يعد معدل الأطفال غير الملتحقين بالمدارس في نيجيريا من بين أعلى المعدلات في العالم، إذ يبلغ عدد هؤلاء الأطفال حسب تقديرات اليونسكو 20.2 مليون طفل، وهي مشكلة تواجهها البلاد على مدار عقود رغم الجهود السياسية المختلفة المبذولة لمعالجتها.
المشكلة الأساسية
يتسرب عدد كبير من الأطفال من المدراس ليس بسبب صعوبة الوصول إليها، بل لأن الأطفال تقضي سنوات في الفصول الدراسية دون اكتساب مهارات القراءة والكتابة والحساب الأساسية لذلك تبدأ الأسر في العزوف عن الدراسة، وعندما يفقد الآباء ثقتهم في التعليم تتعثر معدلات الالتحاق وترتفع معدلات التسرب.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
نموذج بايلسا التعليمي
اتخذت ولاية بايلسا مسارًا مختلفًا وأطلقت "بايلسا برايم" هو اختصار لعبارة "بايلسا لتعزيز الإصلاح لتحسين وتحديث التعليم" وهو برنامج حكومي يهدف لتحويل جميع المدارس الابتدائية الحكومية بها إلى مؤسسات تعليمية فعالة، استجابة للوضع المتردي للتعليم الأساسي في الولاية.
تغيير جذري
أدخل البرنامج منهجية تدريس جديدة كليًا في مدارس الولاية الابتدائية الحكومية وحسن من دقة العملية التعليمية وبالتالي انعكست نتائجه على أداء الطلاب، وأصبحت الفصول الدراسية أكثر تشويقًا، وتوطدت العلاقة بين المعلم والطالب بفضل تعاونهما لتحقيق النتائج.
التحول التقني
يركز البرنامج على مهارات القراءة والكتابة والحساب لدى الأطفال في المدارس، ومن خلال توفير كتب مدرسية خاصة وتقنيات تدريس متقدمة، أصبحت المدارس بمثابة مراكز تقنية صغيرة، حيث يمتلك المعلمون أجهزة لوحية لتسجيل حضورهم وتوثيق الأنشطة الرئيسية في المدرسة بما يشمل درجات الامتحانات.
التركيز على البيانات
أصبحت البيانات حاليًا أساسًا لاتخاذ القرارات، بما يشمل مواعيد حضور المعلمين والمديرين ومدى التزامهم بإتمام الدروس وأداء الطلاب وغيرها، كما أن الدروس باتت موحدة في كافة المدارس وأكثر تنسيقًا ويتلقى المدرسون أدلة تعليمية ترسل إلى أجهزتهم اللوحية طوال الفصل الدراسي.
المتابعة والمراقبة
ويمكن البرنامج محافظ الولاية "دويي ديري" من التحقق من المؤشرات الأساسية في كافة المدارس من خلال جهازه اللوحي في مكتبه، ويتابع مدى تواجد المعلمين وممارسة عملهم، والاتصال بالمعلمين في حال غيابهم، والتحقق من أداء الطلاب في كل مدرسة.
انتقاد ثم تأييد
وهو ما دفع المعلمين في البداية لوصف البرنامج بأنه يهدف للمراقبة لأنهم لم يعودوا قادرين على التغيب عن المدرسة دون أن يلاحظهم أحد، لكن رؤيتهم تغيرت بعد ذلك خاصة وأن البرنامج حررهم من العديد من المهام الشاقة اليومية.
المراقبة ليست الهدف
لكن أوضحت الولاية أن الأدوات الرقمية وخطط الدروس المنظمة والمراقبة الآنية ليست ترفًا، بل ضرورية لضمان الجودة والإنصاف خاصة في بايلسا التي تتطلب التحديات التي تواجهها مثل التلوث النفطي والفيضانات الموسمية وانخفاض الكثافة السكانية حلولاً مرنة وقابلة للتكيف.
ماذا عن النتائج؟
خلال 19 أسبوعًا تعليميًا فقط، حقق "بايلسا برايم" انخفاضًا بنسبة 20% في عدد تلاميذ الصف الأول الابتدائي غير القادرين على قراءة كلمة واحدة، وارتفع عدد الطلاب المسجلين في المدارس الحكومية في الولاية من 25 ألف إلى أكثر من 40 ألف طالب.
الخلاصة
يرى المحافظ "ديري" أن التعليم جوهر التقدم الاجتماعي والاقتصادي وأن أي حكومة تفشل في إعطائه الأولوية يهدد الاستقرار الوطني، وأثبتت الولاية أن حل أزمة عدم الالتحاق بالمدارس لا يقتصر فقط على بناء المزيد من المدارس، ولكن أيضًأ من خلال تحسين نتائج المدارس القائمة، وتعزيز مصداقية نظام التعليم، لأن كل طفل يدخل الفصل الدراسي يستحق فرصة التعلم والنجاح وبناء مستقبل أفضل.
المصادر: "ذا نيجيريا إديوكشن نيوز" –لينكد إن –منصة INF - صحيفة "ذا نيشن" –"تايمز هاير إيديوكشن".
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: