نبض أرقام
12:32 م
توقيت مكة المكرمة

2025/06/29
2025/06/28

العروض الوهمية خطر على الأسواق والمستهلكين

2014/03/28 الراية القطرية

طالب عدد من المواطنين والمقيمين تشديد الرقابة على عروض المولات والمجمعات التجارية التي تعلنها بين الفترة والأخرى، التي يتم الإعلان عنها متضمنة تنزيلات تصل في بعض الأحيان لـ50%، خاصة مع بداية كل موسم.

وحذروا في الوقت نفسه من تعرض المستهلكين للغبن والخداع من بعض هذه التنزيلات والعروض التي يرونها غير صحيحة، مشددين على ضرورة توعية الناس لمثل هذه العروض كونها خطرا على ميزانية المستهلكين ولها انعكاس سلبي على سمعة الأسواق.

وثمنوا لـ الراية الاقتصادية على دور إدارة حماية المستهلك بوزارة الاقتصاد في حماية المستهلكين من بعض التجاوزات التي يرونها تسيئ للحركة التجارية، خاصة فيما يتعلق بتحديد توقيتات ونسب التخفيضات.

وكشفوا عن بعض العروض السياحية مثل "التايم شير" التي تخدع المستهلكين والتي يتم إخطارهم بأنهم فازوا بجائزة مشروطة بالحضور إلى مقر الشركة والاستماع إلى عروض ترويجية.

وشددوا على أهمية أن تكون العروض حقيقية بتخفيضات فعلية لأن العروض التجارية المتواصلة في المولات الكبرى والمحلات الشهيرة تُعتبر من أهم عوامل الجذب للمستهلكين في الدولة، إلى جانب دورها الكبير في تفعيل حالة التنافس بين التجار لتقديم المنتجات الأفضل التي يحتاج الناس إليها بأسعار مناسبة.

بضاعة كاسدة

وفي هذا الصدد انتقد يوسف درويش أغلب العروض التي تقدمها الأسواق التجارية الكبرى على اعتبار أنها "ضحك على الذقون"، مشيراً إلى أن ازدحام الأسواق بالبضائع دفع الكثيرين من أصحابها لوضع إعلانات لهم تكشف عن تنزيلات لأصناف محددة من بضائعهم التي لم يجدوا لها رواجاً بين الناس فيما سبق، ما يعني أنها تنزيلات لبضاعة قديمة وكاسدة لديهم لا يجدون تصريفاً لها، ولذلك يعلنون عن تخفيضات أسعارها، ولتحقيق ربح إضافي وحالة إقناع كبيرة عند الناس يضعون في إعلاناتهم بعض الأصناف المرغوبة للمستهلكين، ويضعون تحتها "الكمية محدودة" لجذبهم، وحينما تذهب إليهم يقولون لك انتهت الكمية، ولم يعد المنتج موجوداً، ما يضطرك لشرائه بالسعر المحدد قبل العرض، ما يعني أنها عملية جذب للمستهلكين فقط، وإيهامهم بأن هذا المنتج مطلوب.

وأضاف يوسف: نلاحظ أيضاً في بعض العروض والتنزيلات أن الأسعار لم تتغير عما كانت عليه من قبل بل هي نفسها ولكن بشكل عرض وتنزيلات، وكذلك تجد مجموعة بسيطة من السلع التي عليها بالفعل خصماً ولكنه خصم قليل لا يتناسب مع قيمة العروض المعلن عنها، وغيرها من الملاحظات التي يمكن أن يكتشفها المستهلكون وهم يتابعون هذه العروض والتنزيلات.

وأضاف إن الحل الأمثل يكمن بزيادة الرقابة من قبل إدارة حماية المستهلك ووزارة الاقتصاد والتجارة على هذه التنزيلات والعروض، وبالأخص على كميتها وأصنافها، وذلك قبل الموافقة على منح ترخيص العروض لهذا المجمع أو ذلك المحل.


التخفيضات بسيطة

ويؤيده في الرأي خليفة المالكي الذي يصف بعض هذه العروض والتنزيلات بالوهمية، ومجرد عملية جذب للناس لزيارة هذه المجمعات والمحلات التجارية، وشراء حاجيات قد لا يكونون بحاجة إليها، ولكن للاستفادة من وهم العروض التي يعلنون عنها.

وأشار خليفة من واقع تجربته الشخصية أنه في بعض الأحيان اشترى بعض السلع من هذه العروض ووجدها غير صالحة، أو صلاحيتها قاربت على الانتهاء، ومن ذلك مواد التنظيف كالصابون وغيره، التي تُفاجئ عروضها الزبائن، حيث تجد عشر حبات صابون بعشر ريالات رغم أن هذا المنتج نفسه كان قبل العرض بما لا يقل عن أربع ريالات للحبة الواحدة، وحينما تستخدمه تجده سيئاً، وكذلك فيما يخص بعض السلع الخاصة بأدوات المطبخ ومفارش المنازل، والتي غالباً ما يكون التخفيض عليها بسيطاً جداً، ولا يتعدى الريال أو الريالين فقط عن السعر الحقيقي لهذه السلع قبل التخفيضات.

وأضاف خليفة إن كل ذلك من الممكن تفاديه ومنعه بوجود رقابة صارمة على هذه العروض ومتابعة حثيثة لها، لضمان حقوق المستهلكين وفي الوقت نفسه أرباح تلك المجمعات والمحلات ومصداقيتها بين الناس، مشيراً إلى أن هذه العروض تعتبر جيدة فيما لو كانت صحيحة وتحت رقابة مشددة، وخاصة أن الأسواق التجارية الكبرى تشكل متنفساً كبيراً للمواطنين والمقيمين على حد سواء، وما تقدمه من عروض تجارية حقيقية تحسن من قدرة الناس على الشراء، وتوفر لهم سلعاً ومنتجات بأسعار معقولة، وضمن حدود قدراتهم المادية، كما أنها تشيع حالة من التنافس في جذب الزبائن وهي حالة إيجابية تعود بالنفع على الجميع.

احتيال في عروض سياحية

ومن جانبه كشف منير اليافعي عن عروض أخرى ولكن سياحية تقوم بها وكالات أو مكاتب سياحية خارجية بالدوحة، يتعرض زبائنها لحالة من الخداع الشبيه بالنصب والاحتيال لدرجة كبيرة، مشيراً في هذا الصدد إلى وجود عدد من الشباب المتواجدين في المولات والأسواق التجارية يعرضون جوائز سياحية على زوار المولات والأسواق، أو خدمات سياحية لمجرد زيارتك لمكتبهم، وحينها تكون المفاجأة بعرض سياحي لمدة سنة وبسعر مغري وبطرق إقناعية رهيبة، ولتكتشف بعدها أن هذا العرض مشروط بعدة اشتراطات لم تكن تعرف بها، وبالتالي لن تستفيد منه بالطريقة التي تم الإعلان عنها، مشيراً إلى أن الغريب في هذا الأمر أن هذه الشركات معظمها خليجية وليست قطرية.

وأضاف منير فيما يخص عروض المجمعات والمحلات التجارية : يمكن تقسيم هذه العروض لعدة مستويات بحسب نوعيتها والهدف منها، وليست اعتباطاً، فهناك عروض يكون الهدف منها ترويجي وإعلاني لسلع بعينها تكون جديدة في السوق ويهتم التاجر بترويجها بين الناس، وهناك عروض تفرضها المنافسة بين الأسواق التجارية لاستقطاب زبائن جدد، وهناك عروض لمواد تموينية تكون بحالة جيدة ولكن كمياتها محدودة، وغيرها من الأسباب التي تدفع التجار لعرض بضائعهم ضمن بند التنزيلات، ويجد الناس بالفعل في هذه العروض فروقاً في الأسعار ما قبل التنزيلات وما بعدها.

وتابع قائلاً: وبالرغم من عدم امتلاكي لمعلومات كاملة عن هذا الموضوع إلا أنه ومن خلال معارفي أستطيع القول إنه أيضاً هناك عروض غير حقيقية ينتقدها الجميع، ولابد على التاجر أن يحترم زبائنه، ويقدم لهم الجيد، وخاصة أن الكثير من الناس سيصدقون هذه التخفيضات وسيقبلون على الشراء على اعتبار أن هذا المجمع كبير، أو هذا المحل مشهور، ولذلك لابد من وجود رقابة مستمرة على مختلف العروض والتنزيلات التي تطلقها المجمعات والمحلات والمكاتب السياحية وغيرها.

أصناف محددة

ويؤكد فيصل المري أن عروض بعض المجمعات التجارية وغيرها من محلات الماركات الشهيرة كانت تقدم فيما مضى عروضاً حقيقية على بضائعها، ومن مختلف الأصناف، خضراوات وأغذية وألبسة وكهربائيات وإلكترونيات والكثير غير ذلك، بينما نجد اليوم أن غالبية هذه المجمعات والمحلات تقوم بتنزيلات وعروض على أصناف محددة فقط، ما يشي بوجود عيب ما في البضاعة أو أنها كاسدة أو ما شابه ذلك، وهذا ما جعل الكثيرين باعتقادي يعزفون عن زيارة هذه المجمعات والمحلات والتوجه للأسواق الشعبية التي زادت من أعداد زوارها في الفترة الماضية نظراً لمصداقية أسعارها وإمكانية المفاوضة مع البائع على السعر للتوصل إلى سعر يرضي الطرفين، وكذلك إمكانية التبديل والترجيع بسهولة أكبر من المحلات الكبيرة والمجمعات التجارية.

وأضاف فيصل بأن هناك مشكلة أخرى تصادف المستهلكين في هذه العروض، تتمثل في إنفاقهم بأكثر مما تحتمل ميزانيتهم لشراء أصناف بكميات تفوق احتياجاتهم، وعلى سبيل المثال يعرض بعض الأسواق شراء 3 علب عصير بسعر يفرق عن الحقيقي بريالين أو ثلاثة وهذا إغراء للزبون الذي يشتري هذا العرض رغم عدم حاجته للثلاث علب، وبالتالي يتعرض بعضها للتلف بعد مدة إذا لم تستعمل، كما أن الذهاب إلى الأسواق والمجمعات والمحلات التجارية دون تخطيط مسبق أو تحت ضغط العروض والتنزيلات يؤدي إلى شراء سلع وبضائع قد لا يكون المستهلك بحاجة إليها، وربما لم يفكر بشرائها لو لم تكن ضمن عروض المجمعات والمحلات، وذلك يعتبر نوعاً من التبذير غير المبرر، لذلك أعتقد أن الأفضل أن تكون هناك عروض على الأصناف نفسها من دون مضاعفتها كشرط للشراء.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.