياه المحيط في عمليات فصل CO₂ لخفض استهلاك الطاقة.