فنادق أوروبية تتوقع 15% ارتفـاعاً في الإقبال الإمـاراتي - الخليجي

توقع مديرو فنادق وخبراء في قطاع الضيافة الأوروبي ارتفاع أعداد نزلاء الفنادق القادمين من دولة الإمارات ودول الخليج، خلال موسم الصيف المقبل، بنسبة تتراوح بين 10 إلى 15%، مقارنة بالموسم ذاته خلال العام 2015، مؤكدين استعداد القطاع لتلبية كل احتياجات السياحة القادمة من الخليج، وخاصة من الإمارات.
 

وأرجع المديرون توقعاتهم إلى سهولة السفر من الإمارات إلى العديد من الوجهات الأوروبية، مثل ألمانيا والنمسا وسويسرا وفرنسا، خاصة بعد إعفاء مواطني الدولة من الحصول على تأشيرة الـ «شينجن»، وتراجع كلفة السفر إلى أوروبا في ظل الهبوط الحاد لسعر صرف اليورو.
 

وأكدوا أن السياحة الإماراتية، بوجه خاص، تحظى باهتمام بالغ من قطاع السياحة في الأسواق الأوروبية، متوقعين أن يشهد الموسم المقبل رواجاً كبيراً في حركة السياحة بين الجانبين، في ظل التوسع الكبير في خطوط الربط الجوي بين كل الوجهات السياحية الرئيسية في أوروبا ومطارات الإمارات.
 

واستبعد المديرون تأثير تراجع أسعار النفط على السياحة من دول مجلس التعاون الخليجي، مشيرين إلى أن الموسم الماضي سجل زيادة قوية في أعداد النزلاء من الخليج بلغت نسبتها في بعض الفنادق 60%.
 

وقال يورجن بومهوف، مدير عام فندق «إنتركونتيننتال جنيف»: إن 90% من نزلاء الفندق خلال موسم الصيف الماضي، وتحديداً بعد شهر رمضان، كانوا من دول مجلس «التعاون»، مشيراً إلى أن فندقه الذي يضم نحو 330 غرفة وجناحاً يشكل وجهة رئيسية للخليجين، خاصة من الإمارات، بسبب تاريخه الطويل واستضافته العديد من الزعماء والقادة الخليجين، ولأنه أيضاً وجهة للوفود الدبلوماسية الخليجية خلال إقامتهم في جنيف للمشاركة في اجتماعات ومؤتمرات الأمم المتحدة.
 

وأكد بومهوف أن أسواق دول مجلس «التعاون» تظل «واعدة جداً لسوق السياحة السويسرية»، مضيفاً أن اهتمام إدارة الفندق بالسائح الخليجي بدأ يأخذ بالفعل مظاهر عديدة وملحوظة، على سبيل المثال، القنوات العربية المختلفة والمتنوعة، والاهتمام بقوائم «الأطعمة الحلال» بشكل عام، ووجود بعض الأطعمة العربية، وموظفي استقبال يتحدثون اللغة العربية، وغرف لعب للأطفال، وجليسة خاصة للرضع، وتطوير دورات المياه، وغرفة للصلاة في الفندق وتزويد النزيل بمواعيد الصلاة ووجهة القبلة وغيرها. وأكد بومهوف أن الأهم من ذلك هو تعريف جميع موظفي الفندق بالعادات والتقاليد العربية، بحيث يكونون مجهزين لخدمتهم وتلبية مطالبهم وفق أعلى الأصول والتقاليد الفندقية المعمول بها.
 

من جهته، قال عبدو الكيالي، الرئيس التنفيذي لمجموعة «يونيك» وممثل العديد من العلامات الفندقية بمختلف دول العالم لمتابعة حجوزات كبار الشخصيات، إن الفنادق الفاخرة تشكل محطة اهتمام لكبار الشخصيات والعوائل الخليجية التي تستعد لاختيار وجهات رحلات الصيف المقبل.

وأضاف أن فنادق عديدة في أوروبا تولي اهتماماً خاصاً بالسائح الخليجي عموماً، والإماراتي على وجه الخصوص، مشيراً إلى أن الاستثمارات التي ضخها رجال الأعمال من الإمارات في قطاع الضيافة في أوروبا خلال السنوات القليلة الماضية عززت جاذبية هذه الفنادق للنزلاء من المنطقة، خاصة بعد أن هيأت هذه الفنادق نفسها لتوفير كل الخدمات التي تلبي متطلبات السائح الخليجي.
 

وأضاف الكيالي أن فندق إمبريال في فيينا، والمملوك لمجموعة الحبتور الإماراتية، يقدم ميزات خاصة وعروضاً مميزة للنزلاء من الإمارات والخليج، مشيراً إلى أن هذا الفندق يرتاده نجوم ورؤساء دول منذ أكثر من قرن، وبني عام 1836 وكان في البداية مقر الأمير فيليب من وتمبرج في فيينا، ثم تحوّل إلى فندق لاستقبال زوّار المعرض العالمي عام 1873، ويضم فندق إمبريال فيينا، المؤلف من 7 طوابق، 138 غرفة منها 59 جناحاً.
 

وأشار الكيالي كذلك إلى استعداد فندق ريتز كارلتون بودابست، والذي يتألف من 192 غرفة، لتقديم العديد من العروض والبرامج الخاصة للضيوف من دول مجلس التعاون الخليجي، خاصة بعد تجديده بالكامل وإعادة افتتاحه في شهر مارس الماضي.
 

ومع اقتراب العطلة الصيفية، أطلقت مجموعة جميرا عروضاً خاصة بزوارها من المنطقة العربية في شبكة فنادقها خارج الإمارات في بودروم وإسطنبول في تركيا وباكو ومايوركا وفرانكفورت ولندن، فضلاً عن تقديمها خدمات وبرامج ترفيهية راقية تلبي متطلبات السائح العربي.

وتعد المساحة الواسعة والخصوصية والموقع الاستراتيجي ومستوى الخدمة الراقية والجودة العالية في نوعية الطعام من أكثر المميزات التي تشتهر بها فنادق المجموعة، إضافة إلى المرافق الترفيهية وثقافة كرم الضيافة العربية الأصيلة التي توفرها.
 

وقالت المجموعة: إن فندق وسبا «جميرا بورت سولير»، في مايوركا في إسبانيا، والذي يتميز بموقعه الفريد على منحدرات «بورت سولير» وبإطلالة بحرية على موانئ البحر الأبيض المتوسط، يستعد لاستقبال ضيوفه الذين يدعوهم للإقامة لمدة أطول للاستمتاع ببرنامج «التجارب الفريدة» لاستكشاف ما تتميز به جزيرة مايوركا الخلابة من ثقافة ومناظر وحياة طبيعية ومنتجات محلية وألوان الطعام الفريدة.
 

وبوسع الضيوف حجز عرض التجارب الترفيهية المتميزة مثل تسلق المرتفعات ورحلات هارلي دافيدسون، ورحلات خاصة بالقوارب السريعة. وبإمكان عشاق الطعام استكشاف المطبخ التقليدي المحلي للجزيرة.

أما عشاق الإثارة فبوسعهم التعرف على جمال جزيرة بالاريك الأخاذ من خلال المضي في رحلة تقطع جبال ترامونتانا بدراجة هارلي دافيدسون.
 

وللباحثين عن المغامرة في الجو والبر، تتضمن تجربة تسلق المرتفعات الفريدة جولة في الطائرة المروحية لمدة عشرين دقيقة، يليها تسلق لواحد من أجمل الممرات الشاطئية في جزيرة مايوركا للوصول إلى خليج منعزل على الشاطئ.

وتشمل هذه الرحلة استراحة للسباحة وتناول الغداء قبل العودة إلى الفندق على متن قارب سريع.
 

وأوضحت المجموعة أن فنادقها الثلاث الفاخرة في وسط العاصمة البريطانية توفر العديد من العروض، حيث يقدم فندق جميرا كارلتون تاور في لندن خصماً يصل إلى 10% على أفضل الأسعار المتاحة للأجنحة وعلى خدمات كبار الشخصيات، إضافة إلى استخدام مجاني لنادي بيك الصحي والسبا الذي يقدم علاجات فازت بالعديد من الجوائز، ضمن مكان بمناظر خلابة تشرف على مدينة لندن.
 

ومن خلال موقعه في منطقة نايتسبريدج، يتيح فندق جميرا كارلتون للضيوف فرصة التسوق من متاجر شارع سلاون أو هارولد أو هارفي نيكولز.
 

وبوسع الضيوف التنزه في حدائق كادوجان أو هايد بارك القريبة، فيما يقدم جروفنر هاوس للأجنحة الفندقية بإدارة جميرا ليفينج عرض رعاية الأطفال عند قضاء الإجازة العائلية.

ومن خلال موقعه المجاور لـ هايد بارك، تتيح شقق جروفنر هاوس مكاناً مثالياً للاستمتاع بإجازة لن تنسى في العاصمة البريطانية لندن، بينما يتيح جميرا لاوندز للمقيمين قسائم مشتريات من محلات شهيرة، إضافة إلى إفطار لشخصين في لاوندز بار أند كيتشن، ومغادرة في وقت متأخر.
 

ويتيح فندق جميرا فرانكفورت في ألمانيا للضيوف خيارات تسوق عديدة، بدءاً من المتاجر الفاخرة إلى محال بيع الأدوات القديمة من خلال عرض «التسوق والإقامة»، ويتمتع المقيمون بخيارات عدة للتسوق من بينها الوصول إلى شارع زيل الذي يعتبر أكثر شوارع أوروبا ازدحاماً، وشارع غوتستراس المزدان بمتاجر المصممين والعلامات الراقية، ومركز «مازيل» للتسوق، حيث لا تبعد هذه المقاصد عن فندق جميرا فرانكفورت سوى مسافة قصيرة سيراً على الأقدام.
 

اهتمام عالمي بالسائح الإماراتي
 

أكد يوكيم يان سليفر نائب رئيس العمليات في أوروبا الشمالية والوسطى والشرقية في مجموعة هيلتون العالمية، أن دولة الإمارات تعد سوقاً رئيسة للسياحة المصدرة وتحظى باهتمام بالغ من أصحاب الفنادق على مستوى العالم، خاصة الفنادق الألمانية والنمساوية، مشيراً إلى أن عدد الليالي التي يقضيها المسافرون من الإمارات في فنادق هيلتون في ألمانيا ارتفع بأكثر من 11% وبنسبة 60%في النمسا على أساس سنوي.
 

وأرجع سليفر إقبال الإماراتيين على السفر إلى ألمانيا والنمسا إلى التحسين الحاصل في خطوط الربط ومتطلبات التأشيرات، خاصة بعد إعفاء المواطنين الإماراتيين من التأشيرة لمدة تصل إلى 90 يوما، وكذلك مع إطلاق طيران الإمارات لطائرة A380 لخدمة خط دبي فيينا، التي كان لها تأثير محفز واضح على خيارات المسافرين من الإمارات، مؤكداً أن النمو الكبير في الطلب على الفنادق النمساوية هو خير دليل على ذلك.»
 

وأكد سليفر أن فنادق هيلتون في ألمانيا والنمسا تولي اهتماما خاصا بالمسافرين العرب، حيث وضعت خططاً خاصة للترحيب بهم، بما في ذلك تمديد ساعات خدمة الغرف، مع صالات الشيشة والاستراحات في الهواء الطلق، وتوفير القنوات التلفزيونية العربية، فضلا عن أفراد فريق ناطق بالعربية للقاء وتحية الضيوف، وإتاحة خيار ربط الأجنحة لتكوين غرفة أكبر للعائلات.
 

وقلل سليفر من تأثير تراجع أسعار النفط على شهية المسافرين من دول مجلس «التعاون»، مؤكداً أن منذ أن بدأت أسعار النفط في التراجع في منتصف 2014 لم نلحظ أي تراجع في حركة النزلاء من الخليج، خاصة خلال موسم الصيف الماضي الذي كان استثنائياً في العديد من فنادق المجموعة بالنسبة للضيوف من المنطقة، متوقعاً أن تواصل فنادق هيلتون العشرين في ألمانيا والخمسة في النمسا، جاذبيتها للضيوف من دول الخليج.
 

وقال سليفر إن فريقا من كبار التنفيذيين من هيلتون ألمانيا والنمسا قام مؤخراً بزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية للقاء عدد من عملاء السفر رفيعي المستوى لهيلتون، مشيراً إلى أن هذه الزيارات تتزامن مع اهتمام الوكالات المتزايد بتعزيز الشراكات مع فنادق هيلتون العشرين في ألمانيا والخمسة في النمسا، كوسيلة لتلبية الطلب المتزايد على السفر إلى الدول الأوروبية.
 

ووفقا للمكتب الوطني النمساوي للسياحة، ارتفع عدد الضيوف من دولة الإمارات العربية المتحدة بنسبة 130 في المئة في السنوات الأربع الماضية، في حين كانت الإمارات أكبر مصدر للسائحين من منطقة الخليج إلى ألمانيا حسب المكتب الوطني الألماني للسياحة، ممثلة قرابة 45 في المئة من أعداد الضيوف الخليجيين في الفنادق العام الماضي (المكتب الوطني الألماني للسياحة).