المهندس - سعود بن ماجد الدويش للأقتصادية :"الاتصالات السعودية" تأهيل 5 آلاف شاب ومليار لتطوير الجيل الثالث
2006/12/26
الاقتصادية
أكد المهندس سعود بن ماجد الدويش أن شركة الاتصالات السعودية، بصفتها المشغل الأكبر من حيث الإيرادات في منطقة الشرق الأوسط، تولي عناية فائقة لثلاثة عوامل رئيسية في تحديد اتجاهاتها الإستراتيجية، وهي: احتياجات العملاء والاتجاهات العامة في قطاع الاتصالات، والتنمية التنافسية.
وكشف الدويش في حوار موسع خص به "الاقتصادية" عقب تعيينه رئيسا تنفيذيا للشركة، أنه قد تم تخصيص مبلغ مليار ريال لمشروع الجيل الثالث المطور للجوّال الذي سيتم تنفيذه خلال عام 2007، لافتا إلى أن الشركة ستلعب دورا رئيسيا في خدمات الجملة للنواقل والمشغلين بهدف تنميتها وتحقيق المزيد من الإيرادات في السوقين المحلية والدولية.
وقال الدويش إن الشركة حصرت العديد من الفرص الاستثمارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهي تمر حاليا بمرحلة تقييم، مشيرا إلى أن هذا التوجه سيمكن الشركة من تحقيق جزء من إيراداتها من مصادر خارجية بحلول عام 2010م.
وأعلن الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات السعودية أن الشركة ستطلق في كانون الثاني (يناير) المقبل (برنامج الوفاء التعليمي) لتأهيل وتدريب خمسة آلاف شاب سعودي بتكلفة 30 مليون ريال، بعد الاتفاق مع المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني ، الحوار استعرض أداء الشركة وتعمق في سياساتها وخططها.
* بداية تهنئكم جريدة "الاقتصادية" على الثقة الكريمة بتعيينكم رئيساً تنفيذياً لشركة الاتصالات السعودية ؟
- أشكرك على هذه التهنئة، وفي الواقع إنني أعتبر هذه الثقة أمانة أعتز وأتشرف بحملها لأنها وسام وتقدير كريم من حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين، متمنياً أن أكون والفريق العامل معي عند حسن الظن بنا، وفي الوقت نفسه لا يسعني إلا أن أشكر معالي رئيس مجلس الإدارة الدكتور محمد بن سليمان الجاسر على دعمه وتوجيهه وكذلك لمعالي وسعادة أعضاء المجلس الموقر. وبهذه المناسبة أود أن أؤكد عزمنا القوي على مواصلة بذل أقصى الجهود للارتقاء بالاتصالات السعودية إلى أعلى وأرقى المستويات العالمية، ووضع مملكتنا الغالية في موقع متقدم ومرموق عالمياً في مجال الاتصالات.
* في رأيكم ما أبرز التطورات التي قد ترسم مسار تطوّر "الاتصالات السعودية" خلال السنوات المقبلة؟
- بصفتنا شركة الاتصالات الأولى والرائدة في المملكة العربية السعودية، والمشغّل الأكبر من حيث الإيرادات في منطقة الشرق الأوسط، نضع دوماً نصب أعيننا ثلاثة عوامل رئيسية في تحديد اتجاهنا الاستراتيجي، هي: احتياجات العملاء، والاتجاهات العامة في قطاع الاتصالات، والتنمية التنافسية.
بالنسبة إلى العملاء، يُتوقع أن تواصل سوق الاتصالات في المملكة النمو بوتيرة سريعة جرّاء ارتفاع معدّل النمو السكاني والوحدات السكنية بما يتجاوز 2.8 في المائة سنوياً، في ظل النمو الاقتصادي المستدام في المملكة. ونتوقّع أن يتخطّى حجم سوق الاتصالات 18 مليون نسمة في عام 2010، هذا إضافة إلى اتساع حجم سوق شركات الاتصالات وخدمات قطاع الأعمال، حيث يُتوقع أن يتضاعف حجمها خلال السنوات الثلاث إلى الأربع المقبلة. في هذا السياق، إنّه من واجبنا مواصلة مسيرتنا والمساهمة في نجاح الآخرين من خلال تقديم خدمات اتصالات عالية الجودة تعكس احتياجاتهم الحقيقية.
في هذه الأثناء، سيشهد قطاع الاتصالات تطوّراً تقنياً سريعاً مع بروز منهجيات عمل ومنهجيات تشغيل جديدة. ونذكر من بين الاتجاهات العامة الجديدة في قطاع الاتصالات السعودي، تطوّر التقنيات البديلة ودمج الخدمات، وبروز تقنيات جديدة قلبت المقاييس في تقنيات الاتصالات مثل WiMax وWiBro، والانتشار واسع النطاق لشبكات الإنترنت فائقة السرعة، وإطلاق الخدمات التي تدمج الاتصالات والصورة وجميع أنواع المحتوى Multi-play وVoIP، والانتقال إلى شبكات الجيل الثالث، علماً بأنّ الاتصالات السعودية حريصة كل الحرص على رصد هذه التطوّرات ومراعاتها في تعريف تطورها الاستراتيجي. وعلى صعيد آخر، نشهد ميلاً متزايداً نحو الاندماجات والحيازات على المستويين الإقليمي والدولي، واعتماد منهجيات العمل المتمحورة حول العميل والمفاهيم الإبتكارية لإدارة خدمات المساندة الداخلية. وسنستمرّ في هذا السياق، كدأبنا، روّاداً في جلب أفضل التقنيات ومنهجيات العمل لخدمة عملائنا، مكثّفين جهودنا لتحقيق هذه الغاية.
أخيراً وليس آخراً، يُتوقع اتساع نطاق عملية تحرير قطاع الاتصالات في المملكة خلال العام أو العامين المقبلين مع منح تراخيص لمشغلين جدد لتقديم خدمات الاتصالات المتنقّلة والثابتة. ومن المرجّح اشتداد المنافسة في قطاع الاتصالات المتنقلة والثابتة وخدمات المعطيات، ما يحمل في طيّاته تحدّيات كثيرة، منها متطلّبات الابتكار والتميّز والمحافظة على العملاء. كما يُتوقع تفاقم وتيرة التراجع في الأسعار وفي متوسّط الإيراد لكلّ مستخدم.
اتّخذت "الاتصالات السعودية" إجراءات استباقية لمجابهة التحديات الناشئة عن تحرير السوق وازدياد المنافسة، مركّزة جهودها على تعزيز موقعها التنافسي، وهي ترى أن تحرير السوق وإفساح المجال أمام المنافسة يوفران أمامها فرصاً أكبر لاستعدادها المبكر لتحرير السوق والعمل في أجواء وظروف المنافسة.
* خلال الأشهر القليلة الأولى من تولّيكم منصبكم، تعاونتم وفريق الإدارة العليا على إعداد إستراتيجية لمواجهة هذه التحديات وترسم المسار المستقبلي للشركة. هل يمكنكم وصف متطلبات هذه الإستراتيجية؟
- تمكّنت الاتصالات السعودية، منذ تحويلها إلى شركة، من النجاح في أدائها من خلال اعتماد استراتيجيات متكاملة مهّدت السبيل للتخصيص بين عامي 1998 و2000، وركّزت على بناء قدرات تنافسية قوية في الفترة بين عامي 2002 و2005 استعداداً لتحرير السوق. حينما كلّفت رئاسة الشركة في مطلع عام 2006، كان محور عملنا إيجاد طرق العمل الملائمة لتحقيق النمو المربح والاستمرار في تلبية تطلّعات عملائنا ومساهمينا وموظفينا. وكان الجواب إقرارنا إستراتيجية للسنوات الثلاث إلى الأربع المقبلة أطلقنا عليها اسم "إلى الطليعة" أو FORWARD، وكل حرف من كلمة الطليعة له دلالة ومعنى استراتيجي ورسالة مهمة في مسيرة الشركة، كالتالي:
أ - استمرار دورنا الريادي في سوق الجوال.
ل - لعب الدور الرئيسي في خدمات الجملة للنواقل والمشغلين.
ط - طرق خدمات متطورة للتواصل المرئي المعلوماتي من المنزل.
ل - للتميز في خدمة متطلبات قطاع الأعمال.
ي - يقين بتحقيق التوسع الخارجي لأعمال الشركة.
ع - عزم على تطوير الهياكل الداخلية للشركة.
ت - تحقيق الكفاءة التشغيلية.
وتهدف الأولويات الإستراتيجية الخمس الأولى، التي تتميز بها الشركة، إلى المحافظة على مستوى النمو في إيراداتنا فيما ترمي الإستراتيجيتان الأخيرتان إلى تحسين إنتاجية الشركة.
تحقيقاً لأولوية "استمرار دورنا الريادي في سوق الجوال"، فإنّنا نسعى إلى تعريف المرحلة التالية في تطوّر السوق والمنافسة في الاتصالات الشخصية، من خلال تطوير تطبيقات الجيل الثالث عالي السرعة 3.5G، وخدمات المحتوى على نطاق واسع. وهذه الخطوة إنّما تهدف إلى جعل "الاتصالات السعودية" مقدّم خدمات من الطراز الأول في مجال الاتصالات الشخصية، وذلك بالاستفادة من الفرص المتبقية والمتاحة في سوق الاتصالات الشخصية في المملكة وإنماء قطاع خدمات المعطيات واتصالات الفيديو. وقد بدأت بالفعل طلائع إنجازاتنا في هذا المجال بالظهور، إذ كنّا من بين المشغّلين الأوائل في العالم الذين أطلقوا خدمات 3.5G في شهر حزيران (يونيو) الماضي، وقد وصلت سرعة نقل المعطيات إلى 1.8 ميجابت في الثانية، أي نحو خمسة أضعاف سرعة خدمات الجيل الثالث. وقد أتاح لنا ذلك تقديم جيل جديد من الخدمات والمحتوى لعملائنا، منها الاتصال المرئي Video Call، وتلفزيون الجوّال Aljawal TV، وجوال نت Jawalnet. وقد تمكّنا من خلال هذه الخدمات الجاذبة والأسعار التنافسية من بناء قاعدة بيانات كبيرة قوامها 300 ألف عميل لخدمات الجيل الثالث حتى تاريخه. كذلك، وفي محاولة لتوطيد موقعنا كالمشغّل الوطني، عمدنا إلى توسيع تغطية شبكة الاتصالات المتنقّلة خلال الأشهر الستة المقبلة لنصل إلى 95 في المائة من المناطق المأهولة وتغطية الطرق الرئيسية والفرعية كافة وما يزيد على أكثر من ثمانية آلاف قرية وهجرة.
أولويتنا الإستراتيجية الثانية هي "لعب الدور الرئيسي في خدمات الجملة للنواقل والمشغلين" بهدف إنماء خدمات النواقل والمشغلين وتحقيق المزيد من الإيرادات في السوق الوطنية والدولية. وتقوم خدمات النواقل على توفير البنية التحتية للاتصالات لمقدّمي الخدمة في المملكة وعلى المستوى الدولي. نذكر في هذا السياق مساهمتنا في فتح السوق السعودية من خلال إقامة علاقة طويلة الأمد مع المشغل الثاني وتقديم جميع الخدمات والإمكانات الفنية التي تتميز بها شبكة الاتصالات وخاصة الجوال، إضافة إلى نقل المكالمات الداخلية بين المدن والمكالمات الدولية لجميع المشغلين في المملكة، ومن ضمنها نقل خدمات البيانات والإنترنت داخلياً ودولياً. وسنعمل على توسيع قاعدة عملائنا الإقليميّين والدوليّين من خلال عقد اتفاقات شراكة، مع الاستفادة من موقع الاتصالات السعودية فيما يتعلّق بشبكة الاتصال للترويج لحلول الإنترنت فائق السرعة للمشغلين الآخرين. وذلك يخول المشغلين الآخرين استخدام شبكاتنا لتوفير خدماتهم بشكل أسرع وتغطية أكبر وهذا كله سوف يصب، بإذن الله، في تحقيق هدف رئيسي واستراتيجي لدى الجهاز التنفيذي في الشركة خاصة وكل موظفي الشركة بشكل عام، ألا وهو تعظيم حقوق المساهمين.
* إستراتيجيتكم الجديدة كيف ستتعامل مع التحديات القائمة حالياً في مجال الهاتف الثابت؟
- نحن مهيئون لمواكبة التغيرات في متطلبات التواصل من المنازل وتسريع وتيرة نشر خدمات النطاق العريض DSL في المملكة، حيث هدفنا هو أن نصبح المزود المفضل لخدمات الاتصالات والترفيه المنزلية، وذلك من خلال إدخال التطبيقات متعددة الأدوار Multi-play كالمحتوى، والصورة، والصوت والإنترنت عبر شاشة التلفاز عبر شبكة النطاق العريض. وقد تم توقيع العقود الخاصة بذلك مع عدد من الشركات المرموقة لتسريع نشر شبكة النطاق العريض عبر التقنيات المناسبة.
أما بالنسبة لخدمة المحتوى، وهو المجال الذي سنكون فيه أكثر تميزا عن المنافسين الآخرين، فإننا لا ندخر جهدا في تعزيز وضع الشركة بصفتها مقدم خدمة المحتوى الأول في المملكة من خلال بناء علاقات حصرية مع مزودي ومجمعي المحتوى.
ومن خلال إستراتيجية تحقيق "للتميز في خدمة متطلبات قطاع الأعمال" فإننا نخطط لتشجيع الطلب على الخدمات عالية القيمة. وحتى نصبح المزود المفضل لخدمات وحلول قطاع الأعمال، فسنقدم الخدمات الصوتية الثابتة والمتنقلة، وخدمات المعلومات والاتصالات المرئية عن طريق وصلة بينية واحدة. كما أننا سنعمل على تعزيز خدمات النطاق العريض وبروتوكول الإنترنت لزيادة نسبة الانتشار وتوسعة التطبيقات وخفض الأسعار.
ولتحقيق ذلك سنبدأ، على المدى القريب، بحل الاختناقات الموجودة من خلال نشر تقنيات النطاق العريض المناسبة، وتمكين قطاع الأعمال بكل أطيافه من التواصل بشكل أسهل ومميز وبعدة تقنيات تناسب احتياجاته وتطلعاته.
* ما هي خططكم لاستغلال الفرص المتاحة خارج حدود المملكة؟
- تشمل إستراتيجية "يقين بتحقيق التوسع الخارجي" تنمية الإيرادات من القطاعات ذات الصلة بصناعة الاتصالات على الصعيدين الداخلي والخارجي. وهنا نهدف إلى تحقيق جزء من إيراداتنا من مصادر خارجية بحلول عام 2010 من خلال متابعة الفرص التي تتيحها عمليات التخصيص، ومنح التراخيص الجديدة، وفرص الاستحواذ المتاحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل مجدٍ اقتصادياً وقد قمنا في هذا الصدد بحصر عدد من الفرص وهي في طور التقييم الآن. وقد بدأنا بالفعل في الاستثمار في شركة "تجاري"، وهي إحدى الشركات المحلية العاملة في مجال التقنية.
*هل ستتمكن شركة الاتصالات السعودية، كمؤسسة، من دعم جميع هذه المبادرات الإستراتيجية؟
- تهدف المبادرتان الإستراتيجيتان الأخيرتان إلى بناء الكفاءات الداخلية. ولتعزيز وضعنا التنافسي، من خلال تعديل النموذج التشغيلي للشركة، فإننا بصدد التحول إلى شركة تركز على العملاء من خلال وحدات أعمال متخصصة تساندها الإدارات الإستراتيجية والإجرائية المصاحبة. وستقوم وحدات الأعمال التي تتمحور حول قطاعات العملاء بالعمل بصورة أساسية كمراكز مسئولة عن الربح والخسارة بموجب قوائمها المالية الخاصة بها، والتركيز على إدارة الأصول وتنمية الأعمال. وسيركز المركز الشامل لإدارة الشركة على وضع الإستراتيجية الشاملة للشركة، وتنسيق عملية رصد وتخصيص رأس المال والموارد، وإدارة المخاطر والتواصل مع المستفيدين الرئيسيين الخارجيين. أما قطاع الخدمات المشتركة فسيقدم التعاملات والخبرات السوقية التنافسية المطلوبة على مستوى الشركة ككل، إضافة إلى بحث وإدارة فرص إسناد الأعمال خارجيا. هذا، وقد تم قطع شوط طويل في عملية إعادة الهيكلة وأن العديد من هياكل الإدارات جاهزة للتنفيذ.
أخيرا، وليس آخرا، فإننا نهدف إلى تحقيق الكفاءة التشغيلية من خلال رفع مستوى إنتاجية وكفاءة العاملين في الشركة. وسنقوم بتنفيذ خطط تحسين القوى العاملة وإدارة التوظيف بهدف الوصول إلى المستوى الأمثل لعدد الموظفين ورفع كفاءتهم. هذا، وسنقوم بتطبيق نموذج الخدمات المشتركة الداخلية الذي يحدد نوعية الخدمات المساندة داخل الشركة واتفاقيات مستوى الخدمة بشكل واضح، والمحاسبة الداخلية، وقياس الجودة لرفع الكفاءة التشغيلية بصورة أكبر، وتنفرد "الاتصالات السعودية" بتبني وتطبيق برنامج التغيير الثقافي، الذي يرتكز على إعادة التأهيل وغرس ثقافة خدمة العميل وتلبية طلباته وحُسن التعامل معه، والتميز في تقديم الخدمات لجميع شرائح عملاء الشركة، وهو موجه ومصمم لجميع موظفي الشركة، وخاصة مَن هم في مواجهة العملاء ومراكز العناية بالعملاء. ويهدف هذا البرنامج إلى غرس فضائل متعددة للعمل الجماعي وروح التعاون والعمل كفريق واحد وحسن التصرف عند مواجهة طلبات العملاء وطرق الاختيار والاستجابة لها. وتستعين الشركة لتنفيذ هذا البرنامج بشركات عالمية متخصصة لها باع طويل في هذا المجال.
* إستراتيجية الشركة "إلى الطليعة" تبدو شاملة وطموحة، ولكن إلى أي مدى ستنجح في الاستمرار في تحقيق الأداء المالي القوي الذي حققته الشركة في عام 2005؟
- شهد عام 2005 العديد من الإنجازات التي حققتها الشركة، والتي مكنتنا من تحقيق زيادة في الربحية بنسبة 34 في المائة. وقد بلغت إيراداتنا 32.5 مليار ريال سعودي بدخل صافي قدره 12.4 مليار ريال وتحقيق ربح قدره 4.65 ريال للسهم. وحتى نهاية النصف الأول من عام 2006 استمرت الزيادة في الإيرادات بنسبة 7 في المائة، وبنسبة الزيادة نفسها في عام 2004 - 2005.
وواصلنا الزيادة في الأرباح بتحقيق زيادة بنسبة 15 في المائة في صافي الدخل، ترجمت إلى ربح قدره 3.41 ريال للسهم مقارنة بربح 2.96 للسهم في النصف الأول من عام 2005. وقد تم الوصول إلى هذا المستوى من الأداء نتيجة لجهود التركيز على الأولويات الإستراتيجية لتحقيق النمو المستدام وزيادة الربحية.
* ولكن ألا ترون أنكم قد قللتم من شأن الآثار التي قد تترتب على ارتفاع حدة المنافسة؟
- بالرغم من الزيادة الواضحة في عدد عملاء المشغل في النصف الأول من عام 2006، فإن الجوّال مازال يحتفظ بنسبة 75 في المائة من الحصة السوقية و85 في المائة من الإيرادات الكلية للهاتف المتنقل. هذا وما زال عملاؤنا متمسكين باختيار الجوّال بالنسبة لخدمات الجيل الثالث عالي السرعة وخدمة سوا. وعلى سبيل المثال فإن حملة "ببلاش" التي تعتبر ظاهرة، اجتذبت العديد من العملاء الجدد. إن قدرتنا المستمرة على الاستماع إلى عملائنا وتقدير علاقتهم معنا مكنتنا من قبول المنافسة وتنمية السوق، وميّزت الجوّال عن غيره.
لقد أتاح تحرير السوق إمكانية استفادة الشركة من موجة النمو التي اتسمت بها صناعة الاتصالات في المنطقة. وفي النهاية فإننا نهدف إلى قيادة سوق الاتصالات في المملكة من خلال التطوير المستمر للخدمات التي نقدمها لعملائنا، ومن خلال الاستمرار في أخذ زمام المبادرة بإدخال التقنيات الجديدة لدعم هذه الخدمات. ويعتبر النجاح الهائل الذي حققته خدمات الجيل الثالث عالي السرعة دليلا واضحا على إمكانية تحقيق فرص النمو من خلال الابتكار والتنوع في تقديم الخدمات الجديدة.
* ماذا فعلتم لرفع مستوى ولاء العملاء ومنع تناقص أعدادهم؟
- تبنت وطورت الشركة إستراتيجية للمحافظة على العملاء، منذ عام 2004، وذلك من خلال برامج جذابة وذات مردود عال وملموس يستفيد منه العملاء مباشرة، ويلبي احتياجاتهم من خلال مكافأتهم على استخدام خدمات ومنتجات الاتصالات السعودية، ومنذ عام 2004 أطلقنا برنامج "قطاف" الذي حقق نجاحا منقطع النظير حتى الآن، حيث يشترك فيه ثلاثة أرباع عملائنا في الجوّال مؤجل الدفع (المفوتر) تقريبا. والأكثر تشجيعا ارتفاع معدل الاستفادة من استبدال النقاط، وزيادة عدد أعضاء نادي "قطاف" الذين يستبدلون نقاطهم بالمكافآت ما يظهر حماسهم الشديد للبرنامج ومزاياه. لذلك كان تأثير البرنامج كبيرا في ولاء العملاء، حيث أدى إلى خفض إمكانية تناقص عدد عملاء "قطاف" بثلاثة أضعاف.
وفي أيلول (سبتمبر) 2006، تم تعزيز برنامج قطاف ببرنامج جذاب ومميز هو برنامج "تقدير" لمكافأة عملائنا عن كل سنة إضافية يقضونها مع خدمة الجوّال. وقد كان لبرنامج "تقدير" أكبر الأثر في تشجيع الطلب على برنامج "قطاف"، حيث يهدف البرنامج إلى "تقدير العملاء" على ثقتهم بشركة الاتصالات السعودية ويوطد علاقتهم بالشركة ويكثف التواصل مع شرائح عملاء الشركة كافة. وتتميز برامج الاتصالات السعودية للمحافظة على العملاء عن سواها من برامج المشغلين على مستوى العالم بأنها سهلة الاستيعاب وشفافة ومباشرة، حيث يسهل استبدالها بخدمات مجانية متعددة من خلال الاتصال أو إرسال رسائل قصيرة لهذا البرنامج أو من خلال موقع الشركة الرئيس STC.COM.SA.
* خدمة النطاق العريض تعرضت لبعض التأخير. كيف ستلبون احتياجات العملاء وتوسيع انتشارها؟
- حقيقة، لقد واجهنا طلبا متزايداً على خدمة DSL، والنطاق العريض فاق قدرتنا على تلبيته، في البداية. وقمنا فورا بوضع الضوابط اللازمة للإسراع بتدريب فرق التركيبات الداخلية، والتعاقد مع خمسة مقاولين مختلفين لزيادة معدل التركيبات. ونتيجة لذلك تمكنا من تلبية الطلب على خدمة النطاق العريض بشكل ثابت مع العمل على خدمة القاعدة المتزايدة للعملاء بشكل مكثف من خلال توفير البنية التحتية اللازمة. وخلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2006 تمكنا من زيادة عدد العملاء بثلاثة أضعاف وقمنا بتركيب 110 آلاف خط DSL ليصل إجمالي الخطوط إلى 180 ألف خط ويتوقع استمرار النمو بهذا المعدل خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
ونتوقع تحقيق المزيد من التوسع في شبكتنا وتعزيز وضعنا، بصفتنا مزود الخدمة الأول، بتقوية شبكات الجيل الثاني للنطاق العريض. وفي هذا الصدد، قمنا ببناء علاقات عديدة مع مزودي وجامعي خدمة المحتوى لزيادة قيمة الخدمة للعميل.
* انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية ربما ترتب عليه تطبيق ضوابط تنظيمية متشددة، ما رأيكم في ذلك؟
- يجب أن يلعب انضمام المملكة إلى منظمة التجارة دورا مهما في تسريع نمو قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، ولكن لا يمكن ضمان الاستفادة المستدامة والتطوير المعافى للسوق إلا بالتطبيق المتوازن للضوابط التنظيمية. ويتطلب التطبيق الناجح لإطار اتفاقية التجارة الدولية التفسير والتخطيط الدقيق والموازنة بين مصالح عدد كبير من المستفيدين الرئيسيين في السوق. ونرى توخي الدقة والحذر في تطبيق التزامات منظمة التجارة الدولية والاستفادة من القوانين الاستثنائية عند انطباقها. ويجب أن يكون هدفنا هو تجسيد النوايا الحسنة للدولة، واحترام التزاماتها، والمحافظة على مصالحنا الوطنية.
التطبيق المتسرع وغير المتوازن قد يؤثر على أداء قطاع الاتصالات والاقتصاد الكلي لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات كما ستكون له تداعيات اجتماعية أيضا.
إن قبول التزامات منظمة التجارة العالمية في ظاهرها والاستعجال لتنفيذها حرفيا دون الموازنة بين الفوائد والمخاطر المترتبة عليها مع فتح الأسواق قد يكون مقيدا ومنحازا ضد الشركات المحلية مع تفضيل المستثمر الأجنبي عليها، وقد ينطبق ذلك على العديد من القطاعات الأخرى وليس على قطاع الاتصالات فحسب.
قد يؤدي مثل هذا الإجراء إلى إضعاف الحافز على الاستثمار في البنية التحتية للاتصالات في الدولة، ولن تتمكن شركة الاتصالات السعودية من الاستمرار في القيام بدورها بصفتها المشغل الوطني للاتصالات، ما يؤدي إلى إضعاف العمود الفقري لـ "الاتصالات" الذي يقدم خدمات القيمة المضافة، والتقليل من جاذبية فرص الاستثمار في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات بالنسبة للمستثمرين الجدد.
فتح السوق، والموازنة بين مصالح جميع المستفيدين الرئيسيين سيترجمان الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية إلى فرصة بالنسبة لشركة الاتصالات السعودية. فقد تؤدي الاتفاقيات الثنائية إلى إيجاد روافد جديدة للاستثمارات والشراكة الإستراتيجية المحتملة بالدول الأخرى المنضمة للمنظمة. لقد قمنا سلفا بتعزيز تحرير السوق لخدمة منافسينا محليا ودوليا، وذلك من خلال تأسيس وحدة الأعمال الجديدة في الشركة الخاصة بخدمة النواقل والمشغلين.
* ما سبب تباطؤ شركة الاتصالات السعودية في توسيع عملياتها التشغيلية عن طريق التوسع خارجياً؟
- بصفتنا أكبر شركة اتصالات في المنطقة، فقد استحوذت السوق المحلية على جميع اهتماماتنا وجهودنا لتعزيز وضعنا التنافسي ومواجهة المنافسين الجدد. لم يكن تحقيق اقتصاديات الحجم - الذي يعتبر الدافع الرئيسي لاعتناق سياسة الشراء في الشركات في المنطقة، هو العامل الحاسم بالنسبة لنا حتى هذه اللحظة. لقد تمكنا من خلال التركيز والاهتمام بالسوق المحلية من المحافظة على وضعنا كأكبر مشغل للاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
إلا أنه حسب المخطط بإستراتيجية الشركة، فإننا سنعمل على متابعة فرص التوسع الخارجي بفاعلية والتعاون مع مشغلي الاتصالات الرئيسيين على مستوى العالم للاستفادة من فرص نقل المعرفة.
* بصفتكم المشغل الوطني للاتصالات في المملكة، ماذا تقدمون لموظفيكم وللمجتمع بشكل عام؟
- بينما تتمثل أهدافنا الرئيسة في تحقيق القيمة لمساهمينا، فإننا نرى أن مسؤولياتنا أكبر من مجرد تشغيل أعمال الاتصالات. فنحن نعمل على دعم القضايا الوطنية وعلى إثراء حياة المواطنين.
إن مسؤوليتنا تجاه المواطنين أدت إلى رفع نسبة سعودة الوظائف إلى أكثر من 90 في المائة مدعومة بالبرامج التدريبية الجيدة وبرامج تطوير الموظفين، وذلك لتعزيز مبادراتنا الخاصة برفع كفاءة الموظفين السعوديين داخل الشركة وخارجها.
في العام الماضي حصل 12620 موظفا من مجموع موظفي الشركة البالغ عددهم 22800 على التدريب اللازم، إضافة إلى رعايتنا المشاريع الجامعية وأعمال الأبحاث والتطوير في جامعات المملكة سنويا. كما قمنا بتقديم التدريب لعدد 11500 طالب جامعي خلال السنوات الماضية.
وعلى صعيد الرعاية الصحية، أطلقت الشركة برنامجاً فريداً من نوعه هو برنامج "الوفاء الصحي" الذي يهدف إلى بناء 28 مركزا وعيادة طبية في جميع مناطق المملكة، وقد بدأ العمل فعلياً في تنفيذ باكورة المشروع، وهو مركز رعاية صحية في منطقة الرياض، ودعم مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة بخمسة ملايين ريال لمدة خمس سنوات، إضافة إلى قيام الشركة برعاية برامج رياضية متعددة على مستوى المنتخبات الوطنية وجميع الأندية السعودية وبرامج الصحة العامة مثل حملات مكافحة التدخين وبرامج السلامة وخلافها.
وفي عام 2005 دعمت الشركة موسم الحج بشكل قياسي وبنجاح تام من خلال تصميم برنامج خاص باتصالات الحجاج بذويهم في أنحاء العالم كافة. وقد تطلب تقديم الخدمة للحجاج بناء البنية التحتية المكثفة للهاتف الثابت والمتنقل لاستخدامها لأربعة أيام فقط، إضافة إلى توزيع دليل الحاج. وقد بلغت الاستثمارات الكلية 80 مليون ريال في عام 2005، بينما بلغت الإيرادات المتحققة 30 مليون ريال فقط، ما يؤكد حرصنا على أداء دورنا الوطني والتشرف بخدمة ضيوف وحجاج بيت الله الحرام بغض النظر عن الربح المادي.
* مع الاستمرار في خفض أسعار خدمات الاتصالات.. هل نحن بصدد حرب أسعار محمومة بين المشغلين؟
- تسعى شركة الاتصالات السعودية إلى الجديد دائما، ومن ذلك موافقة مجلس إدارة الشركة أخيرا على خطة 10x10 بمعنى تحقيق 10 في المائة، إضافة إلى الإيرادات من الاستثمار سواء المحلي أو الخارجي. كما أنها تعتبر المشغل المسيطر والرئيسي للاتصالات في المملكة، وفي إطار تنظيم السوق وضعت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات قيودا لتمكن المشغل الجديد من دخول السوق، وهي أن الشركة عندما تريد تقديم خدمة جديدة أو تسعير خدمة قائمة يجب عليها أن تطلب موافقة الهيئة، وهدفها هو أن المشغل الجديد يتمكن من الدخول في السوق، بعد وصول المشغل المنافس إلى مستوى معين من الجاهزية والكفاءة، ورأت الهيئة أن السوق وصلت إلى مرحلة تسمح بالتنافس فإنها بذلك تقوم برفع القيود عن المشغلين.
* ولكن السؤال هل يعني هذا حدوث حرب أسعار؟
- نحن نقول إنه لا يوجد مصلحة لا للمنافس ولا لشركة الاتصالات السعودية ولا للعميل، لأنه كلما تم تسعير الخدمة بأقل من سعر التكلفة فإن الجودة تقل، وهذا ينطبق على جميع الخدمات والسلع، ونعتقد أن الأسعار مناسبة مقابل الخدمة التي يتم تقديمها والتميز في طريقة تقديمها ونوعيتها وشمولية التغطية.
وتعتبر الشركة فريدة من نوعها في السوق، لأنها تقدم طيفا متكاملا من الخدمات غير الجوال مثل الهاتف وخدمات البيانات وبرامج منوعة مثل "قطاف" وغيرها.
* كيف تنظرون إلى سوق الاتصالات المحلية بعد دخول مشغل آخر، كما أن هناك مشغلا ثالثا سيدخل في المنافسة قريباً؟
- تعتبر "الاتصالات السعودية" هي المشغل الأساسي ولا يمكن للمشغل الآخر العمل دون الاعتماد على ما تمتلكه شركتنا من بنية تحتية متطورة وشاملة.. ولذلك فإن العلاقة القائمة بين المشغلين علاقة تجارية ومستمرة، فنحن في الوقت الحالي نقدم مع المشغل الآخر عدة خيارات وباقات متنوعة من الخدمات وللجمهور حرية الاختيار..، كما تظهر النتائج أن غالبية العملاء يختارون الجوّال لأنه ثبت بالتجربة أنه لا يتم تقديم الخدمات الجديدة إلا بعد أن تجرب ويعطى لعملاء التميز إمكانية تجربتها، وبعد ذلك تطرح للعملاء في السوق، إضافة إلى أن الشركة ترتبط مع عملائها بروابط تاريخية قديمة، وتمتلك خبرة طويلة في السوق السعودية مقارنة بانعدام الخبرة من جانب المشغل الآخر في طبيعة السوق السعودية.
ولهذا السبب تجد أن 80 في المائة من شركات الاتصالات الأصلية في العالم هي الناجحة والمسيطرة، كما أن الشركة تعتبر شركة وطنية لأن 70 في المائة من رأسمالها مملوك للدولة و10 في المائة تملكها مؤسستا معاشات التقاعد والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، والباقي يملكه المواطنون.
* ما البرامج الجديدة التي تعمل شركة الاتصالات السعودية على تقديمها لعملائها ولجميع أفراد المجتمع؟
- تهتم "الاتصالات السعودية" بالمجتمع وأفراده، فهناك (برنامج الوفاء الصحي)، وكذلك الاهتمام بشريحة مهمة من المجتمع هم المعاقون، حيث إن الشركة عضو مؤسس لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، وقد قام الدكتور محمد الجاسر رئيس مجلس إدارة الشركة أخيراً بزيارة للأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعاقين وتسليمه الشيك الثالث من قيمة العضوية، والأمير سلطان بن سلمان متبن قضية الأطفال المعاقين ويعتبرها قضية وطنية، وكذلك قضية الحد من الإعاقة وتوعية الناس للحد منها، وتعتقد الشركة أن هذه القضية قضية وطنية وتتماشى مع توجه وسياسة الشركة في العمل الاجتماعي .
وتعمل "الاتصالات السعودية" على الاتفاق مع المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني ضمن (برنامج الوفاء التعليمي)، الذي سيطلق خلال شهر كانون الثاني (يناير) المقبل، وتهدف الشركة من هذا البرنامج إلى تأهيل الشباب السعودي لسوق العمل من خلال تأهيل وتدريب خمسة آلاف شاب بتكلفة 30 مليون ريال.
وقد أقرت الشركة (برنامج التغيير الثقافي)، وهو برنامج يهدف إلى تغيير ثقافة العاملين في الشركة وتركيز اهتمامهم على العميل، فالشركة الآن مقبلة على تطبيق هيكل إداري جديد يتواكب مع المرحلة التي تعيشها، مما يتطلب تغييرا في أسلوب تقديم الخدمة وتغييرا في التقنية وطرح الخدمات الجديدة. ومن الخدمات الجديدة ما يسمى (الخدمة المكتملة)، وسيتم طرحها خلال عام 2008 على عدة مراحل.
* يقول البعض إن شركة الاتصالات السعودية تأخرت كثيرا في الاستثمار الخارجي والبحث عن فرص أفضل.. ما تعليقكم؟
- لم تتأخر الشركة في دخول الأسواق الخارجية، حيث كان اهتمام الشركة في المقام الأول منصبا على السوق الداخلية، حيث باتت الشركة الآن هي المشغل المسيطر على السوق الداخلية، وكان بالإمكان عند بداية تأسيس الشركة توزيع الجهود والنظر للسوقين الداخلية والخارجية، على حد سواء، ولكن السوق السعودية تعتبر الأفضل على مستوى المنطقة، وللعلم فإن بعض الشركات التي لديها توسعات خارجية فإن مجمل إيراداتها لا يشكل ثلثي إيرادات شركة الاتصالات السعودية من السوق المحلية حاليا، ومع ذلك فإن الفرصة الخارجية لم تفت على الشركة، وقد تضمنت الخطة الاستراتيجية للشركة التوسع خارجيا.
* ما جهود شركتكم في التحول إلى الحكومة الإلكترونية؟
- تعمل الشركة على تطبيق برنامج التعاملات الإلكترونية والحكومة الإلكترونية، والدليل على ذلك هو موقع الشركة على الإنترنت http://www.stc.com.sa، الذي يحتوي على أكثر من 50 خدمة إلكترونية مقدمة لعملائها دون تكليفهم عناء الذهاب لمكاتب العناية بالعملاء من أجل الحصول على الخدمة، فقد بلغ عدد المسجلين في الموقع أكثر من 300 ألف عميل، ويعتبر الموقع جزءا من تعاملات الحكومة الإلكترونية.
إضافة إلى اعتماد برامج آلية للتعامل مع المشتريات تمكن الموردين للشركة من الاتصال الإلكتروني فيما بيننا وتتم المشتريات وفق هذا البرنامج، ويندرج هذا في إطار سياسة الشركة نحو تقليل النفقات وزيادة الكفاءة. كما أن الشركة تعتبر شريكا مؤسسا في شركة "تجاري"، وهي الرابط بين الحكومة وقطاعات الأعمال، فالشركة جاهزة ومستعدة للدخول في عالم التجارة الإلكترونية.
* ما المشاريع الجديدة التي تخطط شركة الاتصالات السعودية لإطلاقها في 2007؟
- تعكف الشركة الآن على مشروعين هما مشروع الجيل الثالث المطور للجوّال، والذي تبلغ تكلفته نحو مليار ريال وسينفذ خلال 2007، وسيحقق هدفين هما التغطية المميزة للجيل الثالث، وكذلك سيوفر سرعات عالية للربط بالإنترنت ستصل إلى 4 ميجا، والمشروع الثاني هو الوصول إلى مليوني عميل في شبكة البرود باند، بحيث تقدم سرعات عالية وخدمات مضافة متنوعة وسيتم توفيرها بسرعة وبأسعار مناسبة..
* ختاما، ما الرسالة التي تود سعادتكم إيصالها إلى المواطنين وأصحاب الأعمال؟
- انطلاقا من النمو الاقتصادي الكبير الذي تشهده المملكة والمنطقة، نرى أن من مسؤوليتنا كلاعبين أساسيين في قطاع الأعمال أن نقوم بتعزيز العناصر الأساسية للاقتصاد في المنطقة واستدامة هذه الجهود. وتلتزم الشركة بزيادة سرعة النمو من خلال الاستثمار في تطوير البنية التحتية ورأس المال البشري، على حد سواء، وكذلك إدخال التقنيات الجديدة لعملائنا.
ونحن نعمل على الحفاظ على وضع الشركة في طليعة مقدمي التقنيات الابتكارية لتوفير الخدمات عالية الجودة والمنتجات الراقية لعملائنا. وسنعمل بصورة مستمرة على تطبيق إستراتيجية استثمار مكثفة خلال السنوات الأربع المقبلة لتوسيع البنية التحتية على مستوى المملكة ورفع الكفاءة التشغيلية والنهوض بدور خدمات الاتصالات في تشجيع التنمية الاقتصادية.
وبصفتها المزود الوطني لخدمات الاتصالات، سيمتد اهتمام الشركة بالسوق السعودية إلى ما لا نهاية. ونتيجة لذلك ستظل السوق المحلية هي دائما هدفنا المفضل للاستثمارات المستقبلية عندما تتوافر الفرص المناسبة، علما بأن الشركة حريصة على الوفاء بدورها والتزاماتها نحو ازدهار المجتمع السعودي ورفاهيته، بجانب اهتماماتها التجارية، وذلك من خلال تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية في توفير الخدمات. كما تتطلع الشركة لأن تكون حجر الزاوية في تقديم خدمة التوصيل البيني للشبكات لمختلف المشغلين طبقا للتوجيهات التنظيمية.
وختاما، فإن مستقبل صناعة الاتصالات في المملكة يعتبر واعدا للغاية، وشركة الاتصالات السعودية في وضع جيد يمكنها من الأخذ بزمام المبادرة والقيادة في تحقيق النمو بالقطاع وتوسيع آفاق عملائنا واحترام قيمهم وتقاليدهم وضمان نجاح أعمالهم بإذن الله.
تحليل التعليقات: