المدن الاقتصادية تضيف للناتج المحلي 150 مليار دولار وأكثر من مليون وظيفة
2008/03/15
عكاظ
أكد محافظ الهيئة العامة للاستثمار عمرو الدباغ ان الهيئة تعكف حاليا على اجراء دراسة لانشاء مدينتين اقتصاديتين في الشرقية والشمال. وقال في لقاء مع عكاظ اقيم امس الاول في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ وشارك فيه عدد من كتاب ومسؤولي تحرير عكاظ ان المدن الاقتصادية التي يجري انشاؤها حاليا في عدد من مناطق المملكة ستضيف للناتج المحلي الاجمالي للمملكة 150مليار دولار واكثر من مليون وظيفة وتستوعب 4.5 ملايين نسمة . وأكد أن تراخيص الاستثمار بالمملكة قفزت من 15 مليارا الى 334 مليارا في السنوات الاربع الاخيرة , كما ان الاستثمارات الاجنبية تضاعفت 6 مرات في 3 سنوات واوجدت 77 الف وظيفة للسعوديين بمتوسط دخل 5500 ريال شهريا.
وفيما يلي تفاصيل ما دار في المنتدى
استراتيجية الاستثمار
بدأ المنتدى بشرح قدمه محافظ الهيئة العامة للاستثمار عمرو الدباغ قال فيه:
في نهاية عام 2004 عكفت الهيئة العامة للاستثمار على اعداد استراتيجيتها للخمس سنوات حتى عام 2010م واختزلت كل مخرجات الاستراتيجية في رقمين رئيسين هما 10في10 بمعنى اننا نريد ان نصل بتنافسية البيئة الاستثمارية وبيئة العقار في المملكة الى مصاف العشر دول الاول على مستوى العالم .وخرجنا برؤية لتحقيق هذا الهدف الطموح تنص على تحقيق نمو اقتصادي سريع ومستمر لاستثمار عناصر القوة التي تتميز بها المملكة كأهم مصدر للطاقة في العالم وكحلقة وصل رئيسية بين الشرق والغرب.
ركزنا في الرؤية على قضيتين رئيسيتين هما ان المملكة عاصمة للطاقة في العالم و الموقع الجغرافي الاستراتيجي كحلقة وصل بين الشرق والغرب ثم بعد ذلك خرجنا برسالة اكثر تفصيلا تحدد توجهات الهيئة وهي اننا سنصل الى مصاف افضل عشر دول في العالم من حيث البيئة الاستثمارية في عام 2010 وذلك من خلال ثلاث قضايا رئيسية :هي ايجاد بيئة صحية جاذبة للاستثمار ومجتمع قائم على المعرفة ومدن اقتصادية عالمية جديدة .
ولتحقيق هذا الهدف والرسالة خرجنا بثلاث مبادرات الاولى اطلاق المركز الوطني للتنافسية والثانية اقامة المدن الاقتصادية في مناطق مختلفة من المملكة والثالثة التركيز على ثلاث قطاعات رئيسية .فيما يتعلق بالمركز الوطني للتنافسية تم انشاؤه لمقارنة اجراءات وسياسات المملكة الاقتصادية وما يتعلق بالتجارة والاسثتمار وبيئة العمل مع اكثر من 300 مؤشر تستخدم من قبل البنك الدولي في تقريره ممارسة الاعمال وتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي للتنافسية وتقرير معهد الادارة في لوزان بسويسرا هذه الـ 300 مؤشر تساعدنا على التعامل مع كل العناصر التي تؤثر على بيئة الاستثمار في المملكة.
ومن الامثلة على ذلك في تقرير ممارسة الاعمال في البنك الدولي احد المعايير المهمة هو مؤشر "بدء الاعمال" بمعنى ما هي الفترة الزمنية التي يستغرقها انشاء شركة، ما هي عدد الخطوات التي تستغرق لاستكمال الشركة، ما هو رأس المال المتطلب لبدء نشاط الشركة؟ فخرجنا بخطة عمل لتقليص الخطوات ولتقليص الزمن وتقليص التكلفة والغاء الحد الادنى لرأسمال الشركة الذي كان نصف مليون ريال وكان الاعلى على مستوى العالم, ولو تمعنا في اثر هذا المؤشر لوجدنا انه حقق اضافة كبيرة جدا للمملكة ففي شهر ديسمبر عام 2007 تجاوز معدل تكوين الشركات ذات المسؤولية المحدودة معدل تكوين الشركات في عام كامل اي ا نه دخل في السوق مستثمرون اضافيون وبالتالي وجدت وظائف اضافية فهناك اثر اقتصادي متعدد لهذا المؤشر فقط.
ونحن اخذنا كل مؤشر من هذه المؤشرات ووضعنا خطة عمل مخرجاتها وستؤدي الى تحسين تصنيف المملكة في هذه التقارير الثلاثة.
المبادرة الكبرى الثانية بعد المركز الوطني للتنافسية رأينا انه ليس كافيا ان نقارن مؤشرات تستخدم من قبل تقارير مختلفة. ,وسألنا انفسنا لماذا لا نخرج بمعايير فالعالم يقوم بمقارنة سياساته واجراءاته تجاهنا، من هنا جاء مبدأ او فكرة الخروج بموقع نسعى الى جعله بيئة تنافسية صحية جاذبة لرأس المال.
تنمية اقليمية متوازنة
واضاف ان احد الاهداف الرئيسية هو تحقيق تنمية اقليمية متوازنة لتقليص هجرة الافراد الى المناطق الاقل نموا الى المناطق الاكثر نموا . لذا يجب ان توحد محركات اقتصادية توجد فرص عمل لتمتص الافراد في هذه الوظائف لذلك تم اختيار مواقع المدن الاقتصادية الجديدة في مناطق جميعها اقل نموا. حتى رابغ تعتبر الاقل نموا في منطقة مكة المكرمة والمدينة الموجودة هي في خارج حدود الحرم والمدينة المنورة و حائل 90% من خريجي الثانوية يهجرون حائل الى مناطق اكثر نموا مثل الرياض والدمام. كذلك تم اختيار جازان لاقامة مدينة اقتصادية بها لان متوسط دخل الفرد بها يعتبر الادنى على مستوى المملكة ، فالتنمية الاقليمية كانت احد اهدافنا ونعكف حاليا على دراسة انشاء مدينتين اقتصاديتين جديدتين في الشرقية وفي الشمال.
ايضا لو نظرنا الى المملكة وجذبها لرؤوس الاموال في الثلاثين سنة الماضية نجد ان الجبيل وينبع استطاعتا جذب 50% من جميع الاستثمارات الاجنبية التي ضخت في الاقتصاد السعودي 100 مليار دولار،فرأس المال يفضل ان يذهب الى موقع تتوفر فيه كافة الخدمات ويكون فيه مقدم خدمة واحد كما هو الحال في الهيئة الملكية للجبيل وينبع. ونفس الشيء سينطبق على المدن الاقتصادية فهذه هي بعض المبررات لايجاد هذه المحركات الاقتصادية في مناطق مختلفة من المملكة. ولو نظرنا للاثر الاقتصادي لهذه المدن الاقتصادية في عام 2020 فاننا نتوقع ان تضيف 150 مليار دولار للناتج المحلي واكثر من مليون وظيفة وستحتضن اربعة ملايين ونصف المليون نسمة وستحسن متوسط دخل الفرد من المستوى الحالى وهو 13 الف دولار الى 33 الف دولار.
الطاقة والنقل والمعرفة
المبادرة الثالثة الرئيسية التي سعينا لها هي التركيز على ثلاثة قطاعات رئيسية. فكل دول العالم لا يوجد بها جميع المزايا النسبية التي من خلالها تستطيع احتضان كل الصناعات والاستثمارات فركزنا على الطاقة والنقل والصناعات القائمة على المعادن .وفيما يتعلق بقطاع الطاقة اليوم نجد ان المملكة هي عاصمة العالم في البترول ولكنها ليست عاصمة العالم في الطاقة لذا يجب ان نبني كافة الاستثمارات المطلوبة في حلقة قطاع الطاقة في الصناعات القائمة على البتروكيماويات مثل البلاستيك وغيرها في الصناعات المعدنية على بعض المعادن المتوفرة في المملكة مثل الالمونيوم والبوكسايت والاسمدة والفوسفات والماء والكهرباء فحددنا اكثر من 300 مليار دولار استثمارات في قطاع الطاقة, ومعظم هذه الاستثمارات تحتضنها المدن الاقتصادية.
وينطبق الحال على قطاع النقل فاذا اردنا ان نكون نقطة وصل بين الشرق والغرب ونقطة انطلاق لصناعات تصديرية لاكثر من 2500 مليون نسمة وهو اجمالي السكان الذي اغطيه بثلاث ساعات طيران في كافة الاتجاهات من وسط المملكة بحيث تستطيع ان تترجم هذه الصناعات الى صناعات تصديرية تنطلق الى الاسواق المجاورة و العالم.
وأضاف : اخيرا قطاع الصناعات القائمة على المعرفة وبناء مجتمع معرفي حددنا فيه قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات وقطاع التعليم وقطاع علوم الحياة وقطاع الصحة وسنترجم هذه النقاط داخل المدن الاقتصادية .في قطاع تقنية المعلومات ذهبنا لأفضل شركة في العالم في مفهوم المدن الذكية وطلبنا منهم ان يطبقوا في المدن الاقتصادية شيئا غير مطبق اليوم في العالم .
وفي التعليم نحاول جذب كبرى المؤسسات التعليمية الرائدة في العالم لاكمال منظومة التعليم داخل المدن الاقتصادية لتوفير كفاءات بشرية تتواءم مع متطلبات العمل داخل هذه المدن.وحددنا اكثر من 100 مليار دولار في القطاعات القائمة على المعرفة.
وأيضاً نركز على علوم الحياة لأن هناك مزايا في المملكة تستطيع ان تجذب رؤوس اموال للاستثمار في قطاع البحوث والتطوير خاصة في ما يتعلق ببعض الامراض المتفشية في المجتمع السعودي فمثلاً مدينة الملك عبدالله ستحتضن اهم مركز لعلاج السكر في المنطقة لأن 30% من سكان المملكة مصابون بمرض السكر.
ماذا تحقق للتراخيص والتنافسية ؟:
ويتطرق الدباغ الى ما تحقق من نتائج من وراء هذه الاستراتيجية قائلا: لو نظرنا الى قيم تراخيص الاستثمار في عام 2004 كانت 15 مليارا و قفزت الى 200 مليار في عام 2005 ثم الى 251 مليارا في 2006 والى 334 مليارا في 2007 وقيمة التراخيص هي مؤشر يعطينا ما هو قادم وسيترجم على ارض الواقع في الخمس سنوات القادمة, فكلما زادت قيم تراخيص الاستثمار كلما كان المترجم على ارض الواقع اكثر وخاصة اذا وفرنا خدمات متكاملة مع التراخيص بحيث ننهي كافة الاجراءات الحكومية نيابة عن المستثمر لتترجم هذه التراخيص الى مشاريع فعلية على ارض الواقع في اسرع وقت ممكن.
ايضاً من حيث تنافسية المملكة ففي عام 2005 كنا في المرتبة 67 في تقرير ممارسة العمل وفي عام 2006 قفزنا 38 وفي2007 قفزنا الى 23، اليوم المملكة الدولة الاولى في الشرق الاوسط من حيث التنافسية في الاستثمار والرقم 23 على مستوى العالم وهدفنا هو 10*10 ولو نشاهد القفزات التي حصلت فهي تعطي شيئا من الاطمئنان على اننا نسير في المسار الصحيح.
فاجمالي الاستثمارات الاجنبية الفعلية التي ترجمت على ارض الواقع حسب تقرير منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتطوير صنفتنا الدولة رقم 20 في العالم التي استطاعت جذب استثمارات ترجمت فعلياً على ارض الواقع ونحن رقم واحد في الشرق الاوسط. وهذا التقرير مدقق, ففي 2003 كانت الاستثمارات الاجنبية 11 مليارا وفي 2004 كانت 26 مليارا وفي 2005 وصلت 45 مليارا و67 مليارا في2006.
وردا على سؤال حول العائد على المواطن السعودي من هذه المشاريع؟ قال : اولا انها اوجدت 276 الف وظيفة 77 ألفا منها للسعوديين أي بنسبة 28% بمتوسط دخل شهري 5500 ريال. وبذلك نحن متفائلون في الهيئة العامة للاستثمار انه بهذا التفكير والتخطيط المنهجي المحترف المعتمد على اهداف محددة خاصة اذا ترجمت مشاريع المدن الاقتصادية تجارب ناجحة فنحن مطمئنون اننا سنحقق هدف 10*10 حسب ماهو مخطط له. والهيئة حددت هدفا قصير المدى لانه من السهل جدا ان تحدد هدفا بعيد المدى .فلو تحدثنا عن اهداف بعد 20 سنة فمسؤولية تحقيق الهدف تكون غير واضحة مع الوقت. اما نحن فقلنا خلال خمس سنوات وفي عام 2010 هذا هو هدفنا وبكل تأكيد هناك اهداف بعيدة المدى ولكننا نركز على الهدف قصير المدى.
مدينة الملك عبدالله
بعد ذلك تحدث فهد الرشيد الرئيس التنفيذي لشركة اعمار مدينة الملك عبدالله الاقتصادية فقال ان مشروع مدينة الملك عبدالله ليس الوحيد في هذه المنطقة فمثاله مشروع بترو رابغ الذي يعد اكبر مجمع للبتروكيماويات في العالم.
وقال ان مدينة بهذا الحجم لا يمكن تطويرها بين يوم وليلة وسيتم التطوير على ثلاث مراحل اولا في عام 2010 سيتم انجاز ما مساحته 17 مليون متر مربع والثاني في عام 2014 وخلاله سيتم الانتهاء من 35% من المشروع .
وفي 2020 سينتهي المشروع بالكامل والسبب في التنفيذ على مراحل هو اولا التطوير وفق احتياجات السوق فلا يمكن ان تطور مدينة بهذا الحجم يسكنها مليونا نسمة في يوم واحد وتطرح كل هذا العقار على السوق فهو أمر غير مجدٍ .الشيء الثاني هو الموارد البشرية والمالية فالمقاولون ليس لديهم القدرة على تنفيذ هذا المشروع دفعة واحدة والمفترض ان يكون هناك تخطيط .واخيرا البنى التحتية التي تكون مكلفة جدا وعادة تقوم بها الدولة ولكن هذا المشروع يطور بشكل كامل من قبل القطاع الخاص ولهذا يجب تقنين الصرف حسب الحاجة فلا يوضع شارع دون ان يكون هناك سبب وهذه الثلاثة الاسباب حددت هذه المراحل وفق دراسات مستفيضة
. وفي المرحلة الاولى كما اسلفت سيتم تطوير 17 مليون متر مربع تنتهي في اخر 2010 اي في حدود عامين ونصف العام وخلالها سيتم انجاز ثلاث مناطق رئيسية الاولى هي البيلسان والمنطقة الثانية هي المنتجعات والثالثة هي المنطقة الصناعية بالاضافة الى الجزء الاول من الميناء والتكاليف الاجتمالية لهذه المرحلة 15 مليار ريال ومنطقة البيلسان تغطي مليونين ونصف المليون متر مربع بها 20 برجا سكنيا تحوي 300 وحدة سكنية تشمل جميع الخدمات وبعد الانتهاء من التخطيط بدأنا في التنفيذ وخلال ثمانية اسابيع وصل العمل في مقر الهيئة العامة للاستثمار داخل المدينة الى الدور السابع.
وبالنسبة لمنطقة المنتجعات حجمها ضعف البيلسان ويفصل بين المنطقتين 7 كيلو مترات وتوجد في منطقة المنتجعات 300 فيلا سكنية وملعب جولف.
والمنطفة الصناعية هي الاهم بالنسبة لنا لانها هي التي ستوفر الحركة الاقتصادية والوظائف التي تستطيع شراء العقار واليوم طورنا المنطقة الصناعية بضعف المناطق الاخرى فهي تستحوذ على 7 ملايين متر مربع ستسلم في اخر هذا العام وتم تأجير 800 الف متر مربع ومن ثم توقفنا عن التأجير لاننا نريد ان نتقي المصنعين بحسب الفائدة المضافة للمدينة وحجم الاستثمارات 850 مليون ريال بالاضافة الى اننا وقعنا مع مصهر للالمنيوم مع شركة بال بقيمة 5 مليارات دولار ويوفر 2000 فرصة وظيفية. واضاف ان تكلفة الطرق داخل المدينة تصل الى 15 مليار ريال ويتم الان التنسيق مع الجهات المعنية من اجل ربط المدينة بالجسر البري بالاضافة الى خط السكة الحديد السريع الذي يربط مكة بالمدينة المنورة.
وبالنسبة للميناء سيتم الانتهاء من اكبر ثلاث شركات لادارة الموانئ خلال الاشهر القادمة وتكلفة الخدمات العامة في المرحلة الاولى 1.6 مليار ريال وحجم الاستثمارات في الاتصالات وتقنية المعلومات سيصل الى 6 مليارات ريال ونعول عليه ان يكون اهم عوامل استقطاب الاستثمارات المحلية والاجنبية في قطاعات الاعمال داخل المدينة.
وفي مجال التعليم والصحة والفنادق نتفاوض مع اكبر الشركات العالمية في كل مجال. ففي التعليم وقعنا مع شركة جمس العالمية للتعليم اتفاقية لاول مدرسة ستكون الافضل على مستوى الشرق الاوسط. وفي الصحة نتفاوض مع أحدى أفضل المنشآت الصحية لانشاء أول مستشفى داخل المدينة. اما بالنسبة للفنادق فستكون هناك ثلاثة فناق في المرحلة الاولى واليوم سيتم الانتهاء من هذه الاتفاقيات.
الربط الحديدي
بعد كل هذا العرض الدسم المدعم بالارقام والمعلومات اصطحب الدباغ والرشيد وفد عكاظ الى جولة على مجسمات المدينة الاقتصادية .وخلال الجولة بين الدباغ انه تم الاتفاق على ربط مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بخط السكة الحديد التي تربط بين المدينة المنورة وجدة ومكة المكرمة . بحيث يستطيع الساكن في المدينة الاقتصادية الذهاب الى صلاة الفجر في مكة ومن ثم يرجع الى المدينة ويصلي الظهر والعصر ساعة في المدينة ووجود هذا الخط سوف يحتم وجود مرفق داخل الميناء لاستقبال الحجاج.
وفي رد على سؤال حول عدم وجود مطار في المدينة الاقتصادية قال الدباغ انه توجد منطقة في المدينة متروكة لدراسة اقامة مطار عليها .لكن الى الان يرى المطورون الاكتفاء باستخدام مطار جدة خاصة ان المسافة بين المطار والمدينة قصيرة .واشار الدباغ ان مدينة الملك عبدالله مفتوحة للجميع وليست محصورة لشريحة معينة وتعتبر محركا اقتصاديا للمنطقة وبالتالي نحن الان في خطط توفير الموارد البشرية للصناعات .واول جهه سوف نستقطب منها الافراد لتعليمهم وتدريبهم وتهيئتهم للصناعات المستهدفة هم اهالي رابغ وهذا في خطة الموارد البشرية لدينا.
50 مليارا اسثمارات يناير
- بعد ذلك دارت مناقشات اثناء غداء العمل افتتحها الدكتور علي التواتي:فقال اهم التجارب الناجحة التي تجسدت على أرض الواقع في المملكة مدينتا الجبيل وينبع وبعد ذلك القمح الذي تبين انه سيهلك الاقتصاد بعد ان ظهرت مشكلة المياه فتحولت الامور سوداوية امامي الى ان اعلن فجأة عن اتفاق بين الملك عبدالله والشيخ محمد بن راشد ال مكتوم وبترتيب من العراب المحافظ عمرو الدباغ عن انشاء المدينة الاقتصادية برابغ . حينها شعرت ان الامل بدأ يرجع وبعد ان كبرت واصبحت شجرة مثمرة على مستوى المملكة وهذه اضافة وطنية ليست مرحلية وانما تاريخية وستجر معها الاقتصاد المحلي.
- وهنا علق الدباغ: قائلا ان مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ومدينة جازان الاقتصادية جذبتا خلال شهر يناير الماضي 50 مليار ريال استثمارات صناعية والقادم افضل ان شاء الله.
* عكاظ: لماذا منطقة تعليمية داخل المدينة وانتم مجاورون لجامعة الملك عبدالله ولا يفصلكم شيء عنها?.
- الدباغ: جامعة الملك عبدالله كما تعرفون جامعة بحثية للدراسات العليا بينما سيكون متوفر داخل المدينة مدارس وجامعات مخرجاتها تتواءم مع سوق العمل داخل المدينة. وقد تكون مخرجات يستفاد منها في جامعة الملك عبدالله للدراسات العليا والابحاث.
* عكاظ: هل المستهدف في حي الاعمال المركزي جذب المراكز الرئيسية للبنوك للعمل في داخل المدينة ام ماذا تستهدفون.?
- الدباغ: منطقة الاعمال داخل المدينة اية جهة مالية او جهة اعمال تبحث عن بيئة متكاملة فيها نوعية الحياة مرتفعة فاليوم نحن في حرب من اجل الحصول على العنصر البشري المتميز وهذا العنصر ان لم توفر له البيئة الموائمة والتعليم المثالي لابنائه والرعاية الصحية المثلى والجوانب الترفيهية والسكن المميز الى اخره فمن الصعب ان تجده . فالمنطقة تمر بمرحلة طفرة اقتصادية ومعها منافسة شديدة على جذب العناصر البشرية التي تعتمد عليها الصناعات المالية وقطاعات الاعمال بشكل عام ونحن نراهن على نوعية الحياة داخل مدينة الملك عبدالله الاقتصادية لجذب هذه الاستثمارات.
التصدي للمضاربات
* عكاظ: كيف سيتم التصدي للمضاربات العقارية داخل المدينة.?
- الرشيد: بالنسبة للمساكن لا يمكنه البيع الا بعد الانتهاء من المشروع وعادة ما يكون في حدود سنتين اما بالنسبة للاراضي الصناعية فلا يسلم عقد الايجار له الا بعد الانتهاء من تشييد المشروع. ولن يسمح لاي مستثمر ان يستأجر ارضا ويتركها خالية من ثم يؤجرها على مستثمر اخر فالمستثمر امامه ستة اشهر اما أن يبدأ في البناء او نسحب منه الارض.
* عكاظ: لماذا التركيز على مدينة الملك عبدالله الاقتصادية على عكس المدن الاقتصادية الاخرى.؟
- الدباغ: لان مدينة الملك عبدالله هي الاساس وما يتم انجازه فيها بنجاح نستطيع تطبيقه في المدن الاخرى لانه من الصعب علينا ا ن نطبق توجهات مختلفة ونماذج مختلفة في آن واحد في عدة اماكن فالان التركيز على مدينة الملك عبدالله الاقتصادية وهذا لا يعني ان العمل متوقف في المدن الاخرى.
* عكاظ: تم الان الحديث عن مصهري الالمنيوم في كل من مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ومدينة جازان الاقتصادية الا يوجد تضارب في الاهداف؟
- الدباغ: اطلاقا لا يوجد اي تضارب فنحن حددنا عشرة قطاعات صناعية نرغب ان تكون المملكة هي رقم واحد او اثنين في. 2020 ومن هذه الصناعات الالمنيوم. لان المملكة الاقل تكلفة في العالم في انتاج الالمنيوم والاقل في العالم في تكلفة المنتجات البلاستيكية وايضا الاقل في تكلفة صناعات الزجاج، اخترنا عشر صناعات نتميز فيها بتكلفة الانتاج المنخفض وصعب ان تحتضن كل الصناعات في العالم فلا بد ان تنتقى الصناعات المرتبطة بالمزايا النسبية المتوفرة لديك بالاضافة الى البيئة الاستثمارية الجاذبة وهذه هي المعادلة التي نجحت في دول عديدة.
وهناك تعطش في العالم لصناعة الالمنيوم وكل شركات الالمنيوم والمنتجات البلاستيكية اطلعناهم على الدراسات التي اعددناها مع شركات ماكنز العالمية والتي تظهر الجدوى الاقتصادية من اقامة المشاريع هنا في المملكة واغلاقها في مواقع اخرى لانهم سيستفيدون من انخفاض تكلفة الانتاج ونصبح نحن مصدرين لمنتجات ذات قيمة مضافة وليس لمواد خام.
المدن والاكتتاب
* عكاظ: ألم يتأخر طرح المدن الاقتصادية الاخرى للاكتتاب العام؟.
- الدباغ: نحن تركنا الامر للمطورين فتوقيت الطرح راجع للمطور ونحن فرضنا على المطورين وحسب توجيهات خادم الحرمين الشريفين جزءاً يطرح للاكتتاب بالقيمة الاسمية وبدون علاوة اصدار وكذلك تحديد 2.5% من رأس المال لذوي الدخل المحدود في كل المدن الاقتصادية.
* عكاظ: يكرر معاليكم عبارة(اذا تحققت ا لاهداف) هل هناك تخوف من عدم تحقق هذه الاهداف؟.
- الدباغ: في كل مشروع سواء كان صغيرا ام كبيرا فانت عندما تبني بيتك اذا كنت محددا ان تبنيه في سنة قد يمتد الى سنتين او اكثر فهناك نسبة مخاطرة في تأخر التنفيذ, الارتفاع الحاصل في مواد البناء والتقلص في شركات المقاولات. وفي الطفرة هناك مشاكل تواجهنا ومنها ان شركات المقاولات لم يعد لديها سعة اضافية للتعامل مع هذه المشاريع العالمية الكبيرة فهذه كلها تحديات ونحن ليس بودنا ان نرسم صورة وردية وندعي انه ليس هناك تحديات واوجه للمخاطرة لكن نحن نسعى ونحاول ان نذلل هذه التحديات لانجاز المشروع.
* عكاظ: هناك صناعات متقدمة داخل المدن الاقتصادية ما يعني زيادة في العمالة الوافدة للعمل في هذه المشاريع.
- الدباغ: ليس بالضرورة ما ذهبت اليه .فالوظائف ستوجد على مراحل ونحن انشأنا جهازا لتطوير الموارد البشرية لامداد الصناعات المستهدفة باحتياجاتها من الموارد البشرية المؤهلة والمدربة والتي سيتم الاعداد لها في الفترة التي يتم فيها انشاء المشروع بحيث تكون الموارد البشرية متوفرة قبل الانتاج ولدينا مساحة من الوقت للتأكد من تغلغل العنصر السعودي والتأكد انه يستحوذ على نصيب الاسد من هذه الوظائف وهذا لا يمكن تحقيقه بين يوم وليلة لكننا متفائلون وانا متوقع ان نسب السعودة ستقفز قفزة كبيرة.
* عكاظ: العديد من الدول تمنع اقامة بعض الصناعات على اراضيها بسبب تأثيراتها البيئية هل وضعتم هذا في الحسبان؟.
- الدباغ: ليس هناك شك .فنحن وضعنا قائمة طويلة من الشروط تجبر اي مصنع على الالتزام بأعلى المعايير البيئية وهذه الشروط والمعايير وضعتها افضل جهة في العالم استشارية "ركي مارتن انستتيوت" من امريكا لان هذا الامر ينعكس على نوعية الحياة وايضا اذا اردت ان تكون هناك تنمية مستدامة للمدينة يجب ان نراعي الجانب البيئي والا لن يأتي اليك اي احد اذا اضرت بالبيئة من اجل مصنع او مصنعين فهي عملية مرتبطة ببعضها البعض واذا سمحنا بالاضرار بالبيئة فحتما سيتأثر تدفق الاستثمارات والاشخاص.
* عكاظ: كيف ترى العمل في المدن الاقتصادية الاخرى؟
- الدباغ: مدينة جازان الاقتصادية من انجح المدن من حيث جذبها للاستثمارات الصناعية في فترة قصيرة جدا وتم التركيز على الصين حتى اننا في الهيئة العامة للاستثمار اصدرنا التراخيص باللغة الصينية وهو اول جهاز حكومي يصدر بالاضافة الى اللغة العربية الترخيص الرسمي الاستثماري بلغة الدولة المستهدفة. حتى أننا اخترنا لهم الارقام التي يتفاءلون بها وابتعدنا عن الارقام التي يتشاءمون منها.
وحرصنا على اعطائهم رقم 8 لانهم يتفاءلون به كثيرا والبعض يرى انها اشياء صغيرة وليست ذات اهمية ولكن الغريب انهم تفاعلوا معها كثيرا.
ومدينة جازان جذبت اكثر من 25 مليار دولار وانا ازور كل سنة الصين مرتين ويتم الترويج هناك لجازان فقط واصبح هناك اهتمام كبير جدا من الشركات الصينية بمدينة جازان.
تحليل التعليقات: