صالح آل فرحان: بداية «سنابل السلام» علمتني أن العمل التجاري يعتمد على التخطيط والصبر والشجاعة

لم يكن الشاب الذي كان يحظى قبل عشرين عاماً بوظيفة مرموقة بقادر على إيقاف زحف أحلامه وتطلعاته نحو النجاح، ولم يكن بقادر على إخفاء نزعة الميل إلى العمل التجاري على الرغم من الوظيفة المرموقة، ما دفع د. صالح آل فرحان قبل عشرين عاماً إلى الاستثمار في معمل صغير للحلويات يقبع خلف المعرض الوحيد في حي السلام بالرياض، كان الحلم كبيراً، وكانت المهمة صعبة، فقطاع الحلويات تسيطر عليه العمالة بشكل كامل، ولم يكن لدى الشاب خبرة في هذا المجال، لكن الجرأة والجسارة دفعاه إلى المضي قدماً في الاستثمار في المعرض الوحيد الذي يحمل اسم «سنابل السلام» في شرق العاصمة الرياض.

* بعد عام من التجربة، كان السوق صعباً، وإدارة العمالة والسيطرة على المصاريف الكبيرة أموراً كادت أن تطيح بالحلم، فالضغوط كبيرة، والرحلة لم تكن سهلة كما كان الشاب يتوقعها، مما جعل الموقف يزداد صعوبة، فكيف تصرف د. صالح آل فرحان رئيس مجلس إدارة شركة سنابل السلام التي تعد اليوم إحدى أكبر شركات الحلويات في المملكة العربية السعودية؟
- يرفع د. صالح آل فرحان نظره عالياً متذكراً تلك المرحلة ويقول:

على الرغم من الاندفاع والأحلام القوية التي دفعتني إلى التوجه للعمل التجاري، إلا أن مرحلة مبكرة من عمر المشروع كانت صعبة إلى الدرجة التي وصلت من خلالها إلى أن وضعت أمامي خيارين؛ مواصلة العمل في المشروع أو التوقف، وذلك من شدة الصعوبات التي واجهتني في تلك المرحلة، لم يكن سهلاً على شاب مندفع ويتطلع إلى تحقيق نجاحات كبيرة أن يصل إلى حالة من الاحباط تحت وطأة ضغوط مالية كبيرة.

ويضيف د. صالح آل فرحان: في إحدى الليالي الصعبة طلبت من الوالدة أن تستخير وتدعو لي، وبعد أن استخارت قالت لي أكمل المشروع وتوكل على الله وعليك بالإخلاص في العمل والصدق مع الله، كانت كلماتها هذه بمثابة دفعة معنوية كبيرة، شعرت بعدها براحة كبيرة لفكرة المضي قدماً وعدم الاستسلام، فمثلت تلك الليلة الانطلاقة الحقيقية والقوية لسنابل السلام، وبحمد الله بعد أشهر قليلة استطعت أن أسيطر على الأمور، وبدأنا ننطلق بنجاحات متواصلة إلى يومنا هذا بفضل الله سبحانه وتعالى.

* سألت د. صالح آل فرحان:ما هو أهم ما خرجت به من تجربة تأسيس سنابل السلام؟
- قال: لقد علمتني تجربة سنابل السلام دروسا كثيرة، أهمها أن هذه التجربة قد أثبتت لي أن تحقيق النجاحات في العمل التجاري يعتمد على عدة أمور أهمها التوكل على الله، ثم الجرأة والشجاعة في مواجهة الأزمات أو المحبطات التي قد تعترض طريق التاجر، فالصلابة في مواجهة تلك التحديات وعدم فقدان التوازن، والتخطيط لمواجهة تلك الصعاب هي مفاتيح الحلول التي نحتاجها عند مواجهة مشكلات في مسيرة أي مشروع تجاري، كما أن تلك المواقف الصعبة هي فرصة كبيرة للتدقيق ومعرفة مواطن الخلل والثغرات التي أدت إلى الوقوع في أزمة أو مشكلة.

في مرحلة البداية الصعبة طلبت من والدتي أن تستخير فقالت لي أكمل المشروع وتوكل على الله .

لا يبدو أن د. صالح آل فرحان يحب الثناء على ذاته، لكن يبدو أنه يريد توجيه رسالة إلى الشباب من خلال مسيرة نجاحاته المتواصلة منذ قرابة العشرين عاماً، نظر إليّ وقال:

مسيرة نجاح سنابل السلام علمتني أن العمل في المجال التجاري لا مجال فيه للتراخي أو الاستسلام، كما أن التجربة علمتني أن الصبر والنفس الطويل مطلب مهم في العملية التجارية خاصة في بدايات تأسيس المشاريع التجارية، وهذه رسالة لكل صاحب مشروع مبتدئ، وفحواها أن النجاح سيأتي ولكن لا تستعجلوه، وتحلوا بالصبر والشجاعة وانتظروا النجاح فإنه ليس ببعيد.

لم يكن الحديث عن البدايات ليثنيني عن توجيه سؤال حول أوجه الصعوبات التي واجهت د. صالح آل فرحان في بدايات تأسيس سنابل السلام، نظر إليّ طويلاً وكأنه يتذكر تلك الحقبة من الزمن، وقال:

درجت العادة أن يستثمر السعوديون أموالهم في العقار، أو في المقاولات، ولم يكن متصوراً قبل عشرين عاماً أن يقدم سعودي على الاستثمار في مجال صناعة الحلويات، كان هذا الخط التجاري خارج اهتمامات التجار السعوديين، إلا تجربة واحدة أو اثنتين، وهذا الأمر مثّل صعوبة بحد ذاته، إضافة إلى عدم وجود خبرة كافية عند بداية المشروع، كما أن عدم القدرة على التوسع في السنوات الأولى جعلنا محصورين في حي واحد، وهذا يعني عدم قدرتنا على تلبية رغبات عملائنا في بقية الأحياء الأخرى.

أضف إلى ذلك أن الوصول إلى ذائقة المستهلك وفهم المستوى العام للذوق لديه، وتقديم منتجات مختلفة تلبي رغبة السواد الأعظم من أذواق العملاء عملية لم تكن سهلة، والوصول إليها يحتاج إلى مزيد من التجارب وتراكم الخبرات وهذا ما استطعنا أن نكتسبه ونحققه في سنوات نضج المشروع ونجاحه.

* سألت د. صالح، ماهو المنجز الأهم في رحلة نجاح سنابل السلام ؟
- لم يفكر كثيراً، وأجاب بشكل سريع، قال: كسب ثقة الناس، فالشعور الحقيقي للنجاح في العمل التجاري أن تشعر فعلاً بأن منتجاتك بدأت تستحوذ على ثقة المستهلك، وأنه كلما فتحت فرعاً في حي أو مدينة وجدت عملاءك ينتظرونك هناك، وهذا هو المنجز المهم فعلاً، لأنه تحت مظلة تلك الثقة التي منحك إياها المستهلك، يمكنك أن تتوسع ويمكنك أن تزيد نجاحاتك مدعوماً بتلك الثقة التي إذا نلتها، فاعلم أنك نلت أهم مفاتيح النجاح، ونحن اليوم كشركة سنابل السلام بفضل الله يمنحنا عملاؤنا ثقة كبيرة نعتقد أننا نلناها بعد سنوات من العمل المتواصل قضيناها ننشد رضاء وثقة عملائنا من خلال الجودة العالية والتعامل الذي يرقى إلى ثقة عملائنا الغالية، والتي يقدرها كل مسؤول وموظف بشركة سنابل السلام من رئيس مجلس الإدارة إلى أصغر موظف في الشركة.

* وماذا عن شركة سنابل السلام اليوم بعد أكثر من عشرين عاماً على انطلاقتها ؟
- اليوم بفضل الله مشروع سنابل السلام الذي بدأ قبل عشرين عاماً بفرع واحد ومعمل صغير هو اليوم شركة سعودية مساهمة تتبوأ مركزاً مهماً في صدارة أهم العلامات التجارية في المملكة العربية السعودية، وقد تجاوزت أعداد فروع سنابل السلام ال 80 فرعاً، ونخطط عام 2016م للوصول بعدد فروع سنابل السلام إن شاء الله إلى 100 فرع في مختلف مدن المملكة، اليوم فروعنا تغطي أغلب أحياء العاصمة الرياض، وفروعنا في المنطقة الغربية والشرقية والجنوبية، وقادمون للمنطقة الشمالية، ولدينا عزم وإصرار أن نكون بالقرب من عملائنا أينما كانوا، وأن نستمر في تقديم ما يمكنه أن ينال ثقتهم من منتجات طازجة، وصحية، وأن نمضي في تقديم كل ما من شأنه أن يحقق رضا عملاء سنابل السلام الكرام.