أحمد البغلي: 3500 طن إنتاج «البغلي للإسفنج» من الخام سنوياً

معاناة الصناعة في الكويت هي معاناة قديمة جديدية، تتقاسمها كافة المصانع والشركات التي تعمل في الكويت، وتتمثل أهم ملامح تلك المعاناة في ندرة القسائم الصناعية، وعدم الاعتماد على المنتجات الوطنية في المشاريع الحكومية، اضافة الى حزمة مشاكل أخرى تتعلق بالتصدير والتصنيع والبيئة.. وغيرها من المشاكل التي أصبحت لا تعد ولا تحصى.
وانطلاقا من حرصنا على دعم الشركات الوطنية في مواجهة تلك المصاعب قامت «الوطن» بجولة في عدد من المصانع الكويتية المنتجة والمصدرة، والتي تعد فخراً للصناعة الكويتية، بعد ان استطاعت الوصول بمنتجاتها الى خارج الحدود شرقا وغربا، وبعد ان نجحت في ان تجعل علم الكويت يرفرف عالياً في هذه الدول تحت شعار «صنع في الكويت».
وتنطلق أهمية هذه الجولة من أهمية القطاع الصناعي نفسه، حيث تلعب الصناعة دوراً هاماً في تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية في أي بلد، كما يرتبط مستوى تقدم الأمم والشعوب بمدى تطورها الصناعي.
وجولتنا اليوم هي في مصنع شركة البغلي لصناعات الاسفنج التي يفاخر رئيس مجلس ادارتها أحمد طاهر البغلي بأن الكويت كانت السباقة خليجيا في عدة مجالات منها اقامة أول مصنع لانتاج الاسفنج الخام وتصنيع المنتجات المستخدمة له.
وقال البغلي لـ«الوطن» خلال الجولة ان اجمالي انتاج «البغلي للاسفنج» من الاسفنج الخام سنوياً يبلغ 3500 طن مضيفا «مصنعنا ينتج أكثر من 12 صنفاً من الخام الذي يدخل في تصنيع عشرات المنتجات».
واضاف البغلي: نواجه صعوبة في توفير الأراضي للتوسع وتلبية متطلبات التصنيع للانتاج منتجات اضافية مستطردا «رصدنا تراجع ظاهرة المتاجرة بالقسائم الصناعية بعد قرارات وزارة التجارة والصناعة بسحب بعض القسائم»، واشار الى ان الشركة تصدر منتجاتها الى كافة دول الخليج وتطلع لفتح الأسواق العربية والأوروبية والأمريكية لافتا الى ان حصول «البغلي للاسفنج» على شهادتي «الجودة» و«البيئة» من انه يعزز استراتيجيتها في الأداء.
وقال ان السوق الكويتي يعاني من الاغراق المتعمد من قبل تجار ودول كبرى لافتا الى ان غالبية المنتجات الاسفنجية المستوردة التي تغرق السوقين الكويتي والخليجي رديئة منوها الى ان خطة التنمية تهتم بتصحيح الأوضاع الاقتصادية والاختلالات التنموية لكن نتائجها لم تظهر بعد وفيما يلي تفاصيل الجولة:
* بداية.. نود التعرف عن قرب على شركة البغلي لصناعات الاسفنج؟
- تأسست «شركة البغلي لصناعات الاسفنج» عام 1974 تحت اسم «البغلي للاسفنج». وهي شركة عائلية مملوكة %100 لأحمد طاهر البغلي وأولاده. وتعتبر احدى الشركات المتميزة في الكويت في مجال صناعات الاسفنج.
أما أغراضها فتتركز في تصنيع الاسفنج الخام، ثم تصنيع منتجات قائمة على ذلك الاسفنج، حيث ينتج مصنع الشركة المقام في منطقة امغرة حالياً أكثر من 12 صنفاً من الاسفنج الخام الذي يدخل في تصنيع العشرات من المنتجات الأخرى القائمة على ذلك الاسفنج الخام مثل مراتب الأسرة والمخدات والألحفة، والديوانيات الشرقية، وأطقم كنبات الصالونات، والمنتجات الصحية، ومنتجات كثيرة أخرى يدخل الاسفنج في مكونات تصنيعها.
طبعاً في بداية تأسيس الشركة عام 1974 كان مصنعنا في منطقة الري يعمل بآلات بسيطة تلبي في وقتها حاجة السوق المحلي. ولأننا منذ بدأنا العمل وضعنا نصب أعيننا شعار «ارضاء الزبون» وتقديم المنتج الأكثر جودة لكسب ثقته، فقد حرصنا على متابعة أحدث التطورات في عالم صناعة الاسفنج وأدخلناها الى مصنعنا مستعينين بخبراء أجانب متخصصين في هذه الصناعة. ولدى الشركة 5 معارض لمنتجاتنا منتشرة في الري، والمباركية، وحولي، والضجيج، والفحيحيل.
القسائم الصناعية
* كم تبلغ المساحة الحالية لمصنعكم، وهل ترون ان تلك المساحة كافية لصناعتكم؟
- يبلغ اجمالي مساحة المصنع والمشاغل التابعة له نحو 9000 متر مربع، عدا مساحة معارض الشركة الخمسة التي نمتلك بعضها ونستأجر بعضها الآخر، كما أننا نمتلك مسكناً مخصصاً لموظفينا.
ولكن وفي ظل التوسع المستمر الذي تشهده صناعتنا، لاسيما في ظل الطلب المتزايد على منتجاتنا محلياً وخارجياً فاننا أصبحنا نواجه صعوبة فعلية في توفير مساحات من الأراضي لتوسعة المصنع، بحيث يلبي متطلبات التصنيع لمنتجات اضافية نعتزم تصديرها الى دول أجنبية.
ولكن وبشكل عام فاننا بدأنا نلمس ان ظاهرة المتاجرة بالقسائم الصناعية قد بدأت بالتقلص، خاصة بعد ان قام وزير التجارة والصناعة بسحب بعض تلك القسائم، الامر الذي يصب في نهاية الامر في صالح الشركات المنتجة فعلاً.
الطاقة الإنتاجية
* كم تبلغ الطاقة الانتاجية للمصنع؟ وما حصتكم السوقية في السوق المحلي؟
- الطاقة الانتاجية المرخصة لمصنعنا هي 3500 طن في السنة من الاسفنج الخام، وهذه الطاقة تستخدم لتصنيع منتجات مختلفة مستخدمين أسفنج المصنع بدءاً من تصنيع مراتب الأسرة والديوانيات وانتهاءاً بتصنيع كتافيات ملابس الرجال والنساء.
أما حصتنا بالسوق فنقيسها بحجم عملائنا الذي يتزايد سنوياً بشكل واضح. والعميل الذي يجرب منتجنا مرة واحدة يصبح عميلاً دائماً لأنه تأكد من جودة صناعاتنا، وأطمأن لنوعيتها، وارتاح لمستوى أسعارها، ومستوى خدماتنا هذا الى جانب الضمان المقدم من الشركة الذي يكفل المنتج. واستعدادنا لرد البضاعة في حال وجود خلل في الجودة.
خطط التصدير
* ما الدول التي تصدرون منتجاتكم اليها، وهل هناك خطط للتوسع الى دول أخرى؟
- نقوم بتصدير منتجات «اسفنج البغلي» الى كافة أسواق دول مجلس التعاون الخليجي حيث تلقى صناعاتنا موضع اقبال في السوق الخليجي عموما، خاصة ان الكويت كانت سباقة في تأسيس مصانع اسفنج.
ولكن مع قيام عدة مصانع اسفنج في دول الخليج، واشتداد المنافسة فيما بينها، لجأ بعض المصانع الخليجية الى تخفيض أسعارها لاجتذاب العميل على حساب جودة المنتج، لكن هذا لا يعني خلو السوق الخليجي من مصانع الأسفنج التي تقدم منتجات ذات جودة عالية، فهناك شركة الراجحي في السعودية، وشركة سبع نجوم في الامارات، وكلاهما مؤهلتان للحصول على شهادات جودة عالمية.
أما على صعيد توسعنا في مجال التصدير لدول أخرى، فاننا في طور الاعداد لذلك، حيث نقوم بدراسة المنتج المطلوب لعدة دول عربية وأجنبية، وتكلفته علينا، وربحيته، مستفيدين بذلك من حصولنا على شهادتي آيزو عالميتين تفتح لنا أسواقاً واسعة في 195 دولة أوروبية وأمريكية وعربية.
المنافسة والإغراق
* إذاً هل يمكن القول أنكم تعانون من مشاكل المنافسة والاغراق؟
- في الحقيقة يمكننا القول ان نسبة قليلة جداً من المنتجات المستوردة التي تصل الكويت تكون عالية الجودة، في حين ان الغالبية العظمى من المنتجات المستوردة الأخرى هي منتجات رديئة تغرق السوقين الكويتي والخليجي عموماً، وهذه المنتجات تجد عملاء يبحثون عن أرخص الأسعار دون الاهتمام بجودة السلعة، ولكن مع اكتشاف العميل لرداءة المنتج الذي اشتراه فانه يعود مرة أخرى للبحث عن المنتج الجيد، الأمر يحتاج لتوعية المستهلك أولاً بأمور جودة المنتج ومردودها عليه، ثم بأهمية شراء المنتج الوطني الجيد التصنيع وأثره على اقتصاد بلده.
أما بخصوص موضوع الاغراق، فان التجربة الحقيقية تؤكد على ان هناك عمليات اغراق كبيرة تشهدها السوق الكويتية والخليجية بالسلع التي يقوم بها بعض التجار، الأمر الذي دفع دول مجلس التعاون الخليجي أخيرا نحو اقرار قانون موحد لمكافحة الاغراق، وضمنته التدابير التعويضية والوقائية لدول الخليج العربية، اضافة الى اللائحة التنفيذية للقانون التي تشتمل على اجراءات التحقيق في شكاوى الاغراق والدعم والوقاية حرصا منها على اجراءات التحقيق ومعالجتها، وقد تحدث صراحة أحد مسؤولي الصناعة الكويتيين كاشفاً ان هذه الممارسات لم تعد حكرا على بعض التجار فحسب بل تمارسها بعض الدول الكبرى بهدف اغراق الأسواق بالسلع بكميات كبيرة وبأسعار مدعومة للسيطرة على الأسواق.
شهادات الجودة
* ما شهادات الجودة التي حصلتم عليها وهل تؤهلكم للدخول في كبرى المشاريع المحلية والخارجية؟
- نعم، لقد عززت شركة «البغلي للاسفنج» استراتيجيتها في الأداء المتفوق بالحصول على شهادتي الجودة (آيزو 9001) و(آيزو 14001) من قبل شركة الفحص والقياس والتفتيش العالمية SGS، حيث تعتبر شركتنا بمثابة أول شركة في منطقه الشرق الأوسط تحصل على هاتين الشهادتين مجتمعين.
فشهادة (آيزو 9001) يتم منحها للشركات المحققة لأعلى مقاييس الجودة الادارية والمطابقة للمواصفات العالمية في قطاع الصناعة، كما وأن الحصول عليها يزيد القدرة التنافسية للشركة عن طريق تحسين صورتها لدى المستهلك كونها تضع الجودة في قمة اهتماماتها وعلى رأس أولوياتها، كما وتمكنها من تصدير منتجاتها للأسواق العالمية، وتؤهلها للدخول في كبرى المشاريع المحلية والخارجية. لأن حصولها على شهادات جودة عالمية تؤكد ان في الشركة نظاما للجودة يرتقي للمستويات القياسية العالمية. وهناك العديد من العملاء يشترطون حصول الشركة على شهادة جودة عالمية.
أما شهادة (الآيزو 14001) الخاصة بالبيئة، فهذا النوع من الشهادات تساعد الشركة على زيادة قدرتها لتحقيق متطلبات التصدير الى الخارج وخاصة دول السوق الأوربية المشتركة ولها فوائد عدة منها: ترشيد استهلاك الطاقة والموارد الطبيعية، تقليل الفاقد والحد من التلوث، التوافق مع القوانين والتشريعات البيئية. واكتساب تقدير واعتراف الجهات العالمية مما يفتح للشركة أسواق واسعة لتصدير منتجاتها.
الصناعة في الكويت
* كيف تنظرون الى وضع الصناعة الكويتية في الوقت الحالي، وما طموحاتكم في هذا الجانب؟
- من خلال متابعتي وعملي الفعلي في هذا القطاع منذ سنوات طوال، أجد ان الصناعة الكويتية تعد من أفضل الصناعات على مستوى الشرق الأوسط. وهذا يدلل على كفاءة القطاع الخاص، واهتمام الدولة بالصناعة.
أما طموحاتنا فتتعدى تلبية احتياجات السوق المحلي والخليجي، وآمل ان ننطلق بالصناعة الكويتية الى الأسواق العالمية، خاصة وأن هذه الصناعة تتمتع بجودة ومصداقية عالية تؤهلها للدخول الى أكبر وأفضل الأسواق الاقليمية والعالمية.
الصناعة وخطة التنمية
* كيف تنظرون الى خطة التنمية ومستقبل الشركات الصناعية في ظل هذه الخطة الطموحة؟
- في الحقيقة ان خطة التنمية قد استحوذت بشكل عام على اعجاب المحللين الاقتصاديين، خاصة وأن هذه الخطة قد اهتمت بتصحيح الأوضاع الاقتصادية والاختلالات التنموية الهيكلية المختلفة، والأهم بالنسبة لنا كشركات عائلية أنها أعطت للقطاع الخاص دوراً قوياً للمشاركة في شتى جوانب التنمية.
ولكن على أرض الواقع لم تظهر بعد نتائج تلك الخطة، فلا أرقام تدل على معدلات النمو الحقيقي، كما وأنه لم يكتمل بعد طرح المشاريع التي وضعت لمشاركة القطاع الخاص، وان كان هناك بوادر خير على مستوى الصناعة قام بها وزير التجارة والصناعة الذي سار بضع خطوات باتجاه ازاحة بعض معوقاتها. ولكن مازال المطلوب تسهيل انجاز معاملات القطاع الخاص، وتوفير مزيد من القسائم الصناعية. ولا ننسى ان الكويت قامت منذ بدايتها على أكتاف القطاع الخاص.
مكافحة الإغراق تتطلب كوادر فنية
قال احمد البغلي ان مكافحة الاغراق تتطلب اعداد كوادر فنية للسيطرة على هذه الممارسات الضارة حفاظا على استثماراتنا الصناعية واقتصادها الوطني، كما وان هذا الأمر انما يتطلب تعاون الجميع في كشف ذلك الاغراق.
نهضة الكويت مرهونة بصفاء النفوس والنوايا
قال احمد البغلي: اذا ما صفت النفوس والنوايا، وهدأت أحوال الكويت، فانني أرى ان نهضة الكويت الحديثة ستكون بتنفيذ توجيهات سيدي صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ صباح الأحمد الصباح حفظه الله ورعاه المتمثلة بتحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري في المنطقة، لاسيما ان مثل هذا التوجه سيخدم كافة الأنشطة الاقتصادية في الكويت والتي من بينها التصنيع.
تعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}

تحليل التعليقات: