الرئيس التنفيذي لشركة ميناء صحار: مصفاة جديدة بمنطقة صحار الصناعية
كشف أندريه مويت الرئيس التنفيذي لشركة ميناء صحار عن توجه الحكومة لإقامة مصفاة جديدة في منطقة صحار الصناعية في الوقت الذي تشهد فيها المنطقة معدلات نمو كبيرة من حيث حجم المشاريع المنفذة والتي بلغت حجم استثمارتها 15 مليار ريال عماني متوقعا ان تشهد الخمس سنوات القادمة استثمارات اضافية في مشاريع صناعية وانتاجية تقدر تكلفتها بأكثر من 4 مليار ريال عماني.
واضاف في حديث مع الوطن ان ميناء صحار الصناعي والمنطقة الحرة بالميناء استطاعت خلال عشر سنوات ان تتقدم كثيرا عن موانئ سبقتها بسنوات طويلة مؤكدا على ان الموقع الاستراتيجي للسلطنة وما تمتلكه من مقومات استثمارية وعلاقات تجارية وسياسية مع مختلف دول العالم شكل حافزا ودافعا قويا في أن تبرز السلطنة بوجه عام ومنطقة صحار الصناعية بوجه خاصة كواحد من اكثر المناطق نموا وازدهار على مستوى العالم.
وقال أن ما تحقق بحق هو "إنجاز مبهر" فمنذ أن بدأت عمليات الإنشاء في عام 2002 كان الاعتقاد أنه بحلول وقتنا هذا سيكون حجم ما تم إنجازه حوالي 30% فقط والواقع ان ما تحقق حتى الآن في الميناء يناهز 90% من حجم الإنجازات الكلية المخططة. ومن ثم فسرعة النمو التي تحققت في ميناء صحار هائلة وعظيمة.
وهذا نص الحوار مع الرئيس التنفيذي لشركة ميناء صحار أندريه مويت،،،
* تحدثتم في تصريحات سابقة أنكم تنوون استقطاب ملايين الريالات عبر حملة تسويقية ستقومون بها في عدد من دول العالم والسؤال ما هي الدول التي ستركزون عليها ؟ وما أسباب اختيار هذه الدول ؟
- على مدى عشر سنوات كانت هناك حملات تسويقية كبيرة بالفعل لجذب استثمارات الى الميناء والمنطقة الحرة ولكننا الآن قررنا أن نشرع في حملة تسويقية جديدة ضخمة داخليا وخارجيا لجذب الاستمارات الى الميناء والمنطقة الحرة.
وقد طلبنا من احدى الشركات إجراء دراسة لنا لاختيار الأسواق والدول التي يجب أن نركز عليها في حملتنا وجهودنا التسويقية. ويأتي السوق العماني في المقدمة وهناك أسواق الشرق الأوسط ـ على وجه التحديد الإمارات والسعودية ـ والأسواق الرئيسية في آسيا مثل الصين وكوريا وتايوان. وهناك سوق مهم للغاية لنا وهي الهند. وهذا لا يعني وقف أنشطتنا مع السوق الأوروبية أو الأميركية أو الأفريقية، ولكننا سنركز الجزء الأكبر على الأسواق التي أشرنا اليها.
* ولماذا السوق الهندي بصورة خاصة؟
- الواقع أن حجم الاستثمارات الهندية في السلطنة كبير وكثير من الشركات الموجودة بالفعل في الميناء والمنطقة الحرة من أصول هندية. فالهند مستثمر كبير ليس فقط في ميناء صحار ولكن في السلطنة بصورة عامة.
* ما هي نوعية المشاريع والصناعات التي تركزون على استقطابها؟
- عندما تم تشييد الميناء توجه تركيزنا إلى ثلاثة محاور: الهيدروكربونات (استكشاف واستخراج النفط) والمعادن والحديد والخدمات اللوجستية، وهذا درس تعلمناه من ميناء روتردام. فميناء صحار هو مشروع مشترك بالمناصفة بين حكومة السلطنة وميناء روتردام. وعند بناء ميناء جديد يجب أن نركز بصورة كبيرة على جذب الاستثمارات لهذه المحاور الثلاثة.
يتم التركيز في المنطقة الحرة على المشروعات الصناعية والإنتاجية وهذا تحول جيد من تركيز الميناء على التصدير والاستيراد فقط الى إقامة مشروعات للتكرير والمصافي والصناعات الإنتاجية التي توفر فرص عمل أكثر. وهناك الكثير من الوظائف تم توفيرها حتى الآن في الأنشطة الأساسية في الميناء. ويجب أن نأخذ في الاعتبار أن كل وظيفة يتم توفيرها في الميناء تخلق ثلاث وظائف خارج الميناء والمنطقة الحرة في قطاعات عديدة مثل الخدمات والفنادق والوكالات والمتاجر وغيرها.
* هل لكم أن تضعونا في الصورة عن مدى جاهزية الميناء والمنطقة الحرة لإقامة مشاريع استراتجية مستقبلا ؟
- إذا نظرنا الى الميناء والمنطقة الحرة نجد أن هناك حاجة الى ثلاثة عناصر رئيسية وهي الطاقة والماء والاتصالات وهي متوفرة جميعها في الميناء، ويجري تطوير هذه الخدمات في المنطقة الحرة من خلال شركات الطاقة والماء والاتصالات لإرساء قواعد بنية تحتية ضخمة. وأنا دائما أعتقد أن هناك كميات كافية من الطاقة والمياه والاتصالات ولكن الجانب الجوهري يتعلق بتوزيع هذه الخدمات. كما يجب الأخذ في الاعتبار توفير حلول بديلة في ظل التقدم السريع في الإنجاز بأكثر مما كنا نتوقع.
* ما هي أبرز التحديات التي ترون أنها ما زالت تمثل عقبة حتى يأخذ الميناء الدور المتوقع منه ؟
- السلطنة تقوم بعمل جيد للغاية بوجه عام في إنشاء بنية تحتية رائعة ومنها الطرق السريعة. ويهمنا كميناء طريق مسقط صحار السريع حيث تم انجاز المرحلة الأولى والمرحلة الثانية من بركاء الى صحار والطرق الموجودة حاليا جيدة للغاية والتحدي الكبير التالي لنا هو تطوير خطوط السكك الحديدية.
والمخطط أن المرحلة الأولى ستكون (صحار - البريمي – أبوظبي) ضمن خط السكة الحديد الذي يربط بين دول مجلس التعاون الخليجي وهو ما سيضيف بعدا حيويا في أنشطتنا، ونأمل أن ينتهي العمل فيه في 2018.
* كيف تنظرون لما تمثله السكة الحديد التي تنوي السلطنة تنفيذها من صحار وحتى الدقم؟
- أعتقد أن أول خط سكة حديد سيكون صحار – البريمي – العين - أبوظبي ولاحقا سيضاف خط صلالة - الدقم على شبكة النقل الحديدي. والسكك الحديدي يمكن أن تلعب دورا محوريا في النمو الاقتصادي ولكن علينا التأكد من وجود كميات كافية للنقل الحديدي لتحقيق البعد الاقتصادي في نقل البضائع.
* كم تبلغ عدد المشاريع الموجود بالميناء وبالمنطقة الحرة حتى الآن وكم تبلغ التكلفة الاجمالية لهذه المشاريع؟
- هناك مشروع ضخم لاستصلاح جزء اضافي من البحر لتوفير مساحة إضافية للميناء 130 هكتار، فالمساحة المتوفرة تم تخصيص أغلبها بالفعل. ومن الوجهة الاستراتيجية يتوفر لدينا الآن بالفعل طاقات استيعابية وفيرة لسنوات عديدة للسفن القادمة والذاهبة. ونحن لا نقوم بالاستيراد فقط الى السلطنة ولكننا نقوم بالتصدير أيضا من المنطقة الحرة والمنطقة الصناعية. ويعد ذلك من أهداف استراتيجية التنمية في تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد فقط على صادرات النفط والغاز ولكن التأكد من اننا قادرين على تصدير منتجات صناعية من المنطقة الصناعية والمنطقة الحرة. وهذا من شأنه أن ينوع الاقتصاد الوطني ويوفر فرص عمل جديدة.
وعلى صعيد المشاريع المتنوعة هناك مشروع مهم للغاية لمصفاة جديدة ومشروع للبلاستيك (أوربك) تم الإعلان عنه بالفعل وهناك مشروع هام مشترك بين تكامل وإل جي الكورية للصناعات البلاستيكية المشتقة من العطريات وأيضا هناك مشروع لتكرير السكر ومشروع مخزون استراتيجي للسلع الغذائية الذي يتمثل في انشاء محطة لمناولة وتخزين الحبوب والمواد الغذائية الاستراتيجية. وهناك محطة جديدة للحاويات سوف تدخل الخدمة في شهر يناير المقبل بالإضافة الى الكثير من المشروعات الأخرى.
* هل لكم أن تضعونا في الصورة عن عدد المشاريع المتوقع تنفيذها بمنطقة الميناء خلال العام القادم والتكلفة المتوقعة لها؟
- حتى الآن تم استثمار حوالي 15 مليار دولار في الميناء والمنطقة الحرة من قبل الحكومة في البنية التحتية ومن مستثمرين أجانب وخلال الاعوام الخمسة القادمة من المحتمل أن تضاف مليارات دولار أخرى في المنطقة
* كيف تنظرون لمدى الاقبال الخارجي على الاستثمار بمنطقة صحار؟ وهل أنتم راضون عن حجم الاستثمار المحلي ؟
-أنا سعيد بحجم الاستثمار العماني وأيضا بالاستثمار الأجنبي وتوجد شراكات بين الشركات العمانية وشركات أجنبية. وهناك عوامل جذب في المنطقة الحرة تتمثل في إمكانية التملك بنسبة 100% للشركات الأجنبية، في حين يشترط أن يكون هناك شريك عماني للمستثمر الأجنبي في باقي أنحاء السلطنة. ومن الجدير بالذكر أن هناك الكثير من الشركات الأجنبية في المنطقة الحرة تدخل في مشروعات مشتركة مع شركات عمانية وذلك بإختيارهم ورؤيتهم ان مثل تلك الشراكة سوف تحقق الفائدة لنشاط أعمالهم.
* أين تضعون منطقة ميناء صحار الصناعية بين المناطق الاخرى الموجودة بالمنطقة؟ وهل تتخوفون من المنافسة؟
- هناك منافسة كبيرة بالفعل بين الموانئ في المنطقة وأرى أن تلك المنافسة شئ جيد لانها تدفع القائمين على كل ميناء بذل أقصى القدرات وتسخير كل ما لديهم من خلال وضع لوائح جيدة والتعامل بكفاءة ودعم الإنتاجية والسيطرة على المصروفات. وهناك ميزات جوهرية يتمتع بها ميناء صحار تمنحه قدرة على المنافسة مع الموانئ الأخرى في المنطقة. فنحن لدينا بنية تحتية جيدة، كما يتميز الميناء بموقع استراتيجي من الدرجة الأولى يشرف على مضيق هرمز الشريان البحري الحيوي الهام، ويمكننا أن نعمل كممر للمنطقة وهو ما يؤكد على قدرتنا على المنافسة مع الموانئ الأخرى ويمنحنا شعور بالثقة أننا قادرون على المنافسة. والشئ المهم أن هناك شركات عالمية كبرى تتولى إدارة الميناء فمحطة السوائل تدار من قبل شركة أويل تانكينج إحدى أكبر الشركات العالمية في قطاع النفط ومحطة الحاويات تديرها شركة هاتشيسون ثاني أكبر مشغل عالمي للحاويات فيما تتولى شركة ستاينويج الشحن العام. ومن خلال جذب مثل تلك الشركات الكبرى نضمن الحصول على كفاءتها وقدراتها الإنتاجية وهذا أساس صلب للمنافسة حيث أن هذه الشركات تقوم بإدارة الميناء بكفاءة جيدة للغاية.
* كم تبلغ نسبة النمو الذي حققها الميناء؟
في 2012 حققنا نموا 51% وفي العام الجاري استفدنا من شركة فالي البرازيلية التي تستقبل أكبر سفن للشحن التي تقوم بجلب الحديد المستورد من البرازيل وحققنا هذا العام حجم مناولة 50 مليون طن ومن المتوقع الوصول بالرقم الى 90 مليون في 2022 وبلغ عدد السفن التي تم مناولتها هذا العام في الميناء 2000 سفينة للصادرات والواردات.
* بعد أن تم تحويل السفن والبضائع من ميناء السلطان قابوس الى ميناء صحار هل سبب ذلك أي اعباء اضافية لكم ؟
- لا ليس عبئا وبقدراتنا الجديدة يمكننا التعامل مع عمليات الشحن التجاري لميناء السلطان قابوس، وحتى مع القدرات القديمة ليست هناك مشكلة على الإطلاق والآن نقوم بتوسيع ميناء الحاويات وسيصبح في وضع أفضل. فحجم مناولة البضائع في ميناء السلطان قابوس 9 مليون طن غير أنه من المتوقع توقف النقل الملاحي التجاري بصفة عامة في ميناء السلطان قابوس في 31 أغسطس 2014 وبالأخص أمام حركة الحاويات والشحن العام بعد تحويله الى ميناء للسفن السياحية وهو تحول جيد للغاية.
* كيف تنظرون لتوجه السلطنة لانشاء موانئ استراتيجية في الدقم وصلالة بالاضافة لميناء صحار وكيف ترون اهمية هذه الموانئ على المدى القريب والبعيد؟
-جيد للغاية أن تسثتمر السلطنة في البنية التحتية للموانئ، فبناء الموانئ والطرق يعود بفائدة كبيرة على أي دولة لتحقيق نمو اقتصادي في المستقبل. ومع وجود موانئ الدقم وصلالة وصحار في السلطنة يكون لديها ما أسميه "وجهة استراتيجية" للشرق الأوسط وشبه الجزيرة الهندية. ويجب أن تستفيد السلطنة من موقعها الاستراتيجي الذي جعلها طوال العصور الماضية بمثابة شريان عالمي حيوي رئيسي وهو الدور الذي يجب إحياؤه الآن لتصبح المحور الاستراتيجي لمنطقة الخليج والهند وشرق أفريقيا. والموانئ لا تنافس بعضها ولكنها تكمل بعضها البعض
* كيف أسهم ميناء صحار والمنطقة الحرة في خلق فرص عمل للعمانين وهل هناك من برامج تدريب تقومون بها؟
- هناك الكثير من البرامج التدريبية، وفي المنطقة الحرة توجد برامج تدريبية وكل شركة في الميناء والمنطقة الحرة تقوم بتدريب الكادر الموجود لديها. كما أننا بحكم موقعنا المجاور لجامعة صحار والكلية البحرية الدولية وكلية العلوم التطبيقية فإننا نتحدث مع القائمين على إدارة هذه المؤسسات التعليمية وتوضيح الصورة عن الوظائف التي ستكون لازمة في المستقبل لتقديم المناهج الصحيحة لإعداد الكادر الوطني المتخصص.
* ما مدى صحة ما يتردد عن ان هناك استثمارات كثيرة تعزف عن الدخول في مشاريع استثمارية بالمنطقة بسبب عدم توفر الكميات المطلوبة من الغاز؟ واذا كان كذلك كيف يمكن التغلب على هذه المشكلة؟
- الكثير من الشركات في الميناء تستخدم الغاز وحجم النمو في استخدام الغاز في السلطنة كبير ومن ثم على الحكومة ان تفكر في كيفية توزيع الغاز في المستقبل وهذا يتوقف أيضا على حجم الغاز الذي سيتم اكتشافه. وتتبع الحكومة استرتيجية حكيمة في توزيع واستخدام الغاز بحيث يتم تقييم العائد الاقتصادي قبل الحديث عن أي استهلاك لموارد الطاقة الطبيعية وهذا ما ننتهجه في صحار.
* كيف تنظرون الى البعد البيئي والأخذ بالمعايير العالمية في المحافظة على البيئة في أنشطة الميناء والمنطقة والحرة والمنطقة الصناعية؟
- الواقع أن تطوير الميناء يقوم على نهج طرق مستدامة تأخذ بالمعايير العالمية للتلوث ونحرص دائما على التأكد من التزامنا بعدم تجاوز تلك المعايير ولدينا أجهزة لقياس معدلات جودة الهواء في كل مكان في الميناء اضافة لذلك نستخدم ما يطلق عليه "الأنف الإلكترونية" لقياس كل شئ في جميع الأوقات للتأكد أننا في المساحة الخضراء وملتزمون بالأخذ بالمعايير العالمية للحفاظ على البيئة وأن أي نشاط عمل جديد يأتي الى ميناء صحار يلتزم بتطبيق أفضل أساليب مكافحة التلوث. ودائما ما نحرص على متابعة كل ما هو جديد ويمكن الأخذ به في الميناء والمنطقة الحرة للمحافظة على البيئة.
تعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}

تحليل التعليقات: