ارتفعت الأسواق العالمية في ثاني جلسات الأسبوع، مدعومةً بتقدم جهود الوساطة الأمريكية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وبتصاعد آمال التيسير النقدي في الولايات المتحدة.

سجلت الأسهم الأمريكية أداءً إيجابياً في ختام تعاملات الثلاثاء، بدعم من توقعات خفض الفيدرالي أسعار الفائدة في ديسمبر بسبب مؤشرات ضعف سوق العمل، لاسيما بعد أن فقد القطاع الخاص 13.5 ألف وظيفة أسبوعياً في المتوسط خلال الأسابيع الأربعة المنتهية في 11 نوفمبر.
كما أظهرت بيانات رسمية تباطؤ وتيرة ارتفاع مبيعات التجزئة في سبتمبر، مع استقرار المعدل السنوي لتضخم أسعار المنتجين، وانخفاض ثقة المستهلكين في نوفمبر إلى أدنى مستوى منذ أبريل، بما يعكس انتقال كفة المخاطر الاقتصادية نحو ضعف سوق العمل والطلب الاستهلاكي أكثر من الضغوط التضخمية.
وتلقت وول ستريت دعماً إضافياً من استمرار تحسن ثقة المستثمرين في قطاع التكنولوجيا، مع صعود سهم "ألفابت" إلى مستوى قياسي بعدما كشفت تقارير أن "ميتا" تتفاوض مع الشركة على شراء رقائق الذكاء الاصطناعي التي طورتها "جوجل"، وهو ما ضغط في المقابل على سهم "إنفيديا" بفعل مخاوف من تراجع هيمنتها على السوق.

وفي القارة العجوز، ارتفعت الأسواق الرئيسية مدفوعةً بتحسن معنويات المستثمرين، عقب تقارير أشارت إلى قبول أوكرانيا بالخطة الأمريكية المُعدّلة للسلام مع روسيا، في حين لوّحت موسكو بإمكانية رفضها إذا خلت من المبادئ التي جرى الاتفاق عليها مع واشنطن في قمة ألاسكا.
أما في آسيا، تباينت مؤشرات الأسهم اليابانية مع ارتفاع عوائد السندات السيادية بعد عودة بورصة طوكيو من عطلة رسمية، إلى جانب تصاعد التوترات الدبلوماسية مع الصين.
وعلى صعيد أسواق ثاني أكبر اقتصاد بالعالم، ارتفعت بورصات البر الرئيسي للصين بقيادة أسهم قطاع التكنولوجيا، مستفيدة من تأكيد الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" على قوة العلاقات الثنائية خلال اتصاله الهاتفي بنظيره الصيني "شي جين بينج" مطلع الأسبوع.

وانعكست تطورات مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا سلباً على أسعار النفط، وسط توقعات بأن انتهاء الحرب قد يُخفف العقوبات الغربية على قطاع الطاقة الروسي، وبالتالي زيادة الإمدادات العالمية في وقت تزايدت فيه المخاوف من تُخمة المعروض.
وفيما يتعلق بالذهب، صعدت العقود الآجلة للمعدن الأصفر وسط توقعات خفض الفيدرالي للفائدة، إضافة إلى توارد تقارير تفيد بأن دوائر صنع القرار في واشنطن تعتبر مدير المجلس الاقتصادي في البيت الأبيض، "كيفن هاسيت"، المرشح الأوفر حظاً لرئاسة الفيدرالي، تمهيداً لتطبيق رؤى الرئيس "دونالد ترامب" فيما يتعلق بالتيسير النقدي.

جاءت هذه الأنباء بالتوازي مع تصريحات لوزير الخزانة "سكوت بيسنت"، قال خلالها إن "ترامب" قد يُعلن عن اسم المرشح لرئاسة الفيدرالي قبل عيد الميلاد في 25 ديسمبر المقبل، وإن النظام الذي يعتمد عليه البنك لإدارة أسعار الفائدة بات يُعاني تعقيداتٍ متزايدة ويحتاج إلى تبسيطٍ عاجل.
وفي تطور إيجابي على صعيد حركة التجارة العالمية، أعلنت شركة "ميرسك" أنها ستتخذ خطوات لاستئناف الملاحة في البحر الأحمر عبر قناة السويس حالما تسمح الظروف بذلك، مُشيدةّ بما وصفته بالتقدم الكبير في الملفين المتعلقين بغزة وباب المندب.
ومع تركّز الأنظار على الاجتماع المقبل للفيدرالي، تتزايد التكهنات بشأن رفع بنك اليابان أسعار الفائدة في وقت ارتفعت فيه عوائد الديون، وتبنت الحكومة الجديدة سياسات اقتصادية توسعية، ما يضع الأسواق أمام سؤال جوهري: هل تنذر هذه التطورات بأزمة عالمية جديدة؟
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: