أتاحت وزارة الطاقة للصناعيين في لبنان مؤخراً استيراد زيت الوقود الثقيل "الفيول" مباشرةً لتخفيض كلفة الإنتاج بما يتراوح بين 20% و22%، بحسب وزير الصناعة جو عيسى الخوري.
وأوضح الخوري في مقابلة مع "الشرق" على هامش القمة العالمية للصناعة 2025 في الرياض، أن الإجراء نُفّذ عبر اتفاق بين وزارة الطاقة وجمعية الصناعيين، مشيراً إلى أن السماح بالاستيراد المباشر يشكّل المرحلة الأولى من خطوات خفض كلفة الإنتاج على المصانع.
والفيول هو زيت وقود ثقيل ينتج من بقايا تكرير النفط بعد فصل المشتقات الخفيفة مثل البنزين والديزل.
وأضاف الوزير اللبناني أن البلاد بدأت التحضير لانتقال معامل إنتاج الكهرباء إلى الغاز، إلا أن التنفيذ مرتبط بالوضع السياسي والأمني في لبنان لجذب المستثمرين.
يواجه لبنان أزمة مزمنة بقطاع الكهرباء، تفاقمت إثر الهجمات الإسرائيلية منذ 2023. وتطبق الحكومة تقنيناً شديداً في استهلاك الطاقة منذ عقود، وسط تعطل خطط الإصلاح، لتصل الأزمة إلى ذروتها عقب الانهيار المالي الذي ضرب البلاد عام 2019.
وتشكل الطاقة أحد أهم العوائق أمام قطاع الصناعة اللبناني وتنافسية منتجاته، إذ تصل كلفة الكيلوواط إلى نحو 30 سنتاً، مقارنةً بحوالي 5 سنتات في تركيا، و4 سنتات في مصر، وما دون ذلك في السعودية والإمارات، حسبما ذكر الوزير.
خسائر قطاع الصناعة اللبناني
يراهن لبنان على الدعم الدولي لاستنهاض كافة قطاعاته الاقتصادية، بعد أن تفاقمت معاناته بفعل الحرب الأخيرة بين إسرائيل و"حزب الله"، والتي تسببت في خسائر وأضرار تُقدّر بنحو 11 مليار دولار، بحسب تقديرات البنك الدولي. أما خسائر قطاع الصناعة فتُقدّر بنحو 15% من هذه الكلفة ما يعادل حوالي 1.6 مليار دولار، بحسب عيسى الخوري.
في خطوةٍ تخدم الهدف نفسه، والمتمثل بدعم القطاع وتنافسيته، تطرق الوزير إلى "الخطة الصناعية الوطنية" التي تمتد لخمس سنوات، وتشمل تطوير الصناعات البديلة، والاقتصاد الأخضر، وإعادة التدوير، إضافة إلى إجراءات تهدف إلى تخفيض كلفة الإنتاج على الصناعيين.
يضم القطاع نحو 7 آلاف مصنع، وأكثر من 250 ألف عامل وموظف، ويساهم بحوالي 10 مليارات دولار في الاقتصاد وفق الوزير، موضحاً أن قيمة الصادرات الصناعية تتراوح بين 2 و3 مليارات دولار سنوياً.
وقال الخوري إن العجز التجاري في لبنان بلغ خلال آخر 20 سنة نحو 15 مليار دولار سنوياً، موضحاً أن لبنان يستورد ما يقارب 80% من الغذاء الذي يستهلكه. وأشار إلى أن الصناعات الطبية في لبنان متطورة، لكن البلاد ما زالت تستورد نحو 77% من الأدوية المستهلكة محلياً.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: