«مصفاة الشعيبة» تعمل كأنها تعيش أبداً... وتنافس «الأحمدي» و«ميناء عبدالله»
رغم القرار بإغلاقها تزامناً مع بدء تشغيل المصفاة الجديدة، إلا أن مصفاة الشعيبة تعيش وهج العمل كأنها تعيش أبداً، فهي كخلية نحل لا تهدأ إدارتها، والعاملون بها ولا يفكرون في شيء إلا استمرارها بكفاءة تضاهي مثيلاتها «الأحمدي» و«ميناء عبدالله».
خلال الجولة التي نظمتها إدارة المصفاة لـ»الراي» داخل مصفاة الشعيبة لمتابعة حجم الاعمال المنفذة خلال الصيانة الدورية لوحدة معالجة غازات العادم، أكد نائب الرئيس التنفيذي في شركة البترول الوطنية لمصفاة الشعيبة المهندس مطلق العازمي، عودة وحدة معالجة غازات العادم في المصفاة البالغ إنتاجها 700 طن طولي يومياً للعمل في 3 يوليو المقبل، بعد انتهاء صيانتها الدورية المجدولة قبل موعدها.
واعتبر العازمي أن الصيانة الدورية لجميع الوحدات في المصفاة تأتي من منطلق الحفاظ على سلامة الافراد وكفاءة المعدات، موضحاً ان نسبة استرجاع انبعاثات الغازات الكبريتية بلغت 99.5 في المئة، من خلال وحدة معالجة غازات العادم التي تمت صيانتها قبل الوقت المحدد لها، لافتاً إلى أن بدء عمل هذه الوحدة كان في 2006 بهدف الحد من انبعاثات الغازات الكبريتية في الهواء، التزاماً بشروط ومعايير الهيئة العامة للبيئة.
وأشار العازمي إلى أن مصفاة الشعيبة أنجزت 16.3 مليون ساعة عمل من دون حوادث، مبيناً أن عدد العاملين فيها بالأحوال الطبيعية يصل إلى نحو 2300 عامل منهم 1000 عامل من الشركة، والباقي تابعين للمقاولين، فيما يصل إجمالي عدد العاملين خلال الصيانة الكاملة إلى نحو 5000 عامل.
ولفت العازمي إلى أن الصيانة المقبلة لمصفاة الشعيبة مجدولة في 2016، منوهاً إلى أنه هناك دراسة لعدم إجرائها بشكل كامل طبقا لتطورات المصفاة الجديدة والوقود البيئي، مشيداً بجهود فرق العمليات والصيانة خلال اعمال الصيانة الدورية لوحدة معالجة غازات العادم، والتزامهم بالخطة الموضوعة، ومعايير الصحة والسلامة والبيئة العالمية المعتمدة في منهج عمل شركة البترول الوطنية.
وقال العازمي: «تم تشكيل فريق عمل بدأ بالاعداد والتجهيز لأعمال الصيانة قبل البدء بها بفترة 6 أشهر، للتأكد من توافر كافة المعدات والمواد اللازمة والخدمات اللوجستية والتنسيقات الاخرى»، مشدداً على أن إدارة المصفاة استغلت فترات الصيانة الدورية للوحدات، لتدريب وتطوير المهندسين والمهندسات حديثي التعيين من الكفاءات الوطنية، إذ تسنح الفرصة خلال تلك الفترات لاكتساب الخبرات والمهارات اللازمة عملياً من أرض الواقع.
حبيب أتش
من جانبه، لفت مدير ضمان الجودة في المصفاة حبيب أتش، إلى أن أبرز المشاريع التي تم إنجازها وإيضاح تكاليفها عن طريق قسم الهندسة والخدمات التابع للدائرة مشروع الإيقاف الاضطراري لوحدات المصفاة بطريقة آمنة بواسطة شركة هانويل بتكلفة نحو مليون دينار.
وأضاف أتش أنه من المشاريع ايضاً مشروع تبديل مفاتيح التشغيل الكهربائية ذات الجهد العالي في المحطة الرئيسية للمصفاة، وفي 8 محطات كهربائية فرعية بواسطة شركة إي بي بي، منوهاً إلى أن تكلفة المشروع تبلغ نحو مليون دينار، بالإضافة إلى مشروع لتبديل لوحات التحكم للمحركات الكهربائية ذات الجهد المنخفض بلوحات متكاملة مطابقة لأحدث المواصفات في هذا المجال.
وتابع أتش أنه تم تنفيذ المشروع في 5 محطات فرعية بكلفة تقدر بنحو 670 ألف دينار، كما تم إنجاز مشروع الحماية الكاثودية لرصيف الزيت في ميناء الشعيبة بتكلفة تقدر بنحو 650 ألف دينار.
وأكد أتش أن القسم الهندسي بدأ بتنفيذ المشروع الخاص، لتبديل وتطوير شبكة أنابيب الغاز ذات الضغط العالي بأنابيب ذات خواص معدنية مناسبة، لسريان الغازات المتطايرة، والغازات الحمضية المستنزفة، بكلفة تقدر بنحو 3 ملايين دينار.
وأوضح أتش أن دائرة ضمان الجودة هي احدى الدوائر المهمة في مصفاة الشعيبة، وتعمل على تقديم المساندة والدعم الفني لدوائر المصفاة المختلفة، وإدارتها العليا لاتخاذ القرارات الاستراتيجية، والشراكة في اتخاذ القرارات الصعبة، خصوصاً في الحالات الطارئة التي قد تؤثر على استمرارية تشغيل المصفاة، لافتاً إلى أنها تتكون من 3 أقسام مختلفة هي «التفتيش والتآكل»، والهندسة والخدمات»، و«الكفاءة الصناعية».
وقال أتش إن مهمة الدائرة بأقسامها الثلاثة، تقوم على التأكد من عمل جميع المعدات بالمصفاة على أسس متكاملة، من حيث السلامة، والكفاءة الميكانيكية والصناعية، لضمان الاستمرارية في عمليات التشغيل داخل وحدات التصنيع المختلفة بالمصفاة، وفحص جميع أنابيبها ومعداتها وخزاناتها، والتأكد من سلامتها وكفاءتها للعمل، وإعداد الدراسات الفنية، وتقديم المقترحات الخاصة بتطوير كفاءة وتشغيل جميع المعدات في وحدات التصنيع، بأحدث النظم والتكنولوجيا حسب المواصفات القياسية الهندسية، والمعايير الدولية والاجراءات الموصى بها، بالتعاون مع جميع الدوائر الأخرى في المصفاة.
وذكر أن مهامها أيضاً تقوم على مراجعة جميع وثائق ومخططات المشاريع الكبيرة والصغيرة داخل المصفاة، بالتعاون مع الدوائر الاخرى من جميع النواحي الفنية التي تشمل مراحل التصنيع، والتنفيذ، والتشغيل بأفضل الطرق الهندسية والصناعية.
وأضاف أتش أن أبرز مهام الدائرة تكمن في متابعة برامج الصيانة الدورية والوقائية لكافة وحدات التصنيع، بالتعاون مع قسم تخطيط الصيانة في دائرة الصيانة، وقسم تخطيط الصيانة، خصوصاً عند إجراء الصيانة الدورية الشاملة للمصفاة كل 5 سنوات، وصيانة الوحدات الأخرى، ومتابعة إصلاح المعدات داخل المصفاة على مدار الساعة في الحالات الطارئة أو في الظروف التشغيلية العادية يومياً.
وأكد أتش أن فريق الكفاءة الصناعية في مصفاة الشعيبة، لعب دوراً بارزاً في تحقيق المصفاة 96.1 نقطة في المسح الميداني، لتقييم المخاطر عام 2011 الذي يقوم به فريق مختص من شركات التأمين العالمية، لتكون أفضل منشأة نفطية في الكويت من ناحية انخفاض المخاطر التشغيلية، واحتمالية وقوع الحوادث المؤسفة.
وإعتبر أتش أن قسم التفتيش والتآكل يعد من أهم الاقسام التي ترتكز عليها مصفاة الشعيبة، باعتبار أنه المسؤول الأول عن فحص المعدات، والأنابيب، والخزانات بصفة دورية، والتأكد من سلامتها للعمل، ومراقبة أعمال التفتيش، وإصدار أوامر وإجراءات التصليح الضرورية واللازمة لأية معدة بالمصفاة، وفق أحدث الطرق والمعايير العالمية، لضمان استمرارية العمل بالمعدة، وعدم تعطل الإنتاج.
الرخيص
ومن جانبه، لفت مدير الصيانة بمصفاة الشعيبة المهندس صالح الرخيص، إلى أن أبرز التحديات التي واجهت فريق العمل أثناء فترة صيانة الوحدة هي ضخامة حجم الأعمال التي شملت تبديل حزمة أنابيب المبادل الحراري رقم 01 - 75 - E بالكامل، وهو من النوع المثبت رأسيا ويحتوي على 1084 أنبوبا بقطر 1 بوصة وبطول 62 قدما ووزن تقريبي 38 طنا، بالإضافة إلى استبدال 230 قدماً من الأنابيب قياس 48 بوصة.
وقال الرخيص إن تبديل حزمة الأنابيب لمبادل حراري بطول 62 قدما، لم تحدث مطلقاً في تاريخ المصفاة إلا أن إدارة مصفاة الشعيبة كانت على ثقة بمهارات وقدرات موظفيها، في تنفيذ هذا العمل الحرج عن طريق فريق عمل متعدد التخصصات، للتعامل مع تلك الأعمال الحرجة، دون الحاجة لأي دعم خارجي من الشركة المصنعة، أو المورد، أو أية جهة أخرى.
واعتبر الرخيص أن هذا الحدث يعكس مدى تفاني وكفاءة فريق الصيانة بالمصفاة في تنفيذ مهمته، ويظهر مدى قدرة موظفيها على التعامل مع الأعمال الحرجة بشكل آمن وكفاءة عالية وفقاً لنظم العمل، وإجراءات السلامة في شركة البترول الوطنية الكويتية.
حيدر أتش
ومن جهته، أوضح رئيس فريق الورش والأعمال العامة المهندس حيدر أتش أن فريق عمل الصيانة أجرى ورش عمل عديدة، لوضع استراتيجية دقيقة لتبديل حزمة أنابيب المبادل الحراري، قبل البدء بإيقاف الوحدة، مشيراً إلى أن هذه الورش اشتملت على مراجعة وتطوير عدد من الخطط المرتبطة بأعمال الصيانة مثل خطة فك ورفع ونقل المبادل، وخطة تبديل الأنابيب، وخطة إعادة المبادل إلى الموقع، بعد إتمام أعمال الصيانة وغيرها، ومنوهاً إلى أنه تم إجراء تقييم شامل للمخاطر المرتبطة بتنفيذ تلك الأعمال، واتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الوقائية اللازمة خلال فترة التنفيذ، وإجراء تقييم شامل لجميع الاحتياجات مثل الخدمات اللوجيستية، وقطع الغيار، والمعدات الثقيلة، والأدوات الخاصة، والتنسيق مع المقاولين.
وقال أتش إنه تم الاعتماد على رافعة بقدرة 1000 طن تم جلبها من الخارج، لتنفيذ نقل المبادل الحراري من مكانه ووضعه بشكل أفقي، خصوصاً أنه يصعب تبديل هذه الحزمة من الأنابيب بشكل عامودي نظراً لارتفاع المبادل، لافتاً إلى إتمام عملية التبديل خلال 25 يوماً في حين كانت المدة المقررة نحو 62 يوماً ومشيراً إلى أنه تم فحصها، واختبارها للتأكد من كفاءتها بنجاح قبل البدء بعمليات التشغيل.
الهاجري
وقال رئيس فريق عمليات المنطقة الأولى في المصفاة سالم الهاجري، إن دائرة العمليات أنجزت العديد من المشاريع خلال السنة المالية 2013/2012 ومنها، تنفيذ أنبوب مؤقت لإكمال عملية إغلاق وحدة مفرغات الهواء من المتكثفات لتفادي إغلاق المصفاة بكاملها، وتحقيق أرباح بقيمة 9900 دولار يومياً من ضخ 1000 برميل يومياً من غاز الوقود الفراغي الخفيف، واضافته لتغذية الوحدة رقم 68 (وحدة التكسير الهيدروجيني)، كما تم تحقيق ربحية بلغت 20000 دولار يومياً من زيادة طاقة العامل الحفاز من 60 إلى 68 في المئة في الوحدة رقم 8 (وحدة التكسير) لتحويل المنتجات، وتحقيق أرباح بلغت 3 ملايين دولار من تشغيل وحدة الزيت الثقيل (A) قبل موعدها بنحو 6 أيام.
وقال الهاجري: «تمكنا من تحقيق ربحية 250 ألف دولار شهرياً، بعد زيادة الطاقة الاستيعابية للوحدة رقم 17 «وحدة انتاج وقود الطائرات ATK» من 20 إلى 22 ألف برميل يومياً».
وتابع الهاجري أن من الإنجازات تحقيق ربحية 40 ألف دولار يومياً بعد تعديل منتجات الوحدة رقم 9 (وحدة فصل النافثا)، وزيادة منتج النافثا، وتحقيق 12.9 ألف دولار أرباحاً يومية من ضخ 1000 برميل من زيت الوقود الثقيل مع الغذاء للوحدة رقم 8 «وحدة التكسير».
السبيعي
ومن جانبه، أوضح رئيس فريق التفتيش والتآكل المهندس ناصر المدعج السبيعي، أن الوفر السنوي من إجراءات فريق التفتيش والتآكل بمصفاة الشعيبة يتراوح بين 4 إلى 5 ملايين دينار، لافتاً إلى أنه بالرغم من التخطيط لتكون مصفاة الشعيبة خارج نطاق العمل، وإغلاقها بشكل تام خلال العام 2017، إلا أن فريق التفتيش والإدارة يعملان على تشغيل وصيانة وحدات المصفاة، كما لو أنها ستبقى في نطاق العمل والإنتاج إلى الأبد.
وأشار السبيعي إلى أنه تم تطوير وتبديل كل من خطوط أنابيب المنو إيثايل أمين (MEA) إلى الأستينلس ستيل، وخطوط أنابيب الغاز المصاحب لكبريتيد الهيدروجين (Flash Gas) إلى انكونيل (Inconel 825)، للمحافظة على هذه الخطوط، ومنحها عمرا تشغيليا أطول، لتجنب حدوث أي تسرب منها، والمحافظة على السلامة والبيئة، بكلفة أكثر من مليون دينار.
وأكد السبيعي الانتهاء من تصميم برنامج يراقب ويتحكم بإحداثيات تشغيل الوحدات، يتعرف ويسجل ويبلغ المسؤولين حسب اختصاصاتهم في حال تعدي التشغيل للإحداثيات المعطاة، سواء الحرارة أو الضغط، وهو ماجنب المصفاة الأخطاء البشرية في التشغيل التي تحدث في بعض الحالات في جميع مصافي العالم، بالإضافة إلى شراء وتطبيق برنامج RBI وهو نظام تشغيلي يعتمد على التركيز على المناطق الخطرة والحساسة في الوحدات، وتجهيز وإعداد خطة عمل وفحص لها في الأوقات المناسبة من غير الإضرار بالمعدات أو الانتاج.
تعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}

تحليل التعليقات: