مصفاة الشعيبة تعود للعمل بكامل طاقتها التكريرية البالغة 200 ألف برميل يوميا بعد توقف كامل دام 38 يوما

عادت مصفاة ميناء الشعيبة اليوم الى العمل بكامل طاقتها التكريرية البالغة 200 ألف برميل يوميا بعد توقف كامل دام 38 يوما بسبب اجراء الصيانة الدورية الشاملة لجميع وحدات المصفاة.

وقال نائب العضو المنتدب لمصفاة ميناء الشعيبة التابعة لشركة البترول الوطنية الكويتية المهندس احمد الجيماز لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان المصفاة عادت للعمل اليوم بكامل طاقتها بعد عودتها للعمل بشكل تدريجي منذ العاشر من مايو الجاري موضحا أن أعمال صيانة المصفاة والتي تتضمن الصيانة الشاملة لها "قد انتهت".

واضاف الجيماز ان المصفاة بدأت بالعمل فعليا منذ العاشر من مايو بعد اعادة تشغيل وحدة تكرير النفط (الوحدة رقم 6) بطاقة انتاجية تبلغ 140 ألف برميل موضحا انه تم الان تشغيل جميع الوحدات التحويلية في المصفاة منها وحدة ازالة الكبريت من الكيروسين والديزل ووحدة انتاج البنزين ووحدة الايزوماكس (وحدة انتاج وقود الطائرات) ووحدات المرافق والهيدروجين. وذكر ان فترة الصيانة الدورية الشاملة لمصفاة الشعيبة كان مخطط لها 44 يوما ولكنها استغرقت 38 يوما فقط مما نتج عنه توفير 6 أيام عمل وتعد هذه الفترة هي الأقصر لعمليات الصيانة الشاملة للمصفاة وكان العمل متواصلا على مدار الساعة بمشاركة سبعة مقاولين محليين وبما يفوق الأربعة آلاف عامل يوميا.

واشار الى أهمية الصيانة الدورية التي تزيد من الاعتمادية والسلامة والعمر الافتراضي لوحدات المصفاة مبينا ان المشاركين جميعا التزموا بمعايير ومقاييس الصحة والسلامة والبيئة العالمية والمعتمدة في اسلوب عمل شركة البترول الوطنية.

وقال ان اعمال الصيانة الشاملة لمصفاة الشعيبة ساهمت بتدريب وتطوير الكفاءات الوطنية من المهندسين العاملين لدى شركة البترول الوطنية كما كانت فرصة مواتية لتدريب 29 مهندسا ومهندسة تحت التطوير بشكل جيد على ارض الواقع مؤكدا أن المصفاة قد بدأت اليوم بانتاج طاقتها الاجمالية الكاملة والتي تبلغ 200 ألف برميل يوميا بعد التوقف عن الانتاج لأعمال الصيانة الدورية الشاملة التي تجريها شركة البترول الوطنية لمصافيها كل خمس سنوات.

ولفت الى ان شركة البترول الوطنية الكويتية تمتلك ثلاث مصافي لتكرير النفط الخام بطاقة انتاجية اجمالية تبلغ 930 ألف برميل يوميا وتقدر الطاقة التكريرية لمصفاة ميناء الاحمدي ب 460 الف برميل وميناء عبدالله 270 ألفا ومصفاة الشعيبة 200 ألف برميل يوميا.

وأفاد الجمياز بان عودة المصفاة للعمل بكامل طاقتها التكريرية امر يستغرق عدة ايام لافتا الى ان المصفاة تتكون من عدة وحدات مكملة لبعضها ويتم الحاقها بالخدمة وفق تسلسل زمني ودورة تكريرية تحويلية.

وحول التحديات التي واجهت فرق العمل اثناء اعمال الصيانة للمصفاة قال الجيماز انه بالرغم من وجود أعباء اضافية في تأمين الأيدي العاملة والمواد المطلوبة والعمل أثناء طقس متقلب فقد تم اتخاذ قرار اجراء الصيانة والتنظيف لوحدتي التكسير الهيدروجيني أثناء فترة الصيانة الشاملة للمصفاة.

واوضح ان هذا الاجراء عادة يتم خارج هذه الفترة (الصيانة الشاملة) وبذلك تم توفير 65 يوم ايقاف لتلك الوحدات التحويلية حسب الخطة العامة لصيانة الوحدات وزيادة ربحية المصفاة بحوالي 11 مليون دينار.

واوضح ان من التحديات ما حدث من انقطاع للكهرباء أثناء الصيانة نتيجة عطل في نظام التغذية الكهربائية التابع لوزارة الكهرباء وقد تم التنسيق مع المعنين في الوزارة وخصوصا وزير الكهرباء والماء لعودة الكهرباء في اسرع وقت.

واشار الى ان الصيانة كانت تشمل فتح وتفتيش المعدات وتبديل وتصليح الاجزاء التالف منها ومن ثم يتم تسليمها للدائرة التي تتولى عمليات التجهيز ومن ثم التشغيل بعد التأكد من عدم وجود أي تسرب لان التسرب ممكن أن يؤدي الى حوادث.

وبين ان الادارة تابعت بشكل دقيق اسلوب العمل وتم توزيع العمل على ورديتين ليكون هناك اشراف مباشر على التجهيزات والتشغيل ويؤخذ القرار بشكل سريع مشيرا الى اجراء تحديث للعديد من الشبكات والتأكد من الاستبدال للمعدات بكل متقن.

واوضح ان العاملين من كافة التخصصات تواجدوا في الموقع على مدار الاربع والعشرين ساعة طوال فترة عمل الصيانة حتى لا تحدث مفاجآت وليكون هناك استعداد كامل لمواجهة أي طارىء.

وقال ان الهدف من الصيانة هو رفع الكفاءة وتنفيذ بعض المشاريع لتحسين الاداء البيئي واعتمادية المصفاة مشيرا الى ان روح عمل الفريق الواحد هي السبب الرئيس في تجاوز هذا التحدي.

وذكر انه أثناء أعمال الصيانة الشاملة للمصفاة تم تنفيذ 31 مشروعا رأسماليا ذات أثر مهم في تطوير أداء المصفاة منها استبدال المفاتيح الكهربائية لبعض المحطات الكهرباء الفرعية بتكلفة 15ر1 مليون دينار واستبدال مفاتيح تحكم للمحركات الكهربائية لبعض المحطات الفرعية ومحطة تزويد السفن بالوقود بتكلفة 800 ألف دينار واستبدال خطوط أنابيب الغازات الحمضية بتكلفة 1ر3 مليون دينار.

وأضاف أن فترة أعمال الصيانة الشاملة تعتبر فرصة نادرة لتدريب وتطوير المهندسين الجدد على عمليات الصيانة الشاملة التي تتكرر كل خمس سنوات حيث تم الحاقهم في خلايا ادارة عمليات الصيانة الشاملة للمصفاة لتطوير أدائهم واكتسابهم الخبرة اللازمة.

من جهته قال مدير ادارة الهندسة والصيانة في مصفاة الشعيبة حبيب اتش خلال جولة ل(كونا) في المصفاة ان ما ميز اعمال الصيانة الشاملة للمصفاة في هذه المرة هو التحضير المبكر جدا لاعمال الصيانة وطلب المواد والمعدات والعمالة بالاضافة للتعاقد مع المقاولين والاجتماع بهم اكثر من مرة للتنسيق الكامل.

واشار اتش الى ان كمية العمل كانت كبيرة جدا واشتملت على تغيير الانابيب وعمل لحامات في حدود 6 كيلومترات وتبديل 18 كيلو مترا من الانابيب المتنوعة موضحا ان هناك نوعيات من الانابيب تم استخدامها لأول مرة ولها مواصفات مميزة وموردة من الشركات المعتمدة.

واوضح انه تم عمل صيانة للموتورات الكبير والصغير منها ما هو بطاقة حصان واحد الى 6400 حصان مبينا ان المصفاة تستهلك كهرباء في حدود 60 ميجاوات في الساعة قد تصل الى 65 ميجاوات في فصل الصيف.

ولفت الى ان المصفاة بدأت في الترشيد في الاستهلاك منذ العام الماضي وتم الاعتماد على تشغيل توربينات البخار بدلا من موتورات الكهرباء في بعض الأحيان.

واشار الى ان مفاتيح الكهرباء القديمة تم استبدالها بجديدة لها تصميم مختلف تعتمد على (الفاكيوم) بدلا من الزيت في التبريد وهي خاصية افضل في الاستخدام وتمنع الحوادث بشكل اكبر.

وعلى صعيد الميكانيكا افاد اتش بانه تم فتح جميع المفاعلات التي لا يمكن فتحها الا في حالات الصيانة الشاملة وتم عمل الصيانة لها من الداخل وازالة كافة الشوائب موضحا انه تم تشكيل 8 خلايا او فرق عمل لكل منها عمل محدد ودقيق.

والمح الى انه تم عمل تنظيف كيميائي شامل لكل الوحدات مشيرا الى الالتزام الدقيق بمعايير الصحة والسلامة والبيئة خلال اعمال الصيانة حيث لم يتم دخول أي عامل الى المفاعلات الا بشرط ان يكون مسجلا قبل الدخول ولديه تصريح صحي يسمح له بمزاولة هذا العمل وبشرط ارتداء ملابس بمواصفات معينة.

واشار الى ان المعدات كان يتم اختبارها بشكل دوري وكذلك الشدادات المعدنية (السقالات) وحتى بالنسبة للكهرباء يتم التأكد من عزل الموتورات والاقفال قبل أي عمل كما تم اختبار التوربينات وبالسرعات المطلوبة لكل منها مشيرا الى انه لم تسجل أي حوادث خطيرة او كبيرة وكلها حوادث بسيطة جدا.

واشاد اتش بروح التعاون التي سادت بين الجميع وكانت بمثابة روح الاسرة الواحدة بمن في ذلك المقاولون مبينا ان هذه الروح كانت سببا رئيسيا من اسباب النجاح.

من ناحيته قال مدير دائرة العمليات مطلق العازمي ان المحافظة على البيئة كانت هدفا في عمليات الصيانة الشاملة وتم في هذه المرة اتباع اسلوب جديد حيث تم اعادة تدوير الغازات المستخدمة في عملية الغسيل وكذلك الزيوت مشيرا الى انه لم يتم اغلاق كل الوحدات في نفس اللحظة عند بداية الاغلاق للمحطة وذلك بهدف تقليل الانبعاثات الغازية وانعدامها تماما باستخدام عناصر جديدة من التكنولوجيا.

واشار الى ان اتباع هذه الطريقة يستغرق وقتا اطول لكنه فيما بعد يوفر الكثير من الوقت ايضا ويحقق الامان وهو ما جعل الصيانة تنتهي قبل 6 ايام من الوقت المحدد وهو ما حقق الربحية للمصفاة.

ولفت الى ان اعمال الصيانة الشاملة السابقة كانت تولد ما بين 20 الى 30 ألف برميل من فاقد الزيت والذي يتم تخزينه واعادة استخدامة بعد التشغيل حيث وفي هذه المرة وباستخدام التقنيات الحديثة تم تقليل هذا الاهدار لما هو دون ال 1000 برميل ما يعني توفير اكثر من 29 ألف برميل.

وبين العازمي ان المصفاة بوضعها الحالي سوف تعمل لخمس سنوات قادمة دون مشاكل وسيكون بها نظام اكثر للامان وبشكل متطور كما انها ستكون متحملة اكثر للتاكل والحرارة والضغط .

واوضح ان دائرة العمليات مسؤولة عن تشغيل المعدات على حسب النظم والقوانين الموجودة والتعليمات مشيرا الى انه بسبب الصيانة يمكن توقع ربحية اكبر نظرا لان المصفاة اصبحت قادرة على التعامل مع النفط بشكل اكبر كفاءة وبالتالي منتجات افضل واكثر بالنسبة للمنتجات ذات الربحية العالية.

وقال ان من الاعمال الجديدة في المصفاة إنشاء وحدة معالجة المياه الصناعية ومن المفترض ان تبدأ العمل خلال شهر سبتمبر المقبل.

واوضح العازمي ان وحدة معالجة المياه هذه سوف تقوم باستخلاص الزيوت والمواد الكيميائية من المياه التي كانت عادة تصرف الى البحر وقامت شركة البترول الوطنية بانشاء الوحدة لتخدم مصفاة ميناء عبدالله ومصفاة ميناء الشعيبة معا وسوف يتم اعادة استخدام تلك المياه بعد معالجتها في الري وفي استخدامات اخرى.

وعاد العازمي للحديث ايضا عن روح الفريق الواحد التي سادت بين جميع افراد فرق العمل والتي كان لها الاثر الاكبر في نجاح عملية الصيانة الشاملة وقال ان هذا هو السبب في الانتهاء من اعمال الصيانة قبل الفترة المحددة ودون وقوع حوادث تذكر. من جهته قال رئيس فريق الكفاءة الصناعية في مصفاة الشعيبة اسامة الخضاري انه تم تطبيق اجراء نظم الصيانة في المصفاة كما هو متبع في كبرى مصافي العالم من خلال استحداث لجنة السياسات للصيانة الشاملة قبل سنة من بد أعمال الصيانة الشاملة لتحديد آلية ونطاق العمل والتي يترأسها نائب العضو المنتدب لمصفاة الشعيبة.

يذكر ان اعمال الصيانة الشاملة لمصفاة الشعيبة شارك فيها 700 موظف من العاملين في شركة البترول الوطنية بالاضافة الى اكثر من 4000 عامل من التابعين للشركات المقاولة والبالغ عددهم 7 شركات من القطاع الخاص الكويتي وتكلفت اعمال الصيانة الشاملة للمصفاة مبلغ 5ر8 مليون دينار.

وتبلغ الطاقة التكريرية لمصفاة ميناء الشعيبة 200 ألف برميل يوميا وكان قد تم انشاءها في العام 1968 بطاقة تكريرية تبلغ 90 الف برميل يوميا وهي احدى مصافي تكرير النفط الثلاث في الكويت التابعة لشركة البترول الوطنية الكويتية اضافة الى مصفاة ميناء الاحمدي ومصفاة ميناء عبدالله.