نبض أرقام
08:27 م
توقيت مكة المكرمة

2025/12/21
2025/12/20

بعد 15 عاماً من الحكم: كيف غير "بوتين" روسيا والعالم؟

2015/05/08 أرقام

فاز "فلاديمير بوتين" برئاسة روسيا لأول مرة في 7 مايو/أيار عام 2000، وقبل انتخابه بأيام، صرح بأنه لا يتخيل انعزال بلاده عن أوروبا، وبعد 15 عاماً من توليه السلطة، أصبحت موسكو في عزلة دولية مع عقوبات مفروضة ضدها وبوادر حرب باردة جديدة مع الغرب.

ونشرت صحيفة "الجارديان" تقريراً أوضحت من خلاله كيف استخدم "بوتين" 15 أسلوباً لتغيير روسيا والعالم خلال هذه الفترة.
 

 
- أوكرانيا..جورجيا..والجوار القريب

تسبب الصراع شرقي أوكرانيا بين الانفصاليين الموالين لموسكو والقوات الحكومية في تزايد التوترات بين روسيا والغرب على مدار العام الماضي، ولكن ذلك من وجهة نظر "بوتين" يمثل تصحيحاً للماضي بعد ضمه شبه جزيرة القرم إلى بلاده.

وبرز ذلك جلياً في استخدام "بوتين" عقيدة القوة لحماية مصالح روسيا عند شنه حرباً في جورجيا منذ 6 سنوات، حيث تدخلت موسكو بقوات لوقف توسع حلف "الناتو" – لا سيما الولايات المتحدة - وتقدمه نحو الأراضي الروسية.

وتزامنت العقوبات مع ضعف الاقتصاد نتيجة لهبوط أسعار النفط، ولكن "بوتين" حقق أهدافه الاستراتيجية مع دفع تكاليف ليست بالكثيرة.
 

 
- معارضة حلف "الناتو"

خلال حقبة الرئيس "بوريس يلتسن"، انتهجت روسيا سياسة التعاون مع "الناتو"، وتغير كل ذلك بعد تولي "بوتين"، فمن أول حوار مع "بي بي سي" أصر على أن توسع الحلف يمثل تهديداً لروسيا، والآن تستعرض موسكو عضلاتها مجدداً حيث غيرت عقيدتها العسكرية تماماً بوضع "الناتو" على رأس التهديدات التي تواجه البلاد.

وفي الأشهر الأخيرة، أرسلت دول الحلف أكثر من 100 طائرة لاعتراض مقاتلات روسيا اخترقت أجواءها بالإضافة إلى الغواصات النووية التي تنتهك المياه الإقليمية، وتزايدت حدة التوترات بعد إعلان بولندا ودول البلطيق نيتها الانضمام إلى "الناتو".
 

 
- الحكم المطلق

في الوقت الذي يحاول فيه "بوتين" السيطرة على الأزمة الاقتصادية، فإنه يثبت دعائم حكمه في البلاد، وفي عام 2004، وقع مشروع قانون يتيح للرئيس تولي مناصب أخرى بعد انتهاء ولايته، وهو ما حدث بعد أن أصبح رئيساً للوزراء وفاز "ديميتري ميدفيديف" بالرئاسة، وكان ذلك أشبه بلعبة الكراسي الموسيقية.

ولكن "بوتين" أعلن أنه لن يرشح نفسه لانتخابات الرئاسة في 2018، ولو حدث ذلك، فسوف يتجاوز فترة حكم "ليونيد بريجينيف" التي بلغت 18 عاماً، وحتى الزعيم السوفييتي "جوزيف ستالين". 

- تقديس الشخصية

يجب عدم الاستهانة بفترة حكم "يلتسن" التي شهدت قيوداً شديدة على المواطنين والإعلام، ومنح "بوتين" بعض الروح للشعب بعد أن تولى السلطة من خلال رفع مستوى المعيشة وتحسين الاقتصاد بعد أزمته الحادة في 1998، وهو ما رفع منزلته في أوساط روسيا والعالم أجمع.
 

 
وفي الوقت الحالي، يواجه "بوتين" أزمة أخرى تمثلت في هبوط "الروبل" – الذي بدأ التعافي مقابل الدولار – وهبوط أسعار النفط التي بدأت في الاستقرار هي الأخرى، ولام الكثيرون "بوتين" بعد قرارات البنك المركزي برفع معدل الفائدة، فيما ذكره وزير المالية الأسبق "أليكسي كودرين" بأن النمو الاقتصادي الذي حققه بنسبة 7% نهاية ولايته الأولى هبط إلى 0.6% فقط في 2014. 

- نمو السكان

عند تولي "بوتين" الرئاسة، كان النمو السكاني في تراجع ينذر بالخطر حيث بلغ حوالي 150 مليون نسمة عند انهيار الاتحاد السوفييتي وفقدان مليون شخص تقريباً كل عام، ولكن في عام 2010، بدأ النمو السكاني في الارتفاع مرة أخرى.

ويرجع ذلك إلى تحسن الاقتصاد بشكل كبير حيث أقبل الشعب الروسي على الإنجاب بعد تحسن أحواله المعيشية، ويبلغ حالياً ما يقرب من 146 مليون نسمة، كما زاد 2.2 مليوناً بعد ضم شبه جزيرة القرم، ومع عودة عدم اليقين الاقتصادي، من المتوقع تراجع معدل المواليد بنسبة 4%. 

- محور آسيا

تحول "بوتين" في السنوات الأخيرة نحو تعزيز التعاون الاقتصادي والعسكري مع دول آسيوية يتزايد اقتصادها بقوة وتقبل بشراهة على موارد الطاقة الروسية الضخمة، وفي العام الماضي، أبرم "بوتين" اتفاقين كبيرين للغاية لتوريد الغاز للصين بقيمة 400 مليار دولار بالإضافة إلى تصدير روسيا لتكنولوجيا السكك الحديدية لكوريا الشمالية.
 

 
- القمع

لم تعد روسيا دولة مرحبا بها ديمقراطياً بعد سجن عملاق قطاع النفط الملياردير "ميخائيل خودوروفسكي" واغتيال شخصيات معارضة بارزة، ولكن نقطة التحول المحورية كانت خلال فصل الشتاء عامي 2011-2012، بعد اندلاع العديد من الثورات في الشرق الأوسط، وهو ما أقلق "بوتين" ولكنه تحرك سريعاً حيث شن حملات موسعة ضد الفساد بعد تزايد الجريمة. 

- رؤية أخلاقية

بالإضافة إلى قمع المعارضة، تم فرض قيود على الإنترنت والمنظمات غير الحكومية، وشهدت ولاية "بوتين" الثالثة سلسلة قوانين ناجمة عن رؤية أخلاقية روسية تقليدية مثل سن تشريعات ضد المثليين والتحرش، بالإضافة إلى مواجهة أي محاولات لتشويه دور السوفيت في الحرب العالمية الثانية. 

- عالم متعدد الأقطاب

تعتمد سياسة "بوتين" الخارجية على مواجهة سياسة هيمنة القطب الواحد، ويحاول التعاون مع الصين لتشكيل قطب آخر مواجه للغرب وإحداث توازن على الخارطة السياسية العالمية. 

- عداء بريطانيا

تحول العلاقة بين روسيا والمملكة المتحدة إلى التناقض مع محاولات باردة للتقارب بسبب التجسس والقتل، ومع ذلك، فإن العديد من المواطنين الروس يفضلون الاستثمار في لندن ويعتبرونها موطنهم الثاني.
 

 
- منزلة رياضية مكتشفة حديثاً

كان تنظيم دورة الألعاب الشتوية "سوشي" عام 2014 بمثابة انتصار لـ"بوتين" الذي حشد الدعم لتنظيم هذه البطولة، وفازت روسيا بالعديد من الميداليات الذهبية، بالإضافة إلى عدم وقوع أي أحداث من شأنها تعكير صفو البطولة تنظيمياً أو أمنياً، مما زاد من شعبية "بوتين" وصعود نجمه محلياً ودولياً.
 

 
- الفساد

على الرغم من شن حملات موسعة لمواجهة الفساد، فشل "بوتين" في زعزعة الاتهامات الموجهة ضده بكونه غير أمين ويحمي الفساد، واحتلت روسيا المرتبة 136 في مؤشر الشفافية الدولية من بين 175 دولة. 

- القوات المسلحة

ورث "بوتين" جيشاً لم يكن على قدر المطلوب ولا يلبي طموحاته، وخلال ولايته الثانية، سرد عدة إصلاحات لتدعيم وتعزيز قدرات الجيش الروسي، كما أن شنه حرباً ضد جورجيا رآها العديد من المراقبين بمثابة كارت إرهاب ودعاية لقدرات قواته المسلحة من خلال انتصار غير مقنع، ويبلغ إنفاق روسيا على الدفاع حالياً حوالي 81 مليار دولار.
 

 
حملات دعائية جديدة

بدأ الإعلام الروسي يروج لنظيرة المؤامرة الغربية – والأمريكية على وجه الخصوص – والتي يتم توجيهها ضد موسكو، كما توسعت وكالات الأنباء الروسية في وصولها إلى العديد من دول العالم بعد أن تم إطلاقها بالعديد من اللغات، وذلك لتوصيل رسالة موسكو.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.