قرار بيع الموانئ الأمريكية بيدنا ولا نحتاج لموافقة الكونجرس
2006/10/08
الخليج
أكد جمال ماجد بن ثنية نائب رئيس موانئ دبي العالمية أن موانئ دبي العالمية لا تتعرض لأي ضغوط لإتمام بيع الموانئ الأمريكية ضمن صفقة “بي. آند. أو”، وأن تأخير البيع ليس له علاقة بقيمة الصفقة ولا بأية إشكاليات مع الإدارة الأمريكية وأن موانئ دبي العالمية لم تدفع عند شراء الصفقة مبالغ تفوق القيمة الحقيقية للموانئ الستة، وأنها ليست في حاجة لموافقة الكونجرس الأمريكي على تمديد مهلة البيع كما تردد الصحف الأمريكية.وقال ابن ثنية في حوار مع “الخليج” إن موانئ دبي العالمية ستبقي على قنواتها التجارية مفتوحة في أمريكا الشمالية حتى تحين فرص تجارية جيدة في المستقبل تمكنها من الدخول مرة أخرى للاستثمار في هذا السوق الكبير.وأكد ابن ثنية أن مباحثات على مستوى عال تجريها موانئ دبي العالمية حالياً مع حكومات بعض الدول العربية والإفريقية منها مصر والجزائر والمغرب والسنغال وأنجولا وكينيا لتطوير موانئ وبنية تحتية، وقال ابن ثنية إن استثماراتهم الحالية تقترب من 14 مليار درهم في أكثر من 25 مشروعاً خارجياً منها ما يزيد على 6 مليارات درهم في التوسعة الجديدة بميناء جبل علي.أكد ابن ثنية اهتمام موانئ دبي العالمية بالعنصر البشري وخلق كوادر وطنية مؤهلة لإدارة المحطات الخارجية وهو ما جعلهم يرصدون 10 ملايين درهم هذا العام لتدريب 25 شخصاً سنوياً على إدارة موانئ عالمية خاصة بعد أن أصبحت المشغل الأول عالمياً من حيث التغطية والانتشار والثالث من حيث حجم المناولة التي وصلت الى 37 مليون حاوية نمطية عام 2005 يتم تداولها في 53 ميناء، ومحطة حاويات ب 30 دولة بالعالم، كما تدير موانئ دبي العالمية 4 مناطق حرة و3 مراكز للخدمات اللوجستية، وقال ابن ثنية إن ما جعل موانئ دبي العالمية تسرع بإنشاء شبكتها الضخمة وتنطلق الى العالمية هو أن السوق حالياً تسيطر عليه الشركات الملاحية العالمية وإنه لم يعد به مكان للصغار وإلى نص الحوار:
موانئ دبي العالمية
* عندما قررت إدارة موانئ دبي العالمية بيع الموانئ الأمريكية الستة ضمن صفقة “بي. آند. أو”، ثارت عاصفة من الجدل وردد البعض أن هناك ضغوطاً تمارسها الإدارة الأمريكية عليكم لإتمام عملية البيع بسرعة والبعض الآخر يقول إن الإدارة الأمريكية حددت لكم فترة 6 أشهر لبيع صفقة الموانئ، وبعد أن انقضت فترة الأشهر الستة من دون إتمام عملية البيع فإنه يجب عليكم التقدم بطلب الى الكونجرس الأمريكي للموافقة على تمديد مهلة البيع ل 4 أو 6 أسابيع أخرى، وهذا ما نشرته بعض الجرائد الأمريكية منذ أيام، وهناك أيضاً من يردد أن موانئ دبي العالمية دفعت لشراء هذه الصفقة مبالغ تفوق القيمة الحقيقية للموانئ الستة وأن المعروض عليكم حالياً يقل كثيراً عما دفعتموه، وأن تحديد فترة زمنية لإتمام بيع الصفقة سوف يضطركم الى البيع بالخسارة، وهناك أحاديث أخرى تدور حول هذه الصفقة، فما حقيقة هذا الموضوع؟
- أتفق معك تماماً في أن صفقة الموانئ الأمريكية قد أثارت عاصفة من الجدل حين شرائها وحين بيعها أيضاً، وأود أن أوضح لك بعض الحقائق وهي أن دبي تنظر الى مشاريعها نظرة تجارية وهي النظرية التي ندير بها كل مشاريعنا وقوانينا في ال 30 دولة التي نمتلك وندير فيه موانئ بحرية، ولم يخطر ببالنا حين فكرنا في شراء صفقة الموانئ الأمريكية أن بعض رجال الكونجرس سوف تكون لديهم هذه النظرة السياسية التي ربطوها بالأسباب الأمنية، ولأن نظرتنا في كل مشاريعنا استثمارية تجارية فقد قدرنا قيمة الصفقة منذ البداية بقيمتها الحقيقية، ولم يكن تقديرنا لها بأكثر من قيمتها الحقيقية بأية حال.
وعندما أثير موضوع البيع اشترطنا بوضوح على الإدارة الأمريكية عدم تعرضنا لأي خسائر اقتصادية نتيجة تخلينا عن الصفقة ولم تشترط علينا الإدارة الأمريكية أن يتم البيع خلال فترة زمنية محددة، بل إننا لم نتطرق لهذا الموضوع من الأساس، ولكننا أخطرناهم بأننا سنتمم إجراءات البيع خلال 6 أشهر، فنحن الذين حددنا الفترة ونحن الذين أخطرناهم ونحن فقط الذين نملك حق تحديد الفترة الزمنية التي نبيع خلالها، ولا نحتاج لأي موافقة من الكونجرس ولا من أي جهة في الإدارة الأمريكية، أي أننا لم نتقدم للكونجرس بطلب مهلة إضافية لإتمام البيع كما يقال، لأننا أصحاب القرار وليس أي جهة أخرى. وأود أن أؤكد أننا لا نتعرض لأي ضغوط من أي نوع للإسراع بعملية البيع، فصفقة الموانئ الأمريكية صفقة ناجحة بكل المقاييس ولا يمكن أن نخرج منها بخسارة لأنه لا شيء يضطرنا الى البيع بخسارة، كما أننا لدينا خبرتنا الكبيرة في شراء وإدارة الموانئ فكيف نلزم أنفسنا بفترة زمنية للبيع قد تضعف موقفنا التفاوضي وتجعلنا نقبل مرغمين بأقل من قيمة الصفقة إذا ما دهمنا الوقت.
* إذاً لماذا تأخَّر البيع؟
- تأخُّر البيع يعود للإجراءات الطويلة التي تتطلبها عملية البيع، ونحن بخبرتنا الطويلة في شراء الموانئ نعرف أن عمليات البيع هذه لا تحدَّد بوقت، فربما يكون بالإمكان تحديد انتهائها بشهر معين، أو خلال فترة زمنية معينة قد تطول أو تقصر، ولكن من الصعب أن يتم تحديدها بدقة وخصوصاً في ظروف مثل تلك التي نمرّ بها في أمريكا الشمالية.
* وما صحة ما كتبته الصحف الأمريكية من أنكم تحتاجون لموافقة الكونجرس على تمديد المهلة؟
- لا أعتقد أن للكونجرس الحق في التدخل للتمديد لأن هذا من حقنا نحن فقط.
* ولكنكم بالفعل تحتاجون لأسابيع أخرى عدة لإتمام عملية البيع؟
- فترة 4 أو 6 أسابيع ليست بفترة طويلة في هذه الأمور فهناك أمور تقنية تحتاج الى وقت، وأنا لم أسأل مستشارينا عن الوقت الذي يحتاجونه لإتمام عملية البيع ولكنها قد قاربت على الانتهاء.
* من خلال مفاوضاتكم مع الشركات هل تلمسون جدية البعض وحرصه على تنفيذ الصفقة بلا مماطلة؟
- أنا متأكد من أن هناك العديد من الشركات الملاحية الكبرى التي تدير موانئ بأمريكا الشمالية لها أطماع ورغبة أكيدة في الحصول على هذه الصفقة التي تميزها أصولها ذات القيمة العالية والتي تقع في مواقع تجارية واقتصادية مهمة وحساسة، ونحن نرغب في الحصول على أعلى قيمة لأصولنا.
* ما أهم الشركات التي تتنافس على الصفقة؟
- لا أستطيع أن أذكر لك أسماء الشركات في الوقت الحاضر، ولكني أستطيع أن أقول إننا حصلنا على قبول كبير.
* ولكن بعض الصحف الأمريكية ذكرت أسماء الشركات؟
- ذكر أسماء الشركات لا يفيد عملية البيع والتفاوض في الوقت الحالي، وربما ذكر الصحف الأمريكية لبعض أسماء الشركات هدفه الإيحاء بقربها من الصفقة وتفاصيلها.
* كم تبلغ قيمة الصفقة؟
- الوقت الحالي غير مناسب للإعلان عن قيمة الصفقة.
* هل تأخير إتمام البيع يعود الى أن قيمة العروض المقدمة تقل كثيراً عن القيمة الحقيقية للصفقة؟
- التأخير المحدود هو لمصلحة الصفقة واستكمال بعض الأمور التقنية وليس متعلقاً بإشكاليات كبيرة بين موانئ دبي والإدارة الأمريكية أو بقيمة الصفقة، وأنا أؤكد لك أنها مواضيع تقنية بحتة تستلزم مزيداً من الوقت لمصلحة إتمام الصفقة وتلبية لأهدافنا الاقتصادية، وقد استغرق تقييم المشروع من جهة الشركات الراغبة في الشراء وقتاً طويلاً، وتساؤلات عديدة في أمور تقنية، استلزمت قيام هذه الشركات بعمل دراسات متأنية ومكثفة تستغرق وقتاً طويلاً، وهذه هي طبيعة مثل هذه الصفقات الكبرى.
* هل ستعاود موانئ دبي العالمية التفكير مجدداً في الدخول في أي مناقصات مستقبلاً لشراء أو إدارة بعض الموانئ الأمريكية بعد تجربة صفقة شراء “بي. آند. أو” وما أحدثته من جدل كبير؟
- نحن نأمل بمرور الوقت أن يزول سوء الفهم غير الواضح من قبل بعض رجال الكونجرس والمتعلق بالإجراءات الأمنية، خاصة بعد أن استضفناهم للاطلاع على الكيفية التي ندير بها موانئنا في دولة الإمارات العربية وفي دبي وليتأكدوا بأنفسهم من مستوى الإجراءات الأمنية العالمية التي نوفرها بموانئنا، وبأننا معنيون فقط بالمال والتجارة والأعمال، ولسنا معنيين بالسياسة والأمن الذي يمثل هاجساً كبيراً للإدارة الأمريكية والشعب الأمريكي، وموانئ دبي العالمية سوف تبقى على قنواتها التجارية والاقتصادية في أمريكا الشمالية مفتوحة الى أن تكون هناك فرص تجارية جيدة تمكننا من الدخول مرة ثانية للاستثمار في موانئ أمريكا الشمالية، لأنها سوق كبير ومفتوح، وهم رواد في التجارة الحرة، وأعتقد أن المسألة مسألة وقت، وسوف يكون لموانئ دبي العالمية مستقبلاً سوق جيد وصحي بأمريكا الشمالية يناسب قوة العلاقة بين البلدين.
* ألم تتأثر العلاقة بين الإمارات والولايات المتحدة بسبب هذه الصفقة؟
- العلاقة لم تتأثر، فقرارنا بيع الصفقة كان هدفه الإبقاء على العلاقة الجيدة بين البلدين، وأنا على يقين أن سوء الفهم لدى بعض رجال الكونجرس سوف يزول سريعاً.
من الملاحظ أن استثماراتكم تتركز في الخارج على دول أجنبية كالصين وأمريكا الجنوبية وغيرهما، في حين تقل استثماراتكم كثيراً بالموانئ العربية، لماذا الاهتمام بالاستثمار في موانئ الدول الأجنبية وعدم السعي أو الاهتمام بالاستثمار في الموانئ العربية؟
عندما دخلنا السوق الصيني وجدناه سوقاً مفتوحاً، وكبيراً، وهناك إجراءات واضحة، وهذا ما وجدناه أيضاً في سوق أمريكا الجنوبية في شيلي والأرجنتين، وعندما ندخل في المناقصة ندخل بصورة سليمة حسب الإجراءات المعلنة، وعند الفوز بالمناقصة نبدأ فوراً بمباشرة العمل وهذا ما تم في بيرو في شنداو الصينية، وفي أغلبية المناقصات التي اشتركنا بها في الدول الأجنبية، أما في الدول العربية فإن الإجراءات طويلة وغير واضحة وبيروقراطية وفي بعض الدول إجراءات تسليم المشروع تستغرق وقتاً طويلاً جداً، ونحن لدينا اهتمامات في الوطن العربي ولكن لا نرى حتى الآن أن الإجراءات تمر بسلاسة وسرعة ولو أجريت مقارنة بين الدول العربية والدول الأجنبية، في نظرتها لجذب الاستثمارات لوجدت أن هناك اهتماماً كبيراً من الدول الأجنبية لجذب الاستثمارات فهي تقدم تسهيلات كبيرة لتسريع بناء البنية التحتية التي من شأنها أن تقوي الاقتصاد وتدعم التجارة وتبني لهذه الدول قاعدة اقتصادية وصناعية للتصدير والاستيراد، ولقد وعت هذه الدول أهمية هذه المتطلبات وضرورة وجود بنية تحتية قوية بها، أما الدول العربية فرغم إدراكها لأهمية تسريع وتيسير الإجراءات لجذب رؤوس الأموال والمستثمرين إلا أنها ما زالت بطيئة وإجراءاتها طويلة.
* ما الدول العربية التي ترغبون في الاستثمار بها؟
- نحن مهتمون بالاستثمار في شمال إفريقيا في الجزائر والمغرب، كما نهتم بالاستثمار في الموانئ المصرية والعراق، ورغم أننا في وطن عربي واحد ونمتلك من الخبرات في هذا المجال أكثر من غيرنا، وندير على مستوى عالمي، إلا أننا لا نطمع في الحصول على أفضلية عند العمل في الدول العربية، ولكننا يحدونا الأمل في أن نتحرك معاً جنباً الى جنب بمعدلات أسرع بالتعاون مع الحكومات العربية لإدارة موانئ عربية بمقاييس عالمية.
* هل عائد الاستثمار في الخارج أعلى من عائد الاستثمار في المنطقة العربية؟
- لا، على العكس، فالاستثمار في المنطقة العربية أفضل، ولكن إذا نظرنا لعنصر الوقت فإن العائد يكون أكبر في الخارج عنه في المنطقة العربية، فالإبقاء على فريق عمل كامل لدراسة بعض المشاريع في الوطن العربي يستغرق شهوراً طويلة ويفوّت علينا فرصاً كبيرة في العالم الغربي، وهذا ليس بقرار عملي صحيح.
* أنتم تديرون موانئ في حوالي 30 دولة بالعالم، كيف تتصيدون الفرص الجيدة للاستثمار؟
- نحن لدينا جهاز على أعلى مستوى من الكفاءة والخبرة يتابع ويدرس بشكل جيد كل الفرص الاستثمارية المتاحة في أي مكان بالعالم، ونحن نغتنم الفرص ولا نضيعها، لأن ضياع فرصة عالمية جيدة في دولة ما معناه ضياع هذه الفرصة لمدة 30 سنة مقبلة أو أكثر، ولذلك نحن حريصون على عدم ضياع أي فرصة جيدة وهذا سر اختراقنا للأسواق العالمية وانتشارنا فيها بسرعة وقوة.
