كييف تتعرض لقصف روسي قبل لقاء زيلينسكي وترمب

شنت القوات الروسية غارة جوية مكثفة على العاصمة الأوكرانية كييف عشية محادثات مرتقبة بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الأميركي دونالد ترمب لبحث خطة تهدف إلى إنهاء الحرب مع موسكو.

امتد الهجوم لأكثر من تسع ساعات، ونُفذ عبر طائرات مسيّرة وصواريخ، ما أسفر عن مقتل شخص واحد في كييف وإصابة ما لا يقل عن 19 أخرين، إضافة إلى تعطّل إمدادات الكهرباء والمياه واندلاع حرائق في عدد من أحياء المدينة.

ووجد نحو ثلث سكان كييف، التي يتجاوز عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة، أنفسهم دون تدفئة، في ظل درجات حرارة تقترب من الصفر.

قال عمدة كييف فيتالي كليتشكو، في سلسلة منشورات على تطبيق "تليغرام"، إن عدة مبانٍ سكنية متعددة الطوابق أُضرمت فيها النيران، إلى جانب سيارات وممتلكات أخرى، كما نُقل 11 مصاباً إلى المستشفيات.

وفرضت السلطات انقطاعات طارئة للتيار الكهربائي في العاصمة، متجاوزة جداول الانقطاعات الدورية المقررة، في وقت تعطلت فيه أيضاً إمدادات المياه.

وذكرت وزارة الطاقة الأوكرانية أن الانقطاعات الكهربائية طالت كذلك منطقة كييف الكبرى، إضافة إلى منطقة تشيرنيهيف في شمال البلاد.

جاء القصف قبل يوم واحد من الموعد المقرر للقاء زيلينسكي مع ترمب في مدينة بالم بيتش بولاية فلوريدا، في إطار مساعٍ للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ نحو أربع سنوات.

محادثات السلام مع أميركا

أعلن الرئيس الأوكراني يوم الجمعة أنه يعتزم تنقيح الاتفاقيات بين كييف والولايات المتحدة قدر الإمكان، على أن تُستكمل بخطة سلام شاملة من 20 بنداً تتطلب مساهمات من روسيا وأوروبا.

كما أنه يخطط لبحث قضايا حساسة مع ترمب، من بينها مستقبل إقليم دونباس ومحطة زابوريجيا النووية.

بحسب الجدول الرسمي للرئيس الأميركي، من المقرر عقد الاجتماع في الساعة الثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلي.

ويقضي ترمب عطلة الأعياد في منتجعه "مارالاغو".

قال زيلينسكي لموقع "أكسيوس" (Axios) يوم الجمعة إنه مستعد لطرح أي اتفاق إطاري محتمل على استفتاء شعبي إذا وافقت روسيا على وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً على الأقل.

قبل محادثاته مع ترمب، يعتزم زيلينسكي إجراء اتصال هاتفي مع قادة أوروبيين قرابة الساعة الخامسة مساءً بتوقيت وسط أوروبا يوم السبت، وفقاً لشخص مطلع على الأمر.

موقف موسكو

في الوقت الذي يستعد فيه زيلينسكي للتوجه إلى الولايات المتحدة، أثارت تصريحات صدرت من موسكو في وقت متأخر من يوم الجمعة تساؤلات حول مدى اقتراب التوصل إلى اتفاق نهائي.

ووصف نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي، خطط كييف الأخيرة بأنها "مختلفة جذرياً" عن النقاط الرئيسية التي ناقشتها موسكو مع الولايات المتحدة خلال الأسابيع الماضية.

وأضاف ريابكوف أن أوكرانيا وحلفاءها الأوروبيين "ضاعفوا جهودهم لإفشال" أي اتفاق فعلي من شأنه إنهاء الصراع الذي اندلع مع الحرب الروسية في فبراير 2022.

كما نقل شخص مقرب من الكرملين لوكالة "بلومبرغ نيوز" في وقت سابق من الأسبوع أن موسكو ستسعى إلى إدخال تعديلات جوهرية على الخطة الأميركية الأوكرانية، من بينها فرض قيود إضافية على قدرات الجيش الأوكراني.