نبض أرقام
01:10 م
توقيت مكة المكرمة

2025/11/20
2025/11/19

وزير الصناعة: إحلال واردات بقيمة ملياري دولار

07:22 ص (بتوقيت مكة) الأيام

انطلقت صباح أمس فعاليات “فرص التوطين الصناعي صنع في البحرين”، بمشاركة واسعة من القيادات التنفيذية في كبرى الشركات الصناعية الوطنية، وحضور رفيع من الجهات المعنية بتنمية القطاع الصناعي. وتركّز الفعالية على تعزيز جسور التعاون بين المصانع الكبرى والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وذلك عبر استعراض احتياجات هذه المصانع من المنتجات وقطع الغيار القابلة للتصنيع محليًا، بما يسهم في تطوير سلاسل التوريد الوطنية، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، ونقل المعرفة الفنية، ورفع القدرات الصناعية المحلية، وصولًا إلى تحقيق الاستدامة المنشودة للقطاع الصناعي.

وشهدت الفعالية تنظيم معرض مصاحب شاركت فيه مجموعة من أبرز الشركات الصناعية البحرينية، من بينها: شركة ألمنيوم البحرين (ألبا)، شركة نفط البحرين (بابكو)، شركة أميري للصناعات، شركة الخليج لصناعة وإصلاح السفن (أسري)، شركة الخليج لدرفلة الألمنيوم (جارمكو)، وشركة الخليج لصناعة البتروكيماويات (جيبك)، حيث استعرضت الشركات متطلباتها وفرص التعاون مع المصنعين المحليين.


وأكد وزير الصناعة والتجارة عبدالله فخرو أن الملتقى يمثل أحد أهم المشاريع الاستراتيجية للوزارة، إذ يدعم توجهات تعزيز التوطين الصناعي ورفع المحتوى المحلي لتحقيق اقتصاد أكثر قوة واستدامة. وأشار إلى التقدم الملحوظ الذي أحرزه القطاع الصناعي بفضل الرعاية السامية من حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم، والدعم المستمر من صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بما أسهم في ترسيخ بيئة صناعية قادرة على الإنتاج والابتكار وخلق القيمة الوطنية. كما أشار إلى أثر الشراكة الصناعية التكاملية في تعزيز حضور المنتج البحريني بالأسواق الإقليمية.

كما أوضح أن الوزارة قامت بتحديث ضوابط إعفاء مدخلات الصناعة لتسهيل وصول المصانع للاحتياجات اللازمة للإنتاج وتقليل التكلفة ورفع تنافسية المنتج المحلي، إلى جانب الإعلان عن سلسلة من الفرص الاستثمارية الصناعية التي تستهدف قطاعات استراتيجية وتتيح إحلال واردات بقيمة تصل إلى 2 مليار دولار عبر منتجات وطنية تلبي احتياجات السوق المحلي وتوسع قاعدة الإنتاج. وأضاف أن الفترة الماضية شهدت إقبالًا متزايدًا من المستثمرين وتوقيع اتفاقيات جديدة لتأسيس مصانع في مجالات حيوية سيكون لها أثر مباشر على الاقتصاد الوطني.


بدوره، أكد رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين سمير ناس أن الفعالية تُعد محطة مهمة في مسيرة الغرفة لدعم التنمية الصناعية، وفتح مجالات استثمارية واعدة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة عبر ربطها بالمصانع الكبرى، بما يسهم في بناء منظومة صناعية متكاملة تعتمد على الابتكار والإنتاج المحلي وتعزز كفاءة سلسلة التوريد الوطنية.

ومن جانبه، أوضح رئيس لجنة الصناعة والطاقة بالغرفة فريد بدر أن الفعالية تأتي في توقيت مهم يعزز قناعة راسخة بأهمية التصنيع المحلي كركيزة لتحقيق الأمن الاقتصادي والاستدامة. وأكد أن المبادرة ليست مجرد لقاء أعمال، بل خطوة استراتيجية نحو بناء منظومة متكاملة لتوطين سلاسل التوريد وتقليل الاعتماد على الواردات الخارجية، مع الحفاظ على أعلى معايير الجودة. وأشار إلى أن التعاون بين القطاعين العام والخاص هو مفتاح النجاح لتحقيق رؤية البحرين الاقتصادية 2030، موضحًا أن اللجنة تعمل مع الجهات الحكومية لتطوير البيئة التشريعية والتنظيمية المشجعة على التصنيع والاستثمار الصناعي ونقل التكنولوجيا.

وفي تصريح لها على هامش الفعالية، أكدت دلال الغيص، الرئيس التنفيذي لبنك البحرين للتنمية، أن مشاركة البنك تأتي انطلاقًا من دوره المحوري في تعزيز التوطين الصناعي باعتباره ركيزة أساسية لاستراتيجية البنك. وأوضحت أن البنك يوفّر حلولًا مصرفية مبتكرة تدعم الشركات والمصانع في الوصول إلى الاستدامة والجاهزية وفق معايير الجودة المطلوبة. وذكرت أن البنك يعمل على دعم المصانع الصغيرة لتلبية احتياجات المصانع الكبرى، من خلال حلول سلاسل الإمداد وتمويل الفواتير، بالإضافة إلى إعادة جدولة التدفقات النقدية بما يتناسب مع الشركات البحرينية.


وفي السياق ذاته، أوضح فريد بدر رئيس لجنة الصناعات بالغرفة أن الفعالية جاءت تتويجًا لعام كامل من الجهود، استنادًا إلى دراسة كشفت أن البحرين تستورد ما يقارب 2 مليار دولار من قطع الغيار سنويًا. وأشار إلى وجود فرصة استثمارية كبيرة للمصانع الصغيرة لتصنيع ما يقارب 100 مليون دولار محليًا خلال المرحلة الأولى، بما يدعم الاقتصاد ويوفّر فرص عمل للمواطنين. وأضاف أن الشركات الكبرى بدأت تتجه بوعي أكبر لدعم الصناعة الوطنية، فيما يتطلب من المصانع الصغيرة والمتوسطة توسيع قدراتها الإنتاجية لتلبية الطلب المتزايد. كما كشف عن خطة طموحة للوصول إلى تصنيع 100 مليون دولار في السنة الأولى، ثم 200 مليون في الثانية، و300 مليون في الثالثة.


من جانبه، أكد علي البقالي الرئيس التنفيذي لشركة ألبا، توقيع اتفاقية جديدة بين الشركة ومصنعين بحرينيين هما شركتا الجسور وأميري إندستري، بما يسهم في إدخالهم مجال إنتاج قطع رئيسية لتوريدها لـ”ألبا”. وأوضح أن هذه الاتفاقيات تدعم المصنعين المحليين وتعزز توجه المملكة نحو توطين الصناعة عبر تعزيز كفاءة سلاسل الإمداد والحد من التأخير في الحصول على المواد. وأشار إلى أن التعاون مع المنتجين المحليين يخفض التكاليف بنسبة تتراوح بين 10% إلى 20%، ويقلل الحاجة لتخزين كميات كبيرة من القطع. كما لفت إلى تحديات السوق، أبرزها محدودية عدد الشركات الصغيرة المتخصصة في التصنيع، معربًا عن أمله في أن تسهم هذه المبادرات في تحفيز نمو القطاع الصناعي المحلي.


وتضمّنت الفعالية جلسة حوارية شارك فيها عدد من المتحدثين البارزين، منهم: دلال الغيص – الرئيس التنفيذي لبنك البحرين للتنمية، علي البقالي – الرئيس التنفيذي لشركة ألبا، إبراهيم خليل – الرئيس التنفيذي للعمليات بشركة جارمكو، أكبر جعفري – الرئيس التنفيذي لشركة جافكون، محمد شعبان – الرئيس التنفيذي لمصنع الجسر للخدمات الصناعية، بالإضافة إلى خالد القاسمي – مدير إدارة التنمية الصناعية بوزارة الصناعة والتجارة.

كما شاركت في المعرض مجموعة من الجهات الداعمة للقطاع الصناعي، من بينها وزارة الصناعة والتجارة، صندوق العمل “تمكين”، صادرات البحرين، بنك البحرين للتنمية، شركة تسهيلات البحرين، وشركة الأمل القابضة.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.