بابكو تستعد لإطلاق أكبر مسح لاستكشاف الغاز قبالة السواحل البحرينية

كشف الرئيس التنفيذي لمجموعة «بابكو إنرجيز» مارك توماس لـ«الأيام»، أن البحرين تدخل اليوم واحدة من أكثر محطاتها الاستراتيجية أهمية في مسيرة استكشاف الغاز، مع انطلاق تنفيذ أكبر مسح زلزالي ثلاثي الأبعاد في تاريخها، يغطي مساحة 4,800 كيلومتر مربع قبالة السواحل البحرينية.

وأعرب توماس عن تفاؤله بالنتائج المرتقبة، مؤكدًا أن توظيف أحدث التقنيات العالمية في هذا المشروع يعزز من فرص اكتشاف تراكيب غازية جديدة وواعدة، بما يفتح آفاقًا نوعية أمام مستقبل الطاقة في المملكة.

وأوضح أن الامتداد الجيولوجي الممتد من السعودية مرورًا بالبحرين وقطر وصولًا إلى إيران، يزخر بفرص واعدة لوجود تراكيب غازية، مؤكدًا ثقته في قدرة «بابكو» على اكتشافها في ظل توظيف أحدث التقنيات المتقدمة التي يجري تطبيقها اليوم.

مبينًا أن الجدول الزمني للمشروع يرجح إمكانية بدء عمليات الحفر في عام 2028، في حال تأكيد وجود تراكيب غازية، معتبرًا أن تحقيق ذلك سيمثل تحولاً استراتيجيًا محوريًا في أمن الطاقة لمملكة، ويعزز من مكانتها كمركز رئيسي لقطاع الغاز والطاقة على مستوى المنطقة.

وأشار توماس إلى أن الغاز يشكل مستقبل الطاقة، في ظل التوجه العالمي نحو مصادر وقود أكثر استدامة وأقل انبعاثًا للكربون. لافتًا إلى أن «بابكو إنرجيز» تعمل على تلبية الطلب المتنامي على الغاز في البحرين مع الالتزام بخفض الانبعاثات، مضيفًا أن الشركة تنفذ حزمة من البرامج لربط إنتاج الغاز بمشاريع الطاقة المتجددة، بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مع التطلع مستقبلاً إلى إدراج الطاقة النووية كخيار استراتيجي.

وفي سياق متصل، لفت توماس إلى جانبٍ من التحولات التقنية التي يشهدها قطاع النفط والغاز، مبينًا أن الصناعة تنتج يوميًا كميات ضخمة من البيانات، وكان التحدي يكمن في كيفية استثمارها وتحويلها إلى نتائج عملية ملموسة.

غير أن دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي وإدارة البيانات الضخمة خلال العقد الأخير أحدث نقلة نوعية، إذ أضحى من الممكن تحليل هذه البيانات بكفاءة أعلى وتوجيهها نحو تحسين القرارات ورفع كفاءة العمليات في القطاع.

وأضاف أن المهام التي كانت تتطلب شهورًا أو حتى سنوات من العمل البشري باتت تُنجز اليوم في غضون ساعات أو دقائق معدودة بفضل هذه التقنيات، ما انعكس على رفع كفاءة الصناعة وتسريع وتيرة أدائها لمستويات غير مسبوقة، الأمر الذي يتواءم مع استراتيجية «بابكو» في الابتكار التي تقوم على ثلاثة محاور رئيسية: رفع الكفاءة التشغيلية، وخفض التكاليف، وتعظيم إنتاجية رأس المال البشري. مؤكدًا أن عنصر السرعة يمثل العامل الحاسم في هذه المسارات كافة، سواء على صعيد إنجاز العمليات أو في سرعة الوصول إلى النتائج.

وعلى صعيد مشاركة الشركة في مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط للنفط والغاز وعلوم الجيولوجيا «ميوس جيو 2025»، الذي أقيم خلال الفترة من 16 إلى 18 سبتمبر، أكد توماس أن مشاركة «بابكو إنرجيز» تأتي في إطار الحرص على استعراض أحدث الحلول التقنية في قطاع النفط والغاز، مشيرًا إلى أن هذا الحدث يشكل منصة رائدة لتبادل المعرفة والخبرات بين كبرى الشركات، بما يسهم في دعم نمو القطاع ورفع تنافسيته إقليميًا وعالميًا.