اكتشاف حقل كبير للغاز وخمسة اكتشافات نفطية في سلطنة عمان

أعلنت شركة " تنمية نفط عمان " اليوم عن اكتشاف حقل كبير للغاز يقع في " شمال منطقة امتيازها " .. وتقدر كمية الغاز الموجودة به بنحو 2.9تريليون قدم مكعب اضافة تحقيق خمسة اكتشافات نفطية .

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده معالي الدكتور محمد بن حمد الرمحي وزير النفط والغاز بمقر الوزارة موضحا ان اكتشاف الغاز جاء من خلال حقل "مبروك" العميق الذي يبعد نحو 40 كم غرب حقل سيح رول – الحقل الرئيسي لإنتاج الغاز في السلطنة .

وأشار معاليه الى أن كمية الغاز الموجودة في مكامنه في باطن الأرض تقدر بنحو 9ر2 تريليون قدم مكعب فضلاً عن وجود مكثفات تصل إلى 115 مليون برميل مبينا ان الحفر الاستكشافي في الحقل الكبير بدأ العام الماضي حتى أعماق تصل إلى خمسة آلاف متر وغطى مساحة بلغت 60 كم2.

كما أشار معاليه الى أن الخمسة الاكتشافات النفطية تشكل في مجملها نحو 300 مليون برميل من النفط الموجود في مكامنه وذلك في تكويني "شعيبة " و" غريف " شمال منطقة الامتياز.

وقال سعادة ناصر بن خميس الجشمي وكيل وزارة النفط والغاز ان الصناعة في قطاع النفط والغاز تستوجب وجود استثمارات مساندة في عدد من الجوانب كالبضائع والخدمات ولذلك قامت الوزارة بتشكيل لجنة بمشاركة الشركات العاملة في هذين القطاعين تهدف الى تعزيز المعرفة وتطوير القدرات البحثية وصولا الى توفير متطلبات صناعة النفط والغاز من التقنية والمواد محليا.

واضاف في كلمته ان عام 2012 قد شهد الكثير من الانجازات في قطاعي النفط والغاز سواء كان ذلك على مستوى التنقيب او الانتاج او التصدير او استقطاب المزيد من الشركات الاستثمارية او تسويق مناطق امتياز جيدة او تنمية الكوادر البشرية.

واشار سعادته الى انه في مجال الاستكشاف والانتاج عن النفط والغاز فقد تم حفر "41"بئرا استكشافيا ومايزيد عن الف بئر في مجال التقييم والتطوير وزيادة انتاجية الحقول حيث تم خلال العام الماضي اضافة 389 مليون برميل من احتياطات النفط والمكثفات و"2ر1"تريليون قدم مكعب من احتياطات الغاز والتي اتت من خلال الاكتشافات الجديدة واعادة تقييم الحقول المنتجة وبذلك فقد بلغ اجمالي احتياطيات السلطنة من النفط والمكثفات بنهاية عام 2012 حوالي"4630"مليون برميل ومن الغاز 18 تريليون قدم مكعب.

واوضح سعادته ان متوسط الانتاج اليومي من النفط الخام والمكثفات قد شهد في عام 2012 زيادة قدرها"4"بالمائة عما كان عليه في عام 2011
ليصل الى ما يقارب "5ر918"الف برميل كما بلغت نسبة الزيادة في متوسط انتاج الغاز في عام 2012 الى "3ر3"بالمائة عمان كان عليه في عام 2011 ليصل الى "2ر98"مليون متر مكعب في اليوم (منها 9ر80 مليون متر مكعب من الغاز غير المصاحب و3ر17 مليون متر مكعب من الغاز المصاحب ).

وقال سعادة وكيل وزارة النفط انه فيما يتعلق بالتصدير فقد تم خلال عام 2012 تصدير "4ر279"مليون برميل من النفط الخام والمكثفات و"4 ر8"مليون طن متري من الغاز الطبيعي المسال منها "3ر5"مليون طن متري من خلال الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال و"1ر3"مليون طن متري من خلال شركة قلهات للغاز الطبيعي المسال كما بلغت مخرجات مصفاتي ميناء الفحل وصحار من "1ر76"مليون برميل منها "6ر45"مليون برميل تم انتاجها من مصفاة صحار والباقي من مصفاة ميناء الفحل بما في ذلك مخلفات التكرير.

وقال سعادة ناصر بن خميس الجشمي ان عام 2012 شهد توقيع وزارة النفط والغاز لاتفاقيتي امتياز بترولي مع كل من شركة " فرونتير ريسورسز عمان ليميتد " (منطقة الامتياز 38 ) وشركة " مول عمان ال تي دي " ( منطقة الامتياز 66 ) ، كما تمت دعوة شركات النفط والغاز المحلية والدولية لتقديم عطاءاتها للحصول على حق التنقيب عن النفط والغاز في عدد من مناطق الامتياز المفتوحة والبالغة (12) منطقة امتياز بحرية وبرية منها (7) مناطق لا زالت في طور التسويق علما بانه من المؤمل ان يتم خلال هذا العام التوقيع على بعض منها .

واشار سعادته الى ان عدد الشركات العاملة في قطاع استكشاف وانتاج النفط والغاز قد بلغ خلال عام 2012 م الى (18) شركة تعمل في (29) منطقة امتياز بعضها لديها حق الامتياز البترولي في اكثر من منطقة .

وقال سعادته مجموع الانفاق على قطاع النفط والغاز قد بلغ في عام 2012 حوالي 6ر10 مليار دولار امريكي موزعة بنسبة 71 بالمائة في الاستثمارات الرأسمالية مثل الحفر والمرافق ونسبة 29 بالمائة في المصارف التشغيلية مشيرا الى ان حوالي 72 بالمائة من الاستثمارات الرأسمالية تدعم العمليات البترولية كعمليات الحفر والمسوحات الزلزالية ومرافق الانتاج و66 بالمائة من المصاريف التشغيليلة تدعم عمليات ادارة وصيانة الابار والمرافق وغيرها .

واضاف سعادة وكيل وزارة النفط والغاز انه فيما يتعلق بالموارد البشرية فقد بلغت نسبة التعمين لدى الشركات المشغلة في الشق العلوي والسفلي في قطاعي النفط والغاز بنهاية 2012 م حوالي 80 بالمائة بشكل عام .

واوضح ان تلك الانجازات انعكست مع ارتفاع نسبة متوسط سعر النفط الخام العماني في عام 2012 م بما يقارب 30 بالمائة عما كان عليه في عام 2011 م ايجابا على الايرادات الحكومية والناتج الاجمالي ، حيث ارتفعت نسبة مساهمة النفط والغاز في الناتج المحلي الاجمالي في عام 2012 م الى 55 بالمائة بزيادة قدرها (1ر4) بالمائة عن عام 2011 م ، ومن المؤمل ان يتعزز في عام 2013 م نتيجة توقعات ارتفاع انتاج السلطنة من النفط الخام ليصل الى 5ر395 ألف برميل يوميا و 9ر106 مليون متر مكعب يوميا من الغاز .

وفي مجال المشاريع قال سعادته ان عام 2012 م قد شهد انتهاء العديد من المشاريع الهامة كمشروع الحقن بالبخار في حقن قرن العلم الذي بدأ الانتاج منه في مارس 2012 م حيث وصل معدل انتاجه اليومي عام 2012 م الى حوالي (18725) الف برميل ومشروع حقن الغاز بحقل هرويل الذي بدأ الانتاج منه في ابريل عام 2012 م حيث بلغ معدل انتاجه اليومي في يسمبر عام 2012 م نحو (16215) برميل .

واكد سعادته انه من المتوقع ان تشهد السنوات المقبلة تنفيذ العديد من المشاريع المتعلقة بانتاج النفط والغاز منها مشاريع سوف تقوم بها شركة تنمية نفط عمان كتلك المتعلقة بالاستخلاص المعزز للنفط ومشروع تطوير حقل رباب وحقل هرويل ومشروع حقل بدور ومشروع تطوير مكمن خف بحقل جبال ومن بين المشاريع التي سيستكمل تنفيذها خلال الفترة القادمة من قبل شركة النفط العمانية للاستكشاف والانتاج مشروع تطوير حقل ابو طبول للغاز والذي يتم تنفيذه وفق الاطار الزمني الموضوع له .

واشار سعادة وكيل النفط والغاز الى انه هناك خطط للتوسع في مشاريع تعزيز الانتاج واستكمال دراسة الجدوى الاقتصادية لانشاء المصفاة الثالثة في الدقم ، كما وقعت وزارة النفط والغاز على مذكرة تفاهم مع شركة النفط العمانية لتقديم دراسة جدوى اقتصادية من انشاء خزانات لتخزين النفط الخام في راس مركز بولاية الدقم .

من جانبه قال راؤول ريستوشي – المدير العام للشركة إن ضخامة الكمية المكتشفة في "مبروك "هي بحد ذاتها خبر يثلج الصدر للسلطنة؛ حيث ستسهم بتعزيز النمو والتطور اقتصادياً واجتماعياً.

وأضاف أن هذا الاكتشاف يعكس التميز الحقيقي في العمل الذي تقوم به مديرية الاستكشاف بالشركة من أجل تحديد وتقييم المكامن الهايدروكربونية الجديدة، والتي ستضمن استدامة إنتاج البلاد للعديد من السنوات القادمة."

واشار الى ان هذا الإعلان عن الكتشاف تزامن ايضا مع تحقيق شركة تنمية نفط عمان عاماً قياسياَ سجلت فيه أعلى معدل في تاريخها من إنتاج الهايدروكربونات (نفط وغاز ومكثفات) بلغ "1.24" مليون برميل من مكافئ النفط يومياً، محطماً بذلك الرقم القياسي السابق وهو "21 ر1" مليون برميل من مكافئ النفط يومياً الذي تحقق عام 2001.

وقال ان الإنتاج اليومي للشركة من النفط قفز إلى "566"الف و"305" براميل يومياً، الذي يفوق المعدل الذي تستهدفه الشركة على المدى الطويل بإنتاج "550" ألف برميل يومياً. إلى جانب ذلك بلغ معدل الإنتاج من الغاز غير المصاحب والغاز المصاحب "582"الف و"500" برميل من مكافئ النفط يومياً، في حين بلغت المكثفات "92"الف و"500" برميل يومياً موضحا انه بالنظر إلى الكمية الإجمالية يكون عام 2012 هو العام الخامس على التوالي الذي تواصل فيه الشركة رفع المعدل الإجمالي لإنتاجها.

وأوضح مدير عام شركة تنمية نفط عمان أنالشركة تضطلع بإنتاج حوالي 70 بالمائة من مجمل إنتاج البلاد من النفط الخام، وتقريباً كل إنتاجها من الغاز الطبيعي، ولذا تقع على عاتقها مسؤولية كبيرة للبحث عن حقول جديدة وتطويرها، وهي حقول مليئة بالتحديات أو أن خصائصها "غير تقليدية" وذلك من أجل التعويض عن الحقول التي ينخفض فيها الإنتاج.

واستعرض انجازات الشركة خلال عام 2012 والتي تمثلت في تحقيق سجل في مجال السلامة الذي يعد أفضل معدل قياسي في تاريخها، وتوفير فرص عمل لـ 4100 عماني في الشركات المتعاقدة معها، وإسناد عقود ضمن برنامج "القيمة المحلية المضافة" بلغت قيمتها "3ر2" مليار دولار امريكي لشركات محلية، ونفذت مشاريع كبيرة ضمن برنامجها للاستثمار الاجتماعي؛ شملت عدداً من برامج التدريب المهني والرعاية الصحية والبنى الأساسية الاجتماعية الحيوية.

وأشار راؤول ريستوشي إلى أن الشركة في عام 2013 ستكثف جهودها في المجالات الرئيسية كالاستكشاف وأساليب الاستخلاص المعزز للنفط وكفاءة العمل و"القيمة المحلية المضافة" والاستثمار الاجتماعي. وسلط الضوء على الخطة التي أعدتها مديرية الاستكشاف بالشركة لحفر نحو 100 بئر خلال السنوات الخمس القادمة، فضلاً عن استثمار ما يزيد على 800 مليون دولار امريكي في سبيل البحث عن مكامن جديدة.

وقال ان شركة تنمية نفط عمان من الآن وحتى العام 2022 ستنفذ 16 مشروعاً كبيراً ستستثمر فيها ما يزيد على 11 مليار دولار من مجمل الإنفاق، وتستهدف تطوير أكثر من مليار برميل من النفط.

يذكر ان شركة تنمية نفط عمان هي أكبر شركة لاستكشاف وانتاج النفط والغاز في سلطنة عمان وهي مملوكة لحكومة السلطنة (60 بالمائة من الأسهم) ومجموعة شل (34 بالمائة من الأسهم) وشركة توتال (4 بالمائة) وشركة بارتكس (2 بالمائة). تقوم الشركة بإنتاج الغاز والمكثفات بالنيابة عن حكومة السلطنة.