أكد د.حبيب مصطفى زين العابدين وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية على أن مترو المشاعر المقدسة سيخدم 170 ألف حاج من حجاج الداخل في الحج المقبل، مشيراً إلى انه سيتم التشغيل على مرحلتين الأولى في نهاية شعبان، حيث سيتم التشغيل من عرفات الى مزدلفة، والمرحلة الثانية إلى منى في نهاية شهر رمضان، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن المترو سيشغل في حج هذا العام بمعدل 35% من طاقته الاستيعابية. وقال في حديث ل»الرياض» إن المشروع يعد الأول على مستوى العالم من حيث طاقته الاستيعابية وتقدر ب(72) ألف راكب في الساعة، كما يسهم في سحب 30 ألف مركبة من شبكة الطرق داخل المشاعر، مؤكداً على أن هذا المشروع جاء كنتيجة طبيعية لتطوير الحج وتسهيله على الحجاج بعد أن تم حل الكثير من المصاعب التي تواجه الحجاج كالحرائق ورمي الجمرات والهدي وتصريف السيول.

وأشار إلى أن أسعار التذاكر لم تحدد بعد، حيث سيتم تحديدها من قبل اللجنة العليا المشرفة على الحج، مؤكداً على أن الحجاج غير النظاميين لن يستفيدوا من خدمات المترو كون التذاكر ستوزع في مؤسسات الحج والعمرة للحجاج النظاميين.

وقال: «إن مشروع مترو المشاعر مجهز بأحدث التصاميم العالمية، من خلال الاستعانه بالعديد من الشركات المتخصصة في مجال القطارات ومجهز بأحدث وسائل السلامة»، وفيما يلي نص الحوار:


فكرة المترو

*بداية، كيف بدأت فكرة الاستعانة بالمترو في المشاعر المقدسة؟
- مشروع مترو المشاعر المقدسة جاء كنتيجة طبيعية لتطوير المشاعر، ولتسهيل الحج على الحجاج، وتواصلاً مع حل المشاكل التي قد تواجه الحاج، حيث بدأ التطوير بحل مشكلة الحرائق التي ذهب ضحيتها العديد من الأرواح ووفقت قيادتنا بتوفير وتنفيذ الخيام المطورة الحديثة والتي مضى 15 عاماً، ولم يحدث أي حرائق في مخيمات منى. تلا ذلك مشروع الجمرات من خلال توسعة المسارات والتي حققت الراحة وأزالت العناء الذي يواجه حجاج بيت الله، إضافة إلى مشروع الهدي والأضاحي ومشروع تصريف السيول والتي منعت وصول السيول الجارفة إلى مشعر منى ومشعر مزدلفة.

وكانت المشكلة المتبقية في الحج هي ازدحام الطرق ونفذت وزارة الحج بالتعاون مع وزارة المواصلات عددا من المشروعات لما يخصص بالترددية، ويعتبر مشروع المترو نقلة نوعية جديدة في النقل لأنه مرتفع عن الأرض ولا يأخذ من ارض المشاعر والطرقات السابقة أي شيء.
وأود ان أوضح للامانه أن الفكرة بدأت من صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز -حفظه الله- بعد أن تم حل مشكلة الحرائق والجمرات، حيث طلب دراسة لحل مشكلة الزحام، فقدمت الدراسة من جميع الجهات المسؤوله ورأت اللجنة أن يتم البدء به.


ترسية المشروع والتكلفة والتنفيذ

* ما هي آلية ترسية المشروع وما مدة تكاليفه ومدة التنفيذ؟
- بعد الموافقة السامية الكريمة على انشاء المترو تم إعداد الدراسات اللازمة لذلك، وإعداد التصاميم من قبل الإستشاري الفرنسي ”سيسترا“ الذي تم تكليفه بإعداد الدراسات اللازمة لقطار المشاعر المقدسة، وأوصت اللجنة الوزارية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشئون البلدية والقروية رئيس هيئة تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة (سابقا) على ترسية المشروع على الشركة الصينية ”CRCC“. وبناءً على ذلك صدرت موافقة المقام السامي الكريم على ترسية المشروع في يوم 9 / 1/ 1430ه لتنفيذه في فترة لا تتجاوز سنتين بمبلغ 6,650,000,000 ريال، حيث تم تخفيض مبلغ المشروع الذي تجاوز 10 مليارات في العرض من خلال ادراجه ضمن برامج التعاون بين المملكة والصين، ويعتبر قطار المشاعر المقدسة أول مشروع في العالم يتم تصميمه وتنفيذه خلال هذه الفترة الزمنية القياسية.

وأؤكد أن المشروع تم تصميمه على أحدث الأنظمة العالمية في قطارات المترو حيث يعمل الياً، وقد تم تزويده بكافة الأنظمة التي تحقق أعلى معايير السلامة والأداء، وشاركت عدد من الشركات العالمية المرموقة في هذا المجال في تنفيذ المشروع، حيث نص عقد المشروع على أن تكون جميع الأجزاء الرئيسية وأنظمة الإشارات وباقي الأنظمة من شركات أوروبية أو أمريكية أو كندية، وبناء على ذلك فقد تم توريد محركات القطار من شركة ”بومبارديه“ الكندية، وتم توريد أنظمة الفرامل وناقل السرعات من شركة ”كنور“ الالمانية، كما تولت شركة ”تاليس“ الفرنسية-الكندية توريد أنظمة الإشارات والتحكم والقيادة الآلية، كما تولت شركة ”سيمنس“ الالمانية كافة الأعمال الكهربائية.

ولأهمية المشروع فقد تم اختيار أفضل الشركات الاستشارية العالمية لتتولى عمليات التصميم والإشراف على التنفيذ حيث تم التصميم وتأكيد الجودة من قبل شركات استشارية عالمية وسعودية وهي شركة ”سيسترا“ الفرنسية، وشركة ”اتكنز“ الإنجليزية، وشركة ”لويدز ريجستر“ الإنجليزية، ويقوم بالإشراف على تنفيذ المشروع تضامن شركة دار الهندسة للتصميم والاستشارات الفنية (شاعر ومشاركوه) مع المؤسسة الاتحادية الفيدرالية الألمانية DBI للقطارات (القسم العالمي).


عناصر المشروع

*هل التكلفة تقتصر على التنفيذ أم أن هناك بنودا أخرى يشملها عقد المشروع؟
- العقد يشمل عدة نقاط، أهمها الأعمال المدنية وتشمل القطع الصخري وترحيل الخدمات بما في ذلك نقل الخيام المطورة وإعداد مصاطب لها في الجبال، اضافة الى الجسور الحاملة للقطار حوالي 20 كيلومتراً بمسارين بما في ذلك 10 جسور خاصة بفتحات وبحور (50-70متراً) وعدد (9) محطات للقطار (3) محطات في كل مشعر شاملة كل الخدمات والمنحدرات والمصاعد والسلالم وأنظمة السلامة بطول 340 متراً لكل محطة وعرض حوالي 45 متراً مرتفعة عن الأرض ومغطاة بقماش الخيام ومكيفة ومستودع القطار ومحطة التخزين وورش الصيانة الدورية والشاملة ويشمل العقد ايضا السكك الحديدية والأنظمة والإشارات.. وأبواب المحطات الأوتوماتيكية، بالإضافة إلى محطتي كهرباء بقدرة تزيد عن 268 ميجاوات وكذلك الصيانة والتشغيل والتدريب لثلاثة أعوام والتصميم والمخططات التنفيذية.


بداية التشغيل

*متى يبدأ تشغيل مترو المشاعر المقدسة وماهي الطاقة الاستيعابية له؟
- سيبدأ التشغيل على مرحلتين الأولى في نهاية شعبان، حيث سيتم التشغيل من عرفات الى مزدلفة، والمرحلة الثانيه إلى منى في نهاية شهر رمضان، أما من ناحية الطاقة الاستيعابية للقطار تبلغ 72 ألف حاج في الساعة لمواجهة الطلب على النقل في النفرة من عرفات إلى مزدلفة ومن مزدلفة إلى منى، بحيث يمكن نقل حوالي نصف مليون حاج خلال ست ساعات، وهي تعد أعلى طاقة قطار في العالم.


سعر التذكرة وتنظيم الصعود

*هل سيشكل الحجاج غير النظاميين عبئاً على محطات المترو؟، وهل تم تحديد سعر التذاكر وماهي آلية بيعها؟
- الحجاج غير النظاميين لن يتمكنوا من استخدام المتروا بتاتاً، حيث إن التذاكر ستمنح لمن يحملون تصاريح الحج وسيتم توزيعها في مؤسسات خدمات الحج التي تخدم الحجاج كتذكره لكامل الرحلة، بحيث يتم تفويجهم إلى المحطات بجداول زمنية محددة ومرتبة، وهناك خدمة يوم العيد وأيام التشريق ستكون بتذكرة لكامل الأربعة أيام، ولدينا فكرة أن تكون التذكرة على هيئة أسوارة تركب على يد الشخص، بحيث يفتح له الباب آلياً ولن يكون هناك أماكن لبيع التذاكر عند المحطات تجنباً للازدحام وقد تكون التذاكر متوفرة في أماكن منتشره ومتعددة.

أما ما يتعلق باسعار التذاكر فذلك من اختصاص لجنة الحج العليا، وهناك لجنه مكونة من وكلاء الوزارات كوزارة النقل ووزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة الحج ووزارة المالية اجتمعت وأعدت فكرة مبدئية، وسترفع لسمو النائب الثاني لاقرارها من قبل لجنة الحج العليا.



مسار المترو

*كم يبلغ طول مسار المترو؟، وكم عدد محطاته؟، وماهي آلية سيره من حيث الانطلاق ونقاط التوقف؟
- يبلغ طول الخط حوالي عشرين كيلو متراً بمسارين مرتفعين عن الأرض، بحيث تُخلى الشوارع من المركبات للاستفادة منها لسيارات الطوارئ والخدمات، ويبدأ المسار من محطة الجمرات على طريق الملك عبد العزيز عند المستوى الخامس لمنشأة الجمرات الحديثة ويمر وسط طريق الملك عبد العزيز مرتفعاً عن الأرض بمشعر منى إلى مزدلفة ومنها إلى عرفات على الطريق رقم (3) لينتهي عند المحطة الثالثة بعرفات عند الدائري الشرقي لعرفات.

أما عدد المحطات فيشتمل على تسع محطات مرتفعة عن الأرض، وفي كل مشعر ثلاث محطات يبلغ طول المحطة 300 متر ويتم الوصول إليها عن طريق منحدرات للدخول والخروج منفصلة، بالإضافة إلى سلالم متحركة ومصاعد كهربائية، وفي كل محطة ساحتين لانتظار الحجاج تستوعب كل واحدة منها ثلاثة آلاف حاج، ومزودة بكل وسائل السلامة وتلطيف الجو، بالإضافة إلى ساحة انتظار أسفل المحطة يتم تفويج الحجاج إليها تباعاً، وأحب أن أشير إلى أن اختيار مواقع المحطات تم بمشاركة جميع الجهات ذات العلاقة مثل وزارة الحج والأمن العام، بما يضمن سهولة الوصول إليها وانسيابية الحركة وتغطيتها لأماكن تواجد الحجاج المستهدفين بشكل سليم.


تخفيف الزحام المروري

*ذكرت في بداية حديثك أن المشروع لحل مشكلة الازدحام فهل سيتم منع السيارات والاستعاضة عن ذلك بعربات المترو؟
- يسهم هذا الخط في سحب حوالي 30,000 سيارة من شبكة الطرق داخل المشاعر، وهي السيارات التي يستخدمها حجاج الداخل من مواطنين ومقيمين، بالإضافة إلى حجاج الخليج وحجاج البر من الخارج، مما يساعد في تخفيف الضغط بشكل كبير على شبكة الطرق وحل مشكلة النقل وازدحام السيارات فيها -إن شاء الله-.


الحجاج المستهدفون

*هل القطار مخصص للحجاج جميعاً أم أن هناك فئة مستهدفة في المرحلة الأولى من التشغيل؟، وكم تتوقع عدد الحجاج الذين سيخدمهم المترو هذا العام؟، وكم عدد العربات التي ستشغل في الحج هذا العام؟
- الحجاج المستهدفون للنقل بالقطار لرحلة الحج الكاملة من التصعيد وحتى الانتهاء من الحج هم حجاج الداخل من مواطنين ومقيمين، وحجاج الخليج وحجاج البر من الخارج، بالإضافة إلى ذلك سوف يتم استخدام القطار لنقل الحجاج الراغبين أيام التشريق إلى المستوى الخامس من الجمرات وستحدد الخدمة لحجاج الداخل هذا العام والبالغة 200 ألف حاج ويفترض أن يتم خدمة 170 ألفا منهم. وسيشغل عشرة قطارات وهي نصف قطارات المشروع وفي كل قطار 12 عربة، وتتسع كل عربة ل 250 حاجاً على الأقل بحيث ينقل القطار الواحد ما لا يقل عن ثلاثة آلاف حاج.


إجراءات السلامة

*ماذا عن إجراءات السلامة في المترو؟، وهل اعددتم خططاً لمواجهة الحوادث -لاقدر الله-؟
- تم تزويد جميع المحطات بكافة أنظمة السلامة والحماية بما في ذلك سلالم ومخارج الطوارئ حسب أعلى المواصفات والمعايير الهندسية العالمية، إضافة الى ذلك، فقد تم تغطية المحطات بأسقف من مادة التفلون غير القابلة للاحتراق، وهي نفس المادة المستخدمة في مشروع الخيام بمشعر منى، وستم العمل بنظام التفويج، والتحكم بالحشود على غرار ما تم في منشأة الجمرات الحديثة، وسوف يستخدم العد الالكتروني للداخلين والخارجين من المحطات، وتتم المراقبة بالكاميرات الحاسوبية الحرارية.


العدد يحدد المواصفات

* ما هو الفرق بين عربات القطار من ناحية المواصفات مقارنة مع القطارات العالمية؟
- عربات قطار المشاعر المقدسة صنعت بشكل يخدم أهداف التشغيل وهي مماثلة لأغلبية أنظمة القطارات الحديثة على مستوى العالم، وتم اختيار شكل القطار بناءً على متطلبات السعة العالية لتحميل وتنزيل الركاب بوقت قياسي (5 أبواب) وأي شكل آخر لا يمكن معه تحقيق متطلبات هذه السعة، والتصميم الداخلي عملي وعصري.
شاهد كل التعليقات بالموقع

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}

رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}

{{comment.DisplayName}} حساب موثّق

{{comment.ElapsedTime}}
loader Train
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر مشاهدة

معلومات

روابط سريعة

Argaam.com حقوق النشر والتأليف © 2025، أرقام الاستثمارية , جميع الحقوق محفوظة