شهدت الأسواق العالمية تقلبات واسعة النطاق في رابع جلسات الأسبوع، بين التفاؤل بنتائج أعمال "إنفيديا"، وتجدد مخاوف تضخم تقييمات شركات التكنولوجيا، وضبابية آفاق التيسير النقدي بالولايات المتحدة.
انخفضت مؤشرات سوق الأسهم الأمريكية في ختام تعاملات الخميس، مع عودة المخاوف من فقاعة الذكاء الاصطناعي للواجهة، لتمحو آثار الدفعة القوية التي تلقتها وول ستريت من الأداء القوي لأعمال "إنفيديا"، في وقت تراجعت فيه توقعات خفض الفيدرالي للفائدة خلال اجتماع ديسمبر.
بالتوازي مع ذلك، أظهر تقرير الوظائف لشهر سبتمبر، الذي تأخر صدوره بسبب إغلاق الحكومة، إضافة الاقتصاد الأكبر في العالم 119 ألف وظيفة، متجاوزاً توقعات إضافته 50 ألفاً بفارق كبير.
لكن رياح البيانات أتت بما لا تشتهي وول ستريت؛ حيث ارتفع معدل البطالة في سبتمبر إلى أعلى مستوى منذ نحو 4 سنوات، فيما عدّل مكتب إحصاءات العمل إجمالي الوظائف المُضافة في الشهرين السابقين بالخفض بمقدار 33 ألفاً.
في القارة العجوز، ارتفعت الأسهم الأوروبية مدفوعة بأداء إيجابي في قطاع التكنولوجيا، أما في آسيا، زاد مؤشر "نيكي 225" الياباني لأول مرة في 5 جلسات، بينما تراجعت بورصات البر الرئيسي للصين بضغط من التوترات السياسية بين طوكيو وبكين.
وتزامنت التحولات في المشهد الاقتصادي الأمريكي مع توالي تحذيرات صناع السياسة النقدية من مُضي الفيدرالي في طريق تيسير تكاليف الاقتراض، حيث يظل التضخم مرتفعاً في وقت دفعت فيه مخاوف ضعف سوق العمل البنك المركزي لخفض الفائدة كإجراء احترازي.
من ناحية أخرى، تتزايد معاناة الأمريكيين من ارتفاع تكاليف المعيشة في خضم هذا الوضع المضطرب، مما دفع نائب الرئيس، "جيه دي فانس"، إلى التأكيد على أن الحكومة تُدرك الأزمة، فيما حذّرت "وول مارت" من تفاقمها في ظل اتساع الفجوة بين القادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية، وغير القادرين.
على صعيد آخر، عرضت الولايات المتحدة خطة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية على الرئيس الأوكراني "فلوديمير زيلينسكي"، بعد أن كثفت واشنطن مؤخراً جهودها للتوسط في حل النزاع الممتد منذ قرابة 4 سنوات، مما دفع أسعار النفط للانخفاض.
أما أسعار الذهب، فتراجعت مع انحسار توقعات التيسير النقدي في أمريكا، واقتفت العملات المشفرة أثر المعدن النفيس وسط عزوف المستثمرين عن المخاطرة في ظل استمرار موجة البيع الحادة التي يشهدها القطاع.
وفيما يتعلق بثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم، أبقى بنك الشعب الصيني أسعار الفائدة على القروض قصيرة ومتوسطة الأمد دون تغيير للشهر السادس على التوالي، بينما أفادت تقارير صحفية بأن بكين تدرس حزمة إجراءات جديدة لدعم السوق العقارية.
وبينما ينشغل العالم بتقلبات الأسواق، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن خطة لخفض إجمالي قوتها العاملة بنحو 25%، سعياً لتنفيذ إصلاحات داخلية بعد انسحاب أكبر مموليها، الولايات المتحدة، مما يعكس الضغوط المكثفة التي تواجه المنظمة الأممية.
وفي ظل تراجع معدلات الخصوبة عالمياً، تتشكل خارطة ديموغرافية جديدة بصمت، تاركة السؤال الأهم: هل يواجه العالم خطراً وجودياً بسبب أزمة المواليد؟
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: