أسعار السوق المركزي أقل بـ «25 %» عن المولات

عبَّر كثير من رواد السوق المركزية عن امتعاضهم واستيائهم من الحالة المهترئة لشبرات بيع المنتجات، مشددين على أهمية الإسراع بإنشاء شبرات مكيفة ذات مواصفات عالية تحمي المستهلكين من الحر الشديدة، وتقي الخضراوات والفواكه من التلف والتعرض للبكتيريا.

وقال بعض زبائن السوق المركزي في تصريحات لـ الوطن الاقتصادي، إن أخطر ما يواجهونه بالسوق المركزية هو قلة المواقف ما يعطل مصالحهم، ويثنيهم عن العودة إلى هذه السوق مرة ثانية، وفي الوقت ذاته عبَّر الزبائن عن رضاهم التام عن الأسعار بالسوق وقال إنها تقل حوالي 25 بالمائة عن المولات التجارية الكبرى.

وأكدوا أن بيع الخضراوات والفواكه على أرض مكشوفة يرفع من درجات تعرض المستهلكين والبائعين لأخطار صحية، مؤكدين ضرورة بناء شبرات متعددة في كل مدن الدولة.

وطالبوا بتكييف السوق واستشهدوا بكون بعض البلدان المجاورة توفر على شبرات وأماكن مكيفة بالكامل تخصص لبيع الخضراوات والفواكه.

وقال التجار إنهم يواجهون انخفاضًا في الأسعار وتعرض سلعهم للخسارة خاصة الخضراوات القادمة من مصر، مشيرين إلى أن هنالك سلعاً ارتفع سعرها بعد أزمة سوريا.

وأكد التجار أنهم يخسرون في تجارتهم بالسوق المركزي لأنهم يبيعون السلع بأقل من الأسعار التي اشتروا بها من البلد المصدر.

قال أحد الزبائن ويدعى كمال عبدالله، إن أصعب ما نواجهه عندما نقصد السوق المركزية للخضراوات والفواكه لشراء احتياجاتنا هي قلة المواقف، وهذا مشكل يؤرق الجميع»، مضيفا أن البحث عن موقف لسيارة يحتاج إلى وقت طويل، بيد أن بعضهم قد يعدل عن دخول السوق ويقرر العودة إلى بيته، حسب تعبيره.

وبخصوص الأسعار، أشار أبو خالد إلى أن الأسعار في الوقت الحالي جيدة بعض الشيء، رغم ندرة في بعض أنواع الخضراوات والفواكه، بسبب الصيف، لكنه استدرك بالقول أن الوضع يظل أفضل من ذي قبل.

وطالب عبدالله الدولة بتوفير مواقف للسيارات في السوق المركزي والحد من تفاوت الأسعار وتشديد الإنارة وأن يصبح السوق مكيفًا على غرار سوق السمك.وكانت إدارة حماية المستهلك بوزارة الأعمال والتجارة أكدت أن قانون التسعيرة الجبرية للخضراوات والفواكه ساعد على خفض الأسعار على الأقل بالدوحة وضواحيها.

من جهتها قالت أم عبدالرحمن، إن ندرة مواقف السيارات تربك رواد السوق المركزية، وتجعلهم يفكرون كثيرًا قبل المجيء، حتى لا تضيع عليهم أعمالهم.وأضافت أن البحث عن موقف للسيارة مشكلتنا المستمرة مع السوق المركزية، وتحدثت أيضاً أيضا عن مشكلة صغر مساحة الشبرة المخصصة للخضراوات والفواكه المستوردة في مقابل ارتفاع عدد روادها، وقال: في الوقت الذي زاد فيه عدد سكان قطر لا تزال الشبرة هي نفسها منذ سنين من دون توسعة تذكر.

وبشأن أسعار البيع بالسوق المركزية، ترى أم عبدالرحمن أنها معقولة بالمقارنة مع المحلات، وأقل بنسبة 4 أضعاف عن المولات التجارية مشيرة إلى أن أسعار الخضراوات والفواكه بالشبرة المخصصة للمستورد تتغير بين عشية وضحاها وبشكل كبير، مضيفة أن البضاعة ليس طازجة بما يكفي، إما بسبب ارتفاع درجة الحرارة أو لطول المسافة التي تقطعها من بلد التصدير نحو الدوحة، مشددة على تنظيف المكان بشكل دائم وترتيب أماكن البائعين.

وطالبت أم عبدالرحمن الدولة بوضع رقابة صارمة على الخضراوات والفواكه؛ حيث إن السوق يعاني من السلع غير الطازجة، كما طالبت بتنصيف وتكييف السوق.

ولفت أحمد محمد إلى أنه في كل مرة يقصد فيها السوق المركزية يواجه فيها صعوبة بالغة في الحصول على موقف للسيارة، ما يضيع عليه أوقات ومصالح متعددة.

وقال: أهم مشكل بالنسبة لي هو الحصول على موقف للسيارة، مضيفا أن السوق لا تزال غير منظمة بالشكل الكافي. وطالب في هذا السياق ببدل جهود إضافية لتوفير ظروف تسوق أفضل للمستهلكين.

وطالب أحمد محمد بمد فترة عمل السوق في الفترة المسائية لأن معظم الناس يذهبون إلى دوامهم في الصباح.

ولم يختلف كلام أبوعبدالله كثيراً عما سبقوه فطالب بضرورة بناء شبرة مغلقة ومكيفة لتجنيب المستهلكين والمتسوقين والتجار أضرار الحرارة.

وفيما أكد أن جهود وزارة البلدية في تنظيف السوق جيدة، دعا التجار والبائعين أيضًا إلى الاضطلاع بدورهم في مساعدة الوزارة على تنظيف المكان.

أما بخصوص بيع الطماطم والبصل ومنتجات أخرى في الهواء الطلق، قال إن بيع منتجات تعرضت لأشعة الشمس لفترة طويلة لا يعرض المستهلك وحده لمخاطر صحية فقط بل والعمال أيضًا.

ولفت إلى غياب «برادات مياه» التي تساعد رواد السوق على أن يرووا عطشهم خاصة في فترة الصيف التي تمر بها البلاد حاليا.

وفي وقت أشاد فيه بدور الشرطة في تنظيم المرور خلال الفترة القليلة الماضية، نبه الدكتور يحيي عزام العبدالله إلى أن فترة التبضع من السوق المركزية أضحت صغيرة جدا وفي وقت غير مناسب حين تشتد الحرارة، مطالبا بتعديل هذا التوقيت مراعاة لصحة المستهلكين وبخاصة كبار السن الذين يقصدون السوق بكثافة، فضلا عن تجنيب الخضراوات والفواكه من أي تلف.

وأوضحت أم علي أن بحثها عن موقف لسيارتها يأخذ منها نحو ساعة ونصف الساعة كلما دخلت السوق المركزية للخضراوات والفواكه.

وقالت إن الحرارة تضايق المستهلكين وتقلق راحتهم، داعية إلى تكييف الشبرة وإعادة إصلاحها حتى تكون في حالة جيدة لعرض البضائع وإقامة عملية تسوق طبيعية.

وعلقت على بيع البطاطس والبصل في مكان مكشوف بالقول: إذا كنا نحن البشر لا نتحمل حرارة الصيف فكيف بهذه الخضراوات، مضيفة بالقول: هذا المكان يمكن أن يجمع بكتيريا وأمراضًا.

وأشارت إلى أن مساحة الشبرة المخصصة لبيع المنتجات المستوردة صغيرة جدا لا تتسع للعدد الكبير من المستهلكين، مطالبة بأهمية الإسراع في توسيعها وإصلاحها أو إنشاء بدائل جيدة لها، أسوة بتجارب دول خليجية أخرى.وأشارت إلى أن هذه الشبرة ظلت هي هي، كما كانت قبل 30 سنة، رغم أن ذلك الزمان ليس هو زماننا، فالعالم كله تغير وعدد السكان زاد.قائلة: الحمد لله هذا البلد غني وبإمكانه بناء وتشييد أسواق نموذجية.

هذا إهمال في الصيانة.

ومن جانبه قال محمد السيد تاجر إن الأسعار في السوق المركزي جيدة جداً ولا نعتقد أن المستهلكين يعانون من مشكلة الأسعار هم فقط يعانون من مشكلة مواقف السيارات.

وأشار إلى أن السوق يشهد ازدحاماً كبيراً من الناس بسبب رخص الأسعار حيث إن الأسعار تعتبر أقل من المولات التجارية بحوالي الربع.

وأضاف: تأتي الزبائن من كل مكان بالدولة إلى السوق بسبب انخفاض الأسعار وطازجية السلع وتوافر جميع الأنواع.وأكد السيد أن الأزمة السورية أثرت على ارتفاع بعض السلع حيث كان السوق في فترة من الفترات يعتمد بشكل رئيسي على هذه الخضراوات القادمة من دمشق ولكن حالياً هناك دول أخرى تصدر الخضراوات والفواكه لقطر ولم يعد السوق يعاني من غياب البضاعة السورية مثل بداية الثورة.

وقال تاجر آخر إن التجار يخسرون الآن في السوق المركزي لأنهم يبيعون السلع بأقل من الأسعار التي اشتروا بها من البلد المصدر.

وأوضح أن السلع التي يتاجر فيها هي القادمة من مصر حيث إن الشاحنة تكلفه قرابة 4000 دولار ويبيعها بأقل من ذلك بكثير بسبب انخفاض الأسعار هنا.وضرب التاجر مثالاً أخر بسلعة الطماطم وقال انه يشتري الصندوق من الأردن بـ 22 ريالاً ويبيعه هنا بـ 13 ريالاً فقط.

وأضاف أن الشبرة قديمة ولا تساعد على التسوق بشكل جيد خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة، مشيراً إلى أنها غير مكيفة، كما أنها لا تتوافر بها عازل حراري يحمي المستهلك والبائع والبضائع.

وقال سائق من الأردن: إن التاجر هنا لا يفرغ بضاعته إلا بعد مرور فترة، ونظل هنا فترة طويلة لتنزيل البضاعة.

وتقطع الشاحنات التي تحمل البضاعة من الأردن نحو 1700كم حتى تصل إلى الدوحة، وتستغرق الرحلة، حسب أحمد جاسم نحو 6 إلى 7 أيام.وأضاف: تحولت شاحناتنا إلى ثلاجات كبيرة لحفظ السلع لفائدة التجار إلى حين نفادها.

بالمقابل، قال سائق مصري إنه لا يواجه بالمطلق أية مشاكل بالسوق المركزية، وأضاف أن البضاعة التي ينقلها من بلده نحو قطر يتم شحنها ونقلها وتصريفها بالسوق وفق ظروف جد عادية.وأكد أن التاجر بقطر يمكن سائقي الشاحنات من حقوقهم كاملة، ملفتًا إلى أن البضاعة المصرية لا تزال تدخل نحو قطر ودول أخرى دون قيود.