تعتزم الشركات الصينية المدرجة في بورصة هونغ كونغ تبكير موعد صرف الأرباح النقدية للمساهمين إلى الربع الثاني في خطوة ربما تقلل من حدة تذبذب اليوان خلال العام.
من المتوقع أن ترتفع التوزيعات، التي تتطلب تحويل الشركات للأرباح من اليوان إلى دولار هونغ كونغ، إلى 36.1 مليار دولار خلال الفترة من أبريل إلى يونيو، أي نحو ضعف متوسطها للفترة نفسها على مدار الأعوام التسع الماضية، بحسب بيانات جمعتها بلومبرغ. ونتيجة ذلك، من المتوقع انخفاض توزيعات الربع الثالث أكثر من النصف.
"من المرجح جداً أن يكون تبكير صرف التوزيعات النهائية إلى الربع الثاني متعمداً، لإعطاء فسحة من الوقت بين التوزيعات لتفادي زيادة العبء على اليوان في الربع الثالث" بحسب وو تشوان، مدير الصناديق في "بوروي لإدارة الصناديق" (Borui Funds Management Co) في بكين.
وأضاف أن "تحويل العملة على مراحل قد يكون طريقة أخرى لتقليل الضغط الهبوطي على العملة".
اليوان محط الأنظار
يحظى مصير اليوان باهتمام كبير هذا العام إذ أن الحرب التجارية التي أطلق شرارتها الرئيس الأميركي دونالد ترمب تركز على استهداف الصين. أعلن ترمب الشهر الماضي رسوماً جمركية بنسبة 145% على الكثير من منتجات الدولة الآسيوية، وتراجع اليوان 2% أمام الدولار خلال الشهور الست الماضية، مسجلاً أداء أقل من كل نظرائه الآسيويين البالغ عددهم 16 باستثناء عملتين.
إيرادات معظم الشركات الصينية المدرجة في هونغ كونغ باليوان، لكن الشركات تصرف التوزيعات للمساهمين بعملة المدينة، وهذا التحويل عادة ما يشكل ضغطاً على سعر اليوان في التعاملات الخارجية.
تعزيز العوائد
تغيير جدول صرف التوزيعات ربما يكون مدفوعاً أيضاً، ولو بشكل جزئي، بمساعي الجهات التنظيمية الصينية لتعزيز العوائد للمساهمين. وتضمن دليل إرشادي من 9 نقاط نشره مجلس الدولة العام الماضي مبادرةً لتوزيع المزيد من أرباح الشركات على المستثمرين، وحدد تدابير لزيادة توزيعات منتصف العام.
البنوك من الأمثلة الجيدة على التحول الذي يشهده العام الجاري. من المتوقع أن يوزع "بنك التعمير الصيني" (China Construction Bank Corp.) أرباحاً نقدية نهائية بإجمالي 6.8 مليار دولار في مايو، وهو الذي كان دائماً ما يصرف تلك التوزيعات خلال الربع الثالث.
من بين الشركات الأخرى التي تعتزم تقسيم توزيعاتها النهائية إلى دفعتين يجري صرفهما خلال النصف الأول من العام كل من "بنك الصين المحدود" (Bank of China Ltd) و"بنك الاتصالات" (Bank of Communications) و"بنك الادخار البريدي الصيني" (Postal Savings Bank of China)، بعدما كانت عادة ما تصرفها في الربع الثالث.
الانخفاض المرتقب للتوزيعات خلال الربع الثالث ربما يأتي أقل من المتوقع حالياً لأن بعض الشركات لم تعلن بعد عن تاريخ التوزيع. على سبيل المثال، عادة ما تصرف شركتا "تشاينا موبايل" (China Mobile) و"بينغ آن للتأمين" (Ping An Insurance) ثقيلتي الوزن أرباحاً مرحلية خلال النصف الثاني من العام، لكنهما لم تعلنا عنها بعد.
أكبر المساهمات
من بين أكبر المساهمين في التوزيعات القياسية خلال الربع الثاني شركة "تينيسنت هولدينغز" (Tencent Holdings) التي من المنتظر أن تصرف توزيعات نهائية بقيمة 5.33 مليار دولار، بزيادة 33% عن مستواها قبل عام. كما ستوزع شركة "جيه دي دوت كوم" (JD.com) أرباحاً بقيمة 1.46 مليار دولار وشركة "تشاينا هونغكياو غروب" (China Hongqiao Group) لصناعة الألمنيوم 1.24 مليار دولار، وكلها توزيعات قياسية.
الأخبار التجارية أصبحت أهم عامل بالنسبة للمستثمرين في جميع أنحاء آسيا، لتطغى على أي تطورات محلية.
وعلى الرغم من ظهور بوادر الأسبوع الماضي على احتمال حدوث تقدم قريباً نحو حلحلة جمود الموقف الصيني الأميركي، فقد تستغرق المفاوضات عدة أشهر.
"كان هناك حديث عن أن الشركات الصينية المدرجة في هونغ كونغ تهدف إلى تكثيف توزيعاتها النقدية للربع الثاني وسط ترقب لاحتمال زيادة تقلبات سعر الصرف في المرحلة المقبلة" بحسب كوك هوونغ وونغ، رئيس مبيعات الأسهم للمؤسسات لدى "مايبنك سيكيوريتيز" (Maybank Securities) في سنغافورة
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: