نبض أرقام
11:46 م
توقيت مكة المكرمة

2025/10/10

تجارب تعليم رائدة .. كيف تعد إستونيا طلابها لعصر الذكاء الاصطناعي؟

2025/10/10 أرقام

في الوقت الذي تسعى فيه بعض الدول حول العالم لمنع استخدام الجوالات الذكية في المدارس من أجل عدم إهدار وقت الطلاب ودفعهم على التركيز في المواد الدراسية، يعتبر الجوال الذكي جزءًا لا يتجزأ من سياسة التعليم الرقمي الناجحة للغاية في إستونيا، التي قررت اعتبارًا من سبتمبر توفير وصول مجاني للطلاب لأدوات الذكاء الاصطناعي عالية الجودة.

 

 

نظام تعليمي ناجح

 

أصبحت الدولة الصغيرة -التي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليون نسمة- الأفضل أداءً في أوروبا في برنامج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لتقييم الطلاب الدوليين "بيزا" -الذي أجري عام 2022 ونشرت نتائجه بعد عام- متجاوزة جارتها فنلندا، وتتنوع أسباب نجاح إستونيا في مجال التعليم، منها تشجيع المعلمين للتلاميذ بنشاط على استخدام جوالاتهم كأداة تعليمية.

 

تجربة سابقة

 

في عام 1997، استثمرت إستونيا بصورة ضخمة في الحواسب والبنية التحتية للشبكات، وتم ربط كافة المدارس بالإنترنت سريعًا، والآن ينظر للجوالات الذكية والذكاء الاصطناعي باعتبارهما الخطوة التالية التي تنهي نظام التعليم القائم على الحفظ والتكرار والتطبيق الذي اعتمد عليه لمئات السنين.

 

التبني الرقمي

 

أطلقت إستونيا اعتبارًا من العام الدراسي الذي بدأ في الأول من سبتمبرمبادرة وطنية تسمى "قفزة الذكاء الاصطناعي" والتي تزود الطلاب والمعلمين بأدوات ومهارات تقنية على مستوى عالمي، وهي شراكة بين القطاعين العام والخاص تهدف لدمج مهارات وقدرات الذكاء الاصطناعي بسلاسة في قطاع التعليم.

 

خطة التنفيذ

 

يشمل البرنامج في البداية توفير الوصول المجاني لأدوات التعلم القائمة على الذكاء الاصطناعي إلى 20 ألف طالب وطالبة من الصفين العاشر والحادي عشر بالإضافة إلى 3 آلاف معلم، ثم تهدف الخطة لتوسيع نطاق البرنامج ليشمل طلاب الصف العاشر الجدد في العام الذي يليه والمدارس المهنية ما يضيف 38 ألف طالب وألفي معلم.

 

 

آلية التنفيذ

 

يتيح البرنامج للطلاب الوصول لتطبيقات الذكاء الاصطناعي الرائدة عالميًا للتعليم، لكن لن يؤدي ذلك لاستخدام الطلاب الأجهزة الذكية أكثر، بل سيتعلمون كيفية استخدامها لأغراض التعلم وليس للترفيه فقط، وبدأت وزارة التعليم والبحث المفاوضات مع شركات منها "أوبن إيه آي" و"أنثروبيك" مع خطط لإشراك شركات أخرى.

 

أهداف طموحة

 

من خلال البرنامج يتم تدريب المعلمين على هذه التقنية مع التركيز على التعليم الذاتي وأخلاقيات التكنولوجيا الرقمية ومحو أمية الذكاء الاصطناعي، ويرى المسؤولون أن هذا سيجعل إستونيا واحدة من أذكى الدول استخدامًا للذكاء الاصطناعي وليس فقط الأكثر تشبعًا بالتكنولوجيا.

 

الاستعداد للمستقبل

 

ذكرت "لينار فيك" المشاركة في المبادرة أن في سوق العمل المستقبلي، لن يكون المستفيدون هم من يستخدمون الذكاء الاصطناعي بكثرة، بل من يستخدمونه بذكاء، لذلك لا يمكن لنظام التعليم تجاهل التقنيات الجديدة أو حظرها.

 

 

دعوة للتكيف

 

أوضح "ألار كاريس" رئيس إستونيا أن الذكاء الاصطناعي غير العالم بشكل دائم، ومثل كافة القطاعات، يجب على نظام التعليم التكيف مع هذه التغييرات، وأن المبادرة لا تهدف لاستبدال المعلمين في الفصول الدراسية، بل تنمية التفكير النقدي لدى الطلاب وزيادة الوعي بالذكاء الاصطناعي.

 

معايير النجاح

 

ستعتمد إستونيا على عدة مقاييس لتقدير مدى نجاح أهداف البرنامج منها كيفية تبني المدارس والمعلمين للأمر، ومدى تحسن مهارات الطلاب والمعلمين، وما إذا كان سيصبح التعليم أكثر كفاءة وفعالية.

 

الخلاصة

 

تعمل إستونيا على إعداد شبابها لعصر الذكاء الاصطناعي، وتقدم نموذجًا لواحدة من أوائل الدول التي تدمج التكنولوجيا سريعة التطور والنمو بالكامل في نظامها التعليمي لتحسين مهمة المعلمين وتوفير تعليم متميز لكل طالب.

 

المصادر: موقع وزارة التعليم والبحث في إستونيا - الجارديان – موقع "إي إستونيا" – فاينانشال تايمز.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.