نبض أرقام
02:24 م
توقيت مكة المكرمة

2025/12/28
2025/12/27

عائلة بلا ضجيج وثروات طائلة.. الوجه الخفي لنجاح ميدلاين

09:01 ص (بتوقيت مكة) أرقام

في لحظة واحدة، خرجت شركة ظلت لعقود بعيدة عن الأضواء إلى واجهة الأسواق المالية، حاملة معها قصة عائلية ممتدة عبر أكثر من قرن، وناقلة خمسة أسماء جديدة دفعة واحدة إلى نادي المليارديرات العالمي.

 

الطرح العام الأولي لشركة "ميدلاين" في "وول ستريت" لم يكن مجرد إدراج ضخم في سوق الأسهم، بل كشف الستار عن ثروة عائلية لطالما فضّلت العمل بصمت، لتصبح فجأة حديث عالم المال والأعمال.

 

دخل عملاق المستلزمات الطبية "ميدلاين" البورصة في واحد من أكبر الاكتتابات العامة لعام 2025، وقفز سهم الشركة بنسبة 41% في أول يوم تداول، لترتفع قيمتها السوقية إلى أكثر من 55 مليار دولار.

 

هذا الصعود اللافت، إلى جانب وثائق ملكية كُشف عنها حديثًا تخص الشركة القابضة الخاصة لعائلة المؤسسين، دفع ما لا يقل عن خمسة من أفراد عائلة "ميلز" المقيمة في ولاية إلينوي إلى الظهور للمرة الأولى على قائمة مجلة "فوربس" للمليارديرات.

 

 

المليارديرات الخمسة

 

المليارديرات الخمسة الجدد هم أبناء مؤسسي "ميدلاين"، الشقيقين جيم وجون ميلز.

 

ويتصدر القائمة تشارلي ميلز، نجل جيم ميلز، البالغ من العمر 64 عامًا، والذي شغل منصب الرئيس التنفيذي للشركة لمدة 26 عامًا حتى عام 2023، بثروة تُقدّر بنحو 10.9 مليارات دولار.

 

ويليه آندي ميلز، نجل جون ميلز، البالغ من العمر 64 عامًا أيضًا، والذي تولى منصب رئيس الشركة خلال الفترة نفسها، بثروة تُقدّر بنحو 5.4 مليارات دولار.

 

أما ويندي أبرامز، ابنة جون ميلز، البالغة من العمر 61 عامًا، والتي لا تشغل أي منصب داخل الشركة، فتُقدّر ثروتها بنحو 4.5 مليارات دولار.

 

تجدر الإشارة إلى أن زوجها، جيم أبرامز، شغل منصب المدير التنفيذي للعمليات في "ميدلاين" من عام 1997 وحتى 2023.

 

ولا يزال كلٌ من تشارلي وآندي ميلز عضوين في مجلس إدارة الشركة، فيما يحتفظ تشارلي بمنصب رئيس مجلس الإدارة، في حين تُدار الشركة اليوم بواسطة مدير تنفيذي من خارج العائلة هو جيم بويل.

 

وينضم إلى هذه القائمة أيضًا نانسي ميلز بارنيت، شقيقة آندي ميلز، البالغة من العمر 62 عامًا، بثروة تُقدّر بنحو 4.2 مليارات دولار، إلى جانب مارجريت "بيغي" بيكر، شقيقة تشارلي ميلز، البالغة من العمر 60 عامًا، بثروة تُقدّر بنحو 3.8 مليار دولار.

 

يدير زوج بارنيت، جويل بارنيت، شركة استثمار عقاري متخصصة تُعرف باسم «بارنيت كابيتال»، وكان قد عمل سابقًا مستشارًا عقاريًا لشركة «ميدلاين».

 

ولا تتوافر معلومات مؤكدة حول ما إذا كانت بيكر أو أيٌ من أفراد أسرتها المباشرين قد عملوا في الشركة في أي وقت.

 

توفي الشريك المؤسس جيم ميلز عام 2019، بينما يبدو أن شقيقه جون ميلز يعيش تقاعدًا هادئًا بعيدًا عن الأضواء.

 

ووفقًا لمتحدث باسم العائلة، التي تُقدّر ثروتها الإجمالية بنحو 31 مليار دولار، فقد فضّل عدم التعليق على تفاصيل هذه القصة.

 

 

تاريخ "ميدلاين"

 

تأسست "ميدلاين" عام 1966، وظلت مملوكة بالكامل للعائلة لمدة تقارب 55 عامًا. غير أن هذا الواقع تغيّر في عام 2021، حين قرر الجيل التالي من عائلة ميلز بيع 79% من الشركة إلى تحالف من شركات الاستثمار المباشر بقيادة "بلاكستون" و"كارلايل"، في صفقة استحواذ ممولة بالديون قدّرت قيمة الشركة بأكثر من 30 مليار دولار.

 

وتُقدّر "فوربس" أن العائلة جنت نحو 18 مليار دولار بعد الضرائب من تلك الصفقة، محتفظة بحصة تبلغ 21% قبل الطرح العام الأخير.

 

وخلال الاكتتاب، لم تطرح العائلة أيًا من أسهمها للبيع، لكن حصتها تراجعت إلى نحو 17%.

 

ومنذ دخول شركات الاستثمار المباشر، نمت إيرادات "ميدلاين" بنحو 50%، من 17.5 مليار دولار في عام 2020 إلى 25.5 مليار دولار في 2024.

 

كما سجلت الشركة صافي أرباح بلغ 1.2 مليار دولار في 2024، وتتجه لتجاوز هذا الرقم في 2025، إذ حققت خلال الأشهر التسعة الأولى من العام أرباحًا صافية بنحو مليار دولار على مبيعات بلغت 20.6 مليار دولار.

 

توزيع الثروة

 

ورغم أن الجزء الأكبر من ثروة عائلة ميلز تشكّل نتيجة صفقة 2021، فإن توزيع هذه الثروة ظل غير معروف حتى الكشف عن نشرة الاكتتاب.

 

أظهرت الوثائق أن الحصة المتبقية للعائلة مملوكة عبر كيان يُعرف باسم "موزارت هولدكو".

 

وبالرجوع إلى أحدث إفصاحات هذا الكيان في قاعدة بيانات شركات ألاسكا، تبيّن أن 91% منه مملوك لصناديق ائتمانية بأسماء أفراد العائلة الخمسة الذين تصنفهم "فوربس" كمليارديرات.

 

ووفقًا للتحليل، يمتلك تشارلي ميلز 37% من "موزارت هولدكو"، يليه آندي ميلز بنسبة 18%، ثم نانسي بنسبة 14%، وويندي بنسبة 12%، وبيغي بنسبة 11%.

 

ولا تبدو العائلة في وارد تقليص حصتها. بل على العكس، أبدت اهتمامًا بشراء أسهم إضافية بقيمة تصل إلى 250 مليون دولار بسعر الطرح البالغ 29 دولارًا للسهم. وقد أغلق السهم في نهاية أول يوم تداول عند مستوى 41 دولارًا.

 

 

جذور "ميدلاين"

 

وتعود جذور "ميدلاين" إلى عام 1910، حين غادر الجد الأكبر للعائلة، إيه. إل. ميلز، ولاية أركنساس متجهًا إلى شيكاغو، حيث بدأ بصناعة وبيع مآزر للجزارين في منطقة تعبئة اللحوم.

 

وبعد طلب من راهبة في أحد المستشفيات لتصنيع ملابس طبية، توسع نشاطه ليشمل أردية الجراحين، في خطوة غيّرت مسار العائلة بأكمله.

 

وفي عام 1912، أسس "ميلز" شركة "ميلز للمستلزمات الطبية"، قبل أن ينقلها لاحقًا إلى ابنه إيرفينغ ميلز.

 

وخلال قيادته، كانت العائلة رائدة في إدخال الأقمشة الزرقاء والخضراء التي خففت وهج الإضاءة في غرف العمليات، كما ابتكرت البطانيات المخططة باللونين الوردي والأزرق لحديثي الولادة.

 

لاحقًا، توسعت الشركة إلى المعدات الطبية والأدوات الجراحية، قبل أن تُباع في عام 1961.

 

وبعد خمس سنوات، عاد الشقيقان جون وجيم ميلز إلى القطاع بتأسيس "ميدلاين" باستثمار قدره 500 ألف دولار.

 

وبنهاية العام الأول، بلغت الإيرادات مليون دولار. ورغم طرح الشركة للاكتتاب في 1972، فإن العائلة أعادتها إلى الملكية الخاصة بعد خمس سنوات.

 

وبرز نجم "ميدلاين" بقوة خلال جائحة "كوفيد-19"، حين ارتفع الطلب على منتجاتها الطبية، لترتفع المبيعات بنسبة 26% في عام واحد.

 

ورغم الثروة الهائلة، عُرفت العائلة بتحفّظها، مكتفية أحيانًا بأعمال خيرية بارزة، لكنها حافظت على فلسفة العمل بعيدًا عن الضجيج.. إلى أن جاء هذا الطرح، ليضع اسمها في صدارة المشهد المالي العالمي.

 

المصدر: "فوربس"

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.