بالصور: من قرية للصيد إلى مدينة عالمية..هكذا كانت "طوكيو" وهكذا أصبحت الآن

قبل أن تصبح مدينة عالمية كثيفة السكان وساطعة بين مصاف الدول المتقدمة، كانت العاصمة اليابانية "طوكيو" مجرد قرية للصيد تسمى "Edo (إيدو) حيث شهدت المدينة تغيرات دراماتيكية منذ أوائل القرن الثاني عشر، بحسب تقرير نشرته "بيزنس إنسايدر".

وأظهر التقرير صورا نادرة لطوكيو بالإضافة إلى لوحات فنية تصور الحياة بها من قرية صغيرة حتى أصبحت مدينة، ويعني اسمها الأصلي "إيدو" مصب النهر، وبني بها العديد من القلاع والحصون العسكرية التي لا يزال بعض حوائطها صامدا حتى يومنا هذا.

في ثلاثينيات القرن السابع عشر، كان يقدر تعداد سكان "إيدو" بحوالي 150 ألف نسمة، وعلى مدار القرن التالي، تزايد عدد سكانها بشكل كبير حتى أصبحت أكبر مدينة حضرية في العالم – من حيث عدد السكان – بمليون نسمة عام 1721.

وفي القرن الثامن عشر، أصبحت "إيدو" عاصمة اليابان، وكانت مدينة تنعم بالسلام لفترة طويلة حتى حط بها الأمريكي "ماثيو بيري" عام 1853، وتفاوض مع الحكومة اليابانية على فتح ميناءين رئيسيين مما أدى إلى ارتفاع حاد في التضخم تبعه شكاوى من المواطنين.

وفي عام 1868، أقام الإمبراطور "ميجي" في "إيدو" وبنى فيها قصرا إمبراطوريا فيما عاش المواطنون الأثرياء في منازل فاخرة، وفي عام 1873، أصدر المجلس الكبير في اليابان بيانا بتدشين خطة لإنشاء متنزهات عامة في طوكيو و"أوساكا" و"كيوتو" للاسترخاء والجمال من أجل المواطنين، وظهرت متنزهات مثل "مابل جاردن" و"يوينو بارك".

أما مدينة طوكيو – التي يعرفها العالم بشكلها الحالي – فقد أنشأت رسميا عام 1889 وأصبحت لاحقا مركزا تجاريا وثقافيا رئيسيا لليابان، وبعدها بدأت التحول إلى الصناعة، وفضل المسؤولون وقتها التوجه نحو محطات السكك الحديدية بدلا من الطرق السريعة الأمر الذي تسبب في كثافة سكانية شديدة.

وطورت طوكيو أيضا شبكة من القنوات المائية في أوائل القرن العشرين، وانتشرت الزوارق المستخدمة في توزيع السلع كما بنيت مصانع مطلقة على تلك القنوات، ودشنت المدينة أول خطوط لـ"الترام" في عام 1903، بينما تم الانتهاء من أول خطوط سكك حديدية سريعة عام 1914.

في تلك الأثناء، تزايد عدد سكان طوكيو حتى بلغ 3.7 مليون نسمة عام 1920، وتعرضت المدينة لكارثتين رئيسيتين الأولى زلزال "كانتو" العنيف عام 1923 والأخرى الحرب العالمية الثانية.

ورغم الخسائر الفادحة في أرواح المواطنين والبنية التحتية، تعافت المدينة بشكل تدريجي على مدار العقود القليلة التالية لتصبح الآن واحدة من أكبر المدن في العالم ويقطنها 13.5 مليون نسمة وتعج بها ناطحات السحاب والمراكز المالية والتجارية والثقافية.