بين التفاؤل بانتهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة واندلاع موجة بيع في مختلف فئات الأصول، شهدت الأسواق العالمية أداءً متبايناً في رابع جلسات الأسبوع، وسط تقلص شهية المستثمرين للمخاطرة.
تراجعت الأسهم الأمريكية بنهاية جلسة الخميس، لتسجل أعمق خسارة يومية في أكثر من شهر، مع تقلص احتمالات خفض الفيدرالي أسعار الفائدة في ديسمبر، وذلك بعد تصديق الرئيس "دونالد ترامب" على موازنة مؤقتة لإعادة فتح الحكومة، رغم أن بعض التقديرات كانت تشير إلى العكس.
كما تعرضت وول ستريت لضغوط إضافية بسبب تفاقم المخاوف بشأن تضخم تقييمات شركات التكنولوجيا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، مما أدى إلى هبوط أسهم كبرى شركات القطاع، والتي تُعرف باسم "العظماء السبعة".
وبعد أن تلاشت الدفعة القوية من انتهاء الإغلاق الحكومي في مستهل التعاملات، تراجعت البورصات الرئيسية بالقارة العجوز مع انحسار موجة التفاؤل.
وفي آسيا، ارتفعت الأسهم اليابانية لتغلق عند مستوى قياسي جديد، مدفوعةً بتحسن المعنويات وأداء إيجابي في القطاع المصرفي، واقتفت أسواق البر الرئيسي للصين أثر بورصة طوكيو، مع ترقب إعلان الحكومة عن خطة شاملة لتعزيز قطاع بطاريات الطاقة المتجددة.
أما الذهب، فتراجع تحت وطأة موجة تسييل للأصول تزامناً مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية وانخفاض الأسهم، وسط إعادة تقييم المستثمرين لمراكزهم بعد انتهاء الإغلاق، مما أثّر سلباً على العملات المشفرة أيضاً، لتنخفض البيتكوين دون مستوى 100 ألف دولار.
وتلقت أسعار المعدن الأصفر بعض الدعم من انخفاض مؤشر الدولار، والذي أدى إلى ارتفاع سعر صرف العملة الصينية مقابل نظيرتها الأمريكية إلى أعلى مستوى منذ أسبوعين.
وعلى صعيد أسواق الطاقة، ارتفعت أسعار النفط مع اقتراب دخول العقوبات الأمريكية على أكبر شركتي نفط روسيتين، "لوك أويل" و"روسنفت"، حيز التنفيذ، مما حد من تداعيات مخاوف تُخمة المعروض العالمي من الذهب الأسود.
وفي سياق متصل، رفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو المعروض العالمي من الخام خلال عامي 2025 و2026، فيما أظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ارتفاع مخزون الولايات المتحدة من النفط خلال الأسبوع الماضي، مما يشير إلى تراجع الاستهلاك.
اقتصادياً، كشفت بيانات رسمية عن تباطؤ معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة إلى 0.1% في الربع الثالث من 0.3% في الربع الثاني، مع انكماش الاقتصاد بنسبة 0.1% في شهر سبتمبر فقط.
وبدأ اتحاد موظفي "ستاربكس" إضراباً مفتوحاً عن العمل في أربعين مدينة أمريكية، بعد فشل العاملين في التوصل إلى اتفاق مع سلسلة المقاهي بشأن ساعات العمل وزيادة الأجور، فيما أفادت تقارير صحفية بأن شركة "فيرايزون" تعتزم تسريح نحو 15 ألف موظف لخفض التكاليف.
وأعلن مدير المجلس الاقتصادي الوطني في البيت الأبيض، "كيفن هاسيت"، أن تقرير الوظائف لشهر أكتوبر سيُنشر دون احتساب معدل البطالة بسبب تعذّر إجراء مسح رئيسي، مما يفتح الباب أمام سؤال مهم: كيف أثر الإغلاق الحكومي على دقة البيانات الأمريكية؟
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: