شهدت البورصات العالمية أداءً إيجابياً في أولى جلسات الأسبوع، مع هدوء مخاوف المستثمرين بشأن التصعيد التجاري بين الولايات المتحدة والصين، لكن حالة الحذر ظلت تسيطر على حركة الأسواق.
ارتفعت الأسهم الأمريكية في جلسة الإثنين، بعد تصريحات للرئيس "دونالد ترامب" قال فيها إنه لا يرغب في إلحاق ضرر بالصين، وذلك بعد أن قرر في نهاية الأسبوع الماضي فرض رسوم جمركية إضافية عليها بسبب تقييد بكين صادرات المعادن الأرضية النادرة.
كانت تصريحات "ترامب" التي أدلى بها يوم الأحد عاملاً داعماً دفع الأسهم الأوروبية إلى الارتفاع، إلى جانب هدوء الاضطرابات السياسية في فرنسا مع إعلان التشكيل الوزاري لحكومة "فرانسوا لوكورنو" الجديدة.
وفي آسيا، ضغط التصعيد التجاري الأخير على أداء أسواق البر الرئيسي للصين، لتتراجع رغم صعود قطاع المعادن النادرة، في حين أغلقت بورصة طوكيو أبوابها في عطلة رسمية احتفالاً بيوم الرياضة.
وعلى صعيد أسواق الطاقة، زادت أسعار النفط مدعومة بالهدوء الحذر الذي خيّم على المشهد التجاري، فيما أبقت منظمة الدول المُصدرة للبترول "أوبك" على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في عامي 2025 و2026 دون تغيير.
وبالنسبة للمعادن، ارتفعت أسعار الذهب إلى مستوى قياسي جديد متجاوزةً 4100 دولار للأوقية، وسط إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة نتيجة عدم اليقين التجاري، علاوة على توقعات واسعة النطاق بخفض الفيدرالي أسعار الفائدة خلال الاجتماع المقرر عقده هذا الشهر.
وارتفعت أسعار الفضة لتسجل أول إغلاق قياسي لها منذ عام 1980، أما عن الذهب الرقمي، فتحولت البيتكوين والعملات المشفرة للارتفاع مع هدوء المخاطر التجارية، وانحسار مخاوف المستثمرين بعد موجة البيع الحادة التي تعرض لها القطاع في نهاية الأسبوع الماضي.
اقتصادياً، أظهرت بيانات هيئة الجمارك الصينية نمو الصادرات في سبتمبر بأسرع وتيرة خلال 6 أشهر، مع نمو الواردات بوتيرة أبطأ، في دلالة على مرونة ثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم في مواجهة الحرب التجارية.
وأكد وزير الخزانة الأمريكي، "سكوت بيسنت"، أن الرئيس "ترامب" يستعد للقاء نظيره الصيني، "شي جين بينج"، في كوريا الجنوبية لاحتواء التوتر التجاري، مشيراً إلى أن الجانبين أجريا اتصالات مكثفة خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي.
من ناحية أخرى، أعربت وزيرة التجارة الكندية عن تفاؤلها بشأن إمكانية إبرام اتفاقيات تجارية قطاعية مع الولايات المتحدة، خاصة مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي التي تتمتع بأهمية كبيرة بالنسبة لـ "ترامب" وحزبه الجمهوري الحاكم.
وبعيداً عن ضجيج الأسواق، منحت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم جائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2025 إلى كلٍّ من "جويل موكير" و"فيليب أجيون" و"بيتر هويت" تقديراً لأبحاثهم التي فسّرت آليات النمو الاقتصادي المدفوع بالابتكار.
وفي عالمٍ تتسارع فيه الابتكارات، وتتحول فيه الأفكار إلى ثروات، فتحت جائزة هذا العام الباب أمام سؤال مهم: ما هو التدمير الخلّاق؟ وكيف يقود نهضة الغرب؟
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: