الطقس الدافئ يمنح بريطانيا هُدنة مؤقتة من ارتفاعات أسعار الطاقة

تشير توقعات الطقس إلى ارتفاع درجات الحرارة في ليلة رأس السنة الجديدة في لندن، وتزامن ذلك مع هبوب رياح دافئة تجتاح إنجلترا، ما يخفف من حدة الأزمة غير المسبوقة التي تواجهها سوق الطاقة.

قد ترتفع درجة الحرارة في العاصمة البريطانية لتصل إلى 15 درجة مئوية (59 درجة فهرنهايت) في 31 ديسمبر وفقاً لتوقعات مكتب الأرصاد الجوية في بريطانيا، ومن المحتمل أن يكون الجو أكثر دفئاً في جنوب غرب البلاد للدرجة التي تقترب منها من الرقم القياسي السابق لأدفأ ليلة رأس السنة في إنجلترا عام 2011.

قال كريغ سنيل، خبير التنبؤات في "مكتب الأرصاد الجوية": "يمكننا القول بأمان أن ليلة رأس السنة في لندن ستكون على الأرجح الأكثر اعتدالاً، ولا يمكننا ربط حدث واحد بتغير المناخ، لكن المناخ الأكثر دفئاً سيبتعه بطبيعة الحال طقس أكثر دفئاً".

تسبب ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي والكهرباء في بريطانيا هذا العام في حدوث أزمة لدى موردي الطاقة في البلاد، حيث توقف أكثر من 20 منهم عن العمل، فيما تجري الحكومة محادثات مع الشركات العاملة في قطاع الطاقة لحماية المستهلكين من الارتفاع الكبير في الأسعار . ومن بين الاقتراحات الحصول على قرض خاص لدعم شركات الطاقة في تحمل تكلفة الاستحواذ على العملاء المنافسين، الذين توقفوا عن العمل للحد من الزيادة الحادة في الفواتير التي ستبدأ في أبريل.

يساهم الطقس الدافئ في بريطانيا وأوروبا بشكل كبير في خفض أسعار الطاقة على المدى القصير من مستوياتها القياسية المرتفعة التي سجلتها. حيث تراجعت أسعار الكهرباء للتسليم في اليوم التالي في بريطانيا وألمانيا، الأربعاء، لأدنى مستوى منذ مطلع نوفمبر.

يتزامن اعتدال الطقس مع التعرض لرياح قوية وسريعة ستزيد من طاقة تشغيل شبكة توربينات الرياح الواسعة في أوروبا ما سيحد من الحاجة لحرق الغاز والفحم باهظي التكلفة.

لكن الراحة القصيرة لا يمكن أن تكون مؤشر على اقتراب أزمة الطاقة في المنطقة من الانتهاء، فقد ارتفعت أسعار عقود الكهرباء الألمانية للعام المقبل بأكثر من 300% هذا العام، لتسجل أحد أكثر أسعار عقود الكهرباء القياسية في أوروبا في إشارة على استمرار ارتفاع الأسعار.

دفع ارتفاع التكاليف بعض المصانع لخفض الإنتاج. وأعلن أحد أكبر مصانع الألمنيوم في أوروبا الذي تديره شركة "ألكوا" في إسبانيا، الأربعاء، عن خطط لوقف الإنتاج لمدة عامين لمواجهة استمرار ارتفاع تكاليف الطاقة.

يتوقع بنك الاستثمار "إنفستيك" تحمُّل الأُسر في بريطانيا لزيادة فواتير الكهرباء بمقدار 18 مليار جنيه إسترليني (24 مليار دولار) عام 2022. حيث قال محللون من بينهم ناثان بايبر، إن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي بنحو 400% هذا العام سيدفع سقف السعر - الحد الأقصى لما يمكن أن تفرضه الشركات على معظم العملاء – للارتفاع 56% في أبريل.

يتوقع مكتب الأرصاد الجوية أن ينتهي الطقس الدافئ في بريطانيا الأسبوع المقبل لتعود درجات الحرارة لطبيعتها الباردة كما في يناير.

ستعاود متوسطات ​​درجات الحرارة اليومية في لندن في المتوسط بحلول يوم الثلاثاء 4 يناير لمعدلاتها الطبيعية على المدى الطويل في هذا الوقت من العام، والذي يتراوح حول 5 درجات مئوية وفقاً لـ"المركز الأوروبي لتوقعات الطقس في الأجل المتوسط". يبلغ متوسط ​​التوقعات اليومية ليوم 31 ديسمبر 12.5 درجة مئوية مع ارتفاع أعلى بقليل من 14 درجة مئوية في ذلك اليوم.