في خطوة رائدة على صعيد القطاعين المالي والتقني، أتمّت مملكة البحرين تجربة ميدانية ناجحة لاعتماد بنية تحتية رقمية جديدة للمدفوعات، بالتعاون بين مجموعة من المؤسسات الوطنية ، وجاءت هذه التجربة بوساطة خليج البحرين للتكنولوجيا المالية، وبالشراكة بين بنك البحرين الوطني، وبنك البحرين الإسلامي، وبنك البحرين والكويت، وشركة بنفت، كما حظيت المبادرة بالدعم الاستراتيجي من مجلس التنمية الاقتصادية، حيث تعزز هذه المبادرة مكانة مملكة البحرين كمركز إقليمي في مجال ابتكار أنظمة المدفوعات، باعتبارها أحد الركائز الأساسية في رؤية المملكة الرامية إلى أن تصبح مركزًا عالميًا للتكنولوجيا المالية.
وقد تم تنفيذ معاملات مالية عالية القيمة بالدينار البحريني بين مؤسسات كبرى مثل شركة ألمنيوم البحرين ألبا وشركة بابكو إنرجيز بشكل فوري وآمن ضمن بيئة اختبار مُنظَّمة، مما أثبت الإمكانات المتقدمة للمنصة في:
- خفض التكاليف: من خلال تقليل النفقات التشغيلية وتكاليف المعاملات.
- تعزيز الأمان: عبر توفير مدفوعات رقمية قابلة للبرمجة، شفافة وآمنة.
- العمل على مدار الساعة: بإلغاء التأخيرات التقليدية في التسوية وتجاوز قيود ساعات العمل.
ويُرسّخ هذا الإنجاز مكانة مملكة البحرين كدولة رائدة إقليميًا في مجال الابتكار المالي، كما يقدّم نموذجًا واضحًا لتحسين كفاءة المعاملات عالية القيمة المحلية والعابرة للحدود، وهو أحد الأهداف الرئيسية في استراتيجية المملكة لبناء منظومة مالية عالمية المستوى.
تقوم التكنولوجيا الأساسية التي تعتمد عليها المبادرة على نظام السجل الموزع الشامل من Google Cloud (Google Cloud Universal Ledger)، وهو نظام متقدم وعالي الكفاءة صُمم خصيصًا لقطاع الخدمات المالية، يتيح تنفيذ المعاملات في الوقت الفعلي وعلى مدار الساعة، بما يحقق كفاءة غير مسبوقة في إدارة الأموال والأصول.
ويهدف هذا النظام إلى تبسيط إدارة الحسابات وتسهيل التحويلات المالية العالمية ودمج العمليات التشغيلية بسلاسة مع الأنظمة المصرفية القائمة، دون أن يؤثر على ودائع أو أنشطة الإقراض لدى البنوك المشاركة، كما يتيح للمؤسسات المالية بناء وإطلاق خدمات مبتكرة لعملائها من خلال بنية تحتية سحابية آمنة وقابلة للتوسع تابعة لGoogle Cloud.
وتستعد البحرين في المرحلة المقبلة لتوسيع نطاق المبادرة لتشمل عددًا أكبر من البنوك المحلية، بما يسهم في إنشاء منظومة مدفوعات إقليمية متكاملة وقابلة للتشغيل البيني بالكامل، كما ستركز المرحلة التالية على توسيع المشاركة لتشمل مؤسسات مالية جديدة وشركات أخرى، إلى جانب إتاحة تنفيذ المعاملات عبر الحدود وبعملات متعددة على نطاق واسع، وتطوير حلول نقاط البيع (POS) التي تتيح للمستهلكين الاستفادة المباشرة من هذه التقنية.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: