السهم الأفضل أداء في العالم.. مكاسب خرافية ترسم ملامح الفقاعة وهوس جديد

شهدت الأسواق المالية زخماً قوياً في عام 2025 بفضل الطفرة التكنولوجية في قطاع الذكاء الاصطناعي، لكن السهم الأفضل أداءً على مستوى العالم أصبح عبرة للمستثمرين الساعين وراء تحقيق عوائد ضخمة.

لم تكن شركة "آر آر بي سميكوندكتور- RRP Semiconductor" معروفة حتى وقت قريب، حتى في سوقها المحلية بالهند، لكنها أصبحت حديث مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن ارتفع سهمها بأكثر من 55000% في العشرين شهرًا المنتهية في 17 ديسمبر.

وبذلك يكون سهمها الأفضل أداءً على مستوى العالم بالنسبة للشركات التي تتجاوز قيمتها السوقية مليار دولار في الفترة المشار إليها، علماً بأن مكاسب السهم في 2025 وحدها قارب 6000%.

جاء الارتفاع الحاد للسهم نتيجة حماس المستثمرين الأفراد في الهند لقطاع الذكاء الاصطناعي، وانخفاض حجم الأسهم الحرة للتداول، على الرغم من أن أحدث التقارير السنوية للشركة أظهر أداءً مالياً سلبياً، وتعيين موظفين اثنين فقط بدوام كامل.

ومع تصاعد المخاطر، بدأت السلطات التنظيمية التدقيق في حركة السهم، وفرضت البورصة قيوداً على تداوله ليصبح مرة واحدة فقط أسبوعياً، بعد أن فقد 6% من قيمته منذ الذروة التي سجلها في نوفمبر.

وسلطت المكاسب الضخمة لسهم "آر آر بي سميكوندكتور" الضوء على شغف المستثمرين بالانخراط في موجة الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات، على الرغم من ضعف ارتباط هذه الشركة بأيٍ من المجالين.

كانت الشركة الأساسية تُدعى "آر آر بي" وتخصصت في الاستثمار العقاري حتى أوائل عام 2024، ثم استحوذ مؤسسها "راجيندرا شودانكار" على 74.5% من شركة تُدعى "جي دي  تريدنج آند إيجنسيز" مقابل سداد قرض بقيمة 80 مليون روبية، ثم أعاد تسمية الكيان الجديد "آر آر بي سميكوندكتور".

وقبل ذلك بشهرين، أسس "شودانكار" شركة أخرى تحت اسم "آر آر بي إليكترونكس" بغرض إنشاء وحدة لتجميع واختبار أشباه الموصلات، ثم افتتحت هذه الشركة وحدة أخرى في سبتمبر من عام 2024، وقال "شودانكار" حينها في مؤتمر صحفي: "ستصبح الهند قوة عظمى، هذا أمرٌ لا جدال فيه".

وتُدرج "آر آر بي سميكوندكتور" شركة "آر آر بي إليكترونكس" كطرف ذي صلة في الإقرارات التي تُقدمها للبورصة على اعتبار أن كلتيهما مملوكتان لـ "شودانكار"، رغم أنها لا تمتلك أي حصة مباشرة فيها.

مع ذلك، بدأ بعض المستثمرين ينظرون إلى "آر آر بي سميكوندكتور" كفرصة استثمارية في طفرة صناعة أشباه الموصلات، وقد أخفى هذا الحماس حقيقة أن نسبة ضئيلة من أسهمها تناهز 2% فقط تُتداول فعلياً، لتصبح قصة صعود السهم مثالاً حياً على التحديات التي تواجه المنظمين في حماية المستثمرين الأفراد من المضاربة.

المصدر: بلومبرج