الصانع والقصيبي مصاهرة أسطورية انتهت بحفلة رقص على الصابون

كتبت مارغريت كوكر من الخبر في المملكة العربية السعودية مقالا نشرته صحيفة وول ستريت جورنال تحت عنوان «مشادة عائلية سعودية تهتز لها بنوك عالمية»، ذكرت فيه انه عند زواج رجل الأعمال السعودي معن الصانع من احدى اغنى العائلات السعودية قبل نحو 30 عاما، اثار دهشة أصهاره بتفضيله لسيارة رولز رويس الفارهة على خيمة العرس التقليدية، واليوم تنشب مشاجرة بين الصانع وزوجته من جهة، وبين أصهاره - عشيرة القصيبي - من جهة اخرى، حول اتهامات بالاحتيال والتسبب في مليارات الدولارات من الديون.

وفي المستندات المقدمة للمحكمة، يزعم آل القصيبي ان الصانع احتال عليهم بمليارات الدولارات وتسبب في اضطرار شركة العائلة، أحمد حمد القصيبي واخوته، الى عدم المقدرة على الوفاء بالديون المستحقة عليها. في حين ان محامي الصانع ينكرون كل ذلك، وتلفت الكاتبة الى ان المشادة العائلية،التي تنشر تداعياتها من خلال الصناعة المصرفية العالمية وينظر اليها بشكل واسع باعتبارها نقطة ضعف جلية في الاقتصاد السعودي، تعرض نظرة غير معهودة داخل عائلات الأعمال الخاصة بشدة في المنطقة، حيث تبنى الامبراطوريات على اساس من روابط الدم والثقة ليس الا.

وتذكر الكاتبة ان ما لا يقل عن 110 بين بنك محلي واجنبي منحت الجانبين قروضا تزيد على 15مليار دولار في السنوات الاخيرة، وان بعض المقرضين العرب يشطبون مئات المليارات من الدولارات. بينما يقوم دوتش بنك وآخرون بمقاضاة أفرع تابعة لشركة أحمد حمد القصيبي واخوته وشركة الصانع، مجموعة سعد، فضلا عن الاعضاء في مجالس ادارتها، والقضايا مرفوعة في نيويورك ولندن ودبي وجزر كايمان.

وتقول الكاتبة ان اوبرا الصابون بين القصيبي والصانع تعكر صفو منتجع الاثرياء هنا في الخبر، حيث تعيش العائلتان في قصور متجاورة.

وتدعي شركة احمد حمد القصيبي واخوته انها كانت ضحية لاحتيال بقيمة 9.2 مليارات دولار في الفترة من عام 2005 حتى عام 2009، ارتكبه الصانع، وفقا لمستند قدم هذا الصيف الى المحكمة العليا في ولاية نيويورك، وفي ذلك المستند - كجزء من دفاع شركة احمد حمد القصيبي واخوته ضد قضية رفعها ضدها احد الدائنين - تزعم شركة احمد حمد القصيبي واخوته ان الصانع قام بتزوير توقيعات افراد العائلة للحصول على قروض، وتلاعب في دفاتر شركات العائلة، وقام بتحويل اموال الشركة الى حساب شركات مجموعة السعد المملوكة للصانع، ورفض الصانع، من خلال شركة للعلاقات العامة مقرها لندن، عدة طلبات للتعليق او الاجابة عن اسئلة مكتوبة، وقام البنك المركزي السعودي بتجميد بعض الحسابات البنكية الوطنية لكلتا العائلتين، وتم تشكيل لجنة ملكية سعودية للمساعدة في اعادة هيكلة الديون المستحقة للمقترضين السعوديين، ويمر بنكان بحرينيان، احدهما تسيطر عليه شركة احمد حمد القصيبي واخوته والآخر مجموعة سعد، بعملية اعادة هيكلة وهي شكل من اشكال الحماية من الافلاس، وقالت مجموعة سعد انها قد تخلفت عن الوفاء بما عليها من ديون، لكنها لم تحدد المبلغ، وفي بيان صادر عن ممثلين للصانع، قالت المجموعة انها تعاني «مشكلة سيولة»، وفي هذه الاثناء كسب آل القصيبي احكام محكمة في لندن وجزر كايمان وجنيف بتجميد بعض من اصوال الصانع، وبتاريخ 5 اكتوبر، قدم محامو الصانع بياناً خطياً من الصانع الى محكمة عليا في لندن يقول فيه انه ينفي تهم التزوير وجميع التهم الاخرى ضده، وتشير الكاتبة الى ان سناء القصيبي، التي تزوجها الصانع في عام 1980، تقف في وسط المشادة بين العائلتين، حيث انها تعتبر حاملة اسهم رئيسية في كل من مجموعة سعد وشركة احمد حمد القصيبي واخوته.

فهي تملك 10% من مجموعة سعد وواحدة من بين 20 فرداً من افراد عائلة القصيبي الذين يعتبرون اصحاب الاسهم الاساسيين في شركة احمد حمد القصيبي واخوته، وتلفت الكاتبة الى ان هذه الفوضى المالية السعودية تعود جذورها الى مطلع هذا العقد، عندما تدافعت البنوك الدولية على تمويل الشركات السعودية القوية على خلفية الارتفاع في اسعار البترول.

خلاصة

زواج معن الصانع من سناء القصيبي قبل 30 عاماً كان اسطوريا حلت فيه الرولز رويس مكان الخيمة، وتشابكت العلاقات وتداخلت مع الطمع وصولاً إلى التزوير بالمليارات.

العائلتان الآن ترقصان في اوبرا الصابون، من وقع اولاً ليس المهم .. فالاثنان وقعا.