* وما سر اهتمامكم بخطوط ملاحية معينة كالصين والهند مثلاً؟
- الصين في الوقت الراهن أهم الأسواق التي تركز عليها موانئ دبي العالمية وهي تحقق معدلات نمو قياسية تؤكده الأرقام، فحجم مناولة الحاويات السنوي في الصين يصل الى 100 مليون حاوية نمطية أما الهند فطاقتها الحالية 5 ملايين حاوية وهي تحتاج إلى تطوير سريع لبنيتها التحتية حتى تزيد حجم طاقتها على 5 ملايين حاوية سنوياً، ونحن نستثمر في مشاريع عدة بالصين والهند حالياً.
* وما أهم الخطوط الملاحية العالمية وهل تديرون موانئ مهمة على هذه الخطوط؟
- هناك خطان رئيسيان للملاحة أحدهما خط الملاحة الشرقي الغربي وهو يبدأ من الصين فهونج كونج نزولاً الى جنوب الصين ثم جنوب شرق آسيا والهند ثم الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط الى أوروبا وأمريكا.
ويصل حجم الحاويات المتجهة من آسيا الى الولايات المتحدة ل 10،4 مليون حاوية نمطية بينما يصل حجم الحاويات المتجهة في الاتجاه العكسي ل 4 ملايين حاوية نمطية، والخط الرئيسي الثاني يسمى بخط الملاحة الشمالي الجنوبي (طريق رأس الرجاء الصالح) ويمتد من جنوب إفريقيا على الساحلين الجنوبي والشرقي لإفريقيا مروراً بالشرق الأوسط الى روسيا وأوروبا.
ويصل حجم الحاويات المتجهة من آسيا الى دول الاتحاد الأوروبي 7،6 مليون حاوية، بينما تتجه 3،3 مليون حاوية في الاتجاه المعاكس، وعلى كلا خطي الملاحة الرئيسيين لدينا العديد من محطة الحاويات والموانئ الاستراتيجية المهمة في تايلاند وإندونيسيا وسريلانكا والفلبين وفيتنام والهند والصين وتركيا وباكستان وفرنسا وكوريا الشمالية ورومانيا وكندا والأرجنتين وبريطانيا وألمانيا وروسيا وبلجيكا وجمهورية الدومينيكان وأستراليا.
* لماذا تحولتم من إدارة الموانئ الإقليمية الى إدارة موانئ عالمية في قارات العالم الست؟
- السوق حالياً تسيطر عليه الشركات العالمية الكبرى التي تبني شبكات موانئ عالمية تمتد من اليابان الى أمريكا وهذا ما حدا بموانئ دبي العالمية أن تسرع في إنشاء شبكة موانيها العالمية لأننا لو انشغلنا فقط في إدارة موانئ إقليمية لسنوات مقبلة عدة فسوف لا يكون لنا وجود بالسوق الذي يشهد منافسة شرسة من مجموعة الشركات العالمية التي تمتلك شبكة من الموانئ تتلائم مع تشغيل خطوطها الملاحية لأسطولها التجاري.
* ما وضع موانئ دبي العالمية بين شركات الملاحة العالمية؟
- موانئ دبي العالمية تحتل المركز الأول عالمياً من حيث التغطية والانتشار واتساع الشبكة بينما تحتل المركز الثالث عالمياً بعد شركة “هدجستون” الكورية و”بي. اس. ايه” السنغافورية من حيث حجم مناولة الحاويات والتي وصلت ل 37 مليون حاوية نمطية في عام ،2005 وشبكة موانئ دبي العالمية شبكة طويلة تغطي موانيها طول خطي الملاحة الرئيسيين، وأصبح لها مرور اقتصادي وتجاري جيد يصل الى 40% سنوياً.
* تمتلكون شبكة ضخمة من الموانئ في أستراليا والصين والهند والشرق الأوسط، هل تزيدون وجودكم في هذه الأسواق أم تتجهون لأسواق جديدة؟
- نحن بالفعل لنا وجود قوي في الصين وأوروبا وأمريكا الجنوبية والهند والشرق الأوسط، وخطتنا الآن هي النظر الى الأسواق الجديدة التي ستنفتح قريباً، مثل أسواق إفريقيا التي نؤمن بأنها سوق واعد وكبير، وكذلك سوق أمريكا الجنوبية والأسواق العربية لأن الاستثمار في الأسواق الجديدة أفضل كثيراً من الاستثمار في الأسواق القديمة المتشبعة ولقد وضعنا خطة استراتيجية متكاملة للاستثمار في الأسواق الجديدة في إفريقيا بالاتفاق مع حكومات بعض الدول الإفريقية لتطوير موانئ وبنية تحتية في السنغال وأنجولا وكينيا، ولدينا بالفعل مباحثات على مستوى عال مع حكومات هذه الدول ونأمل أن تسير هذه المباحثات سريعاً.
* ما الأهداف الاستراتيجية لموانئ دبي العالمية؟
- أهدافنا الاستراتيجية هي أن نخلق شبكة موانئ عالمية ضخمة تمتد من الشرق الى الغرب يكون باستطاعة جميع الخطوط الملاحية أن تصل إليها، كما نهدف لأن تكون موانئ دبي العالمية الأولى عالمياً من ناحية الخدمات والشركات الأولى التي يفضل العميل التعامل معها، كما نهدف أيضاً الى بناء الشركة على أسس تجارية عالمية لأن إدارة الموانئ أصبحت صناعة مهمة ونحن نؤمن بأن لدينا من الخبرة ما يجعلنا قادرين على أن نطور هذه الصناعة على مستوى العالم.
* ما وسائلكم في تحقيق أهدافكم؟
- نحن نأخذ زمام المبادرة والمخاطرة دائماً، ونمضي قدماً في تحقيق أهدافنا، فاليوم في ميناء جبل علي لدينا أحدث معدة على مستوى المناولة تنقل 4 حاويات في آن واحد، وهذه المعدة لم تستخدم في أي مكان في العالم، ونحن رواد في هذا المجال، وكان أمامنا أن نختار هل نبقى كمشغل إقليمي أم ننتقل الى العالمية، ولقد ارتأينا أن نكون أكبر مشغل عالمي ندير أكبر وأضخم شبكة موانئ في العالم تمتد من الشرق الى الغرب وبأحدث النظم الالكترونية والمعدات الحديثة.
* ماذا ينقص موانئ دبي العالمية لكي تكون الأفضل عالمياً؟ وبماذا تتميز عن الآخرين؟
- لكي نكون الأفضل يلزمنا أن نحظى بثقة المتعامل، وموانئ دبي العالمية لها ثقة وقاعدة من عملاء الخطوط الملاحية يزيدون على 130 شركة خط ملاحي. كنا نتمتع بثقتهم عندما كانوا يتعاملون معنا في دبي، وفي موانئ دولة الإمارات، وانتقلنا مع العملاء أنفسهم الى العالم، وأصبحنا نزودهم بالخدمات نفسها في الصين وهونج كونج وبريطانيا وبلجيكا وصولاً الى أمريكا. وما نتميز به عن الآخرين هو مستوى العلاقة المتميزة التي تربط بيننا وبين عملائنا والتي تعتبر من أقوى العلاقات الموجودة على مستوى شركات إدارة الموانئ العالمية، كما أننا حريصون على تقديم خدمة ذات جودة عالمية، وإرضاء المتعامل معنا وهذا العامل الأخير يعد ثمرة هذه الجهود وهو الذي ساعدنا على أن ننتقل من مجرد مشغل إقليمي الى أكبر مشغل عالمي.
* هل يعد زمن إنهاء إجراءات العملاء أحد العناصر المهمة لإرضاء عملائكم وتعزيز مكانتكم بين الشركات الملاحية الكبرى؟
- نعم، فعنصر الزمن أحد أهم عناصر الصناعة ولعل ما يميزنا في هذا المجال هو المرونة الكبيرة التي ننجز بها الأعمال، كما أن مسألة الوصول الى قادة ومديري موانئ دبي العالمية متاح للجميع، فبإمكان أي شخص أن يتصل تليفونياً بالأخ سلطان بن سليم الرئيس التنفيذي ليتحدث معه في أي أمر في أي وقت، فلا توجد لدينا بيروقراطية ولعملائنا الحق في الوصول الى مديرينا في أي وقت، وهذا جعلنا نحظى بثقة العملاء ورضاهم.
* كم يبلغ حجم استثماراتكم الحالية؟ وأين تكون؟
- حجم استثماراتنا في الوقت الحاضر 3،6 مليار دولار، منها 1،7 مليار دولار في تطوير محطة جبل علي والتي سيتم تشغيلها في يوليو/ تموز ،2007 ونحن نطور موانئ ومحطات حاويات في فيتنام وبيرو والصين ولدينا بعض المشاريع القائمة في الهند.
*ما نسبة النمو السنوية في معدلات التشغيل؟
- في عام 2005 وصل إجمالي التشغيل الى 37 مليون حاوية نمطية، ونخطط لزيادة طاقتنا الاستيعابية بمقدار 40% في أقل من 5 سنوات، فالطاقة التشغيلية الحالية في ميناء جبل علي 11 مليون حاوية سوف تزيد بمقدار 5 ملايين حاوية أخرى بعد انتهاء عملية التطوير والتشغيل في يوليو/تموز 2007 وهناك توسعة في ميناء الفجيرة وعدد من الموانئ السابق ذكرها في فيتنام والهند والصين ستزيد من طاقتنا الاستيعابية خلال أقل من 5 سنوات الى حوالي 52 مليون حاوية نمطية.
* من المعروف أن إدارة الموانئ تحتاج الى خبرات وتخصصات مهمة نادرة، كيف توفرون هذه الكفاءات؟ وهل لديكم خطة للتدريب لخلق جيل جديد يكون لديه من الخبرات ما يؤهله للعمل في إدارة هذه الموانئ؟
- نحن نعي أن إدارة الموانئ صناعة يصعب فيها الحصول على الأشخاص المؤهلين الذين تتوافر لديهم المعرفة والدراية بهذه الصناعة لذلك فنحن معنيون بتدريب الكوادر الوطنية لخلق الطابور الثاني والطابور الثالث ولقد رصدنا هذا العام 10 ملايين درهم لتدريب 25 شخصاً سنوياً على إدارة الموانئ العالمية، وهذا يعني أن هؤلاء المديرين الجدد الذين سيتم تدريبهم وتأهيلهم على أعلى مستوى ستكون مهمتهم إدارة محطاتنا في الخارج، كما أن لدينا برامجنا الداخلية لتطوير القوى العاملة الوطنية الموجودة حالياً لتدريبها وإكسابها القدرة القيادية لإدارة الوضعية الجديدة لموانئ دبي العالمية.
* أنتم مهتمون بموضوع التوطين بشكل كبير، كم تبلغ نسبة التوطين في موانئ دبي العالمية؟
لدينا 552 مواطناً يعملون في جميع الإدارات المختلفة لموانئ دبي العالمية ونعمل على استقطاب كل الخبرات الشابة للعمل بكل التخصصات.
جداف دبي
* ماذا تم في مشروع جداف دبي؟
- جداف دبي سوف ينتقل الى موقعه الجديد في مدينة دبي الملاحية، وفي الوقت الحاضر نحاول أن ندمج جداف دبي مع حوض دبي الجاف لكي نستفيد من خبرات الشركتين، ولخلق قوة أكبر من هذا الدمج، والمشروع يسير بخطى سريعة في الوقت الحاضر، ونحن في انتظار الانتهاء من تشييد مدينة دبي العالمية وبعدها سينتقل إليها المشروع مباشرة.

تحليل التعليقات: