كيف نما سوق السيارات المستعملة في الصين؟

جذب رهان الصين الضخم على سيارات الطاقة الجديدة انتباه العالم بشكل مفهوم، ولكن هناك ظاهرة أقل حدة الآن وقد تكون على الأقل مترابطة بالبيئة في المدى القريب، فالصين تدخل أخيراً إلى سوق السيارات المستعملة، وفقاً لما ذكره تقرير "بلومبرج".

ويعد شراء السيارات المستعملة عادة مألوفة في معظم البلاد ولكنه حتى وقت قريب لم يكن معروفاً بالصين، ففي أغلب الأسواق تتجاوز مبيعات السيارات المستعملة نظيرتها الجديدة بهامش كبير.

وعادة ما يكون الفرق سيارتين مستعملتين إلى واحدة جديدة أو أكثر، وهناك حوالي 39 مليون سيارة مستعملة بيعت في الولايات المتحدة العام الماضي، مقارنة بعدد 17 مليون مركبة جديدة، أما في الصين فكان العكس حيث بيعت 29 مليون سيارة جديدة، و12 مليون أخرى مستخدمة.

ويعود الفضل في ذلك إلى بعض العيوب في سوق السيارات الصينية، فحتى أواخر الألفينيات قلل التصنيع رديء الجودة من عمر السيارات الصينية المصنعة، وكان لدى مشتري السيارات المستخدمة طرق قليلة لتحديد ملكية المركبات وتاريخ الحوادث، وكان المجال مشتتا بشكل كبير.

ومالت الحكومات المحلية لجعل الأمور أكثر سوءًا، فالعديد منها حظرت بيع المركبات المستعملة بين المقاطعات كوسيلة لدعم المصنعين والوكلاء، ولم تؤيد الحكومة المركزية تجارة السيارات المستخدمة مع دعم الجديدة.
 

تحول صيني جديد

- بعد كل ذلك بدأ التغيير، فالعديد من السيارات الصينية أصبحت تتوافق مع أو تزيد عن معايير الجودة الدولية، وبدأت الحكومة برفع القيود على مبيعات السيارات المستخدمة بين المقاطعات، وأدرك المستهلكون أن السيارات المستخدمة ذات جودة جيدة.

- نمت مبيعات السيارات المستعملة بشكل أسرع من السيارات الجديدة منذ بداية 2010، وفي 2017 نما سوق المركبات المستخدمة 19.3%، مقارنة بـ 3.2% للجديدة.

- وتشير التوقعات إلى وصول مبيعات السيارات المستخدمة في الصين إلى 20 مليون سيارة بحلول 2020، ورغم كونها بعيدة عن نسبة 2 إلى 1 في الولايات المتحدة، إلا أنها في طريقها لتصبح أكبر سوق مركبات مستخدمة في لعالم.

- لاحظ مصنعو السيارات الأمر، ونفذت "جنرال موتورز" برنامجا للسيارات المستعملة الموثقة، بينما تنتشر خدمات هذه المركبات عبر الإنترنت، واشترى الصينيون 1.3 مليون سيارة مستعملة العام الماضي عبر المنصات الإلكترونية، والتي توفر المقارنة السعرية وخيارات تمويل عملية الشراء، وفحص السيارات وتاريخها السابق.



مزايا السوق الجديدة
 

 - تحمس المستثمرون بشكل مبرر، فلقد أنفقوا أكثر من 2.5 مليار دولار في القطاع العام الماضي، وفي يونيو/حزيران وحده جمعت المنصات الإلكترونية 225 مليون دولار على الأقل، وتتطلع منصة "أوكسين ليمتد" وحدها لجمع 500 مليون دولار في طرح للاكتتاب الأولي مستقبلاً.

- يعد كل ذلك جيداً للمستثمرين وأكثر أهمية للبيئة، فعمليات التصنيع تنتج حوالي 35% من انبعاثات الكربون في عمر السيارة، والذي يعني أن كل مشتر لسيارة مستعملة يساعد على التقليل من الاحتباس الحراري.

- تعتبر صفقة كبيرة على الأقل في المدى القصير، فبالرغم من أن الصين تشجع المستهلكين على شراء السيارات الكهربية، إلا أن الطلب على السيارات المزودة بالبنزين لن يختفي ولمدة 20 عاماً على الأقل، سيكون هناك المزيد من محركات الاحتراق الداخلي أكثر من السيارات الكهربية.

- وفي الوقت نفسه فإن مزيجا من الإغراءات الحكومية للتوجه نحو الكهربية وسوق السيارات المستعملة المزدهر ينبغي أن يخلق دورة قوية، حيث تنتقل سيارات الطاقة الجديدة للمالك الثاني والثالث بسهولة، والتي تعد نموذجاً واعداً وتؤيد أن الصين في طريقها إلى مستقبل أقل من انبعاثات الكربون.