أكّد رجل الأعمال عبدالمحسن بن عبدالعزيز الدحيلان أن عمليات الردم التي شهدتها شواطي المنطقة الشرقية في الدمام والخبر أسست لبناء أحياء نموذجية متكاملة، أبرزها أحياء كورنيش الخبر، والشاطئ، والمباركية في الدمام.
وقال الدحيلان: إن شركته تشهد تطوراً كبيراً في العالم، أهّلها لفتح فروع لها في دول الخليج وأوروبا، ووجّه حزمة من النصائح للجيل الجديد، مركزاً على أهمية استثمار الوقت في عمل الأشياء المفيدة والصالحة، مشدداً على أهمية التثقيف الذاتي وعدم الركون إلى الراحة والكسل.
* حدثنا عن طبيعة نشاط شركتكم؟
- نشاط الشركة عقاري استثماري، حيث نقوم بشراء الأراضي الخام ونعمل على إصلاحها وتخطيطها، وإدخال كل متطلبات البنية التحتية فيها، مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي، ومن ثم بيعها للراغبين في شراء أراض، سواء للبناء عليها، أو لتنفيذ مشروع ما عليها، والشركة لا تمانع من تأسيس شراكات مع الشركات الأخرى إذا كانت مساحات الأراضي المستصلحة كبيرة وتصل إلى عدة ملايين من الأمتار، حيث نميل إلى مشاركة الشركات الأخرى للقيام بجزء من المهمة.
* متى تأسست الشركة وما هو نوع الاستثمارات التي ركزتم عليها في البداية؟
- تأسست الشركة عام 1975، أي قبل نحو أربعين عاماً، وفي البدايات، ركزنا على استصلاح الأراضي البحرية، التي كانت تتميز بعدة مميزات، حيث كانت هذه الأراضي كثيرة وترجع لأشخاص اشتروها من الدولة، وكانت تحتاج إلى عمليات استصلاح مكثفة نظراً لإقبال المستثمرين والناس عليها لأغراض متعددة.
* وما هي المناطق أو الأحياء التي استصلحتم فيها الأراضي؟
- الشركة قامت باستصلاح أراض لعدد من أهم الأحياء في المنطقة الشرقية، مثل حي الكورنيش في الخبر، والشاطئ، وحي المباركية في الدمام، ولكن كورنيش الخبر يعد أول المشاريع التي قمنا بتنفيذها، حيث قمنا بإجراء عمليات دفن بمساحات كبيرة، مستخدمين المعدات الثقيلة، ونجحنا في دفن ما يقرب من 5ر1 مليون متر مربع من أجود الأراضي، التي تم بيعها للمستثمرين، الذين أقبلوا بكثافة على هذا الأراضي، لعلمهم بأهميتها تجاريا وسكنياً، امتد مخطط المشروع من فندق الميرديان إلى الطريق الساحلي، وهذه المسافة كانت في السابق جزءاً من البحر، وقمنا بدفنها، وكان لهذا الأمر تأثيره الإيجابي على مناخ مدينة الخبر، حيث قللت عمليات الدفن من نسبة الرطوبة العالية التي كانت تميز المنطقة سابقاً، كما أنها قللت من الروائح النفاذة والكريهة التي كانت تنبعث في هذه المنطقة الضحلة، يضاف إلى ذلك أن عمليات الدفن أوجدت سواحل جاهزة لتنفيذ كورنيش نموذجي، ليس على مستوى المملكة، وإنما على مستوى منطقة الخليج وربما العالم.
* ولكن توجد واجهات بحرية أخرى في المملكة؟
- أتفق معك، حيث توجد بجانب حي الكورنيش في الخبر، يوجد كورنيش حي الشاطئ في الدمام، وحي المباركية في الدمام، وقد استثمرت فيهما الشركة، وبهذه المناسبة أناشد سمو الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، أن يعيد لحي "المباركية" هذه التسمية بدلا من الاسم الجديد الذي تريد الأمانة أن تطلقه على الحي، وهو حي الحمراء، علما بأن حي الحمراء سابقا كانت مساحته لا تزيد على 500 متر، فيما كانت مساحة حي المباركية تزيد على 2000 متر مربع، مما يستوجب أن نطلق على الحي مسمى المباركية، نظراً لاشتهار هذا الاسم عما سواه.
* وماذا عن حي الشاطئ في الدمام؟
- هذا الحي من أهم الأحياء في المنطقة، وفيه شاطئ بمساحة 20 كيلومتراً، وكلفة عمليات ردم هذا الكورنيش بمساحة الأراضي على الشركة بلغت 248 مليون ريال، فيما قامت أمانة المنطقة الشرقية بعمليات التطوير والسفلتة، وأتذكر أننا قدمنا دراسة ردم هذا الكورنيش للأمانة في عام 1400 هـ، وتمت الموافقة عليها.
* أليس لكم نشاطات استثمارية أو عقارية خارج المملكة؟
- شركتنا لها فروع متعددة في جميع أنحاء العالم، وهذه الفروع لها مشاريعها في عدد من الدول، مثل البحرين، ودبي، والكويت، وبعض الدول الأوروبية، ولكن يبقى المركز الرئيسي في المنطقة الشرقية.
* ذكرت أن عمر شركتكم هو أربعون عاماً، فيما بلغ عمر صحيفة "اليوم" خمسين عاما.. فما هو تأثير الصحيفة على شركتكم إعلامياً وكيف كانت العلاقة بينهما؟
- شهادتي في صحيفة "اليوم" مجروحة، فهي صحيفة المنطقة الشرقية الأولى، ولو وُجد لها أكثر من منافس، كما أنها الرائد الإعلامي للمنطقة ولسانها الناطق وصوتها الذي يصل إلى ولاة الأمر، والصحيفة كانت لها إسهامات معروفة على المستوى الاقتصادي، كما كان لها إسهامات على المستوى الاجتماعي، والشركة طيلة السنوات الماضية، كانت حريصة على تدعيم علاقتها بالصحيفة في نشر أخبارها، والإعلان فيها، ولا أخفيك سراً أن لي كتابات وإسهات صحفية في اليوم، وغيرها في الصحف الأخرى، ولكن الأكثرية في صحيفة اليوم.
* ما هي النصيحة التي توجهها للشباب من الجيل الجديد؟
- نصيحتي لجيل الشباب، عليهم أن يدركوا مضمون مقولة: "من جد وجد، ومن زرع حصد"، كما أنصحهم أن يؤمنوا بالحكمة القائلة: "لا تؤخر عمل اليوم للغد"، مع الوضع في الاعتبار أن ساعات اليوم أصبحت تسير بسرعة الصاروخ، واليوم ينتهي بمجرد أن يبدأ، والأسبوع يمضي وكأنه يوم واحد، لذا على الجيل الجديد أن يجتهد في استثمار الوقت واستغلاله الاستغلال الأمثل، ولا يضيع منه شيئاً، وأنصحهم أيضا بالاهتمام بالتعليم، وأن يثقفوا أنفسهم بأنفسهم، والارتقاء بمستواهم وإمكاناتهم، وأن يحددوا أهدافهم بكل دقة، ويسعون إلى تحقيقها من أقصر الطرق، يُضاف إلى ذلك الاهتمام بالتعامل الراقي والنبيل مع الجميع.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: