أكد رمزي الجردي رئيس مجلس الأعمال الأمريكي في دبي والامارات الشمالية أهمية دولة الامارات الاقتصادية والتجارية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، مشيراً الى أن الدولة تعتبر أكبر وجهة للصادرات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا .
وقال الجردي ل "الخليج" إن حجم التبادل التجاري بين الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الامارات ارتفع بنسبة 5 .8% إلى نحو 8 .98 مليار درهم (9 .26 مليار دولار) خلال عام 2013 مقارنة بعام 2012 .
أضاف الجردي "لفهم العلاقة التجارية بين الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية ينبغي تسليط الضوء على الاستراتيجية الجديدة التي اتخذتها أمريكا من أجل التركيز على زيادة أنشطة التصدير خلال السنوات القليلة القادمة، وتقوم الفكرة على تعزيز الوضع المالي الأمريكي بزيادة حجم الصادرات، وضمن هذه الخطة تعتبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من المناطق المهمة في العالم، في حين تركز أمريكا على الإمارات كوجهة للصادرات الامريكية خلال السنوات المقبلة .
وتابع: تجاوزت الامارات نظيراتها من دول المنطقة مثل السعودية والهند وتركيا ومصر من حيث استيراد البضائع الامريكية خلال العام الماضي ويعود هذا الأمر إلى كون الإمارات مركزاً إقليمياً للتجارة والشحن وإعادة التصدير ولا سيما كونها من أهم الأسواق التجارية أيضاً .
ووصل حجم صادرات الإمارات الى الولايات المتحدة الى نحو 4 .8 مليار درهم ، بينما وصلت قيمة الصادرات الامريكية إلى الدولة إلى ما يقارب 90 مليار درهم .
وارتفعت قيمة صادرات البضائع من الامارات الى أمريكا منذ 1985 حتى 2013 بنسبة 8 .227%، بينما ازدادت قيمة الصادرات الامريكية إلى الامارات بنسبة 4027% خلال الفترة نفسها .
وجاءت واشنطن كأكبر الولايات المصدرة للإمارات خلال عام ،2013 بنحو 8 .14 مليار درهم ، بينما جاءت ولاية تكساس في المركز الثاني بنحو 8 .9 مليار درهم، وارتفعت الصادرات الامريكية من مقاطعة كولومبيا بنسبة 39% الى 26 .8 مليار درهم خلال الفترة نفسها لتأتي في المركز الثالث .
وحلت كل من ولاية فلوريدا في المركز الرابع بنحو 12 .8 مليار درهم، بينما جاءت ولاية نيويورك في المركز الخامس ب 43 .7 مليار درهم، وفي المركز السادس جاءت ولاية كاليفونيا ب 6 مليارات درهم، وأما المركز السابع فكان لولاية كونيكيت التي صدرت نحو 42 .4 مليار درهم إلى الإمارات خلال العام الماضي .
وحلت في المراكز السابع والثامن والتاسع كل من ولاية نيو جيرسي بنحو 4 .3 مليار درهم وولاية جورجيا بما يقارب 3 مليارات درهم وولاية أوهايو بنحو 4 .2 مليار درهم .
وسجل شهر مارس/آذار 2013 أعلى معدل للصادرات الأمريكية إلى الإمارات الذي وصل إلى أكثر من 98 .10 مليار درهم أي ما يعادل 99 .2 مليار دولار مرتفعاً بنسبة 43% مقارنة بشهر مارس 2012 .
واستحوذت معدات النقل على 38% من إجمالي صادرات الولايات المتحدة الى الدولة وذلك ب 5 .34 مليار درهم اي ما يعادل 4 .9 مليار دولار خلال عام 2013 .
الأجهزة الإلكترونية
وتوزعت الصادرات الامريكية الى الامارات بين الحواسيب والأجهزة الالكترونية التي وصلت الى ما يقارب 3 .14 مليار درهم والاجهزة غير الكهربائية بنحو 9 .6 مليار درهم وبلغت صادرات أمريكا من المعادن الرئيسية المصنعة نحو 7 .6 مليار درهم ومنتجات المعادن المشكلة 8 .5 مليار درهم والكيمياويات 7 .3 مليار درهم والمنتجات الزراعية 6 .2 مليار درهم .
وتوقع الجردي ان يشهد حجم التبادل التجاري بين الإمارات وأمريكا نمواً استثنائياً خلال العام الحالي 2014 ، وذلك استمراراً لمستويات النمو التي شهدتها التجارة بين البلدين حتى في ظل الازمة العالمية، مدفوعةً بنمو الاقتصاد الاماراتي إضافة للفوز بإكسبو 2020 الذي سيضيف دفعة جديدة للاقتصاد وللتجارة بين البلدين .
وأكد أن اقتصاد الإمارات سجل مستويات اداء مميزة خلال النصف الثاني من عام 2012 حتى 2014 ، ويتوقع ان يستمر في تحقيق أعلى المعدلات خلال الفترة المستقبلية تبعاً لتطلع العديد من الشركات نحو المعرض الدولي الذي تستضيفه دبي في عام 2020 .
وجهة مميزة للأعمال
وقال الجردي إن الشركات الامريكية ترى في الإمارات والتي يصل عددها إلى أكثر من 1000 شركة، وجهة مميزة لإنشاء الأعمال وذلك لتوفر مناخ استثماري يمتاز بالاستقرار السياسي والاقتصادي ولا سيما أن عامل الأمان يعد من أحد أهم العوامل الجاذبة للشركات الأمريكية لإقامة مقرات إقليمية لها في الإمارات .
وأشار الجردي الى ضرورة تشجيع الشركات الأمريكية على دخول سوق الامارات والاستثمار في الفرص المتنوعة التي توفرها الامارات ومن بينها البنية التحتية والسياحة والمباني الذكية والمبادرات الخضراء والطاقة الشمسية والطاقة المتجددة .
وأضاف أن معرض إكسبو الدولي 2020 فرصة مثالية للشركات الامريكية للاستثمار في المشاريع التي يتطلبها المعرض، وأن جميع الشركات العالمية ومن بينها الامريكية تصبو للاستثمار في المعرض وخاصة في قطاع البنية التحتية الذي سيشهد تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الستة القادمة .
أما بالنسبة للاستثمارات الجديدة ، فقال الجردي إن الشركات الامريكية تتطلع نحو دول مجلس التعاون الخليجي وخاصة دولة الامارات للاستثمار في مشاريع الانشاءات واقامة مكاتب لها في الدولة ، ومن ضمن المشاريع الضخمة التي تعتزم الشركات الأمريكية الاستثمار فيها مشروع سكة الحديد "قطار الاتحاد" وتوسعة خطوط المترو في دبي وسكة الحديد في السعودية .
وتوقع الجردي أن تشهد المرحلة المقبلة العديد من الاعلانات حول استثمارات إماراتية جديدة في الولايات المتحدة ، اما بالنسبة للاستثمارات القائمة ، فهنالك العديد من الاستثمارات في قطاع التجزئة ومراكز التسوق والترفيه والصناعات الالكترونية الدقيقة وصناعة الطيران .
ويعتبر استثمار شركة مبادلة من خلال وحدتها شركة استثمار التكنولوجيا المتطورة "آتيك" "غلوبل فاوندريز"، وهي شركة تملكها بنسبة 100%، من اكبر الاستثمارات الاماراتية في الولايات المتحدة الامريكية ،حيث تقوم بتصنيع أشباه الموصلات .
وتلعب مبادلة دوراً مهماً من خلال الوحدات التابعة لها في التجارة بين الامارات والولايات المتحدة وذلك خلال شركة ستراتا في العين والتي تقوم بتزويد شركة بوينغ الامريكية بقطع هياكل الطائرات بوينغ 777 و787 وغيرها .
نقل المعرفة
وأكد الجردي أن الشراكة بين ستراتا الإماراتية وبوينغ الأمريكية هي قصة نجاح عظيمة، تتضح في تزويد شركة بوينغ بأجزاء من هياكل طائرات بوينغ وذلك من خلال استخدام اياد إماراتية لإدارة هذه المنشأة ومن هذا المنطلق ترتكز رؤية الامارات على نقل المعرفة الى المواطنين الاماراتيين وليس فقط الاستثمار في قطاع الطيران والدفاع .
النشاط السياحي
أما بالنسبة للأنشطة السياحة بين البلدين، قال الجردي إن دولة الامارات أصبحت مركزاً مهماً للسياحة من معظم دول العالم وخاصة للأمريكيين، حيث تلعب الناقلات الوطنية دوراً مهماً في زيادة أنشطة السياحة بين البلدين، مع العلم أن شيكاغو ستصبح المحطة التاسعة لطيران الإمارات في الولايات المتحدة الأمريكية بعد إطلاق الخدمة اليومية المقبلة إلى بوسطن في ولاية ماساشوستس بداً من مارس/آذار 2014 .
وتلعب الإمارات والاتحاد بالإضافة إلى الطيران الامريكي دوراً مهماً في زيادة أعداد المسافرين وزيادة السياح ولا سيما زيادة انشطة التجارة وذلك من خلال الرحلات المباشرة التي توفرها طيران الامارات وطيران الاتحاد بين الدولة والولايات المتحدة ولا توفرها الشركات الامريكية .
مجلس الأعمال الأمريكي
قال الجردي إن مجلس الأعمال الأمريكي في دبي والإمارات الشمالية "إيه بي سي" يعمل تحت رعاية غرفة دبي للتجارة والصناعة ويعمل كجزء لغرفة التجارة الامريكية في الامارات ليمثل المجلس المصالح التجارية الأمريكية في دبي والإمارات الشمالية، ويحافظ على علاقات قوية مع قادة المجتمع الذي يعيش ويعمل به الأعضاء .
ويتألف المجلس من أعضاء من جميع قطاعات الأعمال والصناعة الذين يقومون باختيار مجلس الإدارة سنوياً، حيث يصل عدد هؤلاء الى نحو 500 عضو، ويعد مجلس الإدارة هو المسؤول عن الرؤية الاستراتيجية للمنظمة لضمان تحالفات قوية مع مسؤولي الحكومة الأمريكية والإمارات .
وتتمثل رؤية المجلس في 3 أهداف رئيسية هي تعزيز أنشطة التبادل التجاري بين الإمارات وأمريكا من خلال اقامة فعاليات تخص الشركات من الجانبين إضافة الى زيادة التواصل البشري بين المجتمع الاماراتي والامريكي في دبي والامارات الشمالية وأما الهدف الأخير فيقوم على زيادة التواصل بين الشركات الأمريكية مع الهيئات الإماراتية والقنصلية الامريكية من أجل تقريب وجهات النظر وعرض المشكلات التي تواجهها وحلها في حال تكونها إضافة الى العوامل التي تؤثر في نمو وتطوير الشركات الأمريكية في الإمارات .
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: