المعيقلية" توشك على إنهاء المرحلة الأولى لتطوير "أنعام الرياض"

يواصل فريق من المهندسين والفنيين عمله الدؤوب في مركز أنعام الرياض للحاق بركب موسم عيد الأضحى 1429 هـ. وحملت شركة المعيقلية بالتعاون مع أمانة منطقة الرياض على عاتقها تطوير مركز أنعام الرياض بعدما آلت ملكيته لها، حيث بادرت على الفور باتخاذ العديد من الخطوات المهمة من توزيع عناصر المركز وآلية التعامل داخله وتنظيم الحركة فيه، حيث يلحظ الزائر أو المار حالياً في محيط المركز وجود أعمال جبارة يتم إنجازها في هذا الموقع نظراً للكم الهائل من الآلات بجميع أنواعها وفرق العمل المتعددة بملابسها المختلفة.

تعرض "الاقتصادية" اليوم، تقريرا موجزا لملامح التطوير والصورة النهائية المُنتظرة للمركز بثوبه الجديد، ففي البدء كانت سوق العزيزية للأغنام الواقعة جنوبي العاصمة الرياض أقدم وأشهر سوق متخصصة للأنعام في المملكة، يقصدها الناس لقضاء ما تتطلبه معيشتهم ومناسبتهم، ويزداد التردد عليها في مواسم عدة أشهرها موسم عيد الأضحى، وكان رواد السوق يشعرون دائماً بشيء من الضيق نتيجة للاختناق المروري وكذلك عشوائية حركة البيع، وعدم قدرة المستهلك في التعرف على البائع الذي اشترى منه أو عند رغبته استرجاع أو استبدال ما تم شراؤه وكذلك عدم قدرته على الدخول إلى منطقة الأحواش للحالة "السيئة" ورائحة المخلفات التي تعم المكان وما حوله.

ومع مرور الوقت وازدياد عجلة التطوير سرعةً وتنظيماً أصبح من الضرورة تطوير السوق لتتماشى مع ما تشهده العاصمة من تطوير في مختلف المجالات، ومن أجل ذلك وضعت شركة "المعيقلية" برئاسة أمين منطقة الرياض توجيهات ودعم أمير منطقة الرياض حفظه الله نصب عينيها السوق، حيث شرعت في تطويرها، ووضع الخطط والتصورات المبنية على أحدث نُظم التطوير، وبدأت عملية إعادة تأهيل السوق بشكل كامل بداية من تغيير اسمها من سوق "العزيزية للأغنام" إلى مركز "أنعام الرياض"، حيث كانت أولى خطواتها إعادة تنظيم عناصر المركز وإبراز جغرافية السوق وإظهار معالمها و حدودها وتسويرها، ووضع بوابات دخول وخروج لتيسير وانسياب الحركة داخلها، وكذلك تجهيز شوارع وطرق معبدة، ومواقف للسيارات، وقد ألغت بهذه الخطوة المعاناة الأولى لرواد المركز.

قامت شركة "المعيقلية" بتقسيم مركز أنعام الرياض إلى ثلاثة أسواق كبيرة وشاملة وذات صلة، وهي سوق للأغنام رئيسية، وسوق للأعلاف، وسوق الفحم والحطب.

وشمل التطوير الجديد تأهيلا تاما للأحواش، وتم تحويلها إلى حظائر منسقة مقسمة من الداخل، تم فيها مراعاة أقصى درجات الأمان الصحي وموزعة بطريقة جميلة وموحدة في الشكل والحجم واللون، بحيث يكون لكل مسار من مسارات المركز لونه الخاص به، وكذلك وضع ترقيم تسلسلي لجميع الحظائر يتماشى مع المسار واللون الموجودين في إطاره، وبذلك يمكن لرواد المركز والمستهلكين رؤية الأغنام بشكل واضح، وانتقاء ما يفضلونه بصورة سليمة، وبلا ضغوط وبتأن دون استياء من وضع الحظيرة كما في السابق، وكذلك التحقق والتعرف على الحظيرة التي تم الشراء منها أو التعامل معها، وأيضاً يمكن مراجعة الحظيرة في أي وقت بسهولة ويسر من خلال اللوحات الإرشادية المتضمنة أرقام الحظائر على رأس كل شارع، كما في الشكل التطويري الجديد للمركز، كما ستعمم إدارة المركز مشروع "الفوترة"، لكل حظيرة في وقت لاحق، وبهذا يتم دفع الثقة في المركز من قبل رواده، والحد من المشكلات التي كانت في السابق ملتصقة بمبيعات "التفريد" أو عملية البيع المفرد والتي كان بائعوها يلجأون إلى الخروج والبيع على الطرقات والشوارع المتاخمة للسوق القديمة "المفتوحة"، مما كان له أثر شديد السلبية في الصحة العامة نتيجة ما تُخلفه الأغنام من بقايا أعلاف وروث وغير ذلك من أمور جعلت منطقة السوق وما حولها مكانا يبعث على الضجر والاشمئزاز، ولكن بالخطوات الجديدة للمركز حفظت المقاييس الصحية للمنطقة، وجمهور الزبائن والباعة، وأيضاً إعادة الشكل الحضاري المعمول به في الشارع السعودي وجعلت السلبيات السابقة مجرد أشياء من الماضي.

لم تغفل دراسة التطوير الشكل التراثي لبعض عمليات البيع مثل "الجلابة"، وهو عرف بيعي اعتاده البعض، وله زبائنه، حيث تأتي سيارات محملة بالأغنام من خارج السوق، وربما من مدن أخرى على أطراف العاصمة ويتم بيعها، لذلك نفذت ساحة خاصة كبيرة لهؤلاء "الجلابة"، ولكن ليس بالصورة العشوائية القديمة، وإنما من خلال أُطر تنظيمية تفيدهم وبضائعهم في الساحة المخصصة، والمسماة باسمهم، وطرق الوقوف فيها والتي تسمح لمئات "الجلابة" بممارسة عمليات البيع بسهولة ويسر، وأيضاً تحفظ للمركز شكله المنسق ودعوته لإجراءات بيع مثالية.

تعمد شركة "المعيقلية" لتوظيف مساحات السوق الكبيرة توظيفاً جيداً بحيث لا تكون هناك منطقة أو ساحة من ساحته بلا متابعة أو نقص في أي من الخدمات المطلوبة للبائع والمستهلك على حد سواء حيث سيتم إنشاء سوق "بلازا"، داخل المركز والعديد من المحال التجارية الأخرى كالخضار والفاكهة والمطاعم، والبوفيهات الصغيرة، والمطابخ، وأيضاً الملاحم والمحال ذات الصلة القريبة من نشاط السوق كتجهيز الحفلات وغيرها، بحيث يمكن لرواد المركز تلبية جميع احتياجاتهم دون عناء، ومن خلال زيارة واحدة لمركز أنعام الرياض بشكله ومضمونه الجديدين.

تعد الرقابة الصارمة أبرز ما يميز مرحلة التطوير التي تقوم بها شركة "المعيقلية"، وشددت عليها الشركة كونها (أي الرقابة) مصدر أمان للثقة بين المركز والمستهلك، وتنقسم الرقابة داخل "مركز أنعام الرياض" إلى قسمين مهمين، فالقسم الأول، يضم الرقابة الصحية الدورية والمتابعة المستمرة للحالة الصحية للأغنام، وعزل المريض منه، بحيث تكون أنعام المركز جميعها سليمة، وكذلك تخضع جميع الحظائر لعمليات نظافة مستمرة وبشروط واجبة التنفيذ، أما القسم الثاني، الرقابة أو بمعنى أكثر لطفاً المتابعة الأمنية لتسهيل وتيسير حركة التنقل للمستهلكين داخل المركز، وكذلك إرشادهم لمرادهم ووجهتهم بسرعة وسلاسة، وأيضاً لفك أي نزاع قد يحدث بين بائع ومستهلك، وحل أي تشاحن ينتج بين بائعين وغير ذلك من أمور كثيرة عادة ما تحدث داخل الأسواق.

نظرا لأن مرحلة التطوير والتنفيذ والتجهيز هذه والتي تحتاج إلى عدة أشهر، تكمل شركة "المعقيلية" برامج التطوير المستمرة في المركز، فيما تحمل المرحلة الثانية والمقرر تنفيذها فور إتمام الأولى مباشرة، وستشمل إنشاء مختبر بيطري على أعلى المستويات وبالمواصفات العالمية وكذلك مد المركز بمزيد من الخدمات التقنية الحديثة مثل إنشاء شبكة للصراف الآلي، وكاميرات للوقوف على حركة البيع داخل السوق، وضبط دخول وخروج المستهلكين، وكذلك رصد سريع للحالة الصحية للأنعام، كل ذلك من أجل مركز لديه أعلى إجراءات السلامة الصحية، وبيئة خالية من التلوث سليمة ونقية، وهما الهدف الاستراتيجي للشركة.

يذكر أن كل هذا التطوير وإعادة الهيكلة لهذا المركز ليس سوى جزء بسيط من رؤى وأفكار وتصورات شركة المعيقلية برئاسة سمو رئيس مجلسها أمين منطقة الرياض التي لم تستطع تنفيذها كاملة لأن السوق مؤقتة، فيما سترى كل رؤى المعيقلية، وأفكارها النور وستلامس أرض الواقع في موقع السوق النموذجي الجديد.