جزيرة فرسان.. مقومات طبيعية جاذبة بانتظار "الجسر" و "المطار"

أرخبيل من الجزر المتناثرة كحبات اللؤلؤ، يلفه السحر والجمال يتخذ من موقعه الاستراتيجي على ساحل البحر الأحمر أهمية كبيرة وهو ثاني أكبر تجمع للجزر في البحر الأحمر تتميز هذه الجزر بجمال عذرية شواطئها وأجوائها المعتدلة وفتنة خلجانها،، إنها "فرسان".

تعتبر محافظة جزر فرسان من أجمل المناطق البحرية في بلادنا، وتنفرد بحياة طبيعية فطرية برية من خلال غزالها الشهير المسمى غزال فرسان (الأدمي) إضافة إلى توافر النباتات النادرة ووجود غطاء نباتي ومحمية طبيعية تكسو الجزر، أما الحياة البحرية فهي غنية بجمال شعابها المرجانية وطيورها البديعة، والغوص في أعماق بحرها لاكتشاف ذلك العالم المليء بالأسرار من مخلوقات الله، كل تلك المقومات أهلتها لتكون منطقة جذب سياحي، من خلال وجود العديد من المواسم والمهرجانات السياحية، والتي من أشهرها مهرجان الحريد والذي أصبح سمة بارزة ومهرجان فريداً على مستوى العالم بطقوسه الخاصة، إضافة إلى المواسم الأخرى كموسم الطيور المهاجرة وموسم الشدة وهو انتقال الناس إلى قرى النخيل.

هذه الامتيازات والتنوع البيئي والإرث التراثي والثقافي والمخزون التاريخي الذي تمتلكه محافظة فرسان جعلها محل اهتمام الدولة، وذلك من خلال تشكيل اللجان الوزارية منذ بداية النهضة المباركة لقيام الدولة السعودية الحديثة، للخروج بها من العزلة كجزيرة يحاصرها البحر من خلال تأسيس محطة تحلية المياه وإطلاق التيار الكهربائي ودخول أول عبارة نقل، كل ذلك جاء في نهاية التسعينات الهجرية بعد الزيارة المباركة لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله-، ليتزايد الاهتمام وتنفتح الجزيرة خاصة بعد النمو المتزايد والتسارع في التركيبة السكانية والمكانية، حيث أن الجزر باتت مهيأة للاستثمار السياحي وتطويرها مع المحافظة على مكتسباتها الطبيعية.

وصدر مؤخراً التوجيه الملكي السامي الكريم بناء على توصية اللجنة الثلاثية باعتماد مبلغ مليارين و29 مليون ريال لتطوير جزيرة فرسان لتصبح وجهة سياحية، وهو ما كان محل اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وهذا ما سيشكل للجزيرة نقلة نوعية، خاصة إذا ما تم توظيف هذا الاعتماد على مشاريع تخدم أبناءها، من خلال تطوير قدراتهم وترتفع بحياتهم الاجتماعية والمعيشية، وإطلاق مشاريع البنى التحتية طويلة الأمد، في الجوانب الخدمية والسياحية، لتقفز بالجزيرة إلى مصاف المدن السياحية العالمية، وجاءت مكارم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- بإهداء عبارتين لنقل الركاب، ثم توجيهه -رحمه الله- كذلك بتأمين ثلاث ناقلات لنقل البضائع ومواد البناء والمواد البترولية.

ولأن المستقبل واعد لهذه الجزر فقد استطلعت "الرياض" آراء المسؤولين والمواطنين في فرسان حول المستقبل السياحي وكيفية ضخ المزيد من المشاريع.

حيث قال محافظ فرسان حسين بن ضيف الله الدعجاني بأن الحاجة باتت ملحة وضرورية لإنشاء مطار في فرسان، خاصة مع التدفق الهائل في أعداد السياح الذين يصلون إلينا بالآلاف يومياً، مشيراً إلى أن وجود المطار سيسهم بلا شك في مزيد من الحراك الاقتصادي والتنموي، إضافة إلى تحسين في حركة الملاحة البحرية من خلال توافر كافة الخدمات الجاذبة، والزيادة في عدد العبارات الناقلة بما يسمح بانسياب الحركة من وإلى الجزيرة.

من جانبه، يؤكد رئيس بلدية فرسان عبدالعزيز محمد الشعبي أن الاستثمار واعد في المحافظة، وهناك العديد من المشاريع التي تم التعريف بها من خلال المنتدى الاقتصادي، والتي تمثلت في بعض المواقع التجارية، واستثمار بعض المشاريع المهمة التي تحتاجها الجزيرة، وأشار الشعبي إلى أنه تم طرح مشاريع كمحطات الوقود والفنادق، وتأجير بعض المواقع لعمل بعض المشاريع التجارية التي ستسهم في انتعاش هذه الجزر، إضافة إلى الاستثمار في الواجهات البحرية التي قامت بتهيئتها البلدية، مؤكداً أن هناك العديد من الدراسات للمشاريع المستقبلية لفرسان هي في طور الانتهاء لدى المكتب الاستشاري، والتي جلها في الجانب السياحي.

كما تحدث الأديب والمؤرخ إبراهيم مفتاح عن مستقبل فرسان السياحي قائلا إن هذه الجزر وما تمتلكه من خصائص يجب أن يكون توجه المشاريع إليها، وفق دراسة ومشاريع تتناسب وبيئتها، وبلا شك فإن من أولى الاهتمامات التي أراها وجود المطار، وهو ما سيسهم في دعم الحراك السياحي، إضافة إلى توافر شبكات الطرق المريحة، وأيضاً تطوير النقل البحري بأن يكون على مدار الساعة، وتحسين خدمات الأرصفة البحرية في الميناء، وتطوير وسائل النقل البحرية السريعة، إلى جانب استغلال طبيعة الجزر.

وقال شيخ شمل فرسان محمد هادي الراجحي إن فرسان تلقى الاهتمام من قبل الحكومة الرشيدة، والمواطن الفرساني لديه الكثير من الآمال والطموحات، فأبناء فرسان يتمنون إيجاد مزيد من المخططات السكنية، والإسراع في منحها خاصة مع تزايد النمو السكاني، كما أن إنشاء جسر بحري يربط فرسان بجازان، وإيجاد مطار في الجزيرة سيخفف الكثير من المتاعب والمعاناة، وسيسهم في الحراك التنموي في فرسان.

إلى ذلك قال عمر علي عمر صيقل رئيس مجلس إدارة جمعية البر الخيرية في محافظة فرسان إن إنشاء جسر في فرسان بات من المطالب المهمة، خاصة في حالة الظروف المناخية السيئة، واشتداد الرياح التي تعيق السفر إلى جازان، والمواقف كثيرة فكم من مريض توفي بسبب سوء الأحوال، وكم هي الارتباطات من سفر وحجوزات وخلافة، مضيفاً أن ما نتمناه أيضاً أن يتحسن الخط الملاحي البحري، من خلال زيادة أعداد الرحلات البحرية.

كما شكر المواطن محمد إبراهيم سهيل ذياب الحكومة الرشيدة على اهتمامها لكل ما يخدم المواطن، مضيفاً أنه وبلا شك أن فرسان برغم غزلتها أخذت نصيبها من المشاريع، والقادم أجمل إن شاء الله خاصة مع التوجه لإنشاء المطار، والذي سيوفر الراحة والسفر المريح، معتبراً أن فكرة إنشاء جسر بحري يربط فرسان بجازان هو أمر مستحب، ونتمنى أن يتحقق ذلك لمستقبل الأجيال القادمة في فرسان.