الرئيس التنفيذي لشركة برافو محمد العقيل لـ «عكاظ»: نوظف الاتصالات اللاسلكية لتطوير كفاءة قطاعي النقل والشحن
أكد المهندس محمد بن عبدالعزيز العقيل الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات العامة "برافو" سعي الشركة لتوظيف الاتصالات اللاسلكية في تطوير كفاءة خدمة النقل والشحن الدولي والمحلي، وتأسيس مركز عام لإدارة خدمة الليموزين لاسلكيا. وتوقع في حوار أجرته معه "عكاظ" خفض معدلات الاستثمار في قطاع الاتصالات بسبب تراجع القروض اللازمة لتمويل الخطط الاستثمارية، إضافة لاحتمالية انخفاض معدل الاستهلاك بسبب تركيز العملاء على الحاجات الضرورية.
وفي ما يلي الحوار:
* ماهى استراتيجيتكم للنمو والتوسع في سوق الاتصالات السعودية؟
- تستند استراتيجيتنا الجديدة إلى التوجه بخدماتنا إلى قطاعي الأعمال والحكومي، والتمركز حول العميل، وهذا يجعلنا ملتزمين دائما بالتواجد أينما تواجد عملائنا، مع انتهاج مبدأ التخصص في الحلول والخدمات التي تناسبهم؛ لأن لكل قطاع تجاري أو اقتصادي احيتاجاته الخاصة من الاتصالات، ومهمتنا الأساسية هي أن نلبي هذه الاحتياجات الخاصة بما يحقق الكفاءة في العمل لدى عميلنا، ومساعدته على ضبط تكاليف الاتصالات. الجانب الآخر المهم في استراتيجيتنا أيضا هو توسيع دائرة شراكاتنا مع المؤسسات والجهات المعنية بتطوير قطاع الأعمال وتعزيز مقوماته وعوامل نجاحه في المملكة. في هذا الاتجاه عقدنا اتفاقية استراتيجية مع الهيئة العامة للاستثمار بهدف مساعدة الشركات الوطنية والأجنبية في المدن الاقتصادية على زيادة كفاءة الأعمال في منشآتها من خلال توفير اتصالات فورية ومستمرة لتلك الشركات. أريد أن أؤكد هنا أن الاستراتيجية التي تعمل بها "برافو" مرتبطة أساسا بفكرة جوهرية، تتمثل في تحقيق الكفاءة في العمل من خلال الاتصالات.
استثمارات الاتصالات
* هناك حالة من الترقب لتداعيات تأثير الأزمة المالية العالمية على الأوضاع الاقتصادية في المملكة، في وقت تشير تقارير إلى أن قطاع الاتصالات سيكون في منأى عن الأزمة، وآخرون يتوقعون تأثره بشدة كبقية القطاعات الاقتصادية الأخرى؟ كيف ترى تأثير الأزمة على قطاع الاتصالات الوطني؟
- الكل متفق على أن الأزمة أثرت على كافة القطاعات الاقتصادية، ولكن بنسب مختلفة،الشواهد تؤكد على أن قطاع الاتصالات من القطاعات الأقل تأثرا بتداعيات الأزمة. في تقديري سيظهر تأثيرها على قطاع الاتصالات السعودي من وجهتين، الأولى هي احتمال قوي بخفض معدلات الاستثمار في قطاع الاتصالات بسبب قلة فرص الحصول على القروض اللازمة لتمويل الخطط الاستثمارية لمشغلي الاتصالات، والأمر الثاني هو احتمال انخفاض معدلات الاستهلاك بسبب تركيز العملاء، من الأفراد ومؤسسات العمل، على الحاجات الضرورية فقط، مع البحث عن وسائل لخفض مصاريف الاتصالات. الاحتمال الثاني يقودنا ـ في واقع الأمر ـ إلى الاعتقاد بأنه على الرغم من التباطؤ الذي يشهده الاقتصاد العالمي حاليا، فإن الأزمة الحالية تحمل معها فرصا حقيقية لـ"برافو".
فالأزمة شجعت الشركات على اتخاذ عمليات إعادة هيلكة كاملة، واتخاذ تدابير لضبط التكاليف التشغيلية إلى أقصى حد. والشركات والمؤسسات التي كانت تعتمد على مواردها الخاصة في تأسيس شبكات الاتصالات الخاصة بها، سوف تلجأ إلى الاستعانة بالشركات المتخصصة في هذا المجال outsourcing، توفيرا للنفقات، وتفرغا من جانبها لمهامها الأساسية. هنا تظهر فرصتنا الحقيقية في "برافو"، كوننا متخصصين في الحلول والخدمات التي تساعد القطاع الحكومي وقطاع الأعمال على إدارة أعمالها بكفاءة. في اعتقادي أن الوضع الحالي سيجعل منا الاختيار الأنسب للشركات والمؤسسات التي تبحث عن الكفاءة في العمل.
* وماذا عن خطة "برافو" والتدابير التي اتخذتها لمواجهة التحديات التي تفرضها الأزمة العالمية الحالية على الأوضاع الاقتصادية؟
- ليست تدابير جوهرية، بقدر ما هي تدابير ضرورية فرضتها الظروف الحالية. من ناحية قمنا بإعادة هيكلة بهدف التعامل مع السوق بديناميكية أعلى، وفهم أعمق لاحتياجات السوق. ومن ناحية أخرى حرصنا على تطوير مجموعة من الخدمات والحلول التي تساعد مؤسسات العمل والشركات على مواجهة الظروف الحالية بفعالية. نحن نتعامل مع هذه الأزمة بمبدأ البحث عن الفرص المحتملة، وكيفية توظيفها على النحو الأمثل. ولا أشك أننا نعيش تحديا كبيرا، لكنه تحد يحقق فرصا للنمو والنجاح إن أحسن التعامل معه.
رفع الكفاءة
* إذا كان قطاع الأعمال السعودي يواجه تحديات جمة نتيجة الأزمة العالمية، فما الذي سيحتاجه قطاع الأعمال بالتحديد من مشغلي الاتصالات في المملكة؟
- يحتاج إلى أدوات وحلول تساعده على رفع الكفاءة في العمل، ولا شك أن توفير منصة اتصالات فعالة وسريعة في أي منشأة عمل يسهم بدرجة كبيرة في رفع كفاءة أداء الموظفين وزيادة إنتاجيتهم، خاصة إذا تطلبت العمليات التشغيلية في المؤسسة توفير اتصالات فورية آمنة على مدار الساعة للمجموعات دون أن تتعرض للأعطال المتكررة. وخدمات الاتصالات (ووكي توكي مع جوال) من "برافو" متميزة باقتدار في هذا الجانب. أيضا تحتاج الشركات إلى تحقيق هذه الكفاءة بتكلفة اقتصادية معقولة تتماشى مع سياسات تقليص الإنفاق والتكاليف المتبعة حاليا في أغلب الشركات، إن لم يكن جميعها.
* ماذا عن تعاملاتكم مع القطاع الحكومي؟
- نحن معنيون في المقام الأول بخدمة القطاع الحكومي وتزويده بأحدث حلول الاتصالات التي تمكنه من رفع كفاءة العمل في الدوائر الحكومية، وضبط تكاليف الاتصالات داخلها. ونحن في واقع الأمر نخدم أغلب الوزارات والمؤسسات الحكومية، مثل وزارة الحج والعمرة، والعديد من الدوائر الحكومية التي تحتاج إلى اتصالات عالية الكفاءة من حيث الأداء أوالتكلفة.
خدمة القطاعات
* ما الذي يميز شركة "برافو" عن مشغلي الاتصالات الأخرى في المملكة؟
- ما يميزنا عن مشغلي الاتصالات هو عامل التخصص.. فشبكة "برافو" تتخصص في خدمة قطاعي الأعمال والحكومي، وهذا التخصص يمكننا من تلبية احتياجات المحترفين في هذين القطاعين إلى اتصالات فورية آمنة تساعدهم على تسيير أعمالهم بكفاءة أعلى، الأمر الذي يعود بالزيادة على إنتاجية الأفراد في مؤسسة العمل بصورة ملحوظة. الأمر الثاني في تميزنا عن الآخرين، هو عامل التكلفة. فالخدمات والحلول التي نوفرها لعملائنا تساعدهم على التحكم في نفقات الاتصالات، وهذا الجانب بالتحديد يجعلنا متميزين في توفير مبدأ فعالية التكاليف في كل ما نقدمه لعملائنا من خدمات وحلول. إضافة إلى كل هذا، تتميز شبكة "برافو" بأنها توفر بديلا فعالا للاتصالات للعملاء الذين يحتاجون إلى تواصل دائم خال من الأعطال أو الانقطاعات.
* ما هي أبرز نقاط الاختلاف بين التقنية المستخدمة في شبكة "برافو"، والتقنيات المستخدمة في شبكات المشغلين الآخرين؟
- تستخدم شبكة "برافو" تقنية iDEN في توفير خدمات وحلول الاتصالات (ووكي توكي مع جوال) التي تقدمها لعملائها، وهي التقنية التي طورتها شركة "موتورولا" لتعمل كشبكة متكاملة تجمع بين الاتصال اللاسلكي والاتصال الخليوى. لكن في ما يتعلق بالاتصالات اللاسلكية، تتفوق تقنية iDEN على شبكات "جي إس إم" من عدة أوجه. حيث إن شبكاتها توفر اتصالات لاسلكية فورية، إلى جانب خاصية المكالمات الجماعية التي يصل عدد الأشخاص فيها إلى مئة شخص في المجموعة الواحدة، وهناك أيضا ميزة خدمات تحديد المواقع الجغرافية "جي بي إس" التي تأتي مدمجة في أجهزة iDEN، وبالتالي تكون أكثر فعالية وكفاءة من مثيلتها في أجهزة "جي إس إم".
السوق السعودية
* ما هي رؤية المهندس العقيل لمستقبل قطاع الاتصالات الوطني؟
- بشكل عام، أرى أن السوق السعودية ستظل محتفظة بمكانتها كأكبر أسواق الاتصالات في المنطقة وأكثرها جاذبية للمستثمرين في صناعة الاتصالات، وأتوقع أن تشهد المزيد من التطور والتوسع في طبيعة الخدمات ونطاقها، على الرغم من تفاوت نسب النمو بين القطاعات المختلفة للصناعة. ففي قطاع الجوال، هناك مؤشرات قوية تدل على تزايد المنافسة في هذه السوق، خاصة بعد دخول المشغل الثالث إلى السوق، الأمر الذي سيؤدي إلى حدوث تفاوت في نسب النمو واختلافها عن الأعوام السابقة.
فالإحصاءات تشير إلى وصول عدد المشتركين في خدمة الجوال إلى أكثر من 37 مليون مشترك، فيما بلغت نسبة الانتشار 150 في المئة، ومن المتوقع أن تصل إلى 200 في المئة بحلول عام 2011، وهذا سيدفع مشغلي خدمة الهاتف الجوال إلى تطوير وتقديم خدمات جديدة لتحقيق نسب النمو المرجوة. أما في قطاع الهاتف الثابت، فنسب النمو أقل من مثيلاتها في قطاع الهاتف الجوال، نظرا لتزايد اعتماد الناس على الجوال.
وفي ما يتعلق بقطاع الإنترنت، فهو يشهد نموا مطردا، خاصة مع وصول عدد مستخدمي الإنترنت إلى ثمانية ملايين مستخدم بنهاية العام 2008، وبنسبة نمو 25 في المائة، هذا بالإضافة إلى زيادة استخدام الإنترنت بين المواطنين، حيث يتوقع أن يصل عدد مستخدمي الإنترنت إلى 16 مليون مستخدم، بنسبة انتشار 58 في المائة بحلول العام 2013. أما قطاع النطاق العريض، فسيكون أكثر قطاعات الاتصالات سرعة في النمو، خاصة بعد أن حقق نموا بنسبة 150 في المئة في عام 2008، وتشير بعض الدراسات إلى استمرار نمو هذا القطاع بنسبة نمو 90 في المائة خلال العام الجاري. علاوة على كل ذلك، سيتحول قطاع الأعمال إلى قطاع جذاب لمشغلي الاتصالات في المملكة.
وسوف يحتاج هذا القطاع إلى خدمات متكاملة تلبي احتياجاته. ونحن في "برافو" نسعى إلى الريادة في خدمة قطاع الأعمال، من خلال تزويده بحلول وخدمات اتصالات فورية ومستمرة وذات اعتمادية عالية، وأيضا من خلال شراكاتنا الاستراتيجية مع مزودي خدمات النطاق العريض.
* ماذا عن سياسات السعودة لديكم في "برافو"؟
- نسعى إلى تحقيق أعلى نسبة في السعودة، وذلك التزاما منا بتوطين الخبرات الفنية والإدارية في صناعة الاتصالات السعودية التي تعد عصب الحياة الاقتصادية الآن. كما نسعى أيضا إلى إنشاء قسم نسائي، تماشيا مع استراتيجية الدولة في إتاحة الفرص لتوظيف النساء، وتوافر كادر نسائي يتمتع بمستوى تعليمي عال ومتخصص، مما يجعل توظيف هذا الكادر مجديا من الناحية الاقتصادية.
خدمات الليموزين
* ما أهم المشاريع أو المبادرات التي تخططون لتنفيذها في المستقبل القريب؟
- من الأفكار التي نعمل على تطويرها وصياغتها في المستقبل القريب هي توظيف الاتصالات اللاسلكية في رفع مستوى الكفاءة والأمان في جميع خدمات النقل العام والخاص والشحن الدولي والمحلي بالمملكة. في قطاع "الليموزين" على سبيل المثال، نسعى في "برافو" إلى تطوير فكرة تأسيس مركز عام لإدارة خدمة الليموزين من خلال الاتصالات اللاسلكية. وهذه المبادرة تستدعي في حقيقة الأمر تعاونا وتنسيقا مع وزارة النقل وشركات الليموزين. والفوائد ستكون عديدة. فمن ناحية، سيرتفع مستوى الخدمة في هذا القطاع، من حيث توفير شبكة واحد تربط بين كافة شركات الليموزين، وبالتالي يمكن للمواطن التعامل مع رقم موحد، يستدعي به الليموزين أينما كان. ومن ناحية أخرى، سيخفف هذا المركز كثيرا من الضغط على الحركة المرورية.
تعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}

تحليل التعليقات: