"تنمية المجتمع" تنجز تصميماً لمساجد صديقة لأصحاب الهمم

أنجزت وزارة تنمية المجتمع تصميماً لمباني المساجد في الدولة، لتكون صديقة لأصحاب الهمم من حيث سهولة ارتيادها، وإمكانية الوصول إليها، وتم اختيار التصميم ضمن أفضل 50 تصميماً للمباني الصديقة لأصحاب الهمم على مستوى العالم، كما تم توثيقه في موسوعة طبية باسم دولة الإمارات.

وقالت مدير إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم في الوزارة، وفاء حمد بن سليمان لـ«الإمارات اليوم» إن التصميم الذي أنجزه الخبير في علم الإعاقة بإدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم بالوزارة، ناظم المنصور، أخذ في الحسبان عدداً من العناصر التي تسهل ارتياد المسجد من قبل أصحاب الهمم، مثل وجود مسار خارجي يمكن الوصول إليه من موقف السيارات إلى المدخل الرئيس للمسجد، وكذلك وجود أنظمة لافتات تتبع المعايير الدولية في مجال خدمات أصحاب الهمم.

وتابعت بن سليمان أن إعداد التصميم تم بناءً على زيارات ميدانية لأعضاء لجنة شكلتها الوزارة، تتولى مهمة تقييم خدمات أصحاب الهمم المتوافرة في الأماكن العامة، وتتألف من أصحاب الهمم من ذوي الإعاقة السمعية والبصرية، ومستخدمي الكراسي المتحركة والأجهزة المساعدة، إضافة إلى مهندسين معماريين، ومتخصصي بناء، ومختصين في مجال ذوي الإعاقة.

وأضافت أنه بناءً على تلك الزيارات إلى مساجد عدة وأماكن مخصصة للصلاة في الأبنية العامة، ووفقاً لتحليل الأنماط الموجودة في المساجد، أوصت اللجنة بضرورة وجود أماكن دخول مخصصة لأصحاب الهمم، ومسار خارجي يمكن الوصول إليه من موقف السيارات إلى المدخل الرئيس ومنطقة خلع الأحذية ودورات المياه وأماكن الوضوء بالمساجد، فضلاً عن توفير مقاعد مخصصة في أماكن خلع الأحذية، وأماكن مخصصة للوضوء.

وكان عدد من أصحاب الهمم من الناشطين في اللجان والجمعيات والمؤسسات العاملة على رعاية حقوق وخدمات أصحاب الهمم الحكومية والأهلية في الدولة، طالبوا بضرورة تهيئة المساجد، وإجراء تعديلات على المباني القديمة منها، لتصبح ملاءمة لاستخدام أصحاب الهمم من ذوي الإعاقات المختلفة.

وتضمنت ملاحظاتهم ضرورة مراعاة مستوى الرصيف عند مواقف المركبات وسعة تلك المواقف، وتجنب المستويات المرتفعة والانحدار الشديد للممرات، ما يسهم في تسهيل حركة الكراسي، وكذلك وجود ممرات لأماكن الوضوء، وتوفير دورات مياه مخصصة لأصحاب الهمم، وممرات خاصة للمكفوفين ترشدهم إلى أماكن الوضوء وقاعة الصلاة، إضافة إلى توفير شاشات تقدم خدمات إرشادية وخطب صلاة الجمعة بلغة الإشارة لفئة الصم.

وأوضحت بن سليمان أن التصميم راعى مواصفات المرافق والأجزاء المختلفة المكونة لبناء المسجد، بما فيها مدخل المسجد، والطريق إلى قاعة الصلاة، ومكان الوضوء، ومرافق دورات المياه والطريق إلى مكان الوضوء، كما التفت التصميم إلى مشكلة أخرى تتعلق بأصحاب الهمم من الإعاقة السمعية، الذين يجدون صعوبة في سماع الأذان وخطبة الجمعة من خلال مكبرات الصوت.

وأفادت بن سليمان أن الوزارة حققت بإعدادها للتصميم إنجازاً عالمياً في بحث نوعي باسم «التصميم الشامل للمساجد لأصحاب الهمم»، الذي عرضته الوزارة أخيراً في مؤتمر دبلن حول التصميم الشامل لأصحاب الهمم، واختير ضمن أفضل 50 تصميماً للمباني لأصحاب الهمم على مستوى العالم، مشيرة إلى أنه تم نشر البحث في المكتبة الوطنية الطبية الأميركية، وفي موسوعة عالمية للتصميم الشامل للمباني.

وأكدت أن خطة وزارة تنمية المجتمع تهدف إلى تمكنها من توفير أبنية آمنة لأصحاب الهمم، بناء على مشاركتهم في تقييم أماكن الدخول والخروج إلى الأماكن العامة، بما فيها المساجد وأماكن الصلاة في المباني العامة، وكذلك السماح لهم بتحديد طبيعة احتياجاتهم ومتطلباتهم للدخول إلى المساجد، إضافة إلى مواصلة العمل على زيادة الوعي العام بمختلف احتياجات أصحاب الهمم في الأماكن العامة، ونشر سلسلة من المعايير الفنية والهندسية المعتمدة لمساعدة كل من المهندسين المعماريين ومصممي الديكور، وحثهم على تبني واتباع المعايير الدولية في المباني العامة.

تجدر الإشارة أن القوانين والقرارات والتشريعات في الدولة تضمن لأصحاب الهمم مجموعة من الحقوق، منها الرعاية الصحية، والتأهيل، والتعليم.

عناصر أساسية

التصميم يراعي احتياجات أصحاب الهمم عبر عناصر عدة أساسية، منها:

- سهولة الوصول إلى مدخل المسجد من المناطق الخارجية.

- وجود أماكن مخصصة لدخول أصحاب الهمم.

- وجود أماكن مخصصة في منطقة خلع الأحذية والوضوء.

- ضمان معرفة ذوي الإعاقة السمعية بوقوع الأذان.

وفاء بن سليمان:

- «التصميم تم إعداده وفق تحليل أنماط أبنية المساجد الحالية وبناءً على زيارات ميدانية».