كشف تقرير حديث صادر عن "كامكو إنفست" عن أداء أسواق النفط العالمية لشهر نوفمبر 2025، مبرزاً حركة الأسعار صعوداً وهبوطاً وسط تخمة الإمدادات والمخاوف المتزايدة من التوترات التجارية.
قال التقرير إن النفط، بعد تسجيله لمكاسب هامشية خلال الأسبوع الثاني من الشهر على خلفية التوترات الجيوسياسية، عاد هذا الأسبوع ليسجل أداءً ضعيفاً مرة أخرى.
أضاف التقرير أن هذا التراجع يعزى بشكل أساسي إلى تعرض السوق لضغوط متعلقة بتخمة الإمدادات، وهي المخاوف التي أكدتها معظم التوقعات الأخيرة من الخبراء والمحللين.
علق محللون على جانب الطلب بأن مؤشرات إيجابية قد برزت، حيث توقعوا استمرار نمو استهلاك الوقود الأحفوري لعقود مقبلة، مما يشير إلى أن الطلب على النفط لا يزال قوياً على المدى الطويل على الرغم من التقلبات الحالية.
تابع التقرير موضحاً أن تراجع الأسعار يعكس استئناف الصادرات من أحد الموانئ الروسية التي تعرضت لهجوم الأسبوع الماضي، وهو ما أضاف كميات جديدة إلى السوق.
وأشار التقرير أيضاً إلى أن زيادة مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة، للأسبوع الثاني على التوالي حتى 7 نوفمبر 2025، ولخمسة أسابيع من أصل الأسابيع السبعة السابقة، قد شكلت عامل ضغط إضافي على أسعار النفط الخام، مما زاد من قلق المستثمرين بشأن فائض المعروض.
تُظهر هذه التطورات أن أسواق النفط العالمية لا تزال عرضة لتقلبات حادة متأثرة بالعوامل الجيوسياسية والاقتصادية وسلاسل الإمداد.
واستمر تراجع أسعار النفط الخام رغم ضعف الطلب في الآونة الأخيرة حيث لم يزداد سعر برميل النفط الخام سوى 65 دولار أمريكي للبرميل للأسبوع الثالث على التوالي. وجاء التفاؤل الجزئي الذي شهدته الأسواق الأسبوع الماضي مدفوعاً بإعادة فتح الحكومة الأمريكية وما قد يترتب على ذلك من تأثيرات على مستوى الطلب، إلى جانب الهجمات التي استهدفت مصافي التكرير الروسية والتي قدمت دعماً إضافياً للأسعار، لا سيما لمنتجات الوقود المكرر.
ووفقاً لوكالة الطاقة الدولية، تراجعت معدلات تشغيل المصافي عالمياً بمقدار 2.9 مليون برميل يومياً إلى 81.5 مليون برميل يومياً خلال الشهر الماضي، نتيجة للأعطال غير المخططة وأعمال الصيانة الدورية واضطرابات الإنتاج في روسيا، إلا أنه على الرغم من ذلك، أظهرت البيانات أن تخمة المعروض في سوق النفط كانت أقوى أي علاوة سعر مرتبطة بالمخاطر الجيوسياسية والعقوبات.
وعلى صعيد الاتجاهات الشهرية للأسعار، شهد متوسط أسعار النفط الخام تراجعات حادة في أكتوبر 2025 بعد التحسن الهامشي الذي سجلته الأسعار في سبتمبر 2025. إذ انخفض متوسط سعر العقود الفورية لمزيج خام برنت بنسبة 4.8 في المائة ليصل إلى 64.6 دولار أمريكي للبرميل خلال شهر أكتوبر، في أكبر تراجع شهري يتم تسجيله منذ خمسة أشهر، مقارنة بمتوسط بلغ 67.9 دولار أمريكي في سبتمبر 2025.
وفي المقابل، سجل متوسط سعر سلة الأوبك تراجعاً أكبر بلغت نسبته 7.4 في المائة ليصل إلى 65.2 دولار أمريكي للبرميل، مقابل 70.4 دولار أمريكي الشهر السابق. كما شهد خام التصدير الكويتي أكبر انخفاض، بتراجع بلغت نسبته 8.5 في المائة ليصل في المتوسط إلى 66.0 دولار أمريكي للبرميل في أكتوبر مقابل 72.2 دولار أمريكي في سبتمبر 2025.
أما على صعيد الأداء خلال العشرة أشهر الأولى من العام، تراجعت الأسعار العالمية للنفط بمعدلات ثنائية الرقم، إذ انخفض متوسط سعر العقود الفورية لمزيج خام برنت بنسبة 14.4 في المائة على أساس سنوي، فيما تراجع سعر سلة خام الأوبك بنسبة 12.8 في المائة.
أما على صعيد التوقعات المستقبلية، فأظهرت تقديرات الإجماع خفض التوقعات الخاصة بأسعار مزيج خام برنت في العام 2026، بينما ظلت توقعات الربع الرابع من العام 2025 مستقرة دون تغيير يذكر. وبلغ متوسط توقعات المحللين لسعر مزيج خام برنت في الربع الرابع من العام 2025 نحو 63.0 دولار أمريكي للبرميل، قبل أن يتراجع إلى 60.7 دولار أمريكي في الربع الأول من العام 2026
.
ظلت توقعات نمو الطلب العالمي على النفط للعام 2025 دون تغيير وفقاً لأحدث تقرير شهري صادر عن الأوبك، مع توقع نمو قدره 1.3 مليون برميل يومياً ليصل الطلب إلى 105.1 مليون برميل يومياً خلال العام، إلا أن التوقعات شهدت تعديل البيانات الفصلية لأول ثلاث فترات ربع سنوية لهذا العام بما يعكس البيانات الفعلية الواردة من الدول.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: