نبض أرقام
09:43 م
توقيت مكة المكرمة

2025/08/19
2025/08/18

عميد كلية الدراسات الإسلامية د.حاتم القرنشاوي في حديث "للراية الاقتصادية": السياسة الاستثمارية للصندوق السيادي في قطر قللت من تأثيرات الأزمة المالية

2009/05/24 الراية

أكد الدكتور حاتم القرنشاوي عميد كلية الدراسات الإسلامية ان التمويل الإسلامي يعتبر من أعلى معدلات النمو في صناعة المال في العالم على رغم انه يمثل نسبة ضئيلة من إجمالي التمويل في العالم وأشار إلى ان معدلات نموه تختلف حيث قدرها البعض بين 15% إلى 20% سنويا وأوضح إن قطر كانت اقل الدول تأثرا بالنسبة إلى عديد من دول الخليج من جراء الأزمة المالية العالمية كما ان السياسة الاستثمارية للصندوق السيادي لقطر وفي حدود ما هو معروف لم يكن داخلا في المنتجات السامة وأضاف أن الكلية تعقد العديد من الدورات التدريبية التي تتفاعل مع المجتمع كما تقدم حلقات نقاشية متخصصة بالتعاون مع بعض المؤسسات المختلفة على سبيل المثال في مجال التمويل الإسلامي باعتبار إن هناك اهتماما كبيرا في المجتمع بهذا الموضوع وقد قدمت الكلية ندوة بالتعاون مع البنك الدولي الإسلامي للتنمية في جدة وقدمت ندوتين بالتعاون مع مجلس الخدمات المالية الإسلامية في ماليزيا.. وفي الوقت نفسه الكلية تقدم دورات متخصصة ومنها على سبيل المثال التعامل في البورصة وكيفية تقليل مخاطر التعامل في البورصة والتعرف على أبعاد الاستثمارات المقبولة إسلاميا.
وهذا نص الحور:


*ما التوجهات المستقبلية للتمويل الإسلامي؟
- التمويل الإسلامي يعتبر من أعلى معدلات النمو في صناعة المال في العالم على رغم انه يمثل نسبة ضئيلة من إجمالي التمويل في العالم حيث تدور نسب التمويل الإسلامي حول معدل واحد في المائة من إجمالي التمويل العالمي ولكن معدلات نموه تختلف حيث قدرها البعض بين 15% إلى 20% سنويا وهذا يدل على مدى انتشار المؤسسات المالية الإسلامية وانتشارها حول العالم.

والأكثر إثارة من ذلك إن بريطانيا سمحت بوجود مؤسسات تمويل إسلامية وكذلك فرنسا وطبعا هناك دول أخرى كان موجود فيها التمويل الإسلامي والبنوك الإسلامية فالعالم أصبح أكثر تقبلا وهناك دراسات في الولايات المتحدة الأمريكية تشير إلى أهمية دراسة جوانب التمويل الإسلامي والمؤسسات المالية الإسلامية كانت اقل تضررا من غيرها من جراء الأزمة المالية العالمية رغم أنها لا نستطيع القول أنها ملتزمة 100% بالضوابط الإسلامية أو بعضها على الأقل لكن درجة الالتزام الموجودة عندها مكنتها من تفادي جانب كبير من إضرار الأزمة وهذا ما لفت نظر المؤسسات المالية العالمية إلى التمويل الإسلامي ويجب أن لا ننسى أن هناك بنوكا كثيرة عالمية أما لها فروع إسلامية أو مؤسسات مالية إسلامية تابعة لها فالأزمة أعطت أبعادا كثيرة للاهتمام بالتمويل الإسلامي .

*ما المعوقات التي تقف حائلا امام انتشار التمويل الإسلامي ؟
- هناك نوعين من المعوقات التي تقف حائلا أمام انتشار التمويل الإسلامي في العالم والتحدي الأكبر من داخل المؤسسات المالية الإسلامية فعلى المؤسسات المالية الإسلامية تبني منتجات تتفق مع الشريعة الإسلامية وليس أسلمت منتجات موجودة بمعنى المطلوب انه بعد هذه السنوات من عمر مؤسسات التمويل الإسلامي في كثير من الأحيان هذه المؤسسات بدأت بمنتجات مالية تقليدية وأدخلت عليها من التعديلات ما يجعلها تتوافق مع الإحكام العامة للشريعة الإسلامية وفي بعض الأحيان يكون هذا التوافق جيد وفي أحيان أخرى تكون هناك بعض التحفظات عليه قلت أو كثرت وفي الفترة المقبلة يجب الاستفادة من الاهتمام العالمي بالتمويل الإسلامي وتقديم منتجات مالية إسلامية أصيلة خاصة ان هذه المنتجات لن تتطور إلا من خلال المؤسسات المالية الإسلامية وتتفاعل فيها المؤسسات المالية بما تملكه من خبرة واحتكاك بالسوق بالتنسيق مع العلماء والأكاديميين وهذا الذي يحدث فان تطوير المنتجات المالية عملية مشتركة بين المؤسسات المالية والمحللين و الخبراء وغيرهم..فإذا استطعنا أن نقدم ذلك وان نفعل جوانب من التمويل الإسلامي التي تستجيب إلى احتياجات المجتمعات بصفة عامة سيعطي هذا مزيدا من النجاح لهذا القطاع ولكن من الأشياء التي تعوق التقدم أحيانا استخدام منتجات مالية عليها علامات استفهام هل هي إسلامية أو غير إسلامية؟ ..فالبنوك التقليدية تستخدم ذلك للتساؤل ما الجديد الذي قدمته البنوك الإسلامية ونأمل إن مركز دراسات الاقتصاد والتمويل الإسلامي لدينا يكون له إسهام في هذا المجال ولكن هذا المركز في طور التكوين.

والكثير من الدول الغربية تطلع لرؤية نموذج للتمويل الإسلامي يحتذي به في الدول العربية و هذا يتعلق بجانبين أساسيين أولهما: من داخل مؤسسات التمويل الإسلامي فيجب أن تتوافر بها الإرادة الحقيقية بأن تقدم وتفعل مختلف جوانب التمويل الإسلامي أما الجانب الآخر يرجع إلى وجود بعض المعوقات التشريعية مطلوب تعديل في القوانين الموجودة لتستوعب طبيعة العمليات الإسلامية هذه التعديلات التشريعية اعتقد أنها ممكن أن تسهم إسهاما كبيرا في تقديم النموذج الذي يمكن أن يتبع.

*كيف تنظر إلى دور البنوك الإسلامية في قطر؟
- البنوك الإسلامية لديها فرصة كي تفعل العديد من الأدوات التمويلية في التمويل المباشر في المشروعات المتوسطة والصغيرة وتكون أجهزة استثمار قادرة على دراسة الأسواق الداخلية والإقليمية أو الخارجية بحيث تمكنها من لعب دور اكبر كاستشاري للمستثمر وباعتبارها من حيث الالتزام بمبادئ التمويل الإسلامي فهي تعتبر شريكا مع المستثمر بدرجة أو بأخرى ليس بالضرورة في التملك أو الإدارة لكنها شريك معه في المخاطرة والربح ولو تمكنت من ذلك اعتقد أنها يمكن أن تقدم الكثير في الفترة المقبلة.

*الأزمة المالية العالمية إلى أين؟
- الأزمة المالية العالمية أصبحت أكثر وضوحا الآن من ذي قبل ولكن مازالت هناك تداعيات لم تظهر بعد وهناك إجراءات قد اتخذت سواء على مستوى مجموعة العشرين وغيرها ولكن هناك تداعيات أثارها لم تظهر بعد وأتوقع انه مع نهاية عام 2009 ستكون الصورة أكثر وضوحا لتوجهات الاقتصاد العالمي.

*ما مدى تأثر قطر بالأزمة المالية العالمية؟
- قطر كانت اقل الدول تأثرا بالنسبة إلى عديد من دول الخليج من جراء الأزمة المالية العالمية وهذا يرجع إلى مجموعة من العوامل منها السياسة الاستثمارية للصندوق السيادي لقطر وفي حدود ما هو معروف لم يكن داخلا في المنتجات السامة فالسياسة الاستثمارية لصندوق الاستثمار ساعدت في ذلك والشئ الآخر أن الجزء الكبير من الاستثمارات داخل قطر بما فيها القطاع العقاري لم يكن في الصورة التي كانت عليها في الدول الأخرى وبالتالي فمن السهل إعادة هيكلتها نسبيا أيضا كان ذلك له دور في التقليل من تأثير الأزمة المالية على قطر.. صحيح قد حدث انخفاض في أسعار العقار ولكن لا يقارن بالنسبة إلى الدول الأخرى فالتنويع الاستثماري للصندوق الاستثماري في الداخل وكذلك من ناحية الجغرافية إن قطر كانت لها استثمارات خارج مناطق الأزمات وهذا أدى إلى نوع من التوازن لا بأس به كما إن طبيعة الإيرادات القطرية وارتباطها بالغاز إلى البترول وتعاقدات الغاز بطبيعتها عقود طويلة الأجل كل هذا العوامل أدت إلى إن يكون تأثر الأزمة على قطر اقل من غيرها .

*ما تأثير انخفاض نسبة التضخم في قطر إلى حدود الصفر ؟
- لا شك إن انخفاض نسبة التضخم في مصلحة أي اقتصاد وما أعلن الأسبوع الماضي أن نسبة التضخم في قطر وصلت إلى الصفر تقريبا يعتبر خبرا جيدا حيث انه كلما انخفضت نسبة التضخم زاد من القدرة الاتفاقية وهذا ينشط الطلب ويحرك التجارة والنشاط الاقتصادي ويعطي نوعا من القدرة على اتخاذ قرارات بصورة أوضح خاصة مع استمرار انخفاض معدل التضخم وان لا يعود للارتفاع في فترة قصيرة ونأمل أن لا يحدث ذلك لأن في مراحل التضخم المتسارع المستهلك لا يستطيع أن يتخذ قرارات رشيدة وكذلك المستثمر يندفع بتأثير التضخم لاتخاذ قرارات تتضح على مستوى المتوسط والطويل الآجل إنها قرارات غير صحيحة لأنه بناها على توقعات التضخم العالي . وعندما يصل التضخم إلى الصفر يعني هذا انه لن تكون هناك ارتفاعات في الأسعار وثبات الأسعار نوعا ما وهذا شيء جيد وإذا تراجعت الأسعار فهذا شيء جيد ودعنا نقول إن معدلات التضخم كانت كبيرة نوعا ما وان انخفاض التضخم إلى الصفر فهذا جيد جدا والجميع لمس انخفاض أسعار العقارات على سبيل المثال سواء الإيجارات أو أسعار البيع .

*ما مدى تأثر السوق المالي بالدوحة بالأزمة العالمية؟
- السوق المالي بالدوحة ليس ببعيد عن التقلبات هناك تصحيح بعد الانخفاض الشديد في أسعار الأسهم ويرجع جزء منه نتيجة لتأثر المستثمرين النفسي بالأسواق العالمية والجزء الآخر يرجع إلى أن تسعير الأسهم كما هو في الكثير من الأسواق الناشئة غير مرتبط بالأداء الفعلي لهذه الشركات أما اليوم فإن الأمور قد اتضحت شيء فشيء وخصوصا في قطر بدرجة أو بأخرى فالشركات أصبحت الصورة واضحة أمامها سواء بالتوسع أو بالتحجيم وان هذا يعطي المستثمرين الفرصة للتقييم الحقيقي لسعر السهم..لذلك على المستثمر أن تكون الرؤية واضحة أمامه بالنسبة لتشكيلة المحفظة والهدف منها ما بين الاستثمار طويل الأجل أو المتوسط أو قصير الأجل وفي ظل التقلبات الشديدة فان عمليات المضاربة الكبيرة ليست في مصلحة السوق ولا في صالح المستثمر صحيح أن في ظل المضاربة هناك من يكسب ومن يخسر ولكن بصفة عامة في مرحلة عودة الاستقرار للسوق نأمل أن تكون نسبة المستثمرين الذين يحتفظون بأوراقهم المالية اكبر من المضاربين.

*نرجو من سيادتكم إلقاء مزيد من الضوء على ما تقدمة كلية الدراسات الإسلامية.
- تقدم الكلية مجموعة من الندوات العلمية المتخصصة كما قدمت العام الماضي العديد من هذه الندوات وتقدم حلقات نقاشية متخصصة بالتعاون مع بعض المؤسسات المختلفة على سبيل المثال في مجال التمويل الإسلامي باعتبار إن هناك اهتماما كبيرا في المجتمع بهذا الموضوع وقد قدمت الكلية ندوة بالتعاون مع البنك الدولي الإسلامي للتنمية في جدة وقدمت ندوتين بالتعاون مع مجلس الخدمات المالية الإسلامية في ماليزيا.. وفي الوقت نفسه الكلية تقدم دورات متخصصة ومنها على سبيل المثال التعامل في البورصة وكيفية تقليل مخاطر التعامل في البورصة والتعرف على ابعاد الاستثمارات المقبولة إسلاميا.

*متى ستبدأ دورة البورصة وهل هي متاحة للجميع؟
- الدورة أعلن عنها في وقت سابق وقد تم الانتهاء من التسجيل فيها وستبدأ اليوم وستعاد هذه الدورة أن شاء الله في المستقبل لأن الطلبات التي قدمت كانت كثيرة ونحن حريصون على أن يكون العدد مناسبا حتى يتم تفعيل الدورة وحتى يكون هناك تفاعل بين المحاضر وبين الحضور والتسجيل لمن هم داخل المدينة الجامعية مجانا ونحن حتى الآن لم نتقاض رسوما ولكن الرسوم تعكس الجدية والالتزام ولتفعيل دورات أخرى وحتى تكون لدينا دورات متجددة.

*بعض المستثمرين يدخلون البورصة دون وعي استثماري ..كيف نزيد الوعي لديهم؟
- هذه هي طبيعة الاستثمار في الأسواق الناشئة وأيضا في بعض الأسواق المتقدمة حيث تكون الخبرة بالتعامل ومفهوم الاستثمار في هذه الأسواق ليس بالدرجة العالية ويكفي إن معنى الاستثمار في بعض الأسواق يكون هو التعامل في البورصة وينصرف الناس عن الاستثمار المباشر وهذا ليس صحيح فسوق المال هو احد فروع الاستثمار كما انه يعطي بعض المؤشرات والمعايير كما نلاحظ التباين الكبير بين أسعار الأوراق المالية وبين النتائج الفعلية وكلما زادت حدة المضاربات في السوق كما اتسعت هذه الفجوة وهذا ما حدث في الأسواق الناشئة والأسواق العالمية وظهر تأثيره في الانهيار الأخير في الأسواق المالية العالمية وكما ذكرت إن الأسواق الناشئة تتبع التقلبات العالمية ..فمفهوم الاستثمار في الأسواق الناشئة بمعني الاستحواذ على السهم يغلب عليه المضاربة السريعة وكلما ذادت نسبة المضاربات ذادت نسبة التقلب ولذلك يجب تعريف الناس في كيفية تجنب مخاطر هذه التقلبات.

*ما تأثير تخفيض الفائدة على ضخ السيولة؟
- دعني احتفظ أولا على موضوع الفائدة فالفائدة كما نعلم جميعا في غالب الآراء من الربا المحرم ولكن لو نتحدث عن الفائدة بنوع من التحليل الخارجي أو المحايد فتخفيض الفائدة يهدف إلى تشجيع مزيد من الاقتراض وهذا يمثل نوعا من ضخ السيولة في السوق عن طريق تخفيض تكلفة الطلب وفي نفس الوقت فان تخفيض الفائدة يدعو المودعين في البنوك بزيادة الإنفاق سواء كان استهلاكيا أو استثماريا لقلة العائد المحصل من البنوك وهناك دراسات عديدة تبين إن درجة استجابة السيولة إلى سعر الفائدة هي مقياس فاعل.

*هل التخصصات المحاسبية في قطر كافية؟
- يوجد في جامعة قطر كلية للاقتصاد والإدارة وهنا في المدينة التعليمية كلية يتم تدريس فيها إدارة الإعمال ولا ننسى انه يجب إن يتناسب حجم العرض مع الطلب وهناك تفعيل لدور جمعية المحاسبين القطريين حيث أن لها دورا مهما في هذا المجال.

*ما الدورات المستقبلية التي تقدمها الكلية ؟
- هناك دورات تنفيذيه مهتمة بالوجه الخاص بالتمويل الإسلامي بأبعاده المختلفة وهناك بعض الدورات الأخرى قيد الإعداد تستجيب لاحتياجات مطلوبة للمجتمع المدني في قطر أيضا لدينا ماجستير في السياسة العامة في الإسلام وبالتالي فإننا نبني على الثراء المعرفي وسعداء ان بعض من الندوات التي نعدها يشارك فيها ضيوف من خارج قطر وهذا تدعيم للدور الذي تقوم به قطر بصفة عامة.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.