خلف الحبتور رئيس مجموعة الحبتور في حديث شامل مع «البيان »: دبي درة براقة للأبد لا يمكن استنساخ نموذجها وعلاقتها بأبوظبي أزلية

أكد خلف الحبتور رئيس مجموعة الحبتور ايمانه العميق بأنه لا توجد بقعة في العالم تماثل دبي، واصفا إياها بدرة براقة للابد التي لا يمكن استنساخ نموذجها وانها تسير على الطريق الصحيح في معالجة مسألة الديون، مشيرا الى ان المخلصين مستعدون لتقديم ما يملكون في سبيل دبي وان ارتباطه المبكر مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وحبه لخير الوطن يلزمانه بتنفيذ اي امر من سموه.
واكد الحبتور كذلك في حديث شامل تناول جوانب من مسيرته المهنية ورؤيته بشأن قضايا متنوعة امتزج فيها المحلي بالدولي والاقتصادي بالاجتماعي إيمانه بأن العلاقة بين أبوظبي ودبي هي علاقة ترابط عضوي ازلية تعززها حقيقة الانتماء إلى عائلة واحدة تربطها وحدة الدم.
واوضح الحبتور ان الامارات التي وصفها بالدولة المباركة هي الاولى باستثمارات مجموعته حيث تتأتى منها اغلب العائدات، وان فضلها عليه كبير، مبديا تفاؤله بأداء افضل لمجموعته في العام الحالي وخصوصا في القطاع السياحي والفندقي، معلنا اعتزام المجموعة بناء اكبر فندق في العالم في دبي، وان ابدى بعض الحذر بشأن قطاعات العقار والمقاولات والانشاءات بسبب مسألة الديون معتبرا ان انتعاش تلك القطاعات وتعزيز استقطاب المستثمرين يستلزم تخفيض الرسوم والاسعار. وقال ان مجموعة الحبتور لديها ما لا يقل عن اربعة مليارات درهم ديونا على اصحاب المشاريع العقارية في سوقي قطر ودبي، قبل ان يكشف ان الازمة المالية العاليمة الغت مشاريع للمجموعة تصل قيمتها الى 50 مليار درهم.
ولكنه اوضح ان أعمال المجموعة في قطاع الفنادق حققت نموا بنسبة 50٪ وقطاع السيارت 10٪ في 2010، وكشف عن إجراء المجموعة اتصالات لتنفيذ مشروعات في مونديالي روسيا 2018 وقطر 2022، فضلا عن مشروع في تتارستان بقيمة 300 يورو ومفاوضات مع الكويت لبناء مطارها الجديد ودخولها السوق العراقي بمشروع في البصرة.
وعن تأجيل طرح جزء من شركة الحبتور لايتون للهندسة والانشاءات للاكتتاب العام كما سبق واعلن قال ان الديون المستحقة للمجموعة على المطورين العقاريين اجلت ذلك باعتبار ان المجموعة تريد للمساهم عائدا لا ديونا، وقال ان الفوز بمشاريع جديدة لا تقل عن 15 مليار درهم سوف يعجل الطرح لكنه لم يحدد موعدا لذلك او النسبة المرشحة للاكتتاب. وتاليا الحوار:
القيادة والرهان
* اليوم وبعد 40 عاما على تأسيس مجموعة الحبتور، حين تنظر الى الخلف ماذا ترى؟ وماذا تقول؟
- من موقف اللحظة الحالية اقول ان الأمور كانت آنذاك أكثر سهولة وبساطة وأريحية، وان من جد وجد.
* قلتم في حديث سابق انكم تدينون بالفضل إلى دولة الاتحاد. ماذا تقولون للشيخين الراحلين المغفور لهما بإذن الله زايد بن سلطان آل نهيان وراشد بن سعيد آل مكتوم بعد النجاحات التي حققتموها؟
- لا شك أن الشيخين العظيمين زايد وراشد فتحا الأبواب أمامنا، وكانا يراهنان على أن النجاح سيحالفنا، وكانا واثقان من هذا النجاح، وبطبيعة الحال، فان من يراهن على نجاح شخص معين، يكون حريصا على تتبع نشاطه وأفعاله وخطواته، وبالـتأكيد، يعتمد النجاح على الفرص والدعم، وقد حظيت في إمارة دبي بدعم قوي من المرحوم الشيخ راشد عزز موقعي بأن أكون متقدما على الشركات الأجنبية، وبالفعل، حالفني التوفيق والنجاح بفضل الله والفرص التي منحني إياها الشيخ راشد، كذلك منحني المرحوم الشيخ زايد، وكان يراهن على نجاحنا وإمكاناتنا في تنفيذ المشروعات الكبيرة والصغيرة، وكان يوجه بإسناد هذه المشروعات لنا، وكان يقول «الحبتور رجل صاحب كلمة».
* كنت رجلا عصاميا واسست واحدة من انجح الشركات في المنطقة وساهمت في نهضة دبي والامارات، ماذا تقول اليوم لجيل الشباب؟
- اقول لجيل اليوم أن يعتمدوا على أنفسهم أولا وأخيرا، وألا يعتمدوا على أحد، وألا يعتمدوا فقط على الشهادات الجامعية التي لا تحقق بمفردها الوصول إلى الطريق الذي ينشده المرء، فهناك حملة شهادات عليا وجامعية يتشبثون في حياتهم المهنية والعملية بما درسوه في الجامعات، ولكن هذا في حد ذاته غير كاف، فإنهاء التعليم الجامعي بمثابة بداية الحياة العملية والمهنية، ومن ثم، فان العمل هو المدرسة الكبيرة التي يستقي منها الشباب الدروس والتجارب، ويجب عليهم أن يحرصوا على التعلم من الآخرين، وأن يكونوا على وعي كامل بقدراتهم وإمكاناتهم وعليهم الا ينزعجوا من الجلوس في مقاعد التلاميذ لتعلم التجارب والخبرات، فهذا هو طريق بلوغ النجاح.
* ما هو اول مشروع قمتم بتنفيذه؟
- كان بناء فيلا، ثم مشروع دار سينما بلازا، تلا ذلك ، تنفيذ عدة مشروعات، ولكن مشروع سينما بلازا هو «الخطوة الأولى المباركة»، وقد فزت بهذا المشروع رغم منافسة شركات أجنبية وعربية، واسند لي عبد الوهاب كلداري رحمه الله المشروع، وقلت له آنذاك انه لا يوجد لدي اعتماد مصرفي ولا أمتلك تقديم ضمانات المناقصة، ورد علي بأنه سوف يرسي علي المشروع، وقد ساعدني بالفعل في الفوز بالمشروع، ورغم أنه لم يقطع على نفسه وعدا بإعطائي المشروع، إلا أنه أخبرني بأنه إذا ما دخلت المناقصة، فان المشروع سوف يسند لي لو تقدمت بعطاء أقل سعرا من المنافسين، وهذا ما حدث بالفعل.
* ما هي الأرباح التي تحققت لكم من جراء تنفيذكم لهذا المشروع؟
- حوالي 400 ألف ريال قطر دبي، وهو العملة التي كانت متداولة حينذاك.
* ماذا كان يعني هذا المبلغ لكم؟
- يعني 40 مليون درهم بأسعار الصرف الحالية.
* لماذا طلبت من المغفور له الشيخ راشد ان يكلفك ببناء المستشفيات دون غيرها من المشروعات في تلك الفترة؟
- كان لدينا الكفاءة والقوة على تنفيذ هذه المشروعات، إذ قمنا خلال هذه الفترة بتنفيذ الكثير من المشاريع الحكومية، وحصلنا على بعض هذه المشاريع من مكتب الكويت لمساعدات الخليج العربي الذي كان مقره في دبي، ونفذنا مشاريع مقاولات من الباطن، منها مشاريع حصلنا عليها من قيادة الشرطة، ودخلنا كذلك مشاريع الجسور والعبارات، وبناء على هذه النجاحات، طلبت من الشيخ راشد بأن أشارك في مناقصات المشروعات الكبرى كالمستشفيات والمطارات، فطلب مني أن أقوم بتنفيذ مقاولات شركة نفط دبي، وكان هناك أشخاص يرغبون في إسناد هذا المشروع لشركة كبرى، ولكن وجه الشيخ راشد بأن يسند لنا تنفيذ هذا المشروع، وبالفعل، نفذنا المشروع على أكمل وجه، وقام الشيخ راشد بافتتاح المشروع، وكان الشيخ راشد يشعر بالغبطة والسعادة والراحة النفسية، وكنت آنذاك أشعر بالفخر والاعتزاز بنجاحي في تنفيذ المشروع، وفيما بعد، وجه الشيخ راشد بأن أقوم بتنفيذ مشاريع المستشفيات، وقمت بتنفيذ كافة التوسعات في مستشفى راشد الذي كان في بدايته عبارة عن مبنى صغير، حيث نفذت عددا من التوسعات من بينها مبنى الإدارة العامة والولادة، ثم قمت بعد ذلك بتنفيذ مشروع مستشفى دبي الجديد، ومستشفى الفجيرة بتمويل من الشيح راشد.
رسالة فخر واعتزاز
* في أحاديث سابقة، أكدتم أن مجموعة الحبتور تتبع فلسفة ترتكز على النظر إلى موظفيها على أنهم شركاء، كيف أثر هذا التوجه على الهيكل الإداري للمجموعة وأساليب عملها؟ وكيف تترجم المجموعة هذا النهج إلى واقع؟
- أنا لا اعتبر الموظفين شركاء فحسب، ولكنني أعتبر نفسي موظفا عندهم، فأنا الذي أعمل وأفكر وأهتم، وكافة الأعباء ملقاة على عاتقي فيما يتلقى الموظف راتبه في آخر الشهر، وبالتالي، فالواقع هو أنني الموظف لديهم وليسوا هم الموظفين لدي.
* ينظر إليكم على أنكم سفير الإمارات المتجول في العالم، فما هي الرسالة التي تحرصون على توصيلها إلى الشخصيات وكبار المسؤولين الذين تلتقون معهم؟
أنا أحرص دائما على ابراز فخري واعتزازي بانتمائي للإمارات، فنحن نشأنا في بيئة قائمة على التعاضد والتماسك والولاء، وأتذكر ونحن صغار أننا كنا نتقاسم حبات التمر، فلم نولد في قصور ولم نأكل بمعالق من الذهب والفضة، بل كنا نعيش في خيمة مصنوعة من سعف النخيل في منطقة الشندغة، ولهذا تربينا على حب بلادنا ونشأنا على إحساسنا بالفخر والاعتزاز بالانتماء اليها، وأحرص في كل الأماكن التي أزورها على تجسيد معاني الانتماء والحب لبلدي، حيث أضع دائما علم الإمارات على صدري في كل أسفاري إلى الخارج، وأركز دائما على التحدث عن الصفات الأصيلة التي يتمتع بها المواطن العربي كاحترامه لجميع الناس.
شبكة من العلاقات
* تتمتعون بشبكة علاقات دولية واسعة مع مختلف صناع القرار في العالم السابقين والحاليين، فكيف توازنون بين مواقفكم الوطنية والقومية ومواقف هؤلاء المسؤولين الذين ربما يتبنون مواقف مغايرة ؟
- من الطبيعي أن يكون هناك اختلاف في المواقف، ولكن يتعين على المرء أن يغير مواقفه وآراءه إذا تبين له عدم صوابها، ويجب عليه عدم التشبث بمواقف تبين أنها مواقف خاطئة، ويكمن الخطأ في التمسك بمواقف غير صائبة، وبالنسبة لي، فأنا أمتلك قاعدة من علاقات الصداقة القوية مع شخصيات بارزة وصناع قرار في العالم الغربي، وتغطي هذه العلاقات مختلف المجالات، بما في ذلك السياسة والثقافة والاقتصاد وغيرها، ولكنني ضد السياسة الغربية تجاه الأمة العربية، وهم يعرفون موقفي هذا حق المعرفة، وأنا شخصيا لا أفرق بين الناس بناء على الدين أو الجنس أو اللون، ولكنني ضد السياسات الغربية تجاه الأمة العربية، وعبرت عن مواقفي بهذا الشأن في أحاديثي معهم، وفي بعض المقالات التي كتبتها، وهي علاقات لا تتعارض مع مواقفي الوطنية والقومية.
* من خلال علاقاتكم الدولية الواسعة خصوصا مع شخصيات غربية، كيف رصدتم نظراتهم إلينا كعرب؟ وبماذا ترد عليهم؟ وكيف تشرحون قضايانا لهم؟
- هم ينظرون إلينا على أننا أتباع لا قادة، وأكثر من شخصية غربية تحدثت معي بصراحة عن أن ما يقوله القادة العرب أمام شعوبهم يختلف عما يقولونه في البيت الأبيض، ولأجل هذا السبب، هم لا يقدروننا بشكل قوي، وحديثي هنا يتعلق بالشخصيات القيادية الغربية وليس الأفراد العاديين، وتضع تلك القيادات مصالح شعوبها في الصدارة، ولا يوجد لدى الغرب شيء اسمه صداقة دائمة، وذلك على خلاف الشخصية العربية التي يغلب عليها الطابع العاطفي، وأتذكر أنه خلال لقائي مع أحد وفود الكونجرس الأميركي في 1990 دخلت في جدل مع احدى الشخصيات البارزة في الوفد بخصوص صدام حسين، حيث قالت لي تلك الشخصية «نحن يهمنا تدفق النفط والغاز عبر مضيق هرمز، ولا يهمنا من يحكم في المنطقة»، وبمعزل عن مشاعرنا الرافضة لهذه المواقف، فانني أقدر شخصيا هذه الصراحة، وعلى كل حال، فان المهم أن نعتمد على أنفسنا وألا نصدق كل ما يقال لنا، وأن نتحلى بالحذر واليقظة الكاملين، وان نعتز بأنفسنا، فإذا لم نحترم أنفسنا ونقدرها، فلن يحترمنا أحد.
* لقد أطلقتم قبل عدة سنوات مبادرة بتأسيس مجلس يعمل على خدمة القضايا العربية، ما مصير هذه المبادرة؟
- كنا نعتزم تسجيل مجلس في لندن، ونجحت في استقطاب شخصيات بارزة من مختلف الدول، بما في ذلك بريطانيا والولايات المتحدة، من بينهم السير مارك سايكس الذي كان ممثلا عن بريطانيا في التوقيع على معاهدة سايكس ـ بيكو الشهيرة، ولكن تم إبلاغنا آنذاك بأنه لا يمكن تسجيل المجلس كمنظمة سياسية وانه من الممكن تسجيله كمنظمة تعليمية وثقافية.
* وصفتم الديمقراطية القادمة إلينا من الغرب بأنها كاذبة وفضلتم عليها ما أسميته بالديمقراطية العشائرية وطالبت الدول العربية بأن تحذو حذو الإمارات لكنكم في نفس الوقت انتقدتم عمل المجلس الوطني وقلة صلاحياته، كيف ترون الأمور اليوم؟ وما هو تصوركم للغد؟
- أنا شخصيا ضد الديمقراطيات الفاشلة في العالم العربي، وليس هذا معناه أنني ضد الديمقراطية الغربية، ولكن ضد أشكال الديمقراطية في العالم العربي على نحو ما هو موجود مثلا في لبنان أو الكويت، فبرلمان الكويت يعد عائقا أمام التنمية ومعرقلا للتطور، وتحت ذريعة الديمقراطية، قوض البرلمان البلاد، فهذه ليست ديمقراطية، بل شكل من أشكال التعسف والحقد على الأسرة الحاكمة في الكويت المعروفة بأصالتها وعراقتها وأصولها النبيلة. وفي الامارات نحن بحاجة إلى مجالس استشارية تتمتع بصلاحيات وتضم شخصيات غير محسوبة على أحد ويكون لديها أصول عريقة متجذرة في البلاد وإسهام بارز في حركة التقدم والتطور، وليس بالضرورة أن يضم المجلس شخصيات من التكنوقراط أو المهنيين.
في الشأن الاقتصادي
* باعتباركم شركة عائلية ما هو تصوركم لوسائل استدامة الأعمال العائلية لتجنب مخاطر تعاقب الأجيال؟
- هذا الموضوع محل دراستنا واهتمامنا منذ فترة طويلة، ويتمثل الحل الوحيد من وجهة نظرنا أن تتحول الشركات العائلية إلى شركات مساهمة محدودة، على أن تكون أسهمها موزعة على أفراد العائلة، وأن يكون هؤلاء الأفراد مرتبطين بالهيكل الإداري للشركة، بهذه الوسيلة، تتحقق الاستمرارية للشركات العائلية، وبالإمكان أن تقوم الشركة العائلية بزيادة رأسمالها بنسبة 10٪ أو 20٪ من خلال ضم مستثمرين جدد، مع الإبقاء على النسبة المتبقية للعائلة، المهم أن يكون هناك مجلس إدارة يكفل استمرارية اسم الشركة.
* ما هي أبرز التحديات التي تواجه الشركات العائلية اليوم؟
- إذا ما كانت الشركة العائلية تعمل في المقاولات، فهي تواجه في الوقت الحالي تحديات ناجمة عن الأزمة المالية العالمية، أبرزها تحصيل الديون المستحقة على أصحاب المشروعات، وهي مبالغ تقدر بالمليارات، ومن جانبنا، نحن نتلقى وعودا بالتسديد، ومع الأسف الشديد لا يتم الوفاء بها، ولا تخص هذه الأموال المستحقة مجموعتنا فحسب، ولكن تخص كذلك الكثير من شركات المقاولات من الباطن والموردين، وبشكل عام، أثر هذا الوضع بشدة على شركات المقاولات.
أوضاع المجموعة
* ماذا عن نتائج المجموعة لعام 2010؟ وما هي حجم إيراداتها وأرباحها؟
- لا يحضرني رقم محدد، ولكني أستطيع القول بأن أداء المجموعة في 2010 أفضل من 2009، ونأمل بأن يكون 2011 أفضل من العام السابق.
وكما تعلم، دخلت شركة لايتون الاسترالية في شراكة مع «الحبتور للمشاريع الهندسية» وتأسست مجموعة الحبتور لايتون، وقد خرجت من مجلس إدارة هذه المجموعة، ولكن نجلي محمد موجود فيه، ونحن نملك فيها حصة الأقلية ، لهذا نحن نعتمد بشكل أكبر على القطاعات الخاصة بالسيارات والفنادق وتأجير السيارات والعقارات، وسجلت أعمالنا في مجال الفنادق نموا نسبته 50٪، كذلك الحال بالنسبة لأعمالنا في مجال السيارات الذي حقق نموا نسبته 10٪، اما في قطاع المقاولات فنحن ندفع من جيوبنا لتمويل أعمالنا.
* أين تتركز استثمارات مجموعة الحبتور؟
- الشطر الأكبر من استثماراتنا في دبي.
* ما هي مساهمة كل الاعمال الهندسية والضيافة والفندقة والعقارات والسيارات والتعليم في ايرادات المجموعة؟
- يأتي القسم الغالب من العائدات من مشروعات المجموعة في دبي، ومن أعمالنا في قطاع الفنادق.
* الأزمة المالية العالمية غيرت الثقل الاقتصادي في العالم هل ستتجه استثمارتكم نحو الشرق؟
- نحن لا نذهب إلى الشرق أو الغرب، نحن متمركزون في الإمارات، فهي دولتنا المباركة التي نعمل فيها، ولدينا تجارب في الشرق والغرب، ولكن بلدنا المبارك هو الأولى بأعمالنا.
* أشرتم سابقا إلى أن مجموعة الحبتور تعتزم الاستثمار في قطاع الضيافة في روسيا، ما هو مصير هذه الخطط؟
- نتفاوض مع حكومة تترستان أحد أقاليم روسيا، بشأن إقامة مبان لمواقف السيارات عددها 50 موقفا، وبطاقة استيعابية تصل إلى 500 سيارة لكل موقف، ويتكلف هذا المشروع نحو 300 مليون يورو، كما أجرينا اتصالات مع الحكومة الروسية بشأن المشاركة في بعض المشروعات الإنشائية كالملاعب والفنادق، المتعلقة باستضافة روسيا مونديال كأس العالم لكرة القدم 8102، واظهر الجانب الروسي استعدادا طيبا، ومن المتوقع أن نقوم قريبا بزيارة لموسكو لاستكمال تلك الاتصالات.
* الم توقعوا عقودا حتى الآن؟
- ما زلنا في مرحلة الاتصالات.
* ماذا عن الاستثمار في المصارف البريطانية؟ وهل تنوون التوسع في هذا الاستثمار بعد الاستحواذ على حصة في بنك باركليز؟
- لقد بعنا حصتنا في بنك باركليز التي بلغت نسبتها 2٪ من إجمالي أسهم البنك قبل رفعه لرأسماله، وتم البيع في 2010، ولا يوجد لدى المجموعة في الوقت الحالي استثمارات في بريطانيا.
القطاع العقاري
* ما هو تقييمكم للقطاع العقاري بعد عامين من الأزمة؟
- أعتقد أن تعافي القطاع العقاري في دبي يحتاج إلى بعض الوقت، حيث أثرت وفرة المعروض على أداء القطاع، ومن المتوقع أن يستغرق شغل الوحدات المكتبية والسكنية الشاغرة حوالي سبع سنوات.
* الا ترون ان وفرة المعروض وما صاحبها من تصحيح ساهما في زيادة جاذبية دبي كمقصد للأعمال ؟
- يجب العمل على جذب المستثمرين سواء كانوا مواطنين أو عربا أو أجانب، وبالتالي، يتعين علينا أن نفحص وندرس موضوع الرسوم التي تعتبر في النهاية ضرائب، فليس مجديا مفاجأة أصحاب الأعمال خلال تنفيذ مشروعاتهم بارتفاع اسعار الكهرباء والوقود مثلا، بل يجب تقديم الدعم للمنتجات البترولية شأن ذلك شأن أي دولة خليجية، ومن ثم، يجب على كل دائرة أن تتشاور في قراراتها الخاصة بالرسوم مع كبار الشخصيات في الدولة.
* ما هي برأيكم معايير واشتراطات تحسن أداء القطاع العقاري على صعيد الطلب؟ وما هو المطلوب لإنعاش السوق العقاري؟
- يجب العمل على تخفيض الرسوم بكافة أشكالها وصورها بغية استقطاب الشركات وأصحاب الأعمال والاستثمارات.
* هل ترى أن قطاع السيارات في الدولة استعاد عافيته؟ وهل تمكنت المجموعة من تسويق كافة الوحدات في عام 2010 خصوصا في قطاع السيارات الفاخرة؟
- بالفعل، استعاد هذا القطاع عافيته، ولكنه يحتاج بشكل يومي إلى إدارة أزمات، وتمكنا من بيع وتسويق الكثير من السيارات في عام 2010 ، خصوصا فئة السيارات الفاخرة التي سجلت أداء في المبيعات فاق الفئات الأخرى، إذ تمكنا في عام 2009 من بيع سيارات فخمة طراز بنتلي وبوغاتي وأستون مارتن بلغ عددها 177 سيارة، وتراجعت طفيفا مبيعاتنا خلال 2010 لتبلغ 103 سيارات، ونحن نأمل العام الجاري ان ترتفع مبيعاتنا إلى ما يزيد على مائتي سيارة.
* هل لدى المجموعة تصور متفائل بشأن القطاع الفندقي والسياحي؟ وهل تعرضت مساهمة هذا القطاع ضمن قطاعات أعمال المجموعة للضرر من جراء الأزمة المالية؟
- نحن شديدو التفاؤل بهذا القطاع، ونحن بصدد إطلاق أكبر مشروع فندقي سياحي في العالم، وسوف نعلن المشروع الذي يقع في شارع الشيخ زايد قريبا، ومن المتوقع أن يضم 2000 غرفة وجناح.
*هل تراجعت مساهمة القطاع الفندقي في إيرادات المجموعة بسبب الأزمة؟
- نعم، واستطيع أن أخبرك بكل صراحة أننا لم نجن فلسا واحدا من شركات كثيرة تابعة للمجموعة، كتلك العاملة في قطاع السيارات، وذلك بسبب أزمة السيولة العالمية، بل نحن ندفع من جيوبنا لأعمالنا في مجال الأعمال الهندسية والمقاولات، وتأتي السيولة إلى المجموعة فقط من الفنادق وتأجير السيارات.
* ما هي صحة التقارير التي ترددت عن اعتزام المجموعة الاستحواذ على حصص في فنادق في أوروبا؟
- نقوم حاليا بالتفاوض بشأن ثلاثة فنادق في النمسا، هي برستول ولاتيرنا وسوزيربيرج، ولم تحرز هذه المفاوضات نتائج محددة حتى الآن، كما أجرينا مفاوضات بشأن فنادق في باريس.
* ما نوع المشاريع التي تسعى المجموعة لتنفيذها في إطار توسعاتها في الكويت وعمان وقطر وليبيا؟
- فتحت شركة الحبتور لايتون مكاتب في السعودية وقطر والكويت وليبيا وغيرها من الدول، فعلى سبيل المثال، تقوم الشركة بتنفيذ مشروعات في البصرة بالعراق، كما تتفاوض على مشاريع في الكويت من بينها مطار الكويت، ونحن نأمل كثيرا بالفوز بمشروعات في قطر تتعلق بالتجهيزات لاستضافة مونديال كأس العام 2022 ، ونحن نمتلك قاعدة قوية من المشروعات في قطر.
إكتتاب الحبتور لايتون
* ما الذي يعترض طرح شركة الحبتور لايتون او نسبة منها للاكتتاب العام خصوصا انكم اعلنتم سابقا عن خطط لطرح نسبة من الحبتور لايتون؟
- نحن ما زلنا متمسكين بموقفنا بخصوص طرح حصة من المجموعة للاكتتاب العام، ولكننا نود أن يكون هذا الطرح قويا، بأن يكون لدينا الكثير من المشروعات على نحو يجعل المساهمين الجدد يحققون عائدا من مساهماتهم، فنحن لدينا ديون مستحقة في السوق بمليارات الدراهم، ولا نريد أن يتحمل المساهم الجديد عبأ هذه الديون، وإذا ما تمكنا من الفوز خلال هذا العام بمشاريع قيمتها تصل إلى 15 أو 20 أو 30 مليار درهم ، فاننا سوف نقوم بطرح حصة للاكتتاب في نهاية العام.
* ما هي النسبة التي تودون طرحها للاكتتاب؟
- حسبما ينص القانون.
* مع تجميد المشاريع على خلفية الأزمة المالية العالمية ماذا يحمل الغد لمجموعة الحبتور خاصة في قطاع المقاولات والانشاءات؟
- عندما تفجرت الأزمة المالية العالمية، كان لدينا مشاريع لا تقل قيمتها عن 40 أو 50 مليار درهم، وقد تم إلغاء كافة هذه المشاريع، وهو ما يعد بمثابة نكسة.
* ألغيت أم جمدت؟
- ألغيت، وقد جلبنا أطقم العاملين استعدادا لتنفيذ هذه المشاريع، واشترينا معدات بمئات الملايين من الدولارات، لتنفيذ تلك المشروعات، وهي الآن جاثمة على صدورنا.
* هل تم الاستغناء عن موظفين خلال الأزمة؟
- على العكس، زاد عدد الموظفين في المجموعة، تمشيا مع سياسة المجموعة في التحضير والاستعداد للتوسعات المقبلة.
* هل تسببت الأزمة العالمية في تحويل تركيز استثمارات المجموعة من الإمارات إلى الأسواق الخارجية؟
- حدث ذلك في قطاع المقاولات فقط.
* كيف تعاملت مجموعتكم مع مشاكل تأخر سداد مستحقات المقاولين؟
- تلك أزمة، فهم يعدون بالسداد، ولا أحد يدفع.
* ما هو إجمالي الديون؟
- لا تقل الديون المستحقة لنا في كل من سوقي دبي وقطر عن أربعة مليارات درهم.
منازعات
* هل دخلتم في منازعات قانونية مع بعض الشركات التي تأخرت في السداد؟
- نعم لقد بدأنا الآن، وقد تلقينا وعودا بالدفع من قبل مسؤولي تلك الشركات، ورغم تقديمنا الكثير من التنازلات، إلا أنهم لم يوفوا بوعودهم، وواجهنا منهم معاملة غير لائقة، ومن ثم، خلصنا أن التحكيم هو الوسيلة الأكثر ملاءمة، ونحن مستعدون لهذا الأمر، وسوف نثبت بمشيئة الله أن التحكيم سوف يرد إلينا حقوقنا الحقيقية.
* ما هو تقييمكم لتعامل الجهات القضائية مع المنازعات المرتبطة مع قطاع المقاولات؟
- نحن لم نلجأ إلى الجهات القضائية، بل إلى أسلوب التحكيم، وهو ما يتطلب اختيار هيئة تحكيم نزيهة.
* هل تؤيدون خصخصة الشركات الحكومية بطرحها للاكتتاب العام؟
- أؤيد خصخصة الشركات التي تمتلك سجلا من الإنجازات والنجاحات، ولديها بنيان إداري قوي، قبل خبرات ذات كفاءة.
* هل خصخصة الشركات الحكومية تمثل حلا لمسألة الديون؟
- لا توجد صلة بين الأمرين، فلن يقبل أحد المساهمة في شركة فاشلة ومتعثرة، إذ نحن هنا نتحدث عن الشركات الناجحة على غرار طيران الإمارات ومجموعة الجميرا الفندقية.
* هل تعرضت مجموعة الحبتور لمشكلة سيولة نتيجة للأزمة المالية العالمية؟
- نحن لم نواجه مشكلة سيولة، وذلك بسبب معرفتنا الدقيقة لحجمنا الحقيقي، ونحن ندعم بشكل مستمر أعمالنا في المقاولات التي واجهت أزمة سيولة، من خلال تحصيل الأموال المستحقة لنا من السوق.
* هل لديكم مقترحات بشأن كيفية التعامل مع مشكلة السيولة لإعادة عمليات الإقراض والتمويل المصرفية إلى مستوياتها السابقة؟
- أعتقد أن المصارف ما زالت تقرض الشركات وتوفر التمويل للمشروعات، وإن كانت توقفت عن تمويل القطاع العقاري، وهي على حق في ذلك، ومن جانبنا، نحن نمول مشروعاتنا من مواردنا المالية الذاتية، وننفذها بقدر طاقتنا وإمكاناتنا من دون اللجوء إلى الاستدانة والاقتراض.
نموذج دبي
* يرى البعض أن ظهور منافسين جدد اثر على نموذج دبي، هل تعتقدون بصواب هذا التصور؟
- نحن نتمنى التوفيق للدول العربية والخليجية، لكن من غير الممكن أن يحل أحد في أي منطقة من العالم محل إمارة دبي، فبلدنا أنعم الله عليه بنعمة الموقع الجغرافي الفريد والمتميز، ودبي عروس الخليج وجوهرته، فهي تمتلك بنية تحتية لا تنافس حتى من قبل الدول المتقدمة في أوروبا، مكنت من ربط دبي بمختلف بقاع الأرض، فلا مثيل لدبي في أي بقعة من العالم، فهي درة براقة الى الابد.
نعم استفادت الدول الخليجية من الخبرة التي اكتسبتها دبي، والمسألة أنه لا بد من التمييز بين الاستفادة من الخبرة واستنساخ النموذج، فليس من الممكن استنساخ نموذج دبي الذي يمتزج فيه التاريخ والجغرافيا والخبرة العميقة والقيادة الرشيدة التي تحرص على التشاور، وهنا يكمن نجاح دبي في توافر هذه التوليفة من مقومات القوة.
* كيف ترى العلاقة بين أبوظبي ودبي؟
- هي علاقة ترابط عضوي ازلي تعززها حقيقة الانتماء إلى عائلة واحدة، وتترابط العائلات الموجودة في الامارتين بعلاقات القرابة والمصاهرة والنسب، فهي روابط ووشائج قوية نابعة من وحدة الدم، ونحن نعشق وطننا الذي سيبقى قويا.
دور القطاع الخاص
* مثلما غابت آلية معالجة خليجية رسمية لمواجهة آثار الأزمة المالية العالمية، غابت أيضا مبادرات القطاع الخاص خصوصا في دبي التي لها الفضل على كل الشركات التي عملت فيها كما صرحتم سابقا، ما الذي يمنع من إطلاق مبادرة من القطاع الخاص مثل محفظة مالية من كبار رجال الأعمال والشركات العملاقة تكون بمثابة شبكة أمان مالي في أوقات الأزمات؟
- أود أن أشدد على أن رجال دبي يقفون مع الحكومة في كافة المواقف، وبالنسبة لي، فقد التقيت أحد كبار المسؤولين في دبي وأعربت له عن استعدادي للمساهمة بالمحافظة على سمعة دبي وسألته عما هو مطلوب أن أقوم به، فأثنى المسؤول على موقفي وشكرني، وأعتقد أن ما فعلته فعله أهالي دبي المخلصون، وهم على استعداد لتقديم ما يملكون لدعم دبي، ولكن الضرر ليس واقعا على حكومة دبي وإنما واقع على شركتين أو ثلاث، فيما نجد أن الكثير من الشركات والمؤسسات والبنوك في الدول المتقدمة كالولايات المتحدة قد تعرضت للإفلاس والتعثر المالي، فحكومة دبي قادرة على معالجة مثل هذه الأمور، واعتقد أنها تسير على الطريق الصحيح على أساس سداد المستحقات المالية.
* إذا ما أردتم مخاطبة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء حاكم دبي في الوقت الحالي، فماذا تقولون لسموه؟
- ارتباطي بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ليس وليد اللحظة، وإنما هو ارتباط رافق مسيرة حياتي منذ طفولتي، وأكن لسموه حبا واحتراما وتقديرا كحب الشقيق لشقيقه، فسموه قائدنا الذي يعمل كل ما في وسعه لصالح بلادنا، وأنا شخصيا على كامل الاستعداد لتلبية ما يطلبه مني، فأنا مع سموه في كل ما يحقق الخير لبلادنا.
سيرة
مجموعة الحبتور في سطور
تعتبر مجموعة الحبتور التي تأسست قبل 40 عاما واحدة من مجموعات الأعمال الأكثر نجاحا في الإمارات، وحظيت بشهرة وسمعة عالمية طيبة، ويعمل في المجموعة فريق عمل متعدد الجنسيات على درجة عالية من الكفاءة والخبرة المهنية، وتضم المجموعة عددا من الشركات العاملة في قطاعات المقاولات والانشاءات والفنادق والسيارات والتعليم والتأمين والنشر.
يرتبط اسم المجموعة بعشرات من المشروعات في الامارات منها مشروعات كبرى، مثل برج العرب وجميرا بيتش إضافة إلى مشروع التوسعة الكبير لمطار دبي الدولي ونادي الضباط في ابوظبي. وتمتلك المجموعة عددا من الفنادق من بينها حبتور جراند ريزورت آند سبا في دبي وحبتور جراند بيروت، وتعد شركة الحبتور للسيارات التي تأسست عام 1983، جزءا من مجموعة شركات الحبتور ومن أهم وكلاء السيارات في الإمارات وهي الوكيل الحصري لسيارات بنتلي، متسوبيشي، بوغاتي وأستون مارتن.
شراكة
الحبتور لايتون
تعتبر مجموعة الحبتور قبل الشراكة مع لايتون الأسترالية من أهم الشركات في المنطقة، وتولت مسؤولية مشروعات إنشائية ضخمة كفندق برج العرب، ودخلت مع مجموعة الحبتور في علاقة شراكة بناء على طلبها، وهي تعد أكبر شركة إنشاءات في أستراليا، وتنفذ مشروعات قيمتها عشرات المليارات من الدولارات، ويأمل الحبتور خيرا من تمتين وتعضيد هذه الشراكة.
معارضة
التمويل بالسندات
أنا ضد توفير التمويل من خلال السندات، خاصة فيما يتعلق بالشركات الحكومية، حيث تعد السندات ديونا واجبة التسديد، ودولتنا بخير، ويجب على الحكومة أن تدعم هذه الشركات، فلماذا نلجأ إلى الاستدانة في الوقت الذي تتوافر فيه الأموال لدعم الشركات الحكومية؟ فالسندات ديون محملة بفوائد وتكاليف عالية. وفيما يتعلق بالدول الخليجية، فهي دول ثرية، ولا توجد حاجة لأن تصدر السندات، فهي إصدارات محفوفة بمخاطر لا نعلمها على وجه اليقين، وربما تنطوي على كوارث.
كتاب
الباحثون عن الحقيقة: الجهل شيطان والمعرفة قوة
أصدر مركز الحبتور للبحوث مؤخرا كتابا بعنوان «الباحثون عن الحقيقة» بمناسبة مرور 40 عاما على تأسيس مجموعة الحبتور، وتضمن الكتاب مجموعة مقالات كتبها خلف الحبتور رئيس المجموعة، وقدم خلف الحبتور الكتاب الذي يقع في 297 صفحة من الحجم المتوسط بعبارة تقول «الجهل يتحول غالبا إلى شيطان والمعرفة إلى قوة».
ويعد الكتاب تنقيحا وتحديثا لنسخة سابقة له حملت العنوان ذاته تم إصدارها عام 2007، وهو عبارة عن تجميع لمقلات وأوراق بحث كتبها خلف الحبتور منذ عام 2004، التي عبر خلالها عن وجهات نظره وآرائه إزاء قضايا متنوعة ومتعددة، وتشتمل على مقالات تطرح وجهات نظره حيال القضايا العالمية والإقليمية والمحلية بمختلف مجالاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وقدم خلف الحبتور النسخة المنقحة للكتاب بإشارته إلى أنه عندما صدرت النسخة الأولى للكتاب في عام 2007، اختفت الكثير من الوجوه السياسية عن الحياة العامة من بينها الرئيسان الاميركي والفرنسي السابقان جورج بوش وجاك شيراك على التوالي، وحلت محلها وجوه أخرى انعقدت عليها الآمال في جلب تغييرات نحو الأفضل، ولكن بعد ثلاث سنوات، صار العالم مليئا بالمتاعب والمشاكل أكثر من أي وقت مضى.
وفي مقطع آخر من المقدمة، يقول خلف الحبتور ان الأزمة المالية العالمية الناجمة عن نقص السيولة في المصارف الأمريكية تعد أكثر الأحداث تقويضا وتحطيما لغالبية دول العالم، حيث لم يكن في مقدور أي دولة أن تنأى بنفسها عن تداعيات الأزمة، ولم تكن الإمارات استثناء من هذه القاعدة، ومع ذلك، شنت وسائل الاعمال حملة غير عادلة وظالمة ضد إمارة دبي والتي ساقت تنبؤات بأن الإمارة مآلها الغرق في الرمال، ولكنني هاجمت هذه الآراء المتشائمة في العديد من مقالاتي التي أكدت فيها أن دبي متماسكة ماليا وأنها سوف تنهض وتتعافى، وبرهنت صيرورة الأحداث صواب آرائي. واختتم خلف الحبتور المقدمة بإشارته إلى ان هناك حقبة جديدة آخذة في الظهور وتحالفات جديدة آخذة في التبلور ومراكز قوة جديدة آخذة في الصعود كالصين والهند، ودعا المحللين والسياسيين والاستراتيجيين والأكاديميين إلى دراسة أخطاء الماضي بهدف صياغة المعالم الجديدة للمستقبل.
يوم القيامة
وكالات التصنيف والمحللون خدعوا العالم
المحللون الماليون ووكالات التصنيف الائتماني يميلون إلى إعطاء تفسيرات تثبط المعنويات وأضروا بالعالم كله، كما أن مدققي الحسابات والمديرين التنفيذيين للمؤسسات المالية كانوا على علم ودراية بحقائق الوضع، فليس من المتصور أن الأزمة تفجرت فجأة، ولكنهم تكتموا على الأمر، ولم يطلعوا الناس على حقيقة الوضع بحيث كان تفجر الأزمة أشبه بمجيء يوم القيامة، ويعتبر الغرب مسؤولا عن هذه الأزمة التي تأثرنا بتداعياتها.
تعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}

تحليل التعليقات: