نبض أرقام
05:37 م
توقيت مكة المكرمة

2025/09/04
2025/09/03

قصة نجاح .. كيف بنى فتى بسيط إمبراطورية أثاث إيكيا؟

2025/08/31 أرقام

في عالم الأثاث المنزلي، تبرز "إيكيا" كواحدة من أكثر العلامات التجارية تأثيرًا وانتشارًا. ما يميز هذه الشركة ليس فقط منتجاتها ذات التصميم العملي والأسعار المناسبة، بل أيضًا رحلتها الفريدة التي بدأت من فكرة بسيطة في ريف السويد، وانتهت إلى حضور عالمي في عشرات الدول.

 

قصة "إيكيا" هي مثال واقعي على كيف يمكن لرؤية واضحة، واستجابة ذكية للتحديات، أن تؤسس نموذجًا تجاريًا ناجحًا ومستدامًا. من بدايات متواضعة إلى استراتيجية توسع مدروسة، ومن أخطاء تعلمت منها إلى ابتكارات غيّرت شكل الصناعة، تقدم "إيكيا" تجربة تستحق التأثير.

 

 البدايات المتواضعة: من أعواد الثقاب إلى طاولة المطبخ

 


- وراء كل إمبراطورية قصة مؤسس استثنائية، وقصة إيكيا تبدأ مع إينجفار كامبراد، الذي وُلد عام 1926 في ريف السويد لأسرة بسيطة.


للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام


- نشأ كامبراد في بيئة تقدّر العمل الجاد والاقتصاد في الإنفاق. وبعمر ست سنوات، بدأ أولى تجارته الصغيرة ببيع أعواد الثقاب التي كان يشتريها بالجملة من ستوكهولم ويبيعها في بلدته.

-
 وعندما بلغ السابعة عشرة، استخدم مكافأة دراسية من والده لتأسيس شركة أطلق عليها اسم IKEA .

- في بدايتها، لم تكن الشركة تبيع الأثاث، بل سلعًا منزلية صغيرة تُعرض في كتالوجات وتُرسل عبر شاحنات الحليب.

 

عبقرية ولدت من الأزمات: قصة "الأثاث المفكك"

 


 

لم تكن فكرة إيكيا نابعة من رؤية متكاملة منذ البداية، بل تطورت كرد فعل ذكي على تحديات واجهها كامبراد.
 

- كانت الفكرة الأساسية تتمثل في تقديم منتجات جيدة بأسعار مناسبة، لكن تنفيذها تطلب حلولًا مبتكرة.
 

- من أبرز هذه الحلول: الأثاث المفكك. لم يكن هذا الخيار مخططًا له، بل جاء نتيجة موقف عملي حين لم تستطع سيارة نقل استيعاب طاولة، فقام أحد الموظفين بفك أرجلها لتوفير المساحة.
 

- من هنا وُلدت فكرة شحن الأثاث مفككًا، مما خفّض تكاليف النقل والتخزين، ونقل مهمة التركيب إلى العميل.

 

- هذه التجربة تؤكد أن الابتكار غالبًا ما ينبع من مواجهة المشكلات، وأن كل تحدٍ يحمل في طياته فرصة للنمو.

 

غزو العالم.. خطوة بخطوة وبصبر استراتيجي

 


 

- منذ البداية، كان التوسع الدولي جزءًا أساسيًا من رؤية كامبراد، فالسوق السويدية المحدودة لم تكن كافية لطموحاته.

- بدأت إيكيا توسعها بحذر، مستهدفة الدول الإسكندنافية المجاورة. افتتحت أول فرع دولي في النرويج عام 1963، ثم في الدنمارك عام 1969.

- هذا التوسع التدريجي أتاح ترسيخ العلامة التجارية محليًا قبل الانطلاق نحو أوروبا.

 

القفزة الأوروبية ودرس اليابان القاسي
 

في عام 1973، قرر كامبراد دخول السوق الأوروبية من بوابة سويسرا، مؤمنًا بأن النجاح هناك يعني إمكانية النجاح في أي مكان.
 

- استغل فجوة في السوق، حيث كانت شركات الأثاث صغيرة وأسعارها مرتفعة. وحقق متجره الأول خارج زيورخ نجاحًا كبيرًا، تبعه نجاح أكبر في ألمانيا، التي أصبحت لاحقًا أكبر سوق لإيكيا.
 

- لكن النجاح لم يكن دائمًا مضمونًا. ففي عام 1974، دخلت إيكيا السوق اليابانية، لكنها انسحبت بعد 12 عامًا.

- السبب؟ تجاهلت الشركة الفروقات الثقافية، فالمجتمع الياباني لم يتقبل فكرة "اصنعه بنفسك"، كما أن حجم الأثاث لم يكن مناسبًا للمنازل اليابانية الصغيرة.
 

- تعلمت إيكيا من هذا الدرس أن المنتج يجب أن يتكيف مع العميل، لا العكس. وعندما عادت إلى اليابان عام 2006، قدمت خدمات التوصيل والتركيب، ومنتجات مصممة خصيصًا للسوق المحلي، فحققت نجاحًا ملحوظًا.

 

استراتيجية التميز: وصفة إيكيا للنجاح

 

يكمن نجاح إيكيا في استراتيجية متعددة الأبعاد، يمكن تلخيصها في ثلاث ركائز:

1- الهوية السويدية

إيكيا لا تبيع أثاثًا فقط، بل تنقل جزءًا من الثقافة السويدية:


- التصميم: ساهمت في نشر التصميم السويدي البسيط والأنيق عالميًا.
 

- الأسماء: أضفت أسماء المنتجات مثل (Poäng) و(Ektorp) طابعًا فريدًا وجاذبية خاصة.
 

- الشعار: استُوحي من ألوان العلم السويدي، مما عزز الهوية الوطنية.

- الطعام: أصبحت كرات اللحم السويدية ومطاعم إيكيا جزءًا من تجربة التسوق.
 

 - 2  التكلفة و"تأثير إيكيا"
 

حافظت إيكيا على أسعارها المعقولة من خلال:
 

- الأثاث المفكك: الذي يقلل من تكاليف النقل والتخزين.

- علاقات الموردين: تبني علاقات طويلة الأمد قائمة على التعاون، مما يضمن الجودة والاستقرار.

- تأثير إيكيا: تشير الدراسات إلى أن الناس يقدّرون المنتجات التي يشاركون في صنعها، مما يعزز القيمة النفسية للمنتج.
 

 3- تجربة تسوق مبتكرة

حولت إيكيا عملية شراء الأثاث إلى تجربة ممتعة:

 - 
المعارض الضخمة: تقع غالبًا في الضواحي، وتُصمم كمستودعات ذكية.

 - 
التصميم الداخلي: تعرض المنتجات داخل نماذج غرف حقيقية، لتساعد العملاء على تصور استخدامها.

 - 
الخدمات المتكاملة: مثل مناطق لعب الأطفال والمطاعم، تجعل من زيارة المتجر تجربة مريحة للعائلة.

 

إمبراطورية على مفترق طرق: تحديات المستقبل

 

رغم نجاحها، تواجه إيكيا تحديات جديدة في عالم سريع التغير:

- نقاط القوة: علامة تجارية عالمية، أسعار تنافسية، تجربة تسوق مميزة، فهم عميق للسوق.

 - 
نقاط الضعف: جودة بعض المنتجات لا تنافس الأثاث الفاخر، والاعتماد على التصنيع الخارجي.

- الفرص: التوسع في الأسواق الناشئة، وتعزيز التجارة الإلكترونية.
 

- التهديدات: تباطؤ الاقتصاد العالمي، والمنافسة من المتاجر الإلكترونية.
 

تستجيب إيكيا لهذه التحديات بتحويل متاجرها إلى مراكز لتلبية الطلبات عبر الإنترنت، وتتبنى استراتيجية الاستدامة تحت شعار "إيجابية للناس والكوكب"، بهدف أن تصبح شركة دائرية بالكامل بحلول عام 2030.
 

المصدر: كاسكيد

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.