خيّم الحذر على الأسواق العالمية في ثالث جلسات الأسبوع، مع ترقب المستثمرين نتائج أعمال "إنفيديا"، ومحضر الاجتماع الأخير للاحتياطي الفيدرالي، الذي أضفى مزيداً من الضبابية على آفاق التيسير النقدي في أكبر اقتصاد على مستوى العالم.
ارتفعت المؤشرات الأمريكية في ختام تعاملات الأربعاء بعد أربع جلسات من التراجع، مع هدوء مخاوف المستثمرين بشأن تشكُّل فقاعة في قطاع التكنولوجيا، وذلك بدعم من صعود سهم "ألفابت" بعد أن طرحت مالكة "جوجل" إصداراً جديداً من نموذج الذكاء الاصطناعي "جيميناي".
جاء ذلك بينما كانت وول ستريت تترقب صدور نتائج أعمال "إنفيديا" بعد الإغلاق، والتي أظهرت قفزة بأكثر من 62% في الإيرادات الفصلية بدعم من أداء فاق التوقعات لأعمال مراكز البيانات والحوسبة.
وقبل صدور نتائج أعمال "إنفيديا"، تركزت أنظار المستثمرين على محضر اجتماع الفيدرالي في أكتوبر، والذي أظهر انقسام الرؤى حول مسار التيسير النقدي، وسط تغير ميزان المخاطر بين سوق العمل التي "تهدأ تدريجياً"، والتضخم الذي لا يزال أعلى من المستوى المستهدف.
على الجانب الآخر من الأطلسي، تباين أداء البورصات الأوروبية الرئيسية في ظل حالة الترقب، إلى جانب تقييم بيانات أظهرت تباطؤ التضخم في المملكة المتحدة خلال أكتوبر للمرة الأولى في سبعة أشهر، مما يعزز احتمالات خفض بنك إنجلترا أسعار الفائدة في اجتماع ديسمبر.
في آسيا، تراجعت بورصة طوكيو بضغط من أسهم شركات التكنولوجيا، وارتفاع عوائد الديون السيادية بسبب خطط زيادة الإنفاق وتوتر العلاقات مع الصين، التي ارتفعت بورصاتها بدعم من قطاع المأكولات البحرية، وسط تكهنات حول استفادته من الأزمة المتصاعدة مع اليابان.
وعلى صعيد أسواق الطاقة، تراجعت أسعار النفط بأكثر من 2% على خلفية تقارير أفادت بأن إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" تعمل سراً، وبالتنسيق مع روسيا، على وضع خطة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، في خطوة قد تمهد لزيادة تدفقات النفط من موسكو.
أما عن الذهب، فارتفعت أسعار المعدن النفيس مع تقييم آفاق السياسة النقدية الأمريكية، رغم تقلّص احتمالات خفض الفيدرالي أسعار الفائدة في ديسمبر، مما تسبب، إلى جانب عزوف المستثمرين عن الأصول الخطرة، في استمرار هبوط العملات المشفرة.
اقتصادياً، كشفت بيانات رسمية عن تراجع عجز الميزان التجاري الأمريكي 24% في أغسطس، فيما أعلن مكتب إحصاءات العمل أن بيانات الوظائف لشهر أكتوبر لن تُنشر كاملة بسبب تداعيات الإغلاق الجزئي للحكومة الفيدرالية.
ورفعت وكالة "موديز" توقعاتها لنمو اقتصاد الولايات المتحدة، مشيرةً إلى زخم إنفاق الأسر واستثمارات الذكاء الاصطناعي في مواجهة تباطؤ التوظيف والدخل، قائلة إنها تتوقع نمواً قوياً لأكبر اقتصادين في العام، الأمريكي والصيني، خلال عام 2026.
وأعلن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" خلال منتدى الاستثمار الأمريكي - السعودي 2025، عن توقيع اتفاقيات بين الولايات المتحدة والمملكة في مجالات حيوية، منها الطاقة النووية، والمعادن النادرة، والذكاء الاصطناعي.
وبينما تستمر تقلبات الأسواق، تواصل الصين تعزيز احتياطياتها من الذهب في الخفاء، تاركةً العالم يتساءل: هل تستعد بكين لشيء ما؟
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: