«البلاك بيري» الكويتي خارج نطاق الإيقاف... حالياً

أكدت مصادر مطلعة لـ «الراي» في شركات الاتصالات العاملة في الكويت أمس أنها لم تتلق من وزارة المواصلات أي تعليمات رسمية او أي توجيهات بخصوص ايقاف خدمة «البلاك بيري» في السوق الكويتي أو حتى تعليق بعض منها، خصوصاً تلك التي دفعت بالامارات والسعودية لايقاف «البلاك بيري» في أسواقها، كخدمات الدردشة و«الماسنجر» والبريد الالكتروني وغيرها من الخدمات.

واستبعدت المصادر أن تقوم الكويت بايقاف الخدمة بالطريقة نفسها التي اعتمدت في الامارات والسعودية، لاعتبارات كثيرة أخرى مرتبطة بخصوصية الكويت، من دون أن يعني ذلك، وبحسب المصادر، أن وزارة المواصلات لا تملك الحق القانوني باتخاذ قرار مماثل، باعتبارها السلطة التنفيذية المعنية بتنظيم شؤون قطاع الاتصالات في الكويت.

وفي تعليقها على البيان الذي نشرته شركة «ريسيرش اند موشين» (ريم) الكندية أول من امس والذي ذكرت فيه أنها لن تفرط في أمن هاتفها الذكي «بلاك بيري» اضافة الى أن البيانات الخاصة المرسلة من جهاز «البلاك بيري» هي رموز مشفرة ولا يمكن لأحد أن يفكها بمن فيهم الشركة نفسها، رأت المصادر أن مضمون هذا البيان أقرب الى الكلام التسويقي منه الى العلمي الموضوعي، وهي محاولة من «ريم» للتأكيد لعملائها أن ميزة «البلاك بيري» الأمنية ليست موجودة في أي جهاز آخر، علماً أن هذا الكلام غير دقيق والدليل أن بيانات «البلاك بيري» اخترقتها وكالات الاستخبارات الاميركية (CIA) منذ نحو 4 سنوات مستخدمةً الاسلوب القرصني، وقد تمكنت من فك رموز البيانات التي تتداول عبر «البلاك بيري»، وقد ازداد اهتمام الوكالة بهذا الامر بعد هجمات 11 سبتمبر على برجي مركز التجارة العالمي في الولايات المتحدة.

وتضيف المصادر في هذا المجال، ان المعلومات المتداولة يمكن الحصول عليها تقنياً ولو كان الامر كما تدعي شركة «ريم» لما سمح الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة باستخدام الجهاز وهما أكثر الكيانات حرصاً على أمنهما، مؤكدةً أن الموضوع يتعلق بنصب خوادم مركزية خاصة بكل دولة لجهاز «البلاك بيري»، وهو أمر تتجنب «ريم» القيام به، خصوصاً أن منطقة الخليج بأكملها لا تشكل أكثر من 3 في المئة من الحصة السوقية العالمية للشركة.

ومايدل على ذلك أن «ريم» تتفاوض حالياً مع السلطات الهندية، بحسب تقارير صحافية عالمية، لايجاد حل للمشكلة في السوق الهندي الذي يعد كبيراً، وقد أوردت التقارير أن «ريم» وافقت للمرة الأولى على السماح لوكالات الأمن الهندي لرصد خدمات «بلاك بيري» في محاولة لتجنب قيام الحكومة الهندية بفرض حظر على خدمات الهاتف المتعدد الوسائط.

وكانت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية أعلنت أمس (الرياض- من صبحي رخا) أنها طلبت من شركات الاتصالات في البلاد الايقاف الفوري لخدمة «البلاك بيري» لقطاع الأعمال والأفراد في المملكة ابتداء من يوم غد.

وقالت في بيانها أنها اتخذت هذا القرار نظراً لتعذر استيفاء الشركة المصنعة لأجهزة البلاك بيري للمتطلبات التنظيمية للهيئة مضيفةً أن تقديم خدمة «البلاك بيري» بوضعها الحالي لا يفي بالمتطلبات التنظيمية وفق أنظمة الهيئة وشروط التراخيص الصادرة لمقدمي الخدمة. في حين ذكرت مصادر موثوقة لقناة العربية، أن ما سيتم ايقافه من خدمات «بلاك بيري» في السعودية، هو خدمة المحادثة الفورية فقط أو الـ «BBM».

وأرجعت الهيئة سبب الايقاف الى انقضاء مهلة كانت أعطتها للشركات الثلاث قبل ثلاثة اشهر للتفاوض مع الشركة المصنعة من أجل استيفاء شروط الهيئة لسد الثغرات الأمنية في الخدمة لكن ذلك لم يتحقق حتى الآن فتم الايقاف.

وبذلك تعتبر السعودية أول دولة في المنطقة توقف فعليا خدمة البلاك بيري رغم تأخرها عن الامارات في الاعلان الا أنها سبقتها في التنفيذ حيث من المقرر ان توقف الامارات الخدمة في 11اكتوبر المقبل.

وكشف بيان الهيئة وفق المعلومات التي أوردها أن قرار الايقاف ليس مرتبطا بالتطورات الأخيرة في عدد من دول المنطقة على خلفية ماكشف عنه من ثغرات أمنية، وانما مرتبط بانقضاء المهلة التي حددتها الهيئة غداً الجمعة.

وقررت شركات الاتصالات السعودية الثلاث الاتصالات وموبايلي وزين أمس عقد اجتماع عاجل مع ممثل للشركة المصنعة في الشرق الأوسط لمعرفة مدى امكانية استيفاء الشروط التي وضعتها الهيئة لسد الثغرات الأمنية في خدمة البلاك بيري.

وقدرت مصادر اقتصادية خسائر الشركات الثلاث بنحو مليار ريال سنويا من الرسوم التي تتقاضاها على خدمات البلاك بيري حيث يبلغ عدد المشتركين في الخدمة حاليا في السعودية 800 ألف مشترك.

ويبلغ عدد مستخدمي «البلاك بيري» في السعودية نحو 750 ألف مشترك، ومعدل الاشتراك الشهري هو مئة ريال للمشترك (ما يعادل 8 دنانير كويتية تقريباً)، وبنسبة عوائد 2.5 في المئة، أي بقيمة 900 مليون ريال من اجمالي عوائد شركات الاتصالات السعودية. ووفقا لمصادر صحافية، فان شركة الاتصالات السعودية لديها نحو 400 ألف مستخدم «بلاك بيري»، في حين انه لكل من «موبايلي» و«زين» السعودية معاً نحو 290 ألف مستخدم.