شدّد سفير مملكة إسبانيا لدى البلاد، مانويل إرنانديث غمايو على عمق العلاقات الإسبانية – الكويتية ورسوخها، مبيناً أنها تقوم على القِيَم المشتركة والتقارب الثقافي وصلات الشعوب.
وأكد السفير غمايو، في حوار خاص مع «الراي»، أن المرحلة المقبلة ستشهد زخماً في التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي بين البلدين، بما يعزز الشراكة الثنائية في مختلف المجالات.
واستعرض السفير غمايو، أبرز محاور التعاون القائم والمستقبلي، وكشف عن خطوات عملية لتعزيز التبادل التجاري، وتوسيع الاستثمارات، وزيادة الحضور الأكاديمي والثقافي الإسباني في الكويت، إضافة إلى مساهمة بلاده في دعم جهود الكويت بمجال الأمن الغذائي.
مشاورات وزيارات
وقال إن العلاقات السياسية بين البلدين تشهد حراكاً متواصلاً، مبيناً أن جولة جديدة من المشاورات السياسية ستُعقد في مدريد خلال الأشهر المقبلة، في أعقاب جولة ناجحة استضافتها الكويت يوليو 2024. وأضاف أن الجانبين يعملان على الإعداد لزيارة رفيعة المستوى في المستقبل القريب، بما يعكس الحرص المشترك على تطوير التعاون السياسي والدبلوماسي.
وأشار إلى أن انعقاد اللجنة الاقتصادية المشتركة في الكويت في مايو الماضي، شكّل محطة بارزة في مسار العلاقات، حيث شاركت وفود رفيعة، برئاسة نائب وزير التجارة الإسباني ووكيل وزارة المالية الكويتي، وجرى عقد لقاء موسّع في غرفة تجارة وصناعة الكويت، أعقبه ملتقى تعارف لرجال الأعمال.
وأوضح أن الوفود ضمت شركات من قطاعات متعددة، في مجالات البنية التحتية المدنية، إدارة المياه، السكك الحديدية، الصحة، الزراعة الذكية، الطاقة المتجددة، الدفاع، الاتصالات والرادارات.
وقال إنه تم خلال الاجتماعات، طرح عدد من مذكرات التفاهم حول تنمية الصادرات الصناعية والتعاون الصناعي والتقييس، مشدداً على أنه يتم الآن «العمل على متابعة هذه النتائج، لتوسيع مجالات التعاون الاقتصادي وزيادة مساهمة الشركات الإسبانية في نهضة الكويت وازدهارها».
الرحلات المباشرة
وكشف السفير غمايو، عن أن حجم التبادل التجاري شهد قفزة كبيرة هذا العام، حيث تجاوزت الواردات الإسبانية من الكويت 650 مليون يورو خلال النصف الأول من 2025، بزيادة قدرها 280 في المئة عن الفترة ذاتها من العام الماضي، في حين بلغت الصادرات الإسبانية إلى الكويت 135 مليون يورو خلال الفترة نفسها، شملت منتجات متنوعة من المعدات الصناعية إلى السيراميك والعطور والسلع الفاخرة.
ولفت إلى أن الاستثمارات الكويتية في إسبانيا ما زالت تحافظ على حضور قوي، خصوصاً في قطاع العقارات والفنادق الفاخرة في مدريد وبرشلونة وماربيا، لافتاً إلى أن الكويتيين في صدارة مستثمري الخليج في العقار الإسباني.
وعن السياحة، أوضح أن إسبانيا استقبلت 55.5 مليون سائح خلال النصف الأول من 2025، وهو رقم قياسي غير مسبوق، مشيراً إلى أن الكويت «من الأسواق المهمة لنا، حيث بلغ عدد السياح الكويتيين 48500 زائر في 2024، ونتوقع زيادة طفيفة هذا العام».
وأشار إلى أن العلاقات بين الشعبين ستتعزز أكثر مع استئناف الرحلات المباشرة بين مدريد والكويت، إلى جانب الرحلات المباشرة إلى برشلونة والخط الموسمي إلى ملقا، معتبراً أن ذلك «سيسهم في تسهيل حركة السفر ويعزز الروابط الثقافية والاقتصادية».
التبادل الأكاديمي
في الجانب الأكاديمي، أكد السفير غمايو أن لدى إسبانيا 91 جامعة، تضم تخصصات بارزة في مجالات تهم الكويت، مثل الطب والبيوتكنولوجيا والطاقة المتجددة، مشيراً إلى اعتراف الكويت أخيراً بالشهادات الصادرة عن 45 جامعة إسبانية، وأن عدد الطلبة الكويتيين في إسبانيا بلغ 89 طالباً في 2023.
وأضاف: «نعمل حالياً على مذكرات تفاهم مع جامعة الكويت والمجلس الأعلى الإسباني للبحوث العلمية، إضافة إلى مذكرة تعاون في المجال الرياضي».
وقال إن التعاون الثقافي يشكّل ركناً أساسياً في علاقات البلدين، مشيراً إلى أن السفارة الإسبانية دعمت فعاليات موسيقية في مهرجان القرين ومسرح اليرموك، وتتعاون حالياً مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لتنظيم حفل موسيقي إسباني كلاسيكي.
ولفت إلى تزايد الإقبال على تعلم اللغة الإسبانية في الكويت، مشيراً إلى اعتماد مركز معهد سيرفانتس في المعهد الفرنسي بالكويت، كمركز امتحان رسمي لشهادة DELE المعترف بها دولياً.
وحول التعاون في مجال الأمن الغذائي، أكد السفير غمايو أن إسبانيا تُعد رابع قوة زراعية غذائية في أوروبا والعاشرة عالمياً، وتملك خبرات متقدمة في الزراعة الذكية، الري الفعّال، تحلية المياه، التكنولوجيا الحيوية، واللوجستيات المتطورة، بما يمكن أن يدعم رؤية الكويت في بناء منظومة غذائية مستدامة وفعّالة.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: