500 مليون ريال حجم سوق السكراب السعودي .. 80% منه يذهب للخارج

يعدّ سوق السكراب أضخم سوق للحديد والألمنيوم والنحاس بالمملكة حيث يركز هذا السوق على مادة حيوية ومطلوبة خارجيا وداخليا وهي قطع غيار السيارات والحديد والألمنيوم المستخرج منها ، ويبلغ حجم سوق السكراب أكثر من 100 مليار في العالم ، في حين يصل في المملكة الى اكثر من 500 مليون ريال.

تبدأ قصة السكراب عند إنتهاء إجراءات المرور التي تأخذ شقين قد تأخذ معاملة السيارة وضعها النظامي وتباع الى أحد تجار التجزئة في التشليح .. سواء أكان البائع سعوديا او غير سعودي وهنا تأخذ السيارة إجراءاها النظامي وتدخل في مراحلها الطبيعية التي تنتهي ببيع هيكل السيارة عند إنتهاء محتوياته من قطع الغيار . والشق الآخر وهو غير النظامي حيث قد يكون على السيارة مخالفات ولاتستوفى قيمتها مقارنة بحجم ماعليها من مخالفات .. وهنا تبدأ التلاعبات وبيع السيارة مباشرة الى المكابس الذي يأخذ السيارة وينهي إجراءاتها بشكل مجهول دون مرورها بأي إجراء نظامي بسبب أن هذه المكابس غير نظامية ثم أن القائمين عليها عمالة مخالفة من بعض الجنسيات كالسودان وباكستان والصومال .وقد يأخذون سيارة مسروقة وهنا يكمن التلاعب في الإجراءات النظامية وثم تصبح السيارة المكبوسة عديمة المعالم وتمثل للعيان خردة من الحديد تباع بسعر محدد الى الداخل او الخارج .

ثم تبدأ المرحلة الثانية وتأخذ طريقين شكلها النظامي وغير النظامي .. فالسيارة التي تباع وتنهى إجراءاتها من المرور بشكل رسمي ونظامي .. تذهب الى أحد تجار التجزئة في التشليح والذي يبدأ في بيع قطعها تدريجيا حتى إنتهاء القطع وبقاء الهيكل فارغا بعدها تبدأ عملية إستخراج قطع الألمنيوم والنحاس ثم يباع هيكل السيارة الى أحد تجار السكراب وهنا يتحدد السعر وفق كمية الحديد المتواجدة في الهيكل ومتانته ونوع السيارة هل هي من الموديلات القديمة او الحديثة .

يوسف حسن بائع تجزئة في التشليح أوضح أن الخطوة الأولى قبل الشراء هي إنهاء إجراء اللوحات والإستمارة في المرور حيث يعمل مالك السيارة على إنهائها أولا ومن ثم بيعها علينا نحن تجار التجزئة في التشليح بعدها يتم بيع القطع وتختلف كل سيارة في عملية إنهاء قطعها وفق نوعها وانتشارها في السوق فمثلا الكامري والكورولا والكابريس والفورد كراون فكتوريا وجراند ماركيز تعتبر الأسرع في بيع قطعها أما السيارات القديمة فالألماني والسيارات القديمة بمختلف أنواعها لاتباع بسرعة مما يجعلها تاخذ وقتا أطول حتى يفرغ الهيكل من القطع .

بعدها يباع الهيكل لأحد المشترين للسكراب الذين يملكون مكابس وقد يكون مندوبا لإحدى الشركات كسابك او الراجحي او لتجار السكراب والذين يكثرون في الخمرة مؤكدين أن سعر الهيكل يرتفع بكمية الحديد المتواجدة به حيث يقيم المشتري وفق الحديد ولك بقياسه بالطن .

مجاهد محمد بائع تجزئة آخر في التشليح يبين أن الحديد الذي يباع ياخذ مرحلته حيث ننهي القطع المتواجدة به ومن ثم نبدأ في إستخلاص المواد الموجودة في هيكل وأجزاء السيارة حيث تعمل على تحديد الألمنيوم والنحاس والحديد وقد نبيع بعض الأجزاء التالفة مع الهيكل بتاجر السكراب المشتري مما يزيد سعر الهيكل الذي يضم القطعة التالفة .وهي عموما عندما تكبس لا يظهر لها اي أثر حيث تصبح القطعة عبارة عن كوم من الحديد المكبوس والذي سيأخذ مرحلة أخرى .

وشدد مجاهد على أن تاجر التجزئة لا ياخذ الا بعد إنهاء الأوراق نظاميا مشيرا الى تواجد بعض المخالفين الذين يشترون دون إنهاء الأوراق النظامية وهنا توجد مخاطرة كبرى فقد تكون السيارة مسروقة .

وتحاول شركات الحديد الكبرى كسابك وحديد الراجحي وبعض مصانع الحديد داخل محافظة جدة السعي للفوز بنصيب وافر من الهياكل الفارغة وشرائها حيث تعمل على تعيين مندوبين للبحث وتأمين طلبها قبل وصول الأمر الى تجار السكراب حتى ياخذوا بسعر معقول وكميات كبرى لتحويله وتصنيعه والإستفادة من المواد الموجودة في الهياكل .

وهنا تدخل في العشوائية والفوضويوية حيث قد يكون على السيارات مخالفات او مشكلة او تكون السيارة غير مملوكة للبائع فتذهب السيارة مباشرة الى البيع مباشرة دون إنهاء أي إجراء حيث يشتري هذه السيارات في العادة المتخلفون او بعض السعوديين الذين يعملون لبيعها مباشرة دون اي إجراء نظامي وهنا تتجه للكبس مباشرة وتحويلها الى حديد خردة غير واضح المعالم يخزن على نوعين الأول على شكل طولي حتى تستطيع الشاحنات الكبيرة تحميلها بعد تجميعها بكميات ونقلها الى تجار السكراب وبيعها لهم او تجمع في قولب مصغرة لتخزن وتشحن وتصدر للخارج في اليابان وأوروبا .

الخطوة الثالثة وتكون بنقل السكراب وهياكل السيارات والحديد المضغوط تجار السكراب وبيعهم للكميات بمختلف أحجامها حيث خصص كبار التجار أحواشا لاستقبال كميات الحديد الخردة وقصّه وتجميعه وتقسيمه الى انواع وبيعه بالتجزئة وبالجملة للخارج سواء دول أوروبا او اليابان او كوريا او الصين وللداخل سواء لسابك او الراجحي او مصانع الحديد في جدة .

عبد الله السفري شيخ طائفة تشليح السيارات اكد على المشاكل التي تواجه هذه الصناعة بداية من عمل المخالفين والمتخلفين من الأجانب سواء السودانين او الباكستانين او الصومالين ومشاركة بعض ضعاف النفوس معهم من السعوديين . عجز النظامي عن الرسوم لإرتفاعها إن أراد السعودي او المقيم إنهاء إجراءات تشليح السيارات نظاميا لدى المرور .. حيث يعجز النظامي عن دفعها وبالتالي لا يستطيع المواطن بيعها لأي من تجار التجزئة لعجزه عن إنهاء أوراقها النظامية وهي إحدى المشاكل التي يواجهها التشليح وتجارة السكراب .. مما يخلق مجالا خصبا للتجار غير النظاميين لشراء السيارة و30في المائة منهم غير نظامين ويملكون مكابس متنقلة ..إضافة الى قيام عمالة وافدة غير نظامية في العمل على هذه المكابس .مما يخلق مجالا خصبا لإتلاف السيارة بشكل غير نظامي الأمر الذي يتيح مجالا للسرقة وغيرها من الأوضاع المزرية بالتالي هدر لتجارة تعتبر الأعلى على مستوى الشرق الأوسط لضخامة السوق على مستوى المنطقة وضخامة سوق جدة على مستوى المملكة نظرا للمستوى المعيشي العالي للمواطنين في المملكة وتعدد السيارات لدى العائلة الواحدة وكثرة الحوادث وكثرة التجديد والتغيير للسيارة لدى الفرد او العائلة السعودية الأمر الذي يخلق كميات كبيرة من الحديد السكراب في المملكة ويرفع حجم سوق السكراب جدة على مستوى المملكة .

ويسيطر الوافدون على هذه التجارة المربحة مما يحرم السعودي من هذا الدخل حيث يعد اكبر تاجر في السكراب باكستاني وهو نواز الشريف الذي يملك حوشا كبيرا في الخمرة ويعتمد على البيع والتصدير للخارج . واوضح السفري لـ(المدينة) حقيقة أن الدول الأوربية وشر كات تصنيع القطارات بها يأخذون المادة الخامة من المملكة لتصنيع قطاراتها مما يجعل الشركات السعودية تعمل على السعي للإستحواذ على الحديد والحصول عليها بكافة الطرق والوسائل حتى تعيد تصنيعه .

واكد السفري حقيقة هامة وهي أن سوق المملكة أكبر سوق فوضوي رغم كثرة التجار به فبالإضافة الى نواز شريف يعمل في هذه الصناعة تجار سعوديون منهم محمد صالح العمودي وعطا الله الحربي وخاطر الزهراني وعمر الحربي وسعيد العمودي ، وجميعهم يملكون أحواشا يخزنون فيها الحديد السكراب ويجهزونه للبيع أما بكبسه وبيعه مباشرة كحديد سكراب مضغوط خارجيا و داخيا او إعداده في قوالب صغيرة بتقطيعه وجعله أجزاء صغيرة وتخزينه ثم بيعه لأوروبا عن طريق منافسة السماسرة القادمين من الخارج الذين يشترطون وضعه في تلك الصورة ثم بيعه للدول الأوروبية واليابان الذين يبدأون في إعادة صناعته وتهيئته وتجهيزه كمادة خام في أوروبا وإنتاج صناعات منه .

بينما تضع الشركات داخل المملكة نظاما عاليا للعمولة حتى تكسب سوق الخردة وأهم هذه الشركات مصنع الإتفاق وسابك والراجحي .. ويتنافس الراجحي مع سابك بتخصيص مندوبين للشراء من تجار التجزئة ومن الأفراد والشركات مباشرة .

ويسعروه بتسعيرة عالمية بتعاملهم مع البورصة العالمية للحديد حيث يشترى الحديد الثقيل بـ 1160ريالا والخفيف 980ريالا للطن وعلى العموم هذه السعر ليس ثابتا بل يتقلب تبعا لتقلب البورصة العالمية صعودا وهبوطا وفق العرض والطلب العالمي وفي المملكة .وهيكل السيارة في العادة يضم في ألأغلب منه حديدا وأجزاء منه الأمنيوم ونحاس لذا تستفيد الشركات السعودية من فصل كل مادة وشرائها بعد الشراء الكامل للهيكل مباشرة من تاجر التجزئة او من الفرد او الشركات . ويصدر 80 في المائة من الحديد للخارج و20 في المائة يباع للشركات في الداخل.