انتهاء الوكالة

هناك أسباب مختلفة تنتهي بها الوكالة، فهناك أسباب ترجع للقواعد العامة كاتمام العمل محل الوكالة، وانقضاء الاجل المعين لها، وهناك أسباب خاصة بعقد الوكالة منها ما يتغلب فيها الاعتبار الشخصي، اذ تنتهي بموت الوكيل او الموكل، ويمكن ان تنتهي بعزل الوكيل او تنحيته عن الوكالة.

والقول الفصل بان الوكالة قد انتهت بانجاز العمل محل الوكالة هو للقاضي في جميع الاحوال.

ويمكن استخلاص الاجل المحدد لاتمام العمل من قبل الوكيل من الظروف فقد يتحتم اتمام العمل المطلوب خلال اجل محدد، مثال ذلك ان يكون التوكيل بتوريد او شراء مواد اساسية للبناء قبلاً، فاذا لم يتم الوكيل العمل قبل الانتهاء من اعمال تشييد البناء، فلا يكون محلا لتنفيذ الوكالة.

اما اذا كان تحديد الاجل خلال فترة غير محددة، فان الوكالة لا تنتهي حتما بانقضاء الاجل، بل يجوز للوكيل المعني في تنفيذ الوكالة حتى بعد انقضاء الاجل اذا كانت هناك ظروف تبرر هذا التأخير، ولكن في جميع الاحوال ان كانت الوكالة من اعمال الادارة فانها تنتهي بانتهاء الاجل المحدد لها، وكذلك تنتهي الوكالة اذا لم ينجح الوكيل بالعمل الموكل اليه، واذا استمر الوكيل بعد انقضاء الاجل بتنفيذ الوكالة بعلم الموكل ودون معارضة كان ذلك تجديداً ضمنياً للوكالة.

وقد يكون الاجل المحدد للوكالة اجلا غير معين لا يعرف ميعاد حلوله كأن تكون الوكالة شخصية مدى الحياة، وانتهاء الحياة اجل ولكنه غير معلوم الوقت.

ومن الحالات التي تنتهي بها الوكالة استحالة التنفيذ مثال ذلك من يوكل شخص ببيع سيارته، فتتم سرقة السيارة قبل القيام ببيعها، فانه في هذه الحالة تنتهي الوكالة، او اذا وكل شخص شخصاً آخر بادارة امواله ووضعت هذه الاموال تحت الحراسة عقب الوكالة.

ومن موجبات انتهاء الوكالة حالة افلاس الوكيل او الموكل، وكذلك اذا طرأ نقص على اهلية الوكيل او اهلية الموكل كالحجر والسفه والجنون والمرض الذي يحول دون اكتمال الاهلية.

ومن البديهي أن الوكالة تنتهي بموت أحد طرفيها، وبالنسبة للشركات فإن الوكالة تنتهي بتصفيتها، ذلك ان التصفية بالنسبة للشركة بمنزلة الموت بالنسبة للأشخاص الطبيعيين، وعلى الورثة عند موت الوكيل اخطار الموكل إذا توافرت الأهلية وكانوا على علم بالوكالة، وانتهاء الوكالة بموت الوكيل ليس من النظام العام، فيجوز الاتفاق على ما يخالف ذلك فتبقى الوكالة بعد موت الوكيل أو الموكل كما هو حاصل في الوكالات العقارية التي تضمن حقا للوكيل قبل موكله.

ولا تنتهي الوكالة بموت الموكل، بل تبقى إلى أن يعلم الوكيل بموت الموكل. فإذا لم يعلم بالموت وتعاقد مع الغير وكان هذا الغير حسن النية، اعتبرت الوكالة قائمة وانصرف أثر العقد الذي أبرمه الوكيل إلى الورثة. ومن واجب الوكيل أنه حتى بعد موت الموكل أن يواصل الأعمال التي بدأها إلى الحالة التي لا تضر بمصلحة الموكل أو ورثته